تعمل الحكومة البريطانية على تعديل قانون التظاهر لحظر مظاهرات مؤيدي فلسطين، بينما أعلنت الشرطة البريطانية أنها وجهت اتهامات لسبعة أشخاص بعد مسيرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين وتجمع لليمين المتطرف، مشيرة إلى اعتقال نحو 145 شخصا من الجانبين، غالبيتهم من اليمين المتطرف.

وذكرت صحيفة الإندبندنت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يخطط لتعديل عدة بنود في قانون التظاهر، بينها تخفيف الشروط التي يسُمح بموجبها للشرطة بحظر التظاهرات، وذلك في محاولة لمنع مظاهرات مؤيدي فلسطين بعد عدة مظاهرات حاشدة في لندن.



واندلعت اشتباكات بين الشرطة والجماعات اليمينية المتطرفة التي تجمعت للاحتجاج على تنظيم المسيرة في يوم الهدنة الذي يوافق نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث تحيي بريطانيا ذكرى قتلى الحرب. وكانت الشرطة تعمل على منع أنصار اليمين المتطرف من الوصول إلى النُصب التذكاري بينما كان يشهد حفلا رسميا في الذكرى.

وقالت شرطة العاصمة لندن إن التحقيقات مستمرة في "عدد من الوقائع الأخرى"، وإن المحتجزين السبعة متهمون بجرائم مختلفة، مثل التسبب في ضرر جنائي ومقاومة الاعتقال وحيازة سلاح هجومي ومخدرات والإخلال بالنظام العام والاعتداء.

وقال نائب مساعد مفوض الشرطة، لورانس تايلور، الذي قاد عمليات الشرطة السبت: "لدينا فرق من رجال الأمن الذين يواصلون رفع قضايا على المحتجزين ويفتحون تحقيقات مع الذين يلفتون انتباهنا عند مشاركة الصور والمقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وكانت الشرطة قد قالت في بيان السبت؛ إن عمليتها التي رافقت المظاهرة المؤيدة لفلسطين وتجمع اليمين المتطرف جاءت "بعد أسبوع من الجدل الكبير حول المظاهرة وعمل الشرطة. وهذا كله ترافق مع تزايد التوترات في المجتمع"، في إشارة إلى تصريحات وزيرة الداخلية سويلا برافمان التي وصفت مظاهرات مؤيدي فلسطين بأنها مظاهرات كراهية، واتهمت الشرطة بالتحيز لصالحها وأنها تتشدد مع اليمين المتطرف. وفيما اعتُبر تحريضا لليمين المتطرف، هاجمت برافمان تنظيم مظاهرة في يوم الهدنة، وزعمت أن النُصب التذكاري قرب مقر الحكومة في وايتهول قد يتعرض للتخريب، رغم أن مسار المظاهرة يبعد أكثر من ميل عن المكان.

وأوضحت الشرطة أن "العنف الشديد من المحتجين من اليمين تجاه الشرطة (..) كان غير معتاد ويثير قلقا عميقا".

وقالت إن أنصار اليمين وصلوا في وقت مبكر السبت "قائلين إنهم هناك لحماية النُصب (سينتاف)، لكن بعضهم كانوا تحت تأثير المخدرات، وعدوانيين ويبحثون بوضوح عن المواجهة"، وقد صاحوا في وجه عناصر الشرطة: "لستم إنكليز بعد الآن".

وأوضحت الشرطة أن القسم الأكبر منهم كانوا من مشاغبي كرة القدم (هوليغنز) من مختلف أنحاء بريطانيا، وقد أمضوا اليوم وهو يهاجمون أو يهددون عناصر الشرطة الذين كانوا يعملون على منعهم من الوصول إلى مظاهرة مؤيدي فلسطين.

وأجرت الشرطة حملة لإيقاف وتفتيش العديد منهم، وتم العثور بحوزتهم على أسلحة بينها سكين وأدوات حادة أخرى وهراوة إضافة إلى المخدرات.

وقد أصيب تسعة عناصر من الشرطة خلال هذه المواجهات، نُقل اثنان منهم للمستشفى لتلقي العلاج، خلال محاولة الشرطة منع أنصار اليمين المتطرف من الوصول إلى موقع النُصب التذكاري لضحايا الحرب قبيل تنفيذ دقيقتي صمت.

وفي المقابل، قالت الشرطة إن مظاهرة مؤيدي فلسطين لم تشهد "عنفا بدنيا كالذي قام به جناح اليمين".

لكن بعد انتهاء التظاهرة وتفرق المشاركين لجأت مجموعة من نحو 150 شخصا، بعضهم يغطون وجوههم، للتصرف بطريقة تشكل تهديدا، واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم، مطلقين الألعاب النارية تجاهها. وأعلنت الشرطة اعتقال العديد منهم.

كما تحدثت الشرطة عن "عدة مخالفات خطيرة مرتبطة بجرائم الكراهية ودعم محتمل لمنظمات محظورة خلال المظاهرة".

ونشرت الشرطة مجموعة من الصور قالت إنها تشير إلى ارتكاب جريمة كراهية أو تتضمن تهديدا، من كلا الجانبين، وطلبت التعرف على أصحابها.

وأوضحت الشرطة ان متابعة المخالفين بين "حشد بهذا الحجم الذي شاهدناه (السبت) يمثل دائما تحديا، لكن كانت قدرتنا محدودة أكثر للقيام بذلك؛ بسبب عدد الضباط الذين تم نشرهم منذ وقت مبكر من اليوم للتعامل مع المجموعات اليمينية".

وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المظاهرة التي سارت من ماربل آرش قرب الهايد بارك باتجاه السفارة الأمريكية؛ بنحو 300 ألف، لكن المنظمين يتحدثون عن أكثر من 800 ألف.

وبعد هذه الأحداث تصاعدت المطالبات بإقالة برافمان من منصبها، بينهم زعيم حزب العمال كير ستارمر الذي اتهم الوزيرة بإثارة الانقسام، لكنه اعتبر أن رئيس الوزراء ريشي سوناك أضعف من أن يفعل ذلك.

وكانت برافمان قد عبرت في سلسلة منشورات على منصة إكس (تويتر سابقا) عن شكرها للشرطة على جهودها، لكنها عادت لتشن هجوما على مظاهرات مؤيدي فلسطين، متحدثة عن ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع المزيد منها. وقالت إن شوارع لندن باتت "ملوثة بالكراهية والعنف ومعاداة السامية".

وبينما اكتفت برافمان بإشارة عابرة لعنف أنصار اليمين المتطرف الذين أسمتهم "مناهضي المتظاهرين"، صعّدت هجوما على مظاهرات مؤيدي فلسطين.

وكان تجاهل سوناك لشكر الشرطة بعد عمليتها الصعبة يوم السبت؛ قد أثار انتقادات من المعارضة. وقالت وزيرة الداخلية في حكومة الظل، إيفوت كوبر، إنها صدمت لخلو بيان سوناك الذي صدر يوم السبت من الشكر للشرطة، وقالت إن الشرطة كانت تتعرض لهجوم وهي تحاول حماية النصب التذكاري.

وكان سوناك قد أصدر بيانا هاجم فيه عنف "رابطة الدفاع الإنكليزي والمجموعات المرتبطة بها"، في إشارة إلى اليمين المتطرف، لكنه ركز هجومه على مظاهرات مؤيدي فلسطين الذين أسماهم "المتعاطفين مع حماس".

كما هاجمت كوبر؛ برافمان، وقالت إنها تعليقاتها التي هاجمت فيها الشرطة "صادمة وغير مسبوقة"، و"لم نر وزيرا للداخلية يفعل ما فعلته سويلا برافمان"، وربطتها بالعنف الذي تعرضت له الشرطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مظاهرات فلسطين اليمين المتطرف بريطانيا العنف بريطانيا مظاهرات فلسطين عنف اليمين المتطرف سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف وقالت إن

إقرأ أيضاً:

بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو

 

أمر قاضٍ في مقاطعة أونتاريو الكندية متظاهرين يؤيدون الفلسطينيين بمغادرة مخيم أقاموه منذ شهرين، في جامعة تورونتو، وذلك بحلول مساء الأربعاء، مقراً بذلك طلب الجامعة إصدار أمر قضائي.

وأصبح بمقدور الشرطة اعتقال وإبعاد أي شخص يخالف الأمر؛ لكن المتظاهرين قالوا إن القرار لن يمنعهم من القيام بحملة من أجل مطالبهم.

وقالت الطالبة سارة راسخ المتحدثة باسم المتظاهرين، إنها «مصدومة ومحبطة؛ لكنها مستعدة أيضاً لمواصلة الضغط» مشيرة إلى أن الاحتجاجات ستستمر حتى تقوم الجامعة بسحب الاستثمارات المتعلقة بإسرائيل، وقطع العلاقات مع بعض المؤسسات الإسرائيلية.

وقالت إن المتظاهرين لم يقرروا ما إذا كانوا سيلتزمون بالأمر ويغادرون. وأوضحت قائلة: «لا نعرف ما سنفعله بعد. ما زلنا نحاول معالجة القرار ونحتاج إلى مناقشة الأمر»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورحبت الجامعة في بيان لها بقرار المحكمة. وقال البيان: «نحن على ثقة بأن الموجودين في المخيم سيلتزمون بأمر المحكمة، ويخلون المخيم قبل الموعد النهائي الذي حددته المحكمة... أي شخص يختار البقاء في المخيم بعد هذا الموعد النهائي سيكون عرضة لعواقب بموجب سياسة الجامعة والقانون».

كانت الجامعة -وهي الأكبر في كندا- قد طلبت إصدار أمر قضائي يقضي بتولي الشرطة مسؤولية إخلاء المخيم. وقال محامو الجامعة إن المتظاهرين سيطروا على ممتلكات الجامعة عندما أقاموا المعسكر، ومنعوا آخرين من استخدامها، فضلاً عن الإضرار بسمعة المؤسسة، والتسبب في شعور بعض الأفراد بأنهم غير مرحب بهم، أو غير آمنين.

وقالت الجامعة في طلب إصدار الأمر القضائي: «لقد عانت الجامعة وما زالت تعاني من ضرر لا يمكن إصلاحه

مقالات مشابهة

  • مظاهرات حاشدة بعدد من المدن اليمنية تضامنا مع فلسطين وتنديدا بجرائم الإحتلال
  • كتلة الحوار تُعد مقترحا بشأن تعديل قانون الحبس الاحتياطي
  • عكس أوروبا.. لماذا توجهت بريطانيا يسارًا نحو العمّال؟
  • اليمين المتطرف وبالون النجاة
  • تحليل : المغرب لن يتأثر بصعود اليمين المتطرف إلى السلطة بفرنسا
  • العبداللات: تعديل قانون الانتخاب والأحزاب عزز منظومة حقوق الإنسان في الأردن
  • معاداة المهاجرين والأقليات.. شبح ماضي اليمين المتطرف يخيم على فرنسا
  • وصول اليمين المتطرف للسلطة في فرنسا
  • مجلس الشيوخ يوافق على إجراء تعديل تشريعي بـ"صناديق الملكية الخاصة"
  • بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو