عربي21:
2024-07-08@12:39:59 GMT

ورطة أمريكية في غزة

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

 الاستغراق فى تفاصيل ما يجرى فى حرب الإبادة الجماعية التى ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى لا يغنى عن محاولة رؤية المشهد العام الذى تجرى فيه هذه المجزرة البربرية. إن سكوت العالم شرقا وغربا على تلك الجرائم يؤكد أن الأطراف المستفيدة من تلك الحرب أكثر من المتضررة منها، وأن العديد من الأطراف الدولية والإقليمية تراهن على نتائج معينة من الأزمة الحالية.

لقد عصفت «مؤقتا» حرب غزة 2023 بمشروع ممر الهند ــ أوروبا، الذى طُرح فى مؤتمر قمة العشرين الذى عقد فى سبتمبر الماضى، وجرجرت الولايات المتحدة للتدخل بقوات على الأرض فى الشرق الأوسط وداخل غزة، بصورة تعيق تركيز جهودها فى مناطق صراعها مع روسيا فى أوكرانيا والصين فى تايوان. هذا والمشهد مرشح لمزيد من التعقيد مع زيادة الحشد العسكرى الأمريكى داخل المنطقة، واستهدافه مواقع الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا يوم التاسع من نوفمبر الجارى، مما يوحى بأن الولايات المتحدة باتت متورطة بأكثر من اللازم فى الشرق الأوسط.

نلاحظ أن كافة المراكز البحثية الأمريكية تضع الصين كأكبر خطر أو تحدٍ يواجه الولايات المتحدة، بينما سياسات واشنطن تبتعد الآن عن التصدى للخطر الصينى، وتنشغل بمواجهة روسيا من جانب ونجدة إسرائيل من جانب آخر. هذا ومن غير المرجح أن تنتهى حرب أوكرانيا فى أى وقت قريب، ولا أن تسحب الولايات المتحدة مساعداتها اللانهائية لأوكرانيا بعدما استثمرت المليارات وشحنت الناتو وحولت البيئة المستقرة فى شرق أوروبا إلى منطقة توتر لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية. وكل ذلك يستنزف قدرات الولايات المتحدة والناتو مقابل صمود وتقدم روسى على الجانب الآخر. وبحسبة بسيطة فإن عناصر القوة الشاملة الروسية مازال لها اليد العليا فى مقابل الطرف الأوكرانى بالرغم من الإمدادات الغربية الهائلة. علما بأن جذور مشكلة أوكرانيا تعود لمحاولات الولايات المتحدة ضمها عام 2008 لحلف الناتو، وتسبب ذلك فى لفت انتباه صانع القرار الروسى بأن ما يحاك لروسيا من توسع الناتو شرقا يتجاوز الخطوط الحمراء. وأدى ذلك فى نهاية المطاف إلى تحفيز روسيا لاستعادة بعض من ماضيها القوى، وبادرت باقتحام وضم القرم عام 2014، ثم القيام بعملية عسكرية شاملة فى أوكرانيا منذ فبراير 2022.معنى ذلك أن الولايات المتحدة لا تستطيع التحول عن ساحة أوكرانيا إلى الساحة الأهم وهى تايوان التى تعتبر ميدان المواجهة الرئيسى بين الولايات المتحدة والصين.

وأصرت الولايات المتحدة على اتباع نفس النهج فى الشرق الأوسط، فأخذت على عاتقها الدفع لتمكين التطبيع والاتفاق الإبليسى «الإبراهيمى سابقا»، دون الاكتراث بأى شىء له علاقة بوضع الشعب الفلسطينى، ورغبتهم الحثيثة فى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وتمادت فى موقفها واعتبرت فى 2019 أن الجولان إسرائيلية وليست أراضى سورية محتلة. ودفعت بفكرة صفقة القرن التى لم تسفر عن شىء لصالح فلسطين.

كما لم تستطع الولايات المتحدة فرملة الحكومة الإسرائيلية الحالية التى تشكلت بعد خمسة انتخابات خلال سنتين، أثبت خلالها الناخب الإسرائيلى ميله إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة. فمنذ أن جاءت حكومة نتنياهو الحالية وهى تقتل، وتهدم، وتشرد بلا هوادة، تحت سمع وبصر الولايات المتحدة، إلى أن جاء «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر ليفجر المسألة برمتها. وتلقائيا، وجدت الإدارة الأمريكية بأن عليها فعل كل شىء بعدما تلاشى الردع الإسرائيلى واهتزت أوصال الدولة. وخشيت الولايات المتحدة من اتساع دائرة الحرب لتنتقل من غزة إلى الضفة، ثم إلى عرب 48، ثم فتح جبهة قتالية فى لبنان.

