زار مستطوطنة إسرائيلية.. من هو كريس كريستي المرشح المحتمل لرئاسة أمريكا؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تجوَّل المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية كريس كريستي، مستوطنة كفار عزة في غلاف غزة والتي سيطر عليها مقاتلو القسام في 7 أكتوبر الماضي، خلال هجوم “طوفان الأقصي”، وعقد اجتماعات مع زعماء إسرائيليين خلال زيارته التي استمرت يوما واحدا.
تجوَّل المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية كريس كريستي، مستوطنة كفار عزة في غلاف غزةوأعرب المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية كريس كريستي عن "تضامنه" مع إسرائيل في حربها على قطاع غزة، مؤكدا خلال زيارته إليها اليوم أن واشنطن يجب أن "تتكاتف" مع حليفتها الوثيقة.
ولكن يسأل الكثير حول السيرة الذاتية للمرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية كريس كريستي، والذي ربما يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، حال فوزه وأكتساحه.
حاز كريس كريستي على احترام وإعجاب الجماهير والسياسيين على حد سواء، خلال فترة خدمته كحاكم لولاية نيو جيرسي. وُلد كريس توبين كريستي في 6 سبتمبر 1962، وعمل بشكل فعّال في عدة مواقع قبل أن يصبح حاكمًا، حيث شغل مناصب مثل مدعي الولاية الفيدرالي لولاية نيو جيرسي وكانت له خبرة في العمل السياسي والقضائي.
البداية والتعليم:كان كريس كريستي طالبًا جادًا وطموحًا منذ صغره. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ديلوير، ثم أتم دراسته القانونية في جامعة سيتون هول، حيث نال درجة الدكتوراه في القانون. تأثر بأستاذه الشهير بيتر رودين، الذي ألهمه لتحقيق تطور مهني في السياسة.
النيابة الفيدرالية:بدأ كريستي حياته المهنية كمدعي فدرالي، حيث عمل كمساعد لمدعي الولاية الفيدرالية في نيو جيرسي. لفت انتباه الكثيرين بفعاليته وقوة إدارته للقضايا، مما أهله لتولي المزيد من المسؤوليات.
العمل كمحامي:بعد فترة في النيابة الفيدرالية، قرر كريستي التحول إلى مجال القانون الخاص والعمل كمحام. أسس مكتبًا قانونيًا ناجحًا وسرعان ما بنى سمعة قوية كمحام محنك وفعّال.
فترة الحكم كحاكم لنيو جيرسي:في عام 2009، انتخب كريستي كحاكم لولاية نيو جيرسي، وهو موقع انتخابي صعب تحدياته كبيرة. اشتهر بأسلوبه القوي وقدرته على اتخاذ قرارات صعبة لإصلاح الاقتصاد والتعامل مع مشاكل الديون وإصلاح نظام التقاعد.
إنجازاته وتحدياته:إصلاح الاقتصاد: كانت فترة حكم كريس كريستي مترافقة مع جهود كبيرة لإصلاح الاقتصاد المتعثر لولاية نيو جيرسي. نجح في تحقيق تحسينات كبيرة في البنية التحتية ودعم الأعمال التجارية.
إصلاح التعليم: عمل على تحسين نظام التعليم من خلال إصلاحات هيكلية وزيادة التمويل للمدارس العامة.
إدارة الأزمات: قاد الولاية خلال العديد من الأزمات، بما في ذلك إعصار ساندي في عام 2012، حيث حظي بإعجاب الجماهير بتفانيه في مساعدة السكان المتأثرين.
مكافحة الفساد: اشتهر كريستي بجهوده في مكافحة الفساد، حيث أسس هيئة خاصة لمراقبة الأنشطة الحكومية.
التحديات والانتقادات:رغم إنجازاته، واجه كريستي أيضًا انتقادات وتحديات، بما في ذلك اتهامات بالفساد وتورط في قضايا سياسية.
كانت فترة حكم كريس كريستي في نيو جيرسي مليئة بالتحديات والإنجازات. استطاع بذكاءه وقوته القيادية أن يترك بصمة في الحياة السياسية والاقتصادية للولاية.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!