غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي: تحاول إسرائيل بكل الطرق المتوفرة بين يديها تقديم طوق النجاة للسلطة الفلسطينية لإنقاذها من الغرق في اللحظات الأخيرة، في ظل المعلومات وتقارير تتحدث عن اقتراب موعد الانهيار خاصة مع تفاقم أزماتها المالية وحتى السياسية والاجتماعية. السلطة الفلسطينية والتي كانت خلال الأيام الأخيرة محل انتقاد وهجوم فلسطيني كبيرين، بسبب دورها وموقفها “السلبي” من اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية المحتلة وأخرهم ما جرى من مجزرة في مخيم جنين اسفرت عن ارتقاء أكثر من12 شهيدًا ودمارًا كبيرًا، تُكافح من أجل البقاء لكن الأوراق التي تملكها لا يمكن التعويل عليها كثيرًا.

حكومة الاحتلال التي يترأسها بنيامين نتنياهو تعهدت وبكل صراحة وأمام الجميع بالحفاظ على السلطة الفلسطينية وإنقاذها ومنع انهيارها، وقال نتنياهو في أخر تصريح لها بإنه “لن يسمح مُطلقًا” بسقوط السلطة لتبدأ بذلك “تل أبيب” استخدام سياستها “الخبيثة” في هذا الملف الشائك. وآخر تطورات هذا الملف دعا نتنياهو أقطاب حكومته إلى اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) يوم الأحد المقبل لمناقشة تقدم تسهيلات مالية للسلطة الفلسطينية وإنعاشها “قبل فوات الأوان”. وقالت قناة “كان11” العبرية إن اجتماع الكابينت سيناقش خططا لدعم السلطة ومنحها تسهيلات من بينها  مالية سعيًا لإنعاشها قبل فوات الأوان، في ظل تقارير تتحدث عن قرب إفلاسها.

 

 

 

–   طوق الإنقاذ ونقلت القناة عن مصدر سياسي إسرائيلي – لم تسمه- قوله إن وضع السلطة الفلسطينية في تدهور مستمر، معتبرا أن انهيارها لا يصب في مصلحة إسرائيل، مؤكدًا أن أعضاء الكابينت يعتزمون التصويت على دعم السلطة بعدة طرق. بدورها هاجمت وزيرة الاستيطان “أوريت ستروك” الدعوة لاجتماع يتعلق بدعم السلطة. وقالت الوزيرة إنها “على ثقة بأن أعضاء الكابينت سيلقون مقترحاتٍ كهذه في سلة المهملات”. ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد وتيرة العملية الفدائية بالضفة الغربية والقدس مؤخرٍا وأسفرت منذ مطلع العام الجاري عن مقتل نحو 30 إسرائيليٍا. لم يمض أيام على تحذير مسؤول أمني إسرائيلي من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، حتى سرب مسؤولون إسرائيليون تقارير نفاها الفلسطينيون بشدة عن دراسة الحكومة الفلسطينية إعلان إفلاسها بسبب أزمتها المالية، وتأتي هذه التصريحات في ظل صراع بين وزراء الحكومة الإسرائيلية حول جدوى وجود السلطة الفلسطينية ودعوات بين بعض وزرائها المتطرفين إلى حلها بدعوى “دعمها للإرهاب”. هذا الأمر دفع نتنياهو إلى حسم هذا الجدل باعتبار أن وجود السلطة الفلسطينية “مصلحة إسرائيلية”، وأن تل أبيب “لن تسمح بانهيارها ولا تريد لها ذلك”، مؤكدًا أن تل أبيب “مستعدة لمساعدة السلطة الفلسطينية من الناحية الاقتصادية”، لكنه شدد على “رفضه التام قيام دولة فلسطينية مستقلة”. والحديث عن انهيار السلطة في الأعوام الأخيرة جاء أيضا على لسان مسؤولين فلسطينيين حذروا من التصعيد الميداني الإسرائيلي بالتوازي مع التصعيد الاستيطاني وشح المساعدات المالية العربية والغربية. وفي هذا الصدد يرى لكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن السلطة الفلسطينية بمواقفها التقليدية المتكررة، ما تزال تمارس الخداع على الشعب الفلسطيني، وتدعي بأنها تمارس عملا وطنيا ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأكد الصواف أن كل دعوات السلطة التي خرجت خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، قبل أيام لبحث العدوان “الإسرائيلي” ضد جنين، لا قيمة لها ولن تحقق أي نتائج على أرض الواقع. وقال: “انسحاب قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية فور بدء عدوان الاحتلال على مدينة جنين، يؤكد أن التنسيق الأمني الذي زعمت السلطة وقفه قائم ولم ينقطع، وهذا دليل واضح على تخاذلها وتعاونها مع الاحتلال، معتبرًا الدعوة الى عقد اجتماع طارئ للأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية، دعوة كاذبة لكون أن الرئيس عباس يعلم بانه لا جديد لديه لكي يقدمه. وشدد، أن هناك خطوات يجب على السلطة اتخاذها بشكل فعلي لمواجهة الاحتلال، من خلال اصدار الاوامر لقوات الامن بالتصدي لقوات الاحتلال والدفاع عن شعبها.