ولذلك جاءت الولايات المتحدة بحاملات الطائرات لتعيد مستوى الردع إلى الحيز الذى يمكن من خلاله السيطرة على مجريات الأمور غير عابئة بصورتها فى العالم العربى. وبالرغم من ذلك لا تستطيع الولايات المتحدة ضمان ألا تتحول الحرب لإقليمية. وتكمن المفارقة فى أن الجانب الوحيد الذى يمكن أن يضمن عدم تصعيد إيران هو الجانب الصينى الذى سبق واستطاع عقد مصالحة بين إيران والسعودية مطلع هذا العام. ومن ثم، بدلا من أن تركز أمريكا قواتها حول تايوان لتُضيق على الصين، فإن الولايات المتحدة تتحدث مع الصين لكبح إيران وحلفائها بالشرق الأوسط.

فى هذا السياق ينحصر الجهد العربى والإسلامى عند مستوى الضغط أو التوسط من أجل إدخال المساعدات للشعب الفلسطينى، فى مقابل الطرف الأمريكى والأوروبى الذى يشحن الأسلحة جهارا نهارا إلى إسرائيل. وبالرغم من هذا التفاوت الصارخ فى الإمكانيات بين الطرف الإسرائيلى المدجج بالمقاتلات، والدبابات، والبوارج، والطرف الفلسطينى الذى لا يملك إلا المقاومين المعتمدين على الأسلحة الخفيفة والصواريخ التى تصيب العمق الإسرائيلى، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلى لا يستطيع حصد أى مكسب عسكرى فى ثانى أطول حرب يخوضها فى تاريخه ضد طرف عربى بعد حرب الاستنزاف. فلا القصف دمر المقاومة، ولا التوغل البرى حرر الأسرى، ولم تنخفض عزيمة أهل غزة عن المقاومة بالرغم من الحصار المميت. وإنما تزيد يوميا حالة الاحتقان داخل إسرائيل بسبب هذا الإخفاق فى إحراز تقدم، والجميع يحذر فى تل أبيب من صبيحة اليوم الذى تقف فيه المعارك، ومن كشف الحساب عن الإخفاق الأمنى والعسكرى، والهزيمة السياسية والاستراتيجية، والتكلفة الاقتصادية، والزلزال الاجتماعى الذى أصاب المجتمع الإسرائيلى والذى يبدو أنه سيحتاج لسنوات لتخفيف آثاره. ويبدو أن نتنياهو وحكومة الإنقاذ التى شكلها لا تجد مخرجا مما هى فيه إلا تهجير أهل غزة. ولكن المفارقة أن الولايات المتحدة هى نفسها التى تقف ضد هذا السيناريو، بسبب معرفتها برد الفعل المصرى الأردنى، حيث أعرب وزير خارجية الأردن أن هذا الملف بمثابة إعلان الحرب. وكلما أصرت حكومة نتنياهو على التحايل للمضى قدما فى سيناريو التهجير بحجة علاج المرضى فى مستشفيات عائمة، كلما ترسخت القناعة فى واشنطن بأن ما بنته فى الشرق الأوسط منذ اتفاقية كامب ديفيد فى خطر.

ومن ثم فإن المشهد الختامى لحرب 7 أكتوبر مازال بعيدا، وكلما طال أمد الحرب كلما تغيرت الحسابات، ليس فقط على مستوى توسيع دائرة الحرب وإنما أيضا على مستوى التغيرات الشعبية التى تجرى نتيجة لهذه الحرب، والتى من شواهدها استمرار المظاهرات المؤيدة لفلسطين فى العديد من العواصم الغربية، بالتوازى مع عدم قدرة بعض الحكومات الأوروبية المضى قدما فى تأييد ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وحتى فى الولايات المتحدة ذاتها، فإن المظاهرات والخطابات الغاضبة من العاملين داخل الإدارة الأمريكية فى تزايد، ولكن الإدارة الأمريكية لا تستطيع تحويل مسارها أو الخروج من ورطة غزة، عن طريق حلول مؤقتة مثل التى عرضها ويليم بيرنز، رئيس السى ــ آى ــ إيه، فى زيارته لمصر يوم 8 نوفمبر الجارى، لتتولى القاهرة الأمن فى غزة كفترة انتقالية لحين نقل الملف إلى السلطة الفلسطينية، ولقد حسمت الأخيرة أمرها بالقول، لن نعود إلى غزة على ظهر دبابة الاحتلال.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الصين امريكا غزة الصين مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء

