موقع 24:
2024-10-06@04:47:53 GMT

ما بعد بيان الرياض

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

ما بعد بيان الرياض

لدى العالم العربي والإسلامي شعور بامتلاكه مواصفات لاعب قادر على الدفاع عن مصالحه

لا يكفي وقف إطلاق النار لإطفاء الحريق. لا بد من التصدي للظلم الذي تسبب في اشتعاله. التهرب من مواجهة جوهر المشكلة يجعل وقف النار مجرد هدنة ويؤسس لحريق أوسع. وعمر الظلم هنا يزيد على سبعة عقود. منذ النكبة وجمر النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي مقيم.

يكمن ويستفيق. لا يموت الجمر حين يرفض الظلم أن يموت. أجيال وُلدت في ظل الاحتلال أو تحت أوجاع المخيمات. قُتل كثيرون لكن الحلم تمرد على قاتليه.
لا يمكن ضمان استقرار شعب على حساب اقتلاع شعب. كل أنواع المساحيق لا تخفي بشاعة الاحتلال. ولا يمكن تكريس الظلم بالتدمير والتجويع وقطع الكهرباء والمياه والإنترنت، وتحويل المستشفيات مقابرَ جماعية للطاقم الطبي والمرضى واللاجئين. ولا يحق للغرب أن ينتفض دفاعاً عن شبر أو طفل في أوكرانيا ويغمض عينيه عن نهر الأطفال القتلى في فلسطين. ازدواجية المعايير لا تلجم النار بل تصب الزيت عليها. للفلسطيني كما لأي إنسان في العالم الحق في العيش الآمن في دولته. لا يمكن اختتام الجريمة بمعاقبة القتيل.
الدولة الفلسطينية حاجة وطنية وإنسانية للفلسطينيين. حق بديهي. غيابه يشكل لطخة على ضمير العالم. يرفع اتهاماً صارخاً بحق الدول النائمة على هيبة الأساطيل وحق اعتقال مجلس الأمن بسيف «الفيتو». الدولة الفلسطينية حاجة عربية أيضاً؛ لأن العرب دفعوا ثمناً باهظاً لهذا النزاع المرير سواء حين انخرطوا فيه أو حين أفلت هذا الملف من أيديهم. غياب الدولة الفلسطينية سهّل زعزعة استقرار خرائط وحرمان دول من فرصة التقاط أنفاسها. والدولة الفلسطينية حاجة إقليمية ودولية؛ لأن دول المنطقة أحوج ما تكون للانصراف إلى معركة التنمية واللحاق بالثورة التكنولوجية ومكافحة البطالة والفقر والأفكار المعتمة الانتحارية. وحاجة دولية؛ لأن مشاهد البطش والظلم والقهر ولّادة للعنف والتطرف والإرهاب.
لا يحق لمجلس الأمن أن يبقى مقيماً تحت ركام هيبته. وأن «يعاقب» الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجاهرتِه بغضبه بعد رؤية أهرامات الجثث الصغيرة وبحيرات الدم. ولا يحق لـ«القوة العظمى الوحيدة» التي لا تكفّ عن إعطاء الدروس في حقوق الإنسان، أن تغطي «أم المذابح» بـ«حق الدفاع عن النفس». ولا يحق لضمير الغرب أن يجبنَ حتى الاستقالة من موجبات القانون الدولي والإنساني. وإذا كان يرفض قيام روسيا باقتطاع أجزاء من الأراضي الأوكرانية، فكيف يصمت أو يُسهّل بقاء دولة فوق عظام أصحاب الأرض؟!
جربت إسرائيل كثيراً إطفاء الجمر بمحاولة شطب صوت المظلوم. جربت الاحتلالات والتوغلات وحمم الطائرات وجنازير الدبابات والاغتيالات. طاردت ياسر عرفات وحاصرته فكمن الجمر ليعاود الاشتعال لاحقاً. اغتالت خليل الوزير (أبو جهاد) أبا الانتفاضة فنام الجمر ليستيقظ لاحقاً. اغتالت أحمد ياسين وعدداً من رفاقه ورفض الجمر أن يموت. لا يحق للعالم الذي استفظع التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وأهوال الطلاق اليوغوسلافي والمقتلة المروعة في رواندا، أن يغمض عينيه عن مذبحة العصر في فلسطين.
