نوفمبر 13, 2023آخر تحديث: نوفمبر 13, 2023

المستقلة/- في تقييم لطريقة تعامل واشنطن مع ما يجري في غزة، رأت بوابة “UnHerd” أن الولايات المتحدة تفقد مصداقيتها في العالم بوتيرة كارثية.

وتصف الصحيفة الإلكترونية خطأ السياسة الأمريكية حيال الصراع الإسرائيلي العربي بأنه يتمثل في أن الكلمات في البيت الأبيض منفصلة عن الأفعال، فيما الوعود الرنانة تبقى مجرد كلمات.

الصحيفة الإلكترونية تمضي أبعد من ذلك وتقول إن الولايات المتحدة أصبحت اليوم القوة الأكثر عجزا في العالم، لعدم تأثيرها وخاصة على الصراع في الشرق الأوسط، وأنها في العموم تدعم إراقة الدماء في فلسطين، وأن وضعها هش حيال هذه القضية.

الصحفي مكسيم ماكاريتشيف في بوابة “RG ” بدوره يعتقد أن “خلافا متزايدا” حول مستقبل غزة يتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية في غزة تثير “تساؤلات حول الكيفية التي يجب أن يحكم بها القطاع الساحلي بعد انتهاء القتال، ما يكشف عن خلاف متزايد بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول هذه القضية”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين قد صرحوا بأن، إسرائيل يجب ألا تحتل قطاع غزة وأن الفلسطينيين يجب أن يحكموا القطاع.

هذا التصريح جاء في ضوء تزايد تشدد مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال هذه المسألة، وإعلانه مؤخرا “موقفا راديكاليا” فحواه أن إسرائيل ستفرض سيطرتها الكاملة على غزة “بعد تصفية حماس” ونهاية الحرب، وهي لا تنوي الاعتماد على قوات دولية كما جرى الحديث سابقا في بعض الأوساط.

أما جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض فقد أفاد الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تجري “مناقشات نشطة” مع السلطات الإسرائيلية بشأن هذه القضية، إلا أنه امتنع عن الحديث عن نوايا إسرائيل المحددة.

هذا الحوار المتواصل بين واشنطن وتل أبيب، علّق عليه بول فريتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “هوفسترا” بالقول إن ما يجري بين الطرفين عبارة عن مساومة بين حليفين يسعيان إلى تحقيق أهداف مختلفة، مضيفا قوله: “هناك بالتأكيد خلافات خطيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن دول أخرى في المنظومة الدولية، لكن مثل هذه الدبلوماسية الهادئة التي تجري يمكن أن تؤتي ثمارها”.

تفجر الصراع حول غزة بطريقة كارثية ودموية أعاد القضية إلى أصل المشكلة والمتمثل في التوقف الطويل لجهود التسوية وتخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها فيما تواصلت القبضة الحديدية الإسرائيلية في الضفة الغربية وحول القطاع بحصار مزمن خانق.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذا السياق رأى وجود “حاجة إلى مفاوضات جادة لحل مشكلة الدولتين”.

مع ذلك المشاكل تراكمت من كل الجهات، بما في ذلك التساؤلات عن مدى قدرة إدارة بايدن على تولي مثل هذه المهمة الصعبة والمعقدة، في ضوء الشكوك بمدى كفاءة واستقلالية الرئيس الأمريكي، خاصة أن استطلاعا للرأي أجراه مطلع نوفمبر مركز أسوشيتد برس-نورك لأبحاث الشؤون العامة، قد أظهر أن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحماس، في حين أن 60 بالمئة من الأمريكيين الذين أخذت آراؤهم في العينة، غير راضين بشكل عام على الطريقة التي يؤدي بها بايدن وظيفته كرئيس للبلاد.

