عادل عبد الرحيم / الأناضول اشتدت المعارك بين الحيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم بشكل أعنف وباستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف الطيارات الحربية والمسيرة خلال اليومين الماضيين، وذلك في أحدث تطور فصول الصراع القائم بين الطرفين منذ منتصف أبريل نيسان الماضي. وأخذت الاشتباكات العنيفة تدور في مناطق متفرقة في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث “الخرطوم وبحري وأم درمان” بشكل يومي.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اتهامات ببدء القتال منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، وبارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات التي خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة. اتساع الرقعة اتسعت دائرة القتال ودخلت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (جنوب) إلى الوجهة مع اندلاع الاشتباكات فيها الأربعاء الماضي، حيث عادت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بمدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان جنوبي البلاد. وأفاد شهود عيان للأناضول بأن “اشتباكات عنيفة اندلعت غربي مدينة الأبيض استخدم فيها قصف مدفعي وأسلحة خفيفة”. وأوضح شهود العيان أن “الاشتباكات أدت إلى إغلاق سوق المدينة، وهروب عشرات المواطنين من منازلهم في الأحياء الغربية للمدينة”. وأوضح الشهود في حديثهم للاناضول أن الاشتباكات دارت في مراكز تجمع قوات الدعم السريع غربي المدينة واستمرت لعدة ساعات. وسبق أن شهدت مدينة الأبيض، منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات متقطعة بين طرفي الصراع في السودان أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه وتردي الخدمات الصحية في المستشفيات. كما أفاد شهود عيان الأناضول الخميس (6 يوليو) ان مدينة بارا بولاية تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع مساء الأربعاء. وذكر الشهود أن المدينة تعرضت إلى النهب والسلب والحرق دون ذكر وقوع خسائر بشرية، فيما لم يصدر من الجيش السوداني أو الدعم السريع اي تعليق. وتقع مدينة بارا على بعد 40 كيلو متر شمال مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان. القتال يطول: انضمام مدن في ولاية شمال كردفان (جنوب) إلى جانب الخرطوم و دارفور (غرب)، وجنوب كردفان ( جنوب) النيل الأزرق (جنوب شرق)، يرسم وضعا ضبابيا لمستقبل إحلال سلام في البلاد. ويعد اتساع خارطة الاشتباكات مؤشرا على أن هذا الصراع قد يستمر لفترة أطول طالما أن هناك قدرة لدى الطرفين على القتال في جبهات جديدة بعيدا عن المناطق المشتعلة منذ بداية الصراع في الخرطوم ودارفور (غرب). وبحسب المراقبين، فإن فرضية استمرار الحرب لفترة زمنية أطول هو الخيار الأكثر ترجيحا لغياب حلول للأزمة حاليا أو حتى للوصول الي اتفاق لوقف إطلاق النار. كما أن دخول مناطق جديدة قد يزيد من فرص توسعها إلى مناطق أخرى ومدن لم تشهد بعد أي اشتباكات. وهذه الأحداث الجديدة بالتأكيد ستدفع بمزيد من النازحين واللاجئين إلى البحث عن أماكن آمنة ، وكما غيرها من المدن السودانية التي شهدت قتالا تتدهور فيها الأوضاع الانسانية و الصحية والأمنية. لهذا يرى المتابعون ان الصراع قد يستمر لفترة أطول طالما أن هناك قدرة للطرفين على القتال في جبهات جديدة بعيدا عن المناطق المشتعلة منذ بداية الصراع في الخرطوم ودارفور. حرب وسط المدنيين وقد اتسم الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع بأنه يجري داخل المدن وهو الأمر الذي جعل مناطق السيطرة بينهما متداخلة وغير ثابتة، وذلك يعقد الموقف أكثر حيث يتقاسم الطرفان أماكن السيطرة وبذلك سيدافع كل منهما عن مكاسبه ويسعى لمزيد من السيطرة، خاصة في العاصمة الخرطوم حيث تتمركز قيادات قوات الجيش والدعم السريع وشهدت شوارعها قتالا عنيفا حول مقار استراتيجية. وكل هذه المقرات التي يدور حولها قتال بالخرطوم او المدن الأخرى تقع داخل المناطق السكنية. جبهات أخرى : وتزداد المخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات في البلاد في ظل وجود حركات مسلحة لازالت ترفع السلاح في وجه الخرطوم. وهو ما حدث في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث اندلعت معارك فيهما مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو الذي يقاتل منذ العام 2011 في المنطقتين. وخلال الاسبوع الماضي، هاجمت “الحركة الشعبية” بقيادة عبد العزيز الحلو مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق (جنوب شرق). وسبق ذلك اتهام الجيش السوداني لقوات “الحركة الشعبية “، بمهاجمة قواته في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان (جنوب) رغم الهدنة. وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال، اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما. والثلاثاء الماضي (27 يونيو) ، دعا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الشباب السوداني للانضمام إلى الجيش لمواجهة قوات الدعم السريع. وقال “حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية دولتنا، ولذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع أن لا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية”.\ المحلل السياسي السوداني عثمان فضل الله يخلص أيضا في تقييمه للوضع أن المؤشرات كلها تقود إلى أن الحرب ستتطول وتتوسع رقعتها الجغرافية. وأضاف في حديثه للأناضول: “وبذلك ستدخل ولايات جديدة في القتال وسط وشرق وشمال البلاد”. وأشار فضل الله إلى أن الوضع العسكري لم يتغير على الأرض كثيرا منذ اندلاع القتال منتصف أبريل الماضي ويبقى بلا حسم.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الجيش السوداني يحاول التهرب من مسؤولية ما يجري في بلاده