راودتني هذه الأفكار وأنا أتابع في الرياض البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية الاستثنائية. كان البيان قوياً بمفرداته وروحيته ومخاطبته وتصوره لإطفاء الحريق. نكهة الغضب والاحتجاج على الظلم وازدواجية المعايير والحرب الشعواء التي شنها الاحتلال، صيغت بلغة مسؤولة تحت سقف القانون الدولي وموجبات السلام الحقيقي. طالب البيان مجلس الأمن بإنقاذ دوره وصورته والاضطلاع بالمسؤوليات التي كانت وراء قيامه. طالب باحترام القانون الدولي وثقة الناس بالحق والقانون والعدالة والكرامة الإنسانية. وطالب الدول القادرة على الضغط على إسرائيل بعدم التطلي تحت لافتة العبارات العمومية والانتظار والانحيازات القديمة.
أظهرت مداولات القمة أن قادة العالم العربي والإسلامي لم يتوافدوا إلى الرياض لإصدار بيان تقليدي من قماشة رفع العتب. ساد شعور واضح بهول ما يجري وخطورة استمراره. جمر النزاع قابل للتطاير إلى جبهات أخرى. واندلاع حرب واسعة يعني إدخال المنطقة مجدداً في دورة أهوال لن تبقى الدول الكبرى خارجها، خصوصاً أن البيت الدولي يعيش أسوأ أيامه منذ أن قرر الرئيس فلاديمير بوتين «استعادة حقوقه» بأيدي «الجيش الأحمر». دعا بيان القمة إلى وقف فوري للنار وكسر الحصار، ودعا في الوقت نفسه إلى ضمان عدم تكرار المأساة، وذلك من طريق فتح باب الحل الشامل وعلى قاعدة حل الدولتين، مذكّراً بالمبادرة العربية للسلام.
صحيح أن الدول التي اجتمعت في الرياض لا تملك سياسات متطابقة في الملفات الإقليمية والدولية. فلكل دولة من الدول مصالح وحسابات وتحالفات وصداقات. وهي تنظر إلى الأزمات من زوايا مختلفة بحكم ظروفها وتجاربها. لكن الواضح أن هذه الدول تتفق على عناوين عريضة أهمها الدعوة إلى وقف فوري للحرب، والسعي إلى بناء السلام على قاعدة العدل وإنهاء الاحتلال والظلم. وتعتقد الأكثرية الساحقة من الدول المشاركة أن لا مخرج من النزاع المزمن إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة.
لا مبالغة في القول إن العالم العربي والإسلامي لم يتمكن سابقاً من الحضور على المسرح الدولي كلاعب فاعل لأسباب كثيرة. هذا لا يصدق في الحاضر وفي المشهد الدولي الذي يتشكل. لدى العالم العربي والإسلامي شعور متزايد بامتلاكه المواصفات الواجب توافرها في لاعب قادر على الدفاع عن مصالحه. للعالم العربي ثقل وقدرات وثروات، وللغرب والدول الكبرى فيه مصالح حيوية. ولبعض دول هذا العالم ثقل متزايد على الصعيدين الإقليمي والدولي، وصولاً إلى حضور فاعل في «مجموعة العشرين». وربما لهذا السبب تحركت الرياض لعقد القمة المشتركة، وبهدف مخاطبة العالم بلغة موحدة وتعابير واضحة.
كان بيان قمة الرياض مهماً بعباراته ورسائله. الأهم من البيان هو التحرك الذي ستقوم به اللجنة التي شُكلت للاتصال بالدول الكبرى لاستجماع إرادة دولية تفرض إنهاء النزاع على قاعدة حل الدولتين، بدلاً من الاكتفاء بوقف النار وتوزيع الضمادات في انتظار جولة مقبلة أشد هولاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السعودية العالم العربی والإسلامی لا یحق

إقرأ أيضاً:

مشاركون عرب .. معرض الرياض الدولي للكتاب منارة ثقافية عالمية

المناطق_واس

أكّد عدد من مشرفي أجنحة دور النشر العربية المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، أن المعرض ينتظره المثقفون كل عام ومن سائر أقطار الوطن العربي، حيث يعد من أهم المعارض المتميزة إذ يحرص كل الناشرين والكتاب العرب على المشاركة في معرض رياض العرب .

