صدر حديثًا عن دار العين للنشر، رواية "الأميرة تاراكانوفا" فصل مظلم في تاريخ روسيا، للكاتب جريجوري بتروفيتش دانيلفسكي، ترجمة رولا عادل.

الرواية تتناول قصَّةٌ من قصَص التاريخ الرُّوسي الحافل بالأحداث الدِّراميَّة والدَّاميَة، دارت أحداثُها في نهاية القرن الثامن عشر، وقد تكون نهايتُها الغامضةُ شاهدةً على قسوةِ عصر الإمبراطورة الرُّوسيَّة «إيكاترينا العظيمة».


ربما تبدو القصَّةُ عاديَّة، أميرةٌ أخرى - مثل أمراء كثيرين على مَرِّ التاريخ - طالبَتْ بميراثها الشَّرْعيّ في عرش روسيا، لكن خيوط قصة الأميرة "تاراكانوڤا" التي نقلها لنا الكاتبُ الروسيُّ «دانيليڤسكي» في قالب درامي، تُظهر لنا جانبًا مُهمًّا من حكايات بلاط الإمبراطوريَّة الروسيَّة.


تتضافر أحداثُ القصة الدراميَّة التي نتتبَّعها، بمصائر أبطالها، فتمنحنا لمحاتٍ مُهمَّةً عن صراعات العرش ومؤامراته، تلك التي لا تقف عن حَدّ، ويعدُّها الطَّامحُ في العرش حقًّا مشروعًا. حيث لا شيءَ يقود دفَّة الحياة في البلاط سوى المصالح، وينفي الجميعُ عن نفسه ذنب الضحايا. مَن الجاني في الحكاية؟ النَّوَايا الطيِّبة أم الطُّمُوح أم الطَّمَع؟ كُلُّ هذا في قِصَّة دراميَّة تاريخيَّة، يحكيها الكاتبُ على لسانِ ضابطٍ في الأسطولِ البَحْريّ الرُّوسِيّ، في مُذكِّراته التي ألقاها في البحر قبل لحظاتٍ أخيرةٍ من عاصفةٍ شهدتها السفينةُ التي استقلَّها عائدًا إلى وطنه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار العين للنشر تاريخ روسيا

إقرأ أيضاً:

كيف يمكننا إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بعيدا عن التقديس والتدنيس؟


ويعرّف إبراهيم محمد زين -وهو أستاذ تاريخ الأديان في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة- إعادة قراءة التاريخ بأنها عملية غير علمية ومحاولة أيديولوجية لتغيير طريقة نظرة المسلمين للشخصيات الفاعلة والمؤثرة في التاريخ، وتقديم صورة جديدة للتاريخ بناء على رؤية أو أيديولوجية جديدة.

ويقول إن الكثير من القراءات التي قام بها المستشرقون للتاريخ الإسلامي كانت بغرض السيطرة على المسلمين، وإن بعض أبناء الأمة الإسلامية الذين درسوا على يد هؤلاء المستشرقين نقلوا أسلوبهم واستعملوه في إعادة قراءة التاريخ الإسلامي.

وفي هذا السياق، يعطي أستاذ التاريخ مثالا بالحركة الصهيونية التي قال إن لديها طريقة معوجة في النظر إلى تاريخ المنطقة العربية تهدف إلى إحكام السيطرة وبناء سردية تاريخية ترمي إلى تبرير الوجود الصهيوني في المنطقة، مشيرا إلى أن المدرسة الصهيونية لم تفلح حتى في إقناع الصهاينة أنفسهم بجدوى دعواهم إلى إعادة قراءة وفهم تاريخ المنطقة.

من جهة أخرى، تتأسف أستاذة الفلسفة العربية والإسلامية في الجامعة اللبنانية نايلة أبي نادر من كون العرب والمسلمين يعانون من "النزعة التقديسية" التي تعظم وتمجد، ليس فقط السلف، بل أي شخصية تراها مميزة رغم أن هؤلاء هم بشر ومحدودون معرفيا واجتماعيا وإيمانيا، كما تقول.

إعلان

وترى نايلة -في مداخلة لها ضمن برنامج "موازين"- أن تقديم خدمة راقية ومقدسة للتاريخ في العصر الحالي يكون عبر إعادة قراءة هذا التاريخ وإبراز السقف الأيديولوجي الذي كان مسيطرا على من كتب التاريخ في حينه.

ويعترض أستاذ تاريخ الأديان في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة على كلام نايلة من جهة أن فيه الكثير من التعميم، ويوضح أن أول من كتب سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ابن إسحاق، ولم يكن في هذه السيرة أي تقديس للنبي الكريم ولم يرفعه إلى مصاف أكثر من مصاف البشر، ولم يقم المسلمون بتقديس السلف الصالح ولم يعتبروهم غير بشر.

ويواصل الأستاذ أن الطريقة التي دوّن بها التاريخ الإسلامي ليس فيها تقديس، بل إن هذا التقديس ربما يوجد في الطريقة التي كُتب بها التاريخ اليوناني والروماني والهندوسي، إذ يختلط ما هو مقدس إلهي بما هو بشري.

في المقابل، يقر المتحدث نفسه بوجود تسييس في كتابة التاريخ الإسلامي، خاصة الذي كتب من منطق عقائدي عند بعض المؤرخين.

القضايا الشائكة

وعن كيفية إعادة قراءة القضايا الحساسة في التاريخ الإسلامي، يوضح المفكر والداعية الإسلامي محمد العبدة أنه لا توجد خطوط حمراء عندما تكون القراءة موضوعية وتبحث عن الأدلة الصحيحة والمنصفة، فمقتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان من أكبر الفتن ومن أكبر المصائب التي أصابت المسلمين، ولكن لا ضير من تناول الموضوع إذا كانت الأدلة قاطعة وثبتت صحتها، والشرط هو الابتعاد عن الهوى والجهل والأكاذيب.

ويشير إلى أن هناك مجالا للتحقيق الدقيق والموضوعي في القضايا الشائكة في التاريخ الإسلامي عبر الاستعانة بكتب الحديث وكتب الطبقات، وليس فقط كتب التاريخ.

ويبرز المفكر والداعية الإسلامي -في حديثه لبرنامج "موازين"- أن الأمة الإسلامية هي أكثر الأمم اهتماما بالتاريخ، فهناك 5 آلاف مؤرخ و10 آلاف كتاب في التاريخ، وقد وضع المؤرخ والفيلسوف عبد الرحمن بن خلدون ضوابط وقواعد لمعرفة الروايات الصحيحة من المغلوطة.

إعلان 25/12/2024

مقالات مشابهة

  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • المبشر: التاريخ سينصف من حملوا شعلة المصالحة والإصلاح
  • 20 عاما على تسونامي.. واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ المعاصر
  • أحداث 2024.. تشريع العملات المشفرة والتعدين في روسيا
  • كيف يمكننا إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بعيدا عن التقديس والتدنيس؟
  • “رواية جديدة” تفضح زيف “ادعاءات البنتاجون” وتكشف مصير “نفاثة” أخرى 
  • للدراسات العليا.. جامعة الأميرة نورة تفتح التقديم على منح التميز
  • تشريح النسيان .. قراءة في رواية «البيرق - هبوب الريح» لشريفة التوبي
  • الإعلامي أحمد يونس: يوسف الشريف وافق على تجسد رواية «نادر فودة» في عمل فني
  • وصفة العمر الطويل.. أسباب تجعلك تتناول الموز والتفاح باستمرار