الصلاة الأسعدية | معناها.. وأعظم ما يقال عن النبي لتفريج الكرب
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الصلاة الأسعدية، هي صلاة يغفل البعض عنها وعن حكمها، حيث ورد في شأن الصلاة الأسعدية كغيرها من الصلوات التفريجية والنارية، وسائر الصيغ الشريفة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضل عظيم، لذا نرصد في التقرير التالي الصلاة الأسعدية معناها وفضلها.
الصلاة الأسعدية
وعنه قال: «صَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ كُلَّما ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافَلُونَ».
وهاتان الصلاتان الشريفتان للإمام الشافعي رضي الله عنه. أما الصلاة الأولى التي أولها اللهم صل على محمد بعدد من صلى عليه إلى آخرها فقد قال شارح الدلائل ذكر أبو العباس ابن منديل في تحفة المقاصد أن الإمام الشافعي رضي الله عنه رؤى في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي قيل له بماذا قال بخمس كلمات كنت أصلي بهن على النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له وما هن قال كنت أقول وذكر هذه الصلاة.
وأما الصلاة الثانية التي أولها صلى الله على نبينا محمد كلما ذكره الذاكرون إلى آخرها فهي الصحيحة وإن خالف بعض ألفاظها ما سيأتي نقله لأني نقلتها من نسخة من كتاب الرسالة منقولة عن نسخة عليها خط الإمام المزني صاحب إمامنا الشافعي رضي الله عنهما وهذه عبارته فيها فصلى الله على نبينا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصلى عليه في الأولين والآخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صلى على أحدج من خلقه وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه السلام عليه ورحمة الله وبركاته وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلاً عمن أرسل إليه ا.ه. ثم صلى بالصلاة الإبراهيمية بعد أسطر فقال فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنه حميد مجيد ا.ه.
وحكى الرافعي عن إبراهيم المروزي أنه لو حلف شخص أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فطريق البر أن يأتي بهذه الصلاة.
قال النووي وكأنه أخذ ذلك من كون الشافعي رضي الله عنه ذكر هذه الكيفية ولعله أول من استعملها وقد صوب في الروضة أن البر يكون بالكيفية الإبراهيمية فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمها لأصحابه بعد سؤالهم عنها فلا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل وإن كانت صيغة الشافعي هي من أكمل الصيغ وأكثرها ثواباً فقد روي عن عبد الله بن الحكم قال رأيت الشافعي رضي الله عنه في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة كما يزف العروس ونثر عليّ كما ينثر على العروس فقلت بم بلغتُ هذه الحالة فقال لي قائل بقولك في كتاب الرسالة وصلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون قال فلما أصبحت نظرت الرسالة فوجدت الأمر كما رأيت. وفي رواية من طريق المزني أنه قال رأيت الشافعي في المنام بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي بصلاة صليتها على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الرسالة وهي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون نقل جميع ذلك الشيخ في شرحه على دلائل الخيرات عن الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع وتقدم بعضه عن المواهب اللدنية عند ذكر الصلاة الإبراهيمية.
ونقل الإمام الغزالي في الأحياء عن أبي الحسن الشافعي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله بِمَ جوزي الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة وصلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون فقال صلى الله عليه وسلم جوزي عني أنه لا يوقف للحساب.
أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالاعتناء بإظهار شرف نبيّه المبين، وتعظيم شأن سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، واستغراق الوسع في ذلك بالمدح وكثرة الثناء، وتمام المتابعة والاقتداء، وذلك كلُّه مضمَّن في الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على الجناب النبوي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
معنى الصلاة على النبيقالت دار الإفتاء إن الصَّلاةُ: هي التعظيم؛ كما قال الإمام الحليمي [ت: 403هـ] في "شعب الإيمان" (2/ 133، ط. دار الفكر)، وهي: الدّعاء، والتّبريك، والتّمجيد، كما نقله الراغب [ت: 502هـ] في "المفردات" (ص: 490، ط. دار القلم) عن كثير من أهل اللغة.
قال حجة الإسلام الغزالي -فيما نقله الإمام الزركشي في "تشنيف المسامع" (1/ 105، ط. مكتبة قرطبة)-: [الصلاة موضوعة للقدر المشترك؛ وهو: الاعتناء بالمصلى عليه] اهـ.
