كل ما تريد معرفته عن مدينة نواكشوط
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
نواكشوط، عاصمة جمهورية موريتانيا، وتنوع محورًا حضريًا يجمع بين التاريخ الغني والتنوع الثقافي. تأسست المدينة على ضفاف المحيط الأطلسي، وتعتبر نقطة تلاقٍ للثقافات العربية والإفريقية.
تتميز نواكشوط بمعمارها الفريد، حيث يتم الربط بين الطابعة الأصلية والحديثة. يمكن رؤية المنازل الحديثة ذات الألوان الزاهية في المحافظات التقليدية، بينما تتألق المباني في المناطق الحضرية.
تعد سوق المركزية في نواكشوط واحدة من المعالم الحيوية، حيث تتجمع التجارة والزوار لتتعرف على مجموعة واسعة من المنتجات التقليدية والحرف اليدوية. كما العشرة الموريتاني والمأكولات التقليدية جزء لا يتجزأ من تجربة الزوار.
رسام الكاريكاتيري التاريخ الزاخرة لنواكشوط في المباني والأماكن التاريخية مثل القارئ الكبير والحصن القديم، الذي يحكي قصة المدينة عبر العصور.
في نهاية المطاف، تجسد نواكشوط مزيجًا رائعًا من التراث الثقافي والتقدم الحديث، مما يجعلها واحدة من المدن الفريدة والمثيرة في القارة الأفريقية.
تاريخ المدينة
يعود تاريخ نواكشوط إلى القرون الوسطى، حيث كانت جزءًا من إمبراطورية غانا ومن ثم إمبراطورية مالي. في القرون الوسطى، شهدت المنطقة تأثيرات الثقافة الإسلامية والتبادل التجاري عبر الصحراء الكبرى.
في القرن الـ17، بدأ تأثير التجارة الرملية أو "تجارة الجينز" في الأزياء، حيث كانت المنطقة مركزًا لتجارة الملح والذهب والقيق. في عام 1957، مارست موريتانيا استقلالها عن الاستعمار الفرنسي، وتم اختيار نواكشوط كعاصمة جديدة.
منذ ذلك الحين، شهدت نواكشوط حربًا سريعةً في الأنسجة العصبية والبيانات. تنوعت أنواع السكان وثقافاتهم، حيث يعيش في المدينة مجتمع متنوع يتحد بين العناصر العربية والأفريقية.
المدينة تأخذ اسمها من نهر نواكشوط الذي يمر بالقرب منها. في العصور الحديثة، أصبحت نواكشوط مركزًا تتجه إلى موريتانيا، مع تأثيرات التجارة الجديدة في تشكيل هويتها المميزة.
اسماء المدينة
الاسم "نواكشوط" يعود إلى اللغة العربية، ويكتب باللغة العربية كينواكشوط". قد تكون للكلمة الأصلية عربي ويترجم بمعنى "منطقة الريح" أو "المكان الذي يشهد تأثيرات الريح"، مما يعكس طابع الجغرافيا للمدينة على ضفاف المحيط الأطلسي.
وبالتالي فإن هذه الكلمة للإشارة إلى العاصمة الموريتانية، وقد أصبحت مرادفًا للمركز الحضري الحديث الذي يجمع بين العربية المختلفة الإفريقية في هذه المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نواكشوط
إقرأ أيضاً:
النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب
ارتبط الإنسان بالخشب منذ أقدم العصور، حيث مثّل مادة أساسية في حياته اليومية، بدءا من الاستخدامات الوظيفية البسيطة وصولا إلى الأعمال الفنية المتقنة. ومع تطور الذائقة الجمالية وتعاظم الحس الإبداعي، برزت المشغولات الخشبية كأحد مظاهر الفنون التقليدية، إذ استفاد الإنسان من تنوّع الأخشاب وسهولة تشكيلها في تسجيل رؤاه وانطباعاته عن الطبيعة، تماما كما فعل في الزخرفة والنقش على الحجر والمعادن والمنسوجات.
وتعكس الفنون التقليدية بمختلف أشكالها، سواء المادية منها كالعمارة والزخرفة، أو الفنون الشفاهية كالموسيقى والغناء، الدور الاجتماعي للفن بوصفه أداة للتعبير عن الواقع المعيش. وفي هذا السياق، برزت حرفة النجارة والمشغولات الخشبية كواحدة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان لتلبية احتياجاته اليومية، حيث اتخذت أشكالا متعددة، لكن الأبواب والنوافذ احتلت مكانة بارزة باعتبارها جزءا رئيسيا من العمارة، حتى أصبحت أنماطها وتصاميمها ميزة تفرّق بين الشعوب والحضارات.
نقوش الخشب في عمارة الخليجفي منطقة الخليج العربي، كان للنقوش الخشبية الإسلامية حضور بارز في العمارة التقليدية، حيث تميزت الأبواب والنوافذ الخشبية بزخارفها الهندسية والنباتية والخطية التي تعكس الهوية الثقافية والفنية للمنطقة. وقد وثّق الباحث الدكتور سعيد عبد الله الوايل هذا الجانب في كتابه "الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية في المباني التاريخية في الخليج العربي"، الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، حيث قدم دراسة موسّعة تناولت تطور استخدام الخشب في العمارة الخليجية، مع التركيز على النقوش والزخارف الإسلامية التي زينت الأبواب والنوافذ التقليدية.
إعلانويُبرز الكتاب كيف نشأت المدن والتجمعات السكنية على سواحل الخليج العربي في فترات زمنية مختلفة، حيث قامت بعضها على أنقاض مستوطنات قديمة، في حين نشأت أخرى نتيجة لهجرات من داخل شبه الجزيرة العربية أو من السواحل القريبة. وتحت تأثير العوامل البيئية والمناخية والاجتماعية، اكتسبت العمارة الخليجية طابعا فريدا اعتمد فيه الحرفيون على مهاراتهم المتوارثة، إلى جانب تأثرهم بالطرز المعمارية للحضارات المجاورة، مثل بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين.
