مجحف أم منصف؟.. تباين بشأن حكم في قضية هندي مسلم راح ضحية تعذيب هندوس
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي في الهند مع الحكم الذي نطقت به محكمة سيرايكيلا قبل يومين، والذي يقضي بسجن 10 مدانين بقتل الشاب المسلم تبريز أنصاري، الذي راح ضحية تعذيب على يد مجموعة من الهندوسيين، إذ اعتبرت عائلة الضحية أن الحكم مجحف وظالم، في حين رأى آخرون أنه حقق العدالة.
وحكمت المحكمة بسجن المتهمين 10 أعوام في الواقعة التي تعود إلى ليلة 17 يونيو/حزيران 2019 في قرية داتكديه بولاية جاركاند (شرقي البلاد)، حين أمسك المدانون بالشاب المسلم (24 عاما) واتهموه بمحاولة اقتحام منزل فرد منهم والسطو عليه.
Only 10-Year Jail To All 10 Convicts For Tabrez Ansari Mob Lynching!!!
Earlier Jharkhand police had dropped murder charges against all 13 accused in #TabrezAnsari mob lynching case & converted it into a case of culpable homicide not amounting to murder!!!https://t.co/4KUb9UaliV https://t.co/o0Wl9UKMLg pic.twitter.com/g9uiH5gyjd
— Muslim Spaces (@MuslimSpaces) July 5, 2023
ولم يتوقف الأمر عند توجيه الاتهامات، بل عمد الشبان الهندوس إلى تقييد أنصاري بعمود، ثمّ أبرحوه ضربا لنحو 12 ساعة، أجبروه خلالها على ترديد شعارات هندوسية، قبل أن يقتادوه في صباح اليوم التالي إلى مركز الشرطة، حيث أرسل إلى السجن مباشرة، وفق صحيفة "تايمز أوف إنديا".
وحسب تلك المصادر، فإنه بعد 4 أيام، أودع الشاب المستشفى ليموت في اليوم ذاته، لتتهم عائلته المعتدين عليه بقتله.
وحينها صرحت محامية أرملته بأنهم وجدوه عند زيارته متعبا يخرج الزبد من فمه، مرجعين وفاته إلى قصور في القلب مرتبط بصدمة شديدة إثر تعرضه للضرب الوحشي.
وقالت شرطة سيرايكيلا حينها إن سبب الوفاة سكتة قلبية، وقامت بتبرئة 2 من المتهمين بالقضية، قائلة إن التهم لا ترقى إلى القتل، وإثر ذلك اندلعت احتجاجات واسعة، وهددت أرملة أنصاري بإحراق نفسها في حال إسقاط التهم الموجهة للمتهمين.
ووثق مقطع فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي الضحية مقيدا وتبدو عليه آثار التعذيب والخوف، بينما يصرخ به من حوله لترديد "جاي شري رام" (المجد للإله راما)، فينصاع لهم ويرددها بالفعل منهكا.
وقوبل حكم المحكمة بتفاعل تراوح بين السخط والرضا، إذ رأى فيه نشطاء مصدر راحة لعائلة الفقيد، في حين عده آخرون مجحفا وغير كاف.
فكتب مغردون عن تحقق العدالة أخيرا، لافتين إلى أنه على الحكومة أن تقدم تعويضا لأسرة الفقيد نظير ما عانته طوال هذه الفترة.
Jharkhand court sentenced all 10 convicts in the 2019 #TabrezAnsari lynching case to 10-year imprisonment under Section 304 of the IPC.
At least some relief to the aggrieved family.https://t.co/JZWTCw9keE
— Raza Khan (@Raza_AKhan) July 5, 2023
معارضة ورفضعلى الجانب الآخر، عارض نشطاء الحكم وعلى رأسهم ساهيتا بارفين (أرملة الشاب)، التي خرجت بعد الحكم مصرحة لوسائل الإعلام بعزمها الطعن فيه، إذ تراه مجحفا وظالما لاستحقاق المدانين للإعدام.
Tabrez Ansari lynching : Court sentences 10 convicts to 10 years in prison, wife calls it ‘mockery’ of justice.#TabrezAnsari, #IndianMuslimshttps://t.co/QREPei2IWK
— MuslimMirror.com (@MuslimMirror) July 5, 2023
وأيد مغردون ونشطاء بارفين، إذ رأوا أن تعذيب أنصاري -الذي أدى لمقتله- ليس مجرد جريمة كراهية بقدر ما هو انعكاس لعطب مجتمعي، مطالبين بقانون منفصل للتعامل مع تلك الجرائم، وبمحاكمات سريعة تتصدر فيها عقوبة الإعدام.
ورغم أن عدد المسلمين في الهند يزيد على 200 مليون نسمة من بين عدد سكان البلاد الذي يقدّر بنحو 1.4 مليار نسمة، فإنهم يعانون الاضطهاد والتمييز العنصري، خاصة بعد وصول حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للسلطة يوم 26 مايو/أيار 2014.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البياتي: سجل الناخبين أمّ المشاكل في كركوك ويجب حسمه بشكل منصف
بغداد اليوم - كركوك
كشف النائب السابق محمد مهدي البياتي، اليوم السبت (25 كانون الثاني 2025)، عن ما وصفها بـ"أمّ المشاكل" في كركوك، مشيراً إلى أن قضية سجل الناخبين هي السبب الرئيسي وراء الإشكاليات المستمرة في المحافظة مع كل دورة انتخابية.
وقال البياتي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الإشكاليات التي برزت بعد إعلان نتائج الانتخابات في كركوك لم تكن مفاجأة، وستبقى موجودة مع كل دورة انتخابية".
وأكد أن "جوهر القضية يتعلق بسجل الناخبين، الذي يضم أعداداً كبيرة من الأشخاص الذين لا ينتمون إلى نفوس كركوك، ما يساهم في ترجيح كفة مكون معين بمقدار مقعدين".
وأضاف البياتي أن "هذه الإشكالية تم عرضها على الحكومات والبرلمانات المتعاقبة منذ 20 عاماً، وتم تشكيل لجان متعددة لمعالجتها، لكنها لم تصل إلى نتائج حاسمة".
وتابع أن "عدم معالجة هذه المشكلة بشكل منصف وشفاف سيبقي المشهد السياسي في كركوك مليئاً بالمشاكل والسجالات"، داعياً إلى "إجراء إصلاح شامل لسجل الناخبين بما يضمن العدالة والشفافية لتقليل الخلافات مع كل دورة انتخابية".
ويرى مراقبون ان مستقبل محافظة كركوك غير مستقر، بسبب غياب أي مشاريع سياسية توافقية بين القوى الفاعلة فيها، وهي قوى قادرة على إنتاج أزمات داخلية جديدة، بالرغم من مشاركة تلك القوى في الحكومة، إلا أن الخلافات بينها لا تزال قائمة، مما يبقي الباب مفتوحًا على احتمالية اندلاع صراعات جديدة.
ولطالما كانت محافظة كركوك مركزاً لأبرز الصراعات السياسية العراقية منذ عام 2003، ويشكل تنوعها الثقافي والديني والعرقي أساساً لهذا الصراع غالباً، حيث يشعر الفاعلون من مختلف الأطياف السياسية العراقية بأن لهم حصة في هذه الأرض المرغوبة.