 

–   فضحية من العيار الثقيل

 

وأثار إغلاق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أبواب مقراتها، وهروب عناصرها، منذ اللحظة الأولى لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، غضبًا وانتقادات فلسطينية واسعة. وفي رد فعل غاضب على تخاذل أجهزة أمن السلطة، هاجم مواطنون مقر المقاطعة في جنين بالحجارة، وطرد آخرون قيادات من حركة “فتح” من جنازة تشييع الشهداء، تعبيرًا عن غضبهم واستيائهم من تخلي السلطة عن مسؤولياتها. وكانت أجهزة السلطة في جنين، اعتقلت قياديين في المقاومة من “كتيبة جبع” قرب طوباس، كانا في طريقهما لإسناد المقاومين في مخيم جنين في أثناء العدوان. وقالت الكتيبة: إن المقاومينِ مطاردينِ للاحتلال، وهما مراد وليد ملايشة (34 عاماً)، ومحمد وليد براهمة (37 عاماً)، وكانا في طريقهما إلى جنين للتصدي لقوات الاحتلال. وهنا رأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن عدم قيام السلطة بدورها في حماية المواطنين، يشير إلى أنها تعمل لصالح الاحتلال، وليس لحماية وخدمة الشعب الفلسطيني وبين العقاد أن دور السلطة الأمني يبدو أنه محدود بالتنسيق مع الاحتلال، دون تحقيق العمل الأمني الفعال لحماية المواطنين ومواجهة الاحتلال. وأشار إلى استمرار “التنسيق الأمني” بين السلطة والاحتلال، وتقديم المعلومات الأمنية للاحتلال، ما يؤكد تواطؤ السلطة واندماجها في جهود الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وذكر أن تخاذل السلطة دفع المواطنين إلى التعبير عن رفضهم واستيائهم، إذ قاموا برجم السلطة بالحجارة كتعبير عن رفضهم لتواطئها مع الاحتلال، كما قاموا أيضًا بطرد قيادة حركة “فتح” من جنازة الشهداء، لأنهم يرون أنها تغطي على تلك الأجهزة التي يرونها تمارس الخيانة. وأشار العقاد إلى أن العناصر العاملة في السلطة، التي يقدر عددها بـ 70 ألف فرد، تم تدريبها وفقًا لعقيدة “دايتون”، التي تجرم المقاومة وتتعاون مع الاحتلال، لافتًا إلى وجود شركة أمنية بريطانية تقوم بتدريب تلك الأجهزة وفقًا لترتيبات أمريكية، وذلك وفقًا لما تم مناقشته في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة الأمنيين.  ويعتقد العقاد أن الاحتلال يريد بقاء أجهزة أمن السلطة والحفاظ عليها من الانهيار، وذلك لأنها تخدم مصالحه. وأمام هذه التطورات.. هل بقاء السلطة الفلسطينية مصلحة إسرائيلية؟ ولماذا تصر على إثارة الجدل؟ وطرد قادة “فتح” هل هو مؤشر جديد على الغضب الفلسطيني وهل سيتسع؟

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الاورومتوسطي”: وحشية “إسرائيل” في غزة تفوق وصف الإرهاب

 

الثورة   /  وكالات

قال المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان -أمس الجمعة- إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة تفوق في فظاعتها وتنظيمها واتساع نطاقها تلك التي ارتكبتها جماعات مسلحة إرهابية، والتي قوبلت بإدانات دولية واسعة.