وقال الإمام البيضاوي [ت: 685هـ] في "تفسيره" بحاشية الشهاب (7/ 184، ط. بولاق 1283هـ): [﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 56] يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ اعتنوا أنتم أيضًا؛ فإنكم أولى بذلك] اهـ، قال العلامة الشهاب الخفاجي [ت: 1079هـ] في حاشيته عليه "عناية القاضي وكفاية الراضي": [الصلاة بمعنى الدعاء تجوّز بها عن الاعتناء بصلاح أمره وإظهار شرفه، والسلام: تسليمه صلى الله عليه وآله وسلم عما يؤذيه] اهـ بتصرف.
وقال الشيخ ابن القيم الحنبلي [ت: 751هـ] في "جلاء الأفهام" (ص: 168، ط. مجمع الفقه): [معنى الصلاة: هو الثناء على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والعناية به، وإظهار شرفه وفضله وحرمته، كما هو المعروف من هذه اللفظة] اهـ.
وقال الإمام الحافظ ابن الجزري [ت: 833هـ] في "مفتاح الحصن الحصين" (ق: 21أ، خ. الأزهرية): [الصلاة في الأصل: التعظيم، وإذا قلنا: "اللّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد" فالمعنى: عظِّمْه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: المعنى: لمّا أمَرَنا الله بالصلاة عليه ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك، أحَلْنَاه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد وسلم؛ لأنك أعلم بما يليق به، وقيل: معنى الصلاة عليه: هو الثناء عليه، والعناية بإظهار شرفه وفضله وحرمته] اهـ.
وقالت دار الإفتاء، إنه قد ظهرت في الأمة الصيغ المتكاثرة للصلاة على سيد الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وعلى عترته الطاهرة؛ كالصلاة العلوية؛ التي كان سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يعلمها الناس على المنبر، والصلاة الأسعدية التي ذكرها الإمام الشافعي في أول "الرسالة"، والصلاة المشيشية للقطب السيد عبد السلام بن مشيش، وصلاة النور الذاتي للقطب السيد أبي الحسن الشاذلي، والصلوات القادرية للقطب السيد عبد القادر الجيلاني، والصلاة الذاتية للقطب السيد إبراهيم الدسوقي، والصلاة الأسبقية للقطب السيد أحمد الرفاعي، والصلاة النورانية للقطب السيد أحمد البدوي، والصلاة العظيمية لسيدي أحمد بن إدريس، وغيرها؛ كصلاة الفاتح، والمنجية، والتفريجية، والكمالية، وألفت فيها الكتب والمصنفات؛ كدلائل الخيرات للإمام الجزولي، وكنوز الأسرار للإمام الفاسي، وغير ذلك من الصيغ التي تنوعت فيها المشارب والأذواق، وسارت في المسلمين مسير الشمس في الآفاق، وانتشرت بين الذاكرين عباراتُها وكلماتُها، وكثرت في الأمة مجالسها وحلقاتُها، وظهرت في الصالحين بركاتها ونفحاتُها؛ كمجلس "المَحْيَا" للشيخ الصالح والولي الناصح نور الدين الشوني بالجامع الأزهر الشريف في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، ومجلس "دلائل الخيرات" للشيخ مجاهد الطنتدائي بالجامع الأحمدي بطنطا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين.
وقد حدَّث علماء الأمة بما رأوه من المبشرات النبوية، لمن ألهمه الله هذه الصيغ المباركة في الصلوات النبوية، وتناقلوها جيلًا عن جيل؛ مستشهدين بها على عظم ثواب ذلك وقبوله، ووقوعه موقعَ الرضا من الله ورسوله؛ صلى الله عليه وآله وسلم؛ كمثل رُؤَى الأئمة لبشارات المغفرة والقبول والرضوان للإمام الشافعي رضي الله عنه على ما ألهمه الله إياه من الصلاة الأسعدية في مقدمة "الرسالة"؛ كرؤيا الإمامِ عبد الله بن عبد الحكم [ت: 214هـ] تلميذِ الإمام مالك، التي نقلها الإمامُ الطحاويُّ الحنفي [ت: 321هـ] وحدَّث بها، ورؤيا الإمام المُزَني [ت: 264هـ]، ورؤيا أبي الحسن الشافعي، ورؤيا ابن بُنان الأصبهاني، ورواها أو بعضَها جماعةٌ من الحفاظ؛ كالنميري، وابن بشكوال، وابن عساكر، وابن مسدي، والتاج السبكي في "الطبقات" (1/ 188، ط. هجر)، وساقها القاضي الحسين [ت: 462هـ] في "التعليقة" (1/ 116، ط. مكتبة نزار)، والحافظ ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (1/ 438، ط. دار الحديث)، والشيخ ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص: 489