وإستكمالًا لحديث الأمس عن (مصر كوربريشن) وتحدثنا عن تقسيمات إدارية للدولة وصلت إلى 28 محافظة يتولى إدارتها كبار موظفى الدولة كمكافأة نهاية خدمة سابقة وهذه السنة قد ورثناها منذ قيام ثورة يوليو وإستتباب نظرية أهل الثقة قبل أهل الخبرة فى الإدارة إلا أن هذه الحقبات الزمنية ونظرياتها قد عفى عليها الزمن !!.


ولعل الحوار الذى دار بين جهات عديدة مهتمة بالشأن العام وعلى رأسها الإعلام المصرى، وبين مديرى الإقاليم وممثلى شعوبها بكل طوائفهم وإتجاهاتهم أعتقد بأن أهم ما تحصل عليه من هذه الحوارات واللقاءات وهذه المواجهة وكذلك الدراسات الإجتماعية والسياسة كلها تؤدى إلى ضرورة أعادة تقسيم مصر إلى أقاليم أقتصادية وليس تقسيماَ عرضياَ، كما هو شائع، حينما ترد جملة ( أعادة التقسيم )، فالأقليم الأقتصادي يمكن أن يتضمن على سبيل المثال وليس الحصر والتأكيد، فى جنوب مصر، جزء من أسوان وجزء من البحر الأحمر، وجزء من توشكى، وشرق العوينات  وجزء من الوادى الجديد وجزء من قنا، ولا حتمية للإتصال بين أجزاء الأقليم جغرافيًا ولكن بواسطة شرايين الأتصال الطبيعية(طرق حرة سريعة، مطارات، موانىء، قطارات،وهذا الأقليم، وبهذه المكونات الجغرافية، سوف يتضمن بحر، وبحيرات،وجيولوجيا (تحت الأرض ) وخدمات وثقافة فوق الأرض، وجزء من نهر النيل، وصحراوات، وبهذه العناصر يمكن خلق بناء محترم، كما يمكن أستكشاف ثراوات معدنية بتركيز أكثر، وزراعة نقية غير ملوثة، وعناصر ثقافية تاريخية فريدة عالمياَ، وظواهر طبيعية وكذلك من أبداع المصريون المحدثين والقدامى، كتعامد الشمس فى وقت محدد على وجة رمسيس فى معبد أبو سنبل " التى يحج إلى هذه البدعة الأنسانية من كل أنحاء العالم معجبين "  هذا المثال الأقليمى، لاشك يدعنا نحلم بأنه واقع، هذا الحلم يمكن أن يكون نواه لجزء من الوطن يتحول إلى مؤسسة إقتصادية عظمى،كما أن " أيكولوجيا " يتشكل هذا الأقليم بوجود أكثر من 3 مليون مصرى فى حوزتة الجغرافية، ألا يمكن بإدارة أقتصادية لمثل هذا الأقليم بما يمتلك من عناصر إقتصادية  أن ينتج سنوياَ مالا يقل عن عشرين مليار دولار !!
هذه دعوة مفتوحة لعلمائنا وأساتذتنا فى الإدارة والأقتصاد، وعلى نفس المنوال يمكن أستكمال تقسيم مصر، على أن تطبق تلك الأقاليم سياسة مصر المركزية ولكن بإدارة لامركزية، لتحقيق تنمية شاملة فى كل أرجاء الوطن، وهنا يمكننا أن نجعل مصر مؤسسة أقتصادية كبرى أعظم من أية دولة أشرت اليها فى بداية المقال.
ولعل تلك الأفكار والتى يتم الحوار حولها فى غرف مغلقة تحتاج إلى حوار ونقاش وطنى مفتوح بين كل الأراء وكل أصحاب وجهات النظر حتى ولو كانت متباينة  إلا أن إثراء الفكرة بأكثر من رأى نحن فى أشد الإحتياج إليه لدعم العمل الوطنى فى سبيل إيجاد سبل أكثر واقعية وأكثر تقدمًاً فى إدارة أصول الدولة وتقديم النافع والمتميز من أبناء هذا الوطن إلى الصفوف الأمامية.
متى نستطيع أن نحول هذا الحلم إلى حقيقة ؟ الواقع أننا فى إحتياج لإرادة سياسية !!
من الرئيس /عبد الفتاح السيسى بعد أن يشكل مجموعة عمل عالمة بمثل هذه الأمور، ولعلنا نحظى بخبرات متميزة لمن سبقونا فى هذا المجال لعل وعسى، نلحق بالقطار الذى لا ينتظر غافل عن موعده!