على الرغم من الضبابية والتعتيم والدعم المطلق الذي تحظى به إسرائيل رسميا في أوساط الدول الغربية، إلا أن أعدادا متزايدة من الخبراء تحذر من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخسران حتى الحرب الإعلامية حول غزة مع انكسار احتكار وسائل الإعلام الكبرى وظهور بدائل شعبية في الإنترنت.

موقع “defenseone” يستعين في هذا السياق متحدثا عن الكم الهائل من الأخبار المتناقضة المتداولة عن غزة، باقتباس شهير للواعظ البريطاني تشارلز هادون سبورجون من القرن التاسع عشر يقول: “يمكن للكذبة أن تسافر نصف العالم.. بينما الحقيقة مازالت تلبس حذاءها”.

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا

المرجح أن ينظر التاريخ إلى الذكرى السنوية الثالثة للحرب بين روسيا وأوكرانيا ويلاحظ أنها كانت بداية النهاية من الناحية العملية.

 بعد الانهيار العلني المثير بين الرئيسين زيلينسكي وترامب في المكتب البيضاوي، وهو اجتماع خارج عن المألوف شهده العالم وعلق عليه بلا نهاية، من الصعب أن نتخيل أن الصراع على الجبهة الشرقية لأوكرانيا سيستمر كما كان من قبل.

 صحيح أن بعض القادة في جميع أنحاء أوروبا الغربية يحاولون تعزيز دعمهم لأوكرانيا في مواجهة هذا التراجع الواضح في المساعدات الأمريكية. لكن يبدو من المشكوك فيه أن هذه الجهود قد ترقى إلى مستوى المساعدات والخبرة السابقة المقدمة "لكييف" على مدى السنوات الثلاث الماضية.

 في حين ناقش معظم المعلقين الغربيين مدى خيبة الأمل والإحباط التي أصابت الاجتماع (حيث قاطع كل من ترامب ونائب الرئيس فانس، وقطعا، ورفضا معظم التعليقات التي حاول زيلينسكي إدخالها في المحادثة)، هناك أشياء مهمة يجب على المحللين السياسيين والاستخباراتيين مراعاتها والتي تتعارض مع الرسوم الهزلية الساخرة التي تُعرض الآن في جميع أنحاء أمريكا.

نظرًا للموقف العام للولايات المتحدة بشأن العلاقات الروسية الأوكرانية التي تعود إلى ثورة الميدان قبل أكثر من عقد من الزمان، فمن المفهوم لماذا يرى العديد من اليساريين أن الرسوم الهزلية الساخرة لترامب واقعية. لكن دفع المحاكاة الساخرة كحقيقة لا يجعلها كذلك تلقائيًا.

 في هذه الحالة، سيكون من الخطأ ببساطة وصف حدث المكتب البيضاوي بأنه "دليل" على أن ترامب في الجيب الخلفي "لبوتن" أو أن المقيم الحالي في البيت الأبيض هو أصل مخترق للاتحاد الروسي، والواقع أن وجهات النظر البديلة لا تزال ذات صلة، لأنها تسمح للولايات المتحدة بالقدرة على المناورة في إنهاء الحرب.

ولكن على الرغم من أن ترامب لا يريد الحد من صناعة الدفاع أو المجمع الصناعي للأمن القومي في أمريكا، فإن الصراع في أوكرانيا يعمل في الواقع ضد مبدأه المعلن الأكبر المتمثل في عدم السماح للولايات المتحدة بالبقاء في حروب خارجية "عديمة الفائدة"، ناهيك عن التورط بشكل أعمق في مأزق متوتر مع تفاقم التصعيد. 

ويبدو أن ترامب يشعر بأن أقصى قدر من العصير قد تم عصره بالفعل من هذه الحرب، وأن الوقت قد حان للانسحاب وإنهائها، لا شك أن السنوات الثلاث الماضية كانت مفيدة بشكل لا يصدق لمصنعي الأسلحة الدفاعية الأمريكية وكذلك لجميع أولئك الذين يحظرون المنظور الأكثر تشددا لإبقاء روسيا ضعيفة. 

