جرائم حرب ضدّ المدنيين العُزَّل: الاحتلال حولّ مُخيَّم جنين لحقل تجارب للأسلحة المُتطورّة خلال العدوان: للمرّة الأولى استخدم الطائرات الانتحاريّة المُسيَّرة وزوّد الوحدات النخبويّة بـ (معوز)
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
نقلاً عن مصادر عسكريّةٍ وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشفت صحيفة عبرية اليوم الجمعة النقاب عن تفاصيل جديدة بشأن الأسلحة المتقدمة، التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال عدوانه البري والجوي على جنين ومخيمها في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وأكّدت صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبريّة في تقرير لها أعده المحلل العسكريّ يوآف زيتون، أنّ “جيش الاحتلال استخدم في العدوان على مخيم جنين، طائرات دون طيّار انتحارية من نوع (ماعوز)، وهذا هو الاستخدام العملي الأول لها“.
ومضت الصحيفة الإسرائيليّة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها: “استخدمت وحدتا (دوفدفان) و (ماغلان) التابعتان للجيش، طائرات مسيرة انتحارية من صنع (رفائيل)، أيْ الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة، وتحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات، من أجل ضرب أهداف للمقاومة في محيط المخيم.”
وفي المجموع، تم إطلاق ست طائرات مسيرة من طراز (ماعوز) الانتحارية خلال العدوان، علمًا أن الأهداف التي تم مهاجمتها بحسب “يديعوت” هي نقاط المراقبة والسيطرة للمقاومين حول المخيم، التي احتوت أيضا على عشرات العبوات الناسفة، وتسبب استهدافها في تفجيرها من مسافة بعيدة بأمان”، وفق مزاعمها.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر جيش الاحتلال، أنّه “ليس من المستحيل أنْ تتم مهاجمة المقاومين في المرات القادمة في معاقلهم، من أجل تصفيتهم بهذا النوع من الطائرات الانتحارية“.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه “في السنوات الأخيرة، كان هناك تأخير في تسليم أحدث الطائرات بدون طيار إلى الجيش الإسرائيلي، وقد تم تجهيز وحدات النخبة بها في العام الماضي، وفي كثير من الحالات تم استخدامها تقريبا، لكن الضوء الأخضر لم يكن كذلك، حتى هذا الأسبوع“.
ولفتت إلى أنّ الطائرات بدون طيار المذكورة، تدور بهدوء حول الأزقة أوْ داخل المباني، ويمكن أيضًا تشغيلها بشكل مستقل، وهي تنفجر على الهدف بدقة كبيرة وقاتلة دون تعريض جنود الاحتلال للخطر.
وأكّدت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها العسكريّة في تل أبيب، أنّ ضابطًا رفيعًا قال للمحلل العسكريّ إنّ “العملية كانت ضد بنى تحتية كبيرة للمقاومة في جنين، وتم تحديدها وتدميرها”، على حد قوله.
ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي شنّ عدوانًا جويًا وبريًا على مدينة جنين ومخيمها الاثنين الماضي، استمرّ 48 ساعة، نفذّت خلالها طائراته غارات جوية مكثفة على أهداف فلسطينية، وسط مشاركة المئات من جنود الاحتلال بالعملية الأعنف منذ 21 عامًا، أيْ منذ قام الاحتلال بإعادة احتلال الضفّة الغربيّة في العام 2002، ضمن العدوان الذي سُمّي إسرائيليًا بعملية (السور الواقي).
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّه في السنوات الأخيرة حصل تأخير في تزويد الجيش بالطائرات دون طيار من طراز (ماعوز)، ولكن في الآونة الأخيرة تمّ إدخال هذه الطائرات للمجال العملياتيّ وتمّ تزويد الوحدات النخبويّة في جيش الاحتلال بهذه المُسيّرات الانتحارية، حيثُ تمّ استخدامها في عددٍ قليلٍ من العمليات العسكريّة، دون الإفصاح عنها. وشدّدّت الصحيفة على أنّ هذا النوع من المُسيّرات يقوم بالتحليق بهدوء فوق الأزقة والعمارات السكنيّة، كما أنّه من الممكن تفعيل هذه المسيرات بشكلٍ أوتوماتكيٍّ، حيثُ تقوم بالانفجار فوق الهدف الذي تمّ تحديده لها من ذي قبل، دون أنْ تُعرِّض للخطر حياة المقاتلين الإسرائيليين، وفق الصحيفة العبريّة.المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: ت الصحیفة من الم
إقرأ أيضاً:
21 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 14 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات سعوديّة أمريكية على اليمن
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر خلال عامي، 2015م، و2016م ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقنابله العنقودية، المستهدفة للمدنيين في منازلهم، ومزارعهم وخيامهم، ومراعيهم، بمحافظتي صعدة وتعز.
