كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، عن ظهور عقبة جدية في طريق تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. وجاء في المقال: أيدت المملكة العربية السعودية رفض الكويت الاعتراف بالمطالبات الإيرانية بمخزونات الغاز المتنازع عليها في الخليج. فقد ذكر دبلوماسيون من المملكة أن الرياض والكويت لهما حقوق حصرية في حقل الدرة (الاسم الإيراني هو أراش).

ربما حفزت كلمات الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خجستهمهر، الجدل. فكان قد أعلن مؤخرًا أن عملاق النفط والغاز الذي يترأسه بدأ الاستعدادات الكاملة لمباشرة العمل في منطقة حقل الدرة. وأوضحت صحيفة “الجريدة”، نقلاً عن مصدر في شركة النفط الوطنية الإيرانية، أن طهران تبنت مثل هذا القرار بسبب عدم استعداد الرياض والكويت للتفاوض. وقد ذكّر الباحثون في معهد AGSIW بواشنطن بمآل الخلاف السابق بين الكويت والمملكة العربية السعودية حول المنطقة المحايدة، والذي يمكن تسميته بالخفيف نسبيًا نظرًا لكونه بين شريكين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فحتى ذلك الخلاف تطلب جهدًا استمر ست سنوات لحله. ويقول تقرير AGSIW: “إذا أصرت الكويت والمملكة العربية السعودية على موقفهما، فستحتج إيران”. ويستبعد الخبراء أن تتخلى الكويت عن اعتراضاتها، الأمر الذي سيخلق مواجهة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي. لهذا النزاع المتجدد أهمية خاصة في سياق الواقع السياسي المتغير في منطقة الخليج. فقد أعادت الكويت العلاقات الثنائية مع إيران في العام 2022، وقررت المملكة العربية السعودية إلغاء تجميد الاتصالات مع الجمهورية الإسلامية في مارس من هذا العام، بوساطة الصين. ورأى المحللون في الصفقة الأخيرة خطوة كبيرة لتفادي الصراع الإقليمي. لكن التصريحات القاطعة حول حقل “الدرة” تقول بصعوبة أن تتمكن حتى صفقة سلام رفيعة المستوى من تسوية كل القضايا المعقدة. (روسيا اليوم)

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إعادة حسابات.. إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها حسن نصر الله

أوضحت شبكة "سي إن إن" الإخباري، اليوم السبت، أن عملية الاغتيال الجريئة التي نفذتها إسرائيل لقتل الأمين العام لحزب الله أمس الجمعة، هزت حزب الله ووجهت له الضربة الأشد منذ تأسيسه.

وقالت إن "هذا دفع داعميها الإيرانيين، إلى التحذير من أن إسرائيل دخلت مرحلة خطيرة من الصراع بتغيير قواعد الاشتباك". في وقت تتزايد فيه الأسئلة عن طبيعة وكيفية الرد الإيراني.

Hezbollah has confirmed the death of its leader Hassan Nasrallah, after Israel said he was killed in an airstrike on Fridayhttps://t.co/733VzVZU9O

— CNN (@CNN) September 28, 2024 تراجع حزب الله

ووفق الشبكة، زعم الجيش الإسرائيلي أن سلسلة القيادة في الجماعة "تم تفكيكها بالكامل تقريباً"، بعد أن قتل سلسلة مما قال إنهم كبار المسؤولين في المنظمة هذا الأسبوع.

وقالت حنين غدار، زميلة بارزة في معهد واشنطن ومؤلفة كتاب "حزب الله لاند": "لقد تلقى حزب الله أكبر ضربة لبنيته التحتية العسكرية منذ تأسيسه. فبالإضافة إلى خسارة مستودعات الأسلحة والمرافق، خسرت المجموعة معظم قادتها الكبار، كما انكسرت شبكة اتصالاتها".

وأضافت أنه رغم خسائرها، لا تزال الجماعة تحتفظ بقادة مهرة، والعديد من  أصولها الأكثر قوة ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى، التي يمكن أن تلحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.

منظومة مشلولة

وبدورها، قالت أمل سعد، الخبيرة في شؤون حزب الله والمحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كارديف في ويلز، إنه "منذ كثفت إسرائيل حملتها، أثبت الأداء العسكري لحزب الله، أنه كان قادراً على امتصاص تلك الصدمة، وكان قادراً على العودة إلى الوراء، وهو يضرب بقوة في شمال إسرائيل منذ أيام".

وأوضحت أنه "من غير المرجح أن يؤدي مقتل نصر الله إلى تعطيل الاستمرارية العملياتية للحركة، إلا أنه من الواضح أنه يمثل إحباطاً هائلاً بين صفوفها وأنصارها، وإرهاباً مطلقاً من شأنه أن يشل الناس العاديين مؤقتاً داخل الحركة".

وأضافت أن "هذا لا يعني أن المنظمة مشلولة. فحزب الله منظمة تم إنشاؤها لامتصاص هذا النوع من الصدمات... وهي منظمة مصممة لتكون قادرة على الصمود والبقاء لفترة أطول من القادة الأفراد".

وأشارت حنين غدار، إلى أن قِلة من المتنافسين على قيادة حزب الله يمكنهم أن يضاهوا شعبية نصر الله، لأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ "الأيام الذهبية" للجماعة، بما في ذلك نهاية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 2000، وحرب إسرائيل ولبنان عام 2006.