كان الدعم العسكري لأوكرانيا "مكافأة مزدوجة" كبيرة للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي، فقد حصل على أجر مقابل توريد حزم الأسلحة، الأمر الذي خلق الحاجة إلى تجديد أنظمة الأسلحة نفسها من أجل الحفاظ على أمن أمريكا في المستقبل.

ولعل الأمر الأكثر قوة، والذي غالبا ما يتم تجاهله في الدوائر التحليلية الأمريكية، هو حقيقة أن هذه كانت "أفضل الحروب بالوكالة في التاريخ الأمريكي": فلم تكتف الولايات المتحدة بتزويد الجيش الأوكراني وتجهيزه وتدريبه علناً، الأمر الذي أدى بلا شك إلى إضعاف القوة العسكرية الروسية وقدرتها على فرض قوتها على مستوى العالم، بل تمكنت أيضا من القيام بهذه الأمور دون أي عواقب سياسية أو عسكرية على الجنود الأمريكيين. 

فقد اختار بوتن، لأي سبب كان، عدم تصعيد الصراع خارج حدود أوكرانيا، كما لم يزيد من قوة الدمار في مواصلة الحرب (أي أنه لم يستخدم الأسلحة النووية التكتيكية)، وبالإضافة إلى ذلك، لم ينتقد الولايات المتحدة علناً لجهودها الداعمة للحرب كمبرر لنقل الصراع إلى الباب الأمامي لأمريكا، مما يجعل الأهداف الأمريكية في أي مكان في العالم أهدافا مشروعة.

عندما نتحدث بشكل خاص مع المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، خارج نطاق النشر، هناك اعترافات بأن الصراع في أوكرانيا كان حرفيا حالة "لا خسارة فيها" بالنسبة لأمريكا: قتل أكبر عدد ممكن من الجنود الروس دون وقوع إصابات أمريكية في حين أدى ذلك إلى إحداث واحدة من أكبر فترات الازدهار الاقتصادي في تاريخ الدفاع الأمريكي.

ولكن هنا يتعارض مبدأ ترامب الأكبر المتمثل في الخروج من الحروب بدلاً من البقاء فيها مع الواقع الحالي: فقد صرح بأنه لا جدوى من استمرار حرب أوكرانيا لأنها لا تحمل أي غرض استراتيجي أكبر، وبما أنه يقبل الحقائق على الأرض بأن روسيا لم تتحرك فعليًا خارج الحدود الأوكرانية (على الرغم من جنون العظمة الصارخ من أوروبا الغربية)، يشعر ترامب أن أوكرانيا يجب أن تعتبر نفسها محظوظة بفقدان تلك الحدود الشرقية الصغيرة ذات العرق الروسي والمضي قدمًا من الصراع اليائس ولا تزال معترف بها كدولة مستقلة ذات سيادة. 

إن حقيقة أن "زيلينسكي" جاء إلى واشنطن معتقدًا أنه يمكنه "إعادة ترتيب" صفقة المعادن الأوكرانية من صفقة سداد مقابل الخدمات المقدمة (فهم ترامب للمبادرة) إلى استمرار الحرب بدعم أمريكي ربما تظهر مدى إيمانه الكامل بكل "تلات" الورد التي ألقيت عند قدميه خلال جولاته المستمرة في أوروبا الغربية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تكشف عن آخر تطورات الصراع في الكونغو الديموقراطية
  • مناورة عسكرية مفاجئة في إسرائيل
  • جهود واشنطن لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا
  • واشنطن: الولايات المتحدة لم تجدد الإعفاء الممنوح للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • بعد كشفها رسمياً..إسرائيل ممتعضة من المحادثات بين واشنطن وحركة حماس
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • أكسيوس: إسرائيل ترفض مفاوضات مباشرة بين أمريكا وحماس
  • واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعلق تزويد أوكرانيا بصور الأقمار الصناعية
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل حاولت تعطيل المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وحماس