أتفهم حالة التباين فى الآراء التى تسود الشارع المصرى بعد أداء الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى اليمين الدستورية أمام الرئيس نهاية الأسبوع الماضى، فمصر التى تمر بمرحلة مفصلية فى تاريخها الحديث، تحتاج إلى الكثير من بذل الجهد المصاحب لاستراتجيات وأفكار مبتكرة، ودعونا ننظر إلى الحكومة بنظرة موضوعية.

بداية عزيزى القارئ لن أتخلى عن الامل فهو الذى يجعلنا نستكمل الحياة، وهو الوقود الذى يدفعنا الى الاستمرار، فلدى أمل كبير فى عبور مصر هذه المرحلة بما فيها من تحديات كبيرة، خاصة ما نراه فى منطقة تعصف بها الأزمات وما ستصل إليه ، الذى بالطبع سيشكل موازين قوى جديدة ستكون هى اللاعب الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمن ، هذا من ناحية ومن جانب آخر لدينا أزمة اقتصادية حقيقية نحتاج إلى حلول خارج الصندوق وهو مايقوم به الرئيس السيسى من جهد جبار فى سبيل عبور هذة الأزمة ، متأكدين أن جهود سيادته ستكلل بالنجاح.

لدى تفاؤل كبير خاصة فى بعض الحقائب التى تم اختيار افضل العناصر والكفاءات المشهود لها ، ولدى أيضا أمل فى بعض الحقائب أتمنى أن يستطيع من تولاها إضافة بصمة فى هذا الموقع وهذه المهمة .

تفاؤل بلا حدود

هناك بعض الحقائب التى جعلتنى بكل ثقة أن أنام مطمئناً قرير العين ، لان على رأسها كفاءات ذات عقلية فذة (براند نجاح) وعلى رأسهم تولى الفريق كامل الوزير منصب نائب رئيس الوزراء وتوليه وزارتى النقل والصناعه ، فتركيبة وعقلية هذا الرجل تسبقنا بسنين ضوئية، كنت أتمنى أن أجد 30 وزيراً بحجم الفريق كامل الوزير ، أؤكد لك عزيزى القارئ أن عاماً واحداً سيكون كفيلاً أن تكون مصر الحصان الأسود فى كل المجالات، تركيبة الفريق كامل لا تعرف شىء إلا العمل ثم العمل ثم الاخلاص لوطنه، تاريخ كبير من رئاستة للهيئة الهندسية، ثم تولى منصب وزارة النقل وكانت فى حالة يرسى لها، وقام ببناء شبكة طرق عالميه تستطيع مصر من خلالها البدء فى استقبال استثمارات عالمية، بدون عوائق بطرق ممهدة قادرة على اختصار الزمن ، مناطق لوجستية، موانئ بحرية وبرية، بصمات كامل الوزير تستطيع أن تلاحظها من مواعيد القطارات التى تستطيع أن تضبط ساعتك عليها، وهو أمر لم يكن موجود منذ مد، ثورة شهدتها السكة حديد فى مصر، منظومة نجاح ونموذج فريد لرجل بطل شريف مخلص لوطنه ، ليس أمامى إلا ان اشكر من فكر فى هذا الاختيار الذى سيحقق طفرة غير مسبوقة لوزير استثنائى.

 

تجديد الدماء

 

من أهم الحقاىب التى شكلها التغيير الوزارى وزارة الدفاع ، وكما عودتنا العسكرية المصرية أن لديها مخزون استراتيجى من الابطال القادرين على قيادة جيش بحجم جيش مصر ، وعى كبير واستثمار فى بناء الكوادر والكفاءات نلاحظه فى القوات المسلحة المصرية ، ليس هناك تقصير ممن سلف ولا إجادة الخلف فجميعهم أبناء العسكرية المصرية التى لا تقهر التى تبنى رجال قادرة على تولى المسئولية حال استدعاء الوطن فى أى توقيت وهذا ماشاهدناة منذ تولى المشير حسين طنطاوى وخلفه تلاميذه من بعدة لتكون هى راية دأب أبناء القوات المسلحة أن يتبادلها أبناؤها جيلاً تلو جيل.