 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وجزء من

إقرأ أيضاً:

‏أب يكتب كلمة النهاية في حياة طفله بسيناريو شيطاني ‏

سطر أب قاسٍ كلمة النهاية في حياة نجله بأبشع طريقة ممكنة، وبسيناريو دون الشيطان تفاصيله بأنامله الآثمة. 

قاد الحظ العاثر بطل قصتنا المسكين ليكون في كنف إبليس، عامله أسوأ مُعاملة، وحرمه النعيم، وفرض عليه ظروف بشعة تُدمى القلوب، فكانت نهاية قصته مع الدنيا درامية حزينة. 

اقرأ أيضاً: ‏رصاصة غادرة تُنهي حياة عارضة الأزياء الجميلة ‏

‏رصاصة غادرة تُنهي حياة عارضة الأزياء الجميلة ‏ ‏ مطرقة العدالة تتوعد مُختلقي شائعة السحر الأسود لمؤمن زكريا

وتأتينا القصة من ولاية تكساس الأمريكية التي سيكون فيها على الجاني براندون لي- 31 سنة مُواجهة القاضي لتحديد عما إذا كان مُداناً في واقعة تجويع طفله ذي الأربع سنوات حتى فارق الحياة في العام 2021.

وأشار التقرير إلى أن جهة توجيه الاتهام وجهت للأب براندون وزوجته ميراندا تهمة تجويع الإبن بنجامين حتى مُفارقة الحياة في 17 أغسطس 2021. 

وبحسب تقارير صحفية فإن المُتهم يُواجه تهمة إلحاق إيذاء بدني خطير بالمجني عليه، ليتسبب في فقدانه حياته في نهاية المطاف.

الجانيكان يُمكن أن ترى عظامه..شهادة مؤلمة عن ضحية التجويع

وذكرت مصادر من الشرطة أن المجني عليه بدت على جثمانه آثار للتعدي، وعاني من كدماتٍ في عينيه، وكان نحيفاً، وأكد الشرطي عمر بيريز في حديثه عن المجني عيه :"كان من المُمكن أن ترى عظامه ! ".

ونفى المُتهم تهمة التسبب في وفاة نجله، وشدد على أنه كان يُعاني من مشاكل سلوكية تسببت في قيامه بإصابة نفسه، ولفت إلى أن هذا السلوك هو السبب في الكدمات التي عانى منها. 

المجني عليه 

وأكد التقرير على أن جهة الإدعاء عرضت صوراً على هيئة المُحلفين تُوثق الحالة السيئة التي كان عليها جثمان الراحل.

وتُظهر الصور انخفاض وزن المجني عليه، ومُعاناته من سوء تغذية، ودعمت السيدة كيمبرلي مولينا القائمة بعملية التشريح رواية الشرطة، وذكرت أنها عثرت على كدمات على جسد المجني عليه أثناء التشريح.

وقالت السيدة كيمبرلي أمام المحكمة :"المجني عليه مات بسبب التجويع، وتم اعتباره وفاته جريمة قتل".

وأوضحت :"الطفل كان في وزنٍ مُنخفض وذا بنية ضئيلة بالنظر إلى عمره".

وأشار تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية إلى أن زوجة المُتهم أجبرت الطفل على شرب البول، وصابون سائل لغسيل اليدين، وصلصلة طعام ساخنة، قبل أن تحدث وفاته في النهاية قبل عيد ميلاده الخامس.

زوجة الجاني 

وستُجيب الأيام المُقبلة عن السؤال بشأن دوافع الجاني، ولماذا ارتكب جريمته، وسيكون من حقه الدفاع عن نفسه، وستُقدم جهة الإدعاء قائمة أدلة الثبوت بحقه. 

ويترقب المجتمع معرفة حُكم القصاص فيمن أساء التعامل مع نعمة الله له، وممن هانت في عينيه قيمة الروح.  

 

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "قدرات" مصر المتنامية!!
  • ‏أب يكتب كلمة النهاية في حياة طفله بسيناريو شيطاني ‏
  • رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله
  • "أزمة الحداثة وتحولاتها" في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • أبو الغيط في إجتماع المصارف المركزية العربية: لا يمكن الفصل بين التحديات الإقتصادية العالمية والمخاطر الأمنية الراهنة
  • د.حماد عبدالله يكتب: وزارة للأقاليم الإقتصادية !!
  • تنفيذ 62 ألف حكم قضائي متنوع خلال يوم
  • مصرع شاب في حادث انقلاب سيارة ملاكي بقنا
  • د.حماد عبدالله يكتب: فى سبيلنا للتنمية المستدامة فى مصر !!
  • اليمن والسودان والمغرب أكثر الدول استيرادا للسلع الغذائية المصرية خلال أسبوع