اعادت دولة الإمارات، اليوم الجمعة، اتهامها المباشر للجيش السوداني باستهداف مقر رئيس بعثتها الدبلوماسية في الخرطوم، وذلك بعد نفي الجيش في وقت سابق.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية، سالم سعيد غافان الجابري، استهداف الجيش السوداني، مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى والمرافق المحيطة به.

وقال الجابري إن الواقعة تمثل "خرقا صارخا للمبدأ الأساسي، المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، وللمواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها، اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

وأشار إلى وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف المقر، الأمر الذي يسقط "الرواية الباطلة" التي قدمتها الخارجية والقوات المسلحة السودانية"

وأضاف المسؤول الإماراتي أن القوات المسلحة السودانية "لا تنفك عن محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عما يجري في السودان من كارثة إنسانية ناجمة عن هذا الصراع، من خلال تضليل المجتمع الدولي، وصرف الانتباه عن المعاناة التي يدفع ثمنها الأشقاء السودانيون، والتملص من الاستحقاقات التي تفرضها الجهود الدولية المبذولة لإنهاء هذا النزاع الذي طال، والذي تقوم دولة الإمارات بجهود جبارة مع شركائها لوضع حد سلمي له".

وشدد الجابري على أن "هذا الإنكار والإصرار من قبل الجانب السوداني على رمي الافتراءات على الآخرين وعدم الإقرار بالمسؤولية يعكس تجاهلا صارخا لمعاناة الشعب السوداني، وصرف النظر عن استحقاقاته وتطلعاته في تحقيق الاستقرار والازدهار، من خلال محاولات وادعاءات بائسة استمرت لمدة تزيد عن 9 أشهر لدولة الإمارات، عبر أجندات تدحضها الحقائق المثبتة".

ودعا مساعد وزير الخارجية الإماراتي خبراء الأمم المتحدة لمراجعة الأدلة وفحص الأضرار الناجمة عن الاستهداف.

وقدم الشكر والتقدير لكل الدول والمنظمات الدولية والتي تجاوز عددها أكثر من 100 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، أعربت عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الجبان وتضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم.

ويوم الاثنين الماضي، أدانت دولة الإمارات بشدة "الاعتداء الغاشم" الذي استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم، واتهمت الجيش السوداني بتنفيذ الهجوم من خلال إحدى طائراته.

ونفى الجيش السوداني "جملة وتفصيلا" اتهام الإمارات لقواته بقصف مقر سفيرها في الخرطوم، وقال إن "الجيش لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا تنهب محتوياتها"

واتهم الجيش السوداني ما وصفها بـ"مليشيا متمردي آل دقلو الإرهابية" بالقيام بـ"تلك الأفعال المشينة والجبانة"، كما اتهم دولة الإمارات بدعمها. 

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور.. لماذا تحولت جسور الخرطوم إلى مفتاح للحسم العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
  • الإمارات: الجيش السوداني يحاول التهرب من مسؤولية ما يجري في بلاده
  • الحزب الشيوعي السوداني يكشف عن إصابة عضواً في لجنته المركزية برصاص الدعم السريع
  • بالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع
  • خبير الأمم المتحدة المعني بالسودان يدعو إلى حماية عاجلة للمدنيين في الخرطوم وسط تقارير عن عمليات إعدام ميدانية
  • الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
  • يمنيون يتفاعلون مع صورة الفريق البرهان وهو في جبهة القتال بالسودان.. ويخاطبون قيادة الشرعية: هل أدركتم الخلل؟
  • إنهيار مليشيا الدعم السريع في الخرطوم ودارفور
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات
  • حركات الكفاح:الجيش السوداني يحقق انتصارا ساحقا على قوات الدعم السريع في واحدة من أكبر المعارك