وأضاف المرصد، “المجتمع الدولي يقف اليوم صامتا، بل ومتواطئا، أمام جريمة إبادة جماعية ترتكب بنية معلنة لمحو وجود الفلسطينيين من وطنهم، وتنفذ بإرادة وتصميم، منذ أكثر من 18 شهرا دون توقف”.

وأوضح “الأورومتوسطي”، أن تفجير قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، روبوتا مفخخا بأطنان من المتفجرات في قلب حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط منطقة مكتظة بالنازحين، ودون أي ضرورة عسكرية أو وجود لأعمال قتالية في المنطقة، “يجسد سلوك عصابات إرهابية، بل ويفوقه في الوحشية والاستهتار بالحياة البشرية، ولا يمت بصلة إلى سلوك دولة يفترض أن تخضع للقانون الدولي”.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد خلال الأشهر الماضية، خاصة في مناطق شمالي قطاع غزة، سياسة تفجير الروبوتات المفخخة في قلب الأحياء السكنية خلال العمليات البرية.

وأكد توثيق أكثر من 150 عملية تفجير من هذا النوع، أدت إلى “مقتل مئات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال”، إلى جانب إحداث دمار هائل في المنازل السكنية والبنى التحتية.

وأشار المرصد إلى أن فريقه الميداني وثق آلاف الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشكل دليلا قاطعا على فظاعة ما ترتكبه إسرائيل، وعلى وجود نمط من الجرائم غير المسبوقة في العصر الحديث من حيث الحجم والاستهداف والنية. فقد سجل أكثر من 58 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، معظمهم قتلوا تحت أنقاض منازلهم التي دمرت عمدا فوق رؤوسهم، وكثير منهم قتلوا قنصا بشكل مباشر ومتعمد.

كما أصيب أكثر من 120 ألف شخص، وسجل ما لا يقل عن 39 ألف طفل يتيم، إلى جانب التدمير شبه الكامل للبنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك المساكن والمرافق الطبية والتعليمية، ما يجعل من هذه الجرائم واحدة من أوسع حملات الإهلاك الجماعي المنهجي في التاريخ المعاصر.

وبيَّن المرصد الأورومتوسطي أنه رغم أن الأساليب التي ترتكب بها إسرائيل جرائمها في غزة تعيد إلى الأذهان صورا من ممارسات عصابات، لا سيما جرائم القتل الجماعي للمدنيين، فإن ما يجري في غزة أشد خطرا بما لا يقاس، من حيث الوحشية والمنهجية والنية الواضحة في الاستئصال، ولا يمكن اختزاله في مستوى الأساليب أو أدوات العنف فقط.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن ما ترتكبه إسرائيل لا يمكن اعتباره أعمالا عشوائية أو سياسات متطرفة، بل يجسد نموذجا متكاملا لإرهاب الدولة المنظم، نابعا من خطة شاملة للإهلاك والمحو، تنفذ على مرأى ومسمع من العالم، وتغطى سياسيا وعسكريا وماليا وإعلاميا، مشددا على أن هذه الجرائم ترتكب بقصد معلن وثابت، يتمثل في القضاء على الشعب الفلسطيني، واقتلاع من تبقى من أرضه وطمس هويته، وإنهاء وجوده الجماعي بشكل نهائي.

ومنذ الثامن عشر من مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة، متنصلا من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” استمر 58 يومًا منذ 19 يناير 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإنه استُشهد منذ الـ18 من الشهر الماضي ألف و163 فلسطيني، وأُصيب ألفان و542 آخرون، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • التوسع الإسرائيلي: طريق إلى الكارثة!
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • في اقل من 3 أسابيع.. “الاحتلال الإسرائيلي” يقتل 500 طفلٍ في غزة  
  • لهذا السبب.. حركة فتح نظمت وقفة احتجاجية في صيدا
  • رئيس الشاباك يُفجِّر قنبلةٌ من العيار الثقيل: الحرب تخدم نتنياهو شخصيًا
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • “التربية” الفلسطينية: أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا بغزة منذ 7 أكتوبر
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • كيف استطاعت السلطة الفلسطينية تحويل مسيرة حركة فتح النضالية؟
  • الاورومتوسطي”: وحشية “إسرائيل” في غزة تفوق وصف الإرهاب