ويعرض الكتاب خلاصة جهد بحثي استمر لأكثر من 10 سنوات، اعتمد فيه المؤلف على البحث الميداني والتجوال بين مدن الخليج، وإجراء مقابلات موثقة مع الحرفيين والمختصين، بالإضافة إلى توثيق النماذج المتبقية من الأبواب الخشبية التاريخية سواء في مواقعها الأصلية أو في المتاحف. وقدّم من خلال ذلك تحليلا معمّقا لتاريخ وتطور النقوش الخشبية في عمارة الخليج العربي، مما يجعل الكتاب مرجعا أساسيا في دراسة هذا الفن التقليدي العريق.
يكشف الكتاب عن الدور المركزي الذي لعبته الأبواب والنقوش الخشبية في تعزيز الهوية المعمارية للخليج العربي، حيث لم تكن مجرد عناصر وظيفية، بل لوحات فنية تنطق بتاريخ المكان وثقافته. ويؤكد المؤلف أن هذه النقوش لم تكن مجرد زينة، بل حملت رموزا ودلالات ثقافية واجتماعية تعبّر عن معتقدات وقيم المجتمع.
ويؤكد الدكتور سعيد عبد الله الوايل على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الفني، لا سيما في ظل التغيرات العمرانية السريعة التي شهدتها المنطقة، داعيا إلى مزيد من الجهود لتوثيق وحماية المشغولات الخشبية التقليدية باعتبارها جزءا أصيلا من الموروث الثقافي الخليجي.
وخصص المؤلف الفصل الأول من الكتاب لاستعراض المحطات التاريخية الرئيسية في منطقة الخليج العربي، متتبعا مواقع الاستيطان البشري والآثار المكتشفة، فضلا عن تأثيرات فترات الاستعمار الأجنبي على الفنون والحرف التقليدية. كما تناول طبيعة المهن والحرف التي مارسها سكان المنطقة، والظروف البيئية والاجتماعية التي أثرت على تطورها.
إعلانوفي الفصل الثاني، تناول الكتاب أنواع الأخشاب التي استُخدمت في الخليج العربي، سواء المحلية أو المستوردة، مع التركيز على خصائصها ووظائفها المختلفة. كما استعرض الصناعات الخشبية البارزة، مثل صناعة السفن الشراعية، والنجارة التقليدية، مبينا الصلات الوثيقة بين الحرفتين، وأهم الأدوات التي استعان بها الحرفيون في أعمالهم.
ونظرا لكون الكتاب يركز على المشغولات الخشبية المرتبطة بالعمارة التقليدية، فقد أفرد الفصل الثالث لدراسة أنماط البناء في الخليج العربي، مع الإشارة إلى المباني التاريخية التي لا تزال قائمة في مختلف مناطق المنطقة.
أما الفصل الرابع، فقدّم تصنيفا تفصيليا للأبواب التقليدية، متناولا تسمياتها المختلفة، وخصائصها، والأجزاء المكونة لها. كما تطرق إلى النوافذ الخشبية (المشربيات)، والأعمدة الخشبية، والأثاث التقليدي، مسلطا الضوء على الجوانب الجمالية والوظيفية لهذه العناصر.
نقوش وزخارف إسلاميةخصص المؤلف الفصل الخامس للنقوش الخشبية الإسلامية، مستعرضا خصائصها، وطرق الحفر التقليدية التي استخدمها الحرفيون في الخليج العربي. وفي الفصل السادس، تناول بالتفصيل الأنماط الزخرفية والرموز التي نُقشت على الأبواب والنوافذ، مع تتبع مصادرها التاريخية والجغرافية، وما تحمله من دلالات ثقافية واجتماعية.
أما الفصل السابع، فناقش قضية حفظ وصيانة الأبواب والمشغولات الخشبية التقليدية، مسلطا الضوء على الأضرار التي تعرضت لها بسبب الإهمال أو العوامل البيئية. كما قدّم مقترحات للحفاظ على هذا التراث العريق، واستعرض بعض التجارب الناجحة في صيانة الأبواب الخشبية في المنطقة.
ويبرز الكتاب رؤية المؤلف حول التأثيرات التي شكّلت حرفة النقش الخشبي في الخليج العربي، إذ يشير إلى أن الفنان الشعبي المسلم، الذي ينتمي فكريا وروحيا إلى بيئته الثقافية، استطاع أن يعكس رؤيته للعالم من خلال الزخرفة. فالزهور، والنجوم، والأشكال الهندسية التي نقشها الحرفيون لم تكن مجرد زخارف تقليدية، بل كانت تعبيرا بصريا عن رؤيتهم الخاصة للطبيعة والحياة.
إعلانويرى المؤلف أن هذه الرموز والأشكال تحمل دلالات إبداعية تتجاوز الزمان والمكان، وأنها تسبق بمراحل بعض الاتجاهات الحديثة في الفنون البصرية، حيث بحثت المدارس الفنية المعاصرة عن "الفطرة الإبداعية" التي كان يمتلكها الفنان الشعبي بطبيعته.
يختتم الدكتور سعيد عبد الله الوايل كتابه بالتأكيد على أن توثيق الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية هو نوع من الوفاء للتراث الثقافي، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية البصرية والمعمارية للخليج العربي. ويؤكد أن هذا التراث لم يحظَ بالقدر الكافي من الدراسة والبحث، داعيا إلى مزيد من الجهود للحفاظ عليه، خاصة في ظل التغيرات العمرانية الحديثة التي تهدد بطمس ملامحه الأصيلة.