 

إجادة و تجديد ثقة

 

لم أتفأجأ بتجديد الثقة فى تولى اللواء محمود توفيق وزارة الداخلية فى الحكومة الجديدة ، ولمَ لا وهذا الرجل الذى حقق طفرة استثنائية بوزارة الداخلية ، توفيق الذى أصر على تبنى استراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بمستوى ضباط الشرطة المصرية ، وإدخال أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة لمكافحة الجريمة والقضاء على الإرهاب ، ارقام وإنجازات يومية تؤكد ، أن هناك ضابطا كفئاً يحمى عرين الأمن الداخلى وانه صمام أمان جدير بالاحترام.

ومن باب الإنصاف الداخليه تعيش ازهى عصورها ، وهناك حالة توافق كبيرة بين الشعب المصرى وشرطتة وهناك بصمات واضحه لاينكرها أحد لتوجيهات وتعليمات وزير الداخلية ، نشعر بها جميعاً كمواطنين واشعر بها انا شخصياً ، فى تعاون كبير من قيادات مديرية أمن الدقهلية ، وكذلك فرع الأمن الوطنى بالدقهلية ، الذين يبرهنون كل يوم  بأن فى مصر رجالاً قادرين على حماية أمن الوطن فى كل زمان ومكان.

 

العدل

 

حقيبة وزارة العدل من الحقائب السيادية التى لها أهمية كبيرة فهى المنوط بها تنفيذ العداله وإقرار القانون ، تولاها القاضى الجليل المستشار/ عدنان الفنجرى ، أحد شيوخ القضاء الاجلاء الذى يشار لة بالبنان فى الحزم واعلاء راية القانون.

توليه المسئولية خلفا لمعالى المستشار عمر مروان هذا الرجل الذى سيقف التاريخ أمامه كثيراً لما وصل إلية دولاب العمل الادارى والقضائى والتحول الرائع فى رقمك الوزارة .

مهمه كبيرة أوكلت لسيادتك متفائلين أنها ستشهد نجاحاً باذن الله، فالمستشار عمر مروان ، صاحب التاريخ الكبير فى وزارة العدل منذ أن كان وكيل نيابة القصر العينى ، مرورا بكافة المواقع التى أسندت لسيادتة سواء داخل الوطن او خارجه فحدث ولا حرج ، وهو الأمر الذى يجعل مسئولية تولية مدير مكتب رئيس الجمهورية امراً رغم صعوبته وما يصاحبه من مسؤليات جسام بمثابة مهمة وطنيه جديدة لرجل دولة من طراز فريد.

 

أحلام المصريين

 

لم تسعفنى السطور فى تناول جميع الوزارات مع اختلاف اشخاصها وطبيعة مسئوليتهم ولكن لدينا أمل وطموح أن نرى تجارب ناجحه ، لهؤلاء الوزراء سواء فى الخارجيه أو التعليم أو السياحة أو الأوقاف الخ .

 

المحافظون الجدد 

المحافظون الجدد ونوابهم عليهم مسئولية وطنية كبيرة ، نحتاج الى استلهام روح النشاط والجد والاجتهاد فى العمل الميدانى فى الشارع وليس من المكاتب المكيفه ، نحتاج المحافظ التنفيذى فى الشارع مع المواطنين ، تمنياتى لهم بالتوفيق.

 

بقى أن أبعث رسالة للشعب المصرى العظيم ، دعونا نتفاءل فبرغم ماتمر بة الدولة المصرية إلا أن هناك امل فى أن تسير الأمور على افضل حالة ، سنبنى مستقبل ابنائنا بالعمل والاجتهاد ونتسلح بالأمل ليكون لنا معولا للبناء وليس معولا للهدم.

 

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

 

المحامى بالنقض 

عضو مجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • الصهاينة.. يأجوج هذا الزمان يأكلون الأخضر واليابس
  • التغيير وارتياح الشارع ‏
  • «حمدوك» لـ«الوطن»: نسعى لوقف الحرب لحقن دماء السودانيين
  • ديوان المظالم
  • الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء
  • دفتر أحوال وطن «278»
  • جماعة الحوثي تعلن عن غارة أمريكية بريطانية تستهدف جزيرة كمران بالحديدة
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • مستشار سابق للبنتاغون يحذر من حرب داخلية أمريكية