يحرص الكثير من المسلمين على تسمية أبنائهم بأسماء الله الحسنى كونها أسماء تحمل اسم رب العباد ويتفاءلوا بها بأن تكون ذرية صالحة لهم وتساءل البعض ما حكم تسمية المولود باسم حكيم بهدف معرفة الشق الديني في هذا الصدد.

حكم التسمية باسم حكيم

وتستعرض «الوطن» خلال التقرير الآتي، حكم تسمية المولود باسم حكيم، وفقًا لما أعلنته دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، فقد وردت النصوص الشرعية التي تفيد جواز التسمية أو إطلاق الوصف بمعاني هذه الأسماء غير المختصة بذات الله تعالى على الأشخاص والأشياء؛ ومنها: اسم «الحكيم» فهو اسم من أسماء الله الحسنى، إذ يقول تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18].

وتابعت: ومع ذلك فقد أطلق على غير الذات الإلهية؛ فقد ورد في السنة النبوية ذكر الصحابي الجليل حكيم بن حِزَام رضي الله عنه، ومن ذلك: ما روي أَنَّ حكيم بن حِزَامٍ رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعطاني، ثم سألته، فأعطاني، ثم سألته، فأعطاني ثم قال: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى»، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا حتى أُفَارِقَ الدنيا، فكان أبو بكر رضي الله عنه، يدعو حكيمًا إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى توفي. أخرجه البخاري.

ووجه الدلالة من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينادي الصحابي باسمه: «يَا حَكِيمُ»، فلو كان هناك نهي عن التسمي بتلك الأسماء غير المختصة بالذات الإلهية؛ لأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتغييره كما كان يفعل مع غيره من الصحابة الذين كانت لهم أسماء تُوهم التشابه والاشتراك مع صفات الباري سبحانه؛ فقد روي عن هَانِئٍ لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع قومه سمعهم يَكْنُونَهُ بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ، فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟» فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أَحْسَنَ هَذَا، فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟» قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟» قلت: شريح، قال: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء أسماء الله الحسنى رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل

كشف الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة عندما طلب مرافقة الرسول في الجنة، مشيرا إلى أن أفضل الأعمال لن يحققها العبد إلا بعلو الهمة والسعي.  

وأكد الدكتور هشام عبد العزيز، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، على أهمية علو الهمة والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف السامية، مشيرًا إلى أن الدنيا ليست الغاية بل الهدف الحقيقي هو الفوز بالجنة. 

وأوضح "عبد العزيز"، أن القرآن الكريم حثَّ على المبادرة والمنافسة في فعل الخيرات، مستشهدًا بقوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، وقوله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين". 

وأضاف العالم بوزارة الأوقاف، أن النبي ﷺ كان نموذجًا في علو الهمة، سواء في دعوته أو عبادته، حيث رُوي عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه طلب مرافقة النبي في الجنة، فأوصاه النبي ﷺ بكثرة السجود، موضحا أن تقدم الأمم وازدهارها لا يكون إلا بهمّة عالية وسعي مستمر نحو الإبداع والتطوير. 

وأشار أحد علماء وزارة الأوقاف، إلى أن رحلة الإسراء والمعراج جسدت مثالًا رائعًا لعلو همة النبي ﷺ، حيث لم تتوقف همته عند حدود الأرض، بل كان شوقه إلى لقاء الله عز وجل هو الغاية العظمى. 

ودعا أحد علماء وزارة الأوقاف، إلى استلهام هذه القيم في حياتنا اليومية، والسعي لبلوغ أعلى المراتب في العمل والعلم والعبادة، لأن الله سبحانه يحب أصحاب العزائم القوية، ويبغض الكسل والخمول.

متى وقت السحور في رمضان 2025؟.. الرسول حدد موعده بهذه الساعةفضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليهاعلي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامةأحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج

وصية الرسول لتربية الأبناء

في سياق آخر، قال أحمد المشد، عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن الطفل يكتسب سلوكياته عن طريق أمه لذلك أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم بحسن الاختيار، وأن اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح أمر مطلوب؛ مستشهداً بقول النبي صلي الله عليه وسلم " تخيروا لنطفكم"، أي تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح.

وتابع أحمد المشد، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حدث النساء على حسن اختيار الزوج في قوله "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

وأكد عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، على حقوق الأبناء على الآباء، قائلاً جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب يشكو له عقوق ولده، فأرسل عمر إلى الولد وسأله على هذا العقوق فقال يا أمير المؤمنين ما حق أحدنا على أبيه قال أن يحسن اختيار أمه، وأن يحسن اسمه، وأن يعلمه القرآن.

مقالات مشابهة

  • وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل
  • تعليم مكة يكرم فائزي مسابقة "مشكاة النبوة" لحفظة السنة النبوية
  • الشمس ليس لها شعاع.. علامات الاستدلال على ليلة القدر من السنة النبوية
  • شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
  • "الشبهات المعاصرة حول السنة النبوية".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين جويرية بنت الحارث
  • محاضرة حول السكينة في القرآن الكريم والسنة النبوية
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • محمد أبو هاشم: آل البيت هم السنة العملية لرسول الله ومكانتهم فرض في الصلاة