وقالت: "إذا تم تفكيك قيادة المجموعة بشكل حقيقي، وتعطيل التنسيق بين إيران وحزب الله، فقد يدفع ذلك الحرس الثوري الإيراني، إلى تولي زمام المبادرة". وأضافت "سيتعين عليهم (إيران) أن يجدوا طريقة للقيام بذلك بأنفسهم. لكن هذا ليس خياراً سهلاً، لأنهم سيصبحون أهدافاً، وهم لا يفهمون لبنان".

بعد اغتيال نصرالله.. "خيارات حاسمة" أمام إيران ونتانياهو - موقع 24يفتح اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الباب أمام سيناريوهات واسعة حول مستقبل المنطقة، بعد عام من حرب واسعة في غزة انتقلت إلى لبنان بمستويات تصاعدت ذروتها خلال الأسبوعين الأخيرين. متى تتدخل إيران

ولفتت الشبكة، إلى أنه قبل محاولة اغتيال نصر الله، كان الخط الرسمي لإيران هو أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه، حتى مع اعتراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الأربعاء الماضي، بأن قتل إسرائيل لقادة المجموعة كان " خسارة بالتأكيد" .

ولكن في أعقاب الغارة الجوية التي وقعت أمس الجمعة، أشارت السفارة الإيرانية في لبنان إلى أن حسابات طهران ربما تتغير الآن.

وقالت السفارة في بيان لها على موقعها الإلكتروني: "لا شك أن هذه الجريمة النكراء والسلوك المتهور، يمثل تصعيداً خطيراً يغير قواعد اللعبة، وسيتم معاقبة مرتكبها وتأديبه بالشكل المناسب".

ومن جهته، قال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي ومقره واشنطن العاصمة، إن "المنطق الإيراني لتجنب التورط في الصراع ربما لم يعد صالحاً".

وأضاف "إذا اتضح (لإيران) أن حزب الله لا يستطيع في واقع الأمر، الدفاع عن نفسه بعد التفجير في بيروت، وخاصة إذا قُتل نصر الله نفسه، فإن مبررات إيران للبقاء خارج الحرب قد انهارت"، وتابع "عند هذه النقطة، فإن مصداقية إيران مع بقية شركائها في المحور (الجماعات المسلحة الإقليمية)، سوف تتعرض لخطر الانهيار إذا لم ترد طهران".

الحلقة الأضعف

ووفقاً لفرزين نديمي، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، من المرجح أن تكون إيران "مرعوبة من فعالية وكفاءة" الهجمات الإسرائيلية، ولكن على الرغم من استهداف القيادة العليا لحزب الله، فإن طهران قد لا تزال تعتقد أن المجموعة قادرة على الدفاع عن نفسها، وإملاء شروط وقف إطلاق النار في نهاية المطاف، الأمر الذي من شأنه أن يساعد المجموعة على التعافي.

وأضاف أن "طهران تساعد حزب الله بالفعل على إعادة بناء هيكل قيادته العسكرية، وتقديم المشورة التكتيكية والعملياتية لقيادته. ومع ذلك، إذا اقتربت المجموعة من الانهيار، فقد يدفع ذلك إيران إلى تدخل أكثر حزماً، ربما في شكل ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار".

وكذلك، قال سعد، الخبير في شؤون حزب الله من جامعة كارديف، إن "تدخل إيران من المرجح أن يجر الولايات المتحدة إلى الحرب"، مشيراً إلى أن طهران هي "الحلقة الأضعف" في الصراع. وأضاف أن "إيران هي العضو الوحيد في المحور الذي يمثل دولة فعلية. أما بقية الدول فهي جهات غير حكومية أو شبه حكومية. لذا فإن إيران هي التي ستخسر الكثير إذا شاركت".

أهمية الحزب لإيران

وقالت "سي إن إن"، إنه منذ إنشائها قبل 40 عاماً، كانت الجماعة المسلحة اللبنانية بمثابة  (جوهرة التاج) لما يسمى بمحور المقاومة التابع لطهران ، والذي منح إيران عمقاً استراتيجياً ضد خصومها.

وأوضح بارسي "من وجهة نظر طهران، فإن حزب الله يشكل أهمية مركزية بالنسبة للمحور بسبب قدراته وانضباطه، وموقعه الجغرافي، وقربه الأيديولوجي والسياسي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وتابع "في تقديري، فإن تدمير حزب الله ليس وارداً، ولكن إذا حدث ذلك، فسوف يكون ذلك بمثابة ضربة وجودية للمحور".

ورداً على سؤال من كريستيان أمانبور من شبكة "سي إن إن"، عما إذا كانت إيران ستفكر في التدخل في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، قال نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف إن "طهران حذرة من الوقوع في فخ إسرائيل، الذي يهدف إلى توسيع نطاق الأعمال العدائية من خلال جر أطراف أخرى إليها، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وأضاف أن "إيران وحزب الله مارسا ضبط النفس في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، لكن الإسرائيليين تجاوزوا الخط الآن، في رأيي، وهناك احتمالات كبيرة بأن تصبح الحرب أكثر صعوبة في الاحتواء".

مقالات مشابهة

  • آلام الذاكرة العربية.. 24 عامًا على وفاة محمد الدرة
  • هل اقتربت المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل؟
  • إليك أبرز الإجراءات الوقائية الإيرانية لسد الثغرات الأمنية
  • تنويه هام من شركة الغاز في صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية… ماذا جاء فيه؟
  • السعودية تعلن تشغيل أول مشروع لتخزين الغاز بتقنية الحقن المعالج
  • السعودية.. تشغيل أول مشروع لتخزين الغاز بتقنية الحقن المعالج
  • إعادة حسابات.. إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها حسن نصر الله
  • توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك
  • العراق ثاني دول الخليج العربية أرست عقوداً بأكثر من ملياري دولار
  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