وأوضح رئيس جناح الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالعراق الدكتور حازم الشمري لهيئة وكالة الأنباء السعودية “واس” ، أن معرض الرياض الدولي للكتاب له أهمية كبيرة عند كل الناشرين والأدباء العرب لما تمتلكه المملكة العربية السعودية من مكانة كبيرة وخاصة في قلوب العرب والمسلمين دينيًا وفكريًا وسياسيًا ولها قدر ومكانة مرموقة في جميع أنحاء العالم .

أخبار قد تهمك ندوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب تناقش كيفية قراءة التراث الأدبي 30 سبتمبر 2024 - 6:27 صباحًا هيئة الأدب والنشر والترجمة تُسخر التقنيات الحديثة لخدمة زوار “كتاب الرياض” 28 سبتمبر 2024 - 9:48 مساءً

وبين الدكتور الشمري أن معرض الرياض يعد نقلة نوعية في إثراء الحراك الثقافي العربي، بما يضمه من دور نشر تتجاوز ألفي دار نشر ومن مختلف أقطار العالم، وكذلك بما يوفره من خدمات ووسائل تقنية عالية تعد مفخرة لكل مشارك في المعرض من حيث الإمكانات وطرق عرض حديثة تسهل على مرتادي المعرض الوصول إلى عناوين الكتب المطلوبة ودور النشر بكل يسر وسهولة .

من جانبه أشاد مشرف جناح دار القبلتين المصرية بالمعرض محمد صميدة بحسن تنظيم المعرض مقدمًا شكره للقائمين عليه، ومقدرًا الجهود المبذولة من الجهات المنظمة للمعرض .

وأكّد صميدة في حديثة لـ ” واس “، أن معرض الرياض الدولي للكتاب من أقوي المعارض علي مستوي الوطن العربي وقال ” أهم ما يميزه حسن الاستقبال ويسر التعامل، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة للمعرض وحجم الإقبال الجيد من الجمهور ” .
وكشف مشرف دار القبلتين أن استخدام التقنيه الحديثة وتوظيفها لخدمة العارضين بالمعرض مثل شبكات الدفع الآلي واستخدام الأجهزة والتطبيقات لتسهيل وصول الجمهور، ميزة لمعرض الرياض أسهمت بشكل كبير في ثراء المعرض تنظيمًا وثقافيًا واقتصاديًا .

وأشار إلى أن رواد معرض الرياض تختلف مشاربهم ، حيث يقبلون على الكتب العلمية والأدبية والروايات والتراث واللغه ، وكذلك كتب الطفل والوسائل التعليمية للصغار، مؤكدًا أن معرض الرياض من أكبر وأهم معارض الوطن العربي .
أما مدير تسويق دار النهضة العربية عمرو خليفه الدبابي فأكّد أن معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم المعارض الدولية للكتاب، ويتميز عن المعارض الأخري بالتطور المستمر في كل عام عن العام السابق، مشيرًا إلى أن الدار تشارك في المعرض منذ أكثر من 24 عامًا .

وأوضح الدبابي لـ ” واس ” أن المعرض نجح في توظيف واستخدام التقنية في خدمة العارضين ودور النشر من حيث طريقة البيع وطريقة البحث عن الكتب، مشيرًا إلى أن الدار تعرض كتب القانون لكبار الكتاب في الوطن العربي وفي مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي .

فيما عبر مشرف جناح دار الغرب الإسلامي اللبنانية محمد عطية عن سروره بمشاركة الدار بمعرض الرياض الدولي للكتاب كل عام، حيث يحظى بلقاء الأدباء والمفكرين والمثقفين السعودين والعرب على أرض عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، لينهلوا من صنوف الفكر والمعرفة في عرس ثقافي عربي بهيج ، مؤكدًا أن معرض الرياض يعد من أهم المعارض العربيه والدولية، حيث يشارك فيه هذا العام أكثر من ألفي دار نشر من مختلف بلدان العام .

مقالات مشابهة

  • «عصير الكتب» تفوز بجائزة التميز في الترجمة بمعرض الرياض الدولي للكتاب
  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • معرض الرياض تقرأ بكل لغات العالم
  • شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
  • الرياض تقرأ بكل لغات العالم.. في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
  • “الرياض تقرأ” بكل لغات العالم في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
  • الرياض تقرأ بكل لغات العالم في معرضها الدولي للكتاب
  • مركز المستقبل يُشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
  • مشاركون عرب .. معرض الرياض الدولي للكتاب منارة ثقافية عالمية