بعد ساعات من إعلان الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، ارتقاء العمليات عبر جنوب لبنان "كمّاً ونوعاً وعمقاً"، وتشديده على أن "الميدان هو الذي يفعل ويتكلم"، تصاعدت حدة المواجهات على هذه الجبهة بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في غزة.

وشنّ مسلحو حزب الله و"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس- فرع لبنان، الأحد، سلسلة هجمات على إسرائيل، أدت إلى وقوع عدد من الإصابات، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد وتحميل الحكومة اللبنانية واللبنانيين المسؤولية عن أفعال الحزب.

وشكّل استهداف حزب الله "لقوة لوجستية تابعة للجيش الاسرائيلي كانت في صدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف"، الحدث الأبرز، يوم الأحد، عبر الجبهة الجنوبية للبنان.

وتعليقا على هذا الاستهداف، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" إن حزب الله "جماعة إرهابية تخاطر بلبنان كدولة".

في الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء اللبناني انه مطمئن من عقلانية أفعال حزب الله قام مخربو الحزب الارهابي باطلاق قذائف مضادة للدروع نحو مدنيين إسرائيليين من شركة الكهرباء ليصيب عددًا منهم. هذه هي هجمة ارهابية غير عقلانية استهدفت المدنيين وتخاطر بلبنان كدولة. أعتقد انه يجب على رئيس…

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 12, 2023

واستهدف حزب الله "جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي قرب ثكنة دوفيف بالصواريخ الموجهة" مما أدى "إلى تدميرها ومقتل طاقمها ووقوع عددٍ من الإصابات المؤكدة بين الجنود المتواجدين حولها بين قتيل وجريح"، بحسب ما أورد في بيان، كما أعلن عن استهداف ثكنة زرعيت، وتجمعاً لمشاة الجيش الإسرائيلي في بركة ريشا، ومستوطنة يفتاح قبالة بليدا وميس الجبل، وأفراداً إسرائيليين في مثلث الطيحات رويسة العاصي.

في المقلب الآخر، أكد أدرعي في تغريدة إصابة "سبعة جنود بجروح طفيفة نتيجة سقوط قذائف هاون في منطقة منارة حيث تم نقلهم لتلقي العلاج الطبي" وأن "قوات جيش الدفاع تقوم بقصف مصادر إطلاق النار داخل لبنان بالمدفعية".

وكانت كتائب القسام- لبنان أعلنت مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا وشلومي ونهاريا بعدة رشقات صاروخية مركزة.

بالتوازي، حمّل المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري الحكومة اللبنانية واللبنانيين المسؤولية عن أفعال حزب الله"، وقال: "نواصل ضرب أهداف لحزب الله والمساس بالمدنيين الإسرائيليين في دوفيف أمر خطير"، واذ شدد على أن "حزب الله" هو المسؤول عن جميع الصواريخ التي تطلق من لبنان، أكد أن "الجيش الإسرائيلي يركز على غزة لكننا في حالة استعداد عالية جداً في الشمال".

وأضاف في مؤتمر صحفي "لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني ​​في الشمال. لن يظل الوضع الأمني كما هو في الشمال ​​حيث لا يشعر السكان بالأمان عند العودة إلى منازلهم".

سلسلة ردود إسرائيلية

في الوقت الذي كثف فيه حزب الله، الأحد، من هجماته، وسّع الجيش الإسرائيلي من دائرة قصفه على مناطق الجنوب اللبناني، والتي يضعها في سياق الرد على الهجمات التي تستهدفه.

وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" قصف الجيش الإسرائيلي "أطراف بلدات شيحين وأم التوت ورامية وطير حرفا وبيت ليف والطيبة وعيتا الشعب والخيام وتلة الطهرة الشرقية والمطلة كما استهدف بلدات كفررمان وكفرتبنيت ومحيط كنيسة الجرمق ومجرى الجردلي ورميا، ومنطقة زريقون والحمامص وأغار على بلدة تل النحاس وعلى المنطقة الواقعة ما بين طرييخا ومروحين، ومنطقتي المشيرفة واللبونة وقصف الضهيرة والبستان، وخراج البويضة".

كما قام الجيش الإسرائيلي بتمشيط وادي قطمون في خراج بلدة رميش بالأسلحة المتوسطة، واستهدف بحسب الوكالة الوطنية أطراف بلدة ميس الجبل وبلدة حولا بالقذائف الفوسفورية.

وحلّق الطيران الإسرائيلي في أجواء قضاء صور والساحل البحري وقرى القطاعين الغربي والأوسط على مستوى منخفض جداً، وألقى قنابل مضيئة في أجواء بلدتي عيتا الشعب ورميش.

وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، الأحد، إنه "بعيد منتصف الليل، أفاد جنود حفظ السلام في موقع لليونيفيل بالقرب من القوزح أنهم سمعوا إطلاق نار في مكان قريب. أصيب أحد حفظة السلام برصاصة وخضع لعملية جراحية، وهو الآن في فترة التعافي ووضعه مستقر".

وأشار تيننتي، إلى أن مصدر إطلاق النار غير معروف حالياً، و"قد فتحنا تحقيقاً"، معتبراً أن أي "استهداف بالقرب من مواقع اليونيفيل، وأي استخدام لمواقعنا لشن هجمات عبر الخط الأزرق، لأي سبب من الأسباب، أمر غير مقبول".

تأهب وخشية من الأسوأ

رغم تصعيد حزب الله لهجماته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، تمسك لبنان بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وقال "لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة".

وفي حديث تلفزيوني شدد على أن "الحذر موجود ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل إطلاق النار على جنوب لبنان. ما يهمني أن يبقى بلدنا بعيداً من الحرب. نتطلع دائما إلى الاستقرار، ووضعنا خطة طوارئ لثلاثة أشهر إذا حصلت أي حرب على لبنان".

وقال "نحافظ على ضبط النفس، وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان. من هنا، أطلب من الدول العربية وخصوصاً التي لديها علاقات مع إسرائيل الضغط لوقف الاستفزازات في الجنوب".

ولمواجهة التحديات ومخاطر توسّع رقعة النار، استكملت وزارة الصحة اللبنانية، تعزيز جهوزية المستشفيات الحكومية والخاصة، خاصة "في المناطق الأكثر خطراً"، حيث قامت الدوائر المعنية في الوزارة بتوزيع كميات كبيرة من المستلزمات الطبية (حوالي ٥٠ طن) مخصصة لمعالجة جرحى الحرب على عشرين مستشفى حكومياً وخاصاً موزعين على ست محافظات.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الصحة أن "توزيع هذه الكمية الكبيرة من المستلزمات الطبية، يندرج ضمن إطار الخطة التي بدأت غرفة عمليات الطوارئ الصحية (PHEOC) في الوزارة بتنفيذها منذ اليوم الأول للأحداث.

ولكي لا "يغرق لبنان بالكامل في هذا الصراع"، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، التدخل، وأضاف في مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا أنه طلب من إيران أن تقول لحزب الله إنه لا يمكنكم خلق مثل هكذا وضع.

وتابع "إذا شن حزب الله هجوماً واسع النطاق على إسرائيل، فقد يحدث ذلك... لا أعرف مدى تأثيره... لكني متأكد من أن لبنان لن يتمكن (بعدها) من البقاء".

ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران قد استجابت، قال "لا أعرف. يقولون دائماً إنه لا علاقة لهم بما يحدث، غير أنهم (في الوقت ذاته) يتحدثون علنا عن خطر امتداد هذا الصراع. موقف إيران على الدوام شديد الغموض".

ومع ارتفاع سخونة الميدان، يخشى اللبنانيون من انفلات الوضع وغرق بلدهم أكثر في طوفان النار، لاسيما بعد حديث وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، السبت، حيث قال إن "حزب الله يرتكب أخطاء، وهو يقترب من ارتكاب خطأ فادح، وقد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس وضع غزة، حيث بدأوا بالفعل يرفعون الراية البيضاء ويهربون من منازلهم".

وبحسب قول غالانت "طيارونا يجلسون في قمرة القيادة، وأنوف الطائرات تتجه نحو الشمال. لدينا ما يكفي للقيام بكل ما نحتاجه في الجنوب".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: "الكابينت" يجتمع هذه الأثناء وعلى جدول أعماله التطورات في سوريا

أفادت ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن  "الكابينت" يجتمع هذه الأثناء وعلى جدول أعماله التطورات في سوريا.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • خروقات الاحتلال الإسرائيلي للهدنة تهدد استقرار جنوب لبنان
  • هذا ما كُشف عن انسحاب إسرائيل من لبنان.. تقريرٌ جديد
  • اليونيفيل تطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بسرعة الانسحاب من جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يرفع علمه على تلة جنوب لبنان
  • ميقاتي يؤكد: الجيش سيقوم بمهامه كاملة في جنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل
  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها
  • الجيش الإسرائيلي يسلم "اليونيفيل" سبعة لبنانيين احتجزهم بعد وقف إطلاق النار
  • كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أسنان حزب الله وسنقطع رأسه لو عاد لتهديدنا
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: "الكابينت" يجتمع هذه الأثناء وعلى جدول أعماله التطورات في سوريا
  • العدو الإسرائيلي يواصل خروقه وينفذ تفجيراً كبيراً جنوب لبنان