أسفرت عن 8 شهداء، و6 جرحى، جلهم أطفال ونساء، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، والمزارع والخيام والسيارات والممتلكات الخاصة، وترويع الأهالي، ووأد للطفولة في مهدها، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
21 ديسمبر 2015.. شهيدان و3 جرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على منازل وممتلكات المواطنين بتعز:
في الحادي والعشرين من ديسمبر، 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة ضد الإنسانية، تضاف إلى سجل جرائمه المتواصلة بحق الشعب اليمني، مستهدفاً منازل وممتلكات المدنيين في منطقة واحجة بمديرية ذباب، محافظة تعز، ما أسفر عن شهيدان و3 جرحى، ودمار واسع في الممتلكات، وحالة من الخوف والرعب، وموجة نزوح وتشرد، ومضاعفة المعاناة.
الساعة 12 ليلاً كان أهالي منطقة واحجة يغطون في نومهم العميق، فيما طيران العدوان يبحث عن أهداف مدنية تعيد له الشرعية المزعومة، وتعطية شرعية الإبادة والأجرام بكل فصولها، دون منازع، وفي تلك اللحظات بدأت الغارات تنفذ مهامها، وتحول نوم المدنيين الأبرياء إلى كابوس لا يصدق، ولا يمكن لعقل بشري تخيله.
هنا جثث متفحمة وممزقة ومنازل متواضعة وخيام محترقة ومدمرة، وبقايا الصواريخ وشظاياها العملاقة هنا وهناك وفي كل أتجاه، واللسنة اللهب تتصاعد، لليوم التالي، كما هي سيارتهم ودراجاتهم النارية تحترق، وراياتهم البيضاء المرفوعة على الخيام لم تشفع لهم.
من فزع من نومه هرب مسرعاً وبيده أطفاله، وسط جحيم الغارات، وظلمة الليل، تاركين خلفهم عشش من الحطب والأعلاف، وبقايا ما جمعوه من العلب الفارغة، كانت تمثل لهم مصدر معيشة يتكسبون بها لقمة عيشهم، ورزق أطفالهم وعوائلهم.
يقول أحد الناجين: “ما ذنبنا ليستهدفنا طيران العدوان السعودي الإماراتي الصهيوني، ما لنا علاقة بالحرب، نحن مواطنين وهذه أرضنا وممتلكاتنا، قتلوا أطفالنا وسفكوا دماؤنا بغير وجه حق”.
محرقة ذباب جريمة حرب وإبادة بأبشع صورها، وواحدة من آلاف جرائم العدوان المتواصلة بحق الشعب اليمني، التي لن تمر دون حساب، وتدعوا المجتمع الدولي والمؤسسات والقانونية والعدلية والحقوقية إلى القيام بواجباته الأخلاقية.
21 ديسمبر 2016..6 شهداء و3 جرحى وتدمير للمنازل والممتلكات بغارات العدوان وعنقودياته المحرمة على صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، ثلاث جرائم حرب متفرقة بمحافظة صعدة، تضاف إلى سجل جرائمه الوحشية وإباداته الجماعية المتواصلة ضد الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغارته المباشرة وقنابله العنقودية المحرمة دولياً منازل ومزارع وممتلكات المواطنين، ما أسفر عن استشهاد 6 مدنيين جلهم أطفال ونساء، وجرح 3، وتدمير للأعيان المدنية، وتشريد عشرات الأسر، وتعميق الحزن والألم في قلوب الأهالي، ومضاعفة معاناتهم.
باقم: 7 شهداء وجرحى من أسرة المواطن الغيلي
في هذه الجريمة، استهدف طيران العدوان، منزل ومزرعة المواطن يحيى الغيلي بمنطقة آل عسيلان مديرية باقم، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن استشهاد 4 مدنيين، وجرح 3 جلهم أطفال ونساء، وتدمير المنزل والمزرعة، وتحويل حياة الأسرة إلى جحيم.
فيما كانت الأسرة تعيش يومها في أمان وسعادة حلق طيران العدوان السعودي على سماء اليمن محافظة صعدة، راصداً أنفاس الأطفال ودفات قلوبهم، ومراقباً بدقة حياتهم الدافئة في حنان وعطف الوالدين، وفي تلك اللحظة، ضغط كابتن الطائرة زر اللقاء حمولته من القنابل والصواريخ المدمرة والمفجرة، على سقف منزلهم، على رؤوسهم، ومزرعتهم المثمرة، محولاً المشهد إلى قيامة مزلزل، أزهقت النفوس البريئة، وجرحت الأجساد، وارعبت الأهالي.
هنا حلت الأشلاء والجثث والدماء المسفوكة، وأعمدة الدخان وألسنة اللهب تتصاعد مع الغبار والأرواح ورائحة الموت والبارود، وصرخات خافته من تحت الأحجار والجدران والأخشاب المكومة، وهلع المنقذين ورعب المجاورين النازحين.
صرخات طفلة رضيعة عليها جراحات أخرجت من تحت الدمار، صوتها الباكي هلعاً يمزق القلوب والمسامع وهي في حضن أحد الأهالي تبحث بنظراتها يمنة ويسرة وفي كل أتجاه، عن أمها أو أبوها أو أخوها، او أختها، فلم ترا وجه أحدهم من حولها مألوف.
يقول أحد المسعفين: “الساعة أربعة عصراً استهدف العدوان منزل جارنا، وما نجى منهم غير طفلة صغيرة، غارة على المنزل وغارة ثانية على المزرعة”.
رازح: عنقوديات العدوان تغتال الطفولة
وفي جريمة حرب متزامنة تفجرت قنابل عنقودية من مخلفات العدوان بطفلتين بريئتين، كانتا تلعبان جوار منزلهما، بمنطقة الأزهور مديرية رازح، غير ابهات بحقيقة ما كن يأملن بأنها لعبتهن في ذلك اليوم، الذي كان أخر أيام عمرهن، في جريمة إبادة تغتال الطفولة وبراءتها.
قنابل العدوان العنقودية المحرمة دولياً، عبثت بحياة آلاف الأطفال في محافظة صعدة منذ بدأ العدوان على الشعب اليمني، وبات العدو يجد في هذا السلاح هدفه المحقق للإبادة، ووأد الطفولة في مهدها.
يقول والد الشهيدتين من جوار دكاترة يحاولون جاهدين البحث عن نفس أو عرق يتحرك: “طفلتي كانتا تلعبان جوار المنزل وعند سماع انفجار العنقودية، خرجت مسرعاً لأجد بناتي على الأرض مضرجات بالدماء، والشظايا في أجسادهن، دون ذنب، لكن نقول للعدوان الجبان المجرم، بيننا الجبهات والميدان، وعتابنا اليوم على المنظمات التي ضجت العالم بحقوق الطفولة، وحقوق المراءة.. فأين هم اليوم من هذه الجرائم “.
ساقين: العدوان يستهدف منزل المواطن صالح جرفان
وفي جريمة حرب ثالثة، بالمحافظة ذاتها، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إضافية إلى سجل جرائمه، مستهدفاً بغارته الوحشية المباشرة، منزل المواطن صالح جرفان، بمنطقة الشعف مديرية ساقين بمحافظة صعدة، أسفرت عن تدميره بالكامل وحرمان مالكه وأسرته من مأواهم الوحيد، وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة، وترويع الأهالي، وموجة نزوح وتشرد تضاعف معاناة المدنيين في ظل نقص الغذاء والدواء وانعدام الخدمات وشحة المساعدات الإنسانية العاجلة المقدمة لليمن.
فيما كانت أسرة المواطن صالح جرفان تعمل في مزارعها بجهد شاق لكسب لقمة العيش، وتسكن منزلها القديم ، رصد طيران العدوان منزلهم الذي كان في مراحلة الأخيرة، للتجهيز، ودمره بغاراته المباشرة، فحضرت الأسرة بعد انتهاء الغارات لتجد مأواها وحلمها المستقبلي، كومة دمار وخراب، فحمدت الله على سلمتها، وعدم اكتمال بناءه وانتقالها إليه، وبدأت وعادت إلى منزلها القديم غير مبالية بما خسرته.
يقول أحد الأهالي: “المنزل كان قيد الأنشاء ولم تسكنه الأسرة بعد، فجاء الطيران واستهدفه ليلة البارح، بعدد من الغارات، وتوزعت الشظايا والدمار إلى المزارع والمنازل المجاورة، مالكه خسر كل أمواله وفقد مستقبل أطفاله”.
استهداف منزل جرفان جريمة حرب مكتملة الأركان، تؤكد تعمد، العدوان استهداف المدنيين والاعيان المدنية، عن سابق أصرار وترصد، تحتم على المجتمع الدولي التحرك الفاعل والفوري لوقف المأساة ومحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم جزء بسيط مما تم توثيقة بالمشاهد الحية والصور، وشهادات المواطنين والناجين، فيما الكثير من الجرائم خارجة عن التوثيق، وتتطلب جهود إعلامية وتوثيقية، تقدم للعالم وللتأريخ، سجل جرائم الحرب والإبادة السعودية الأمريكية بحق الإنسانية في اليمن، وأدلة موثقة لبدأ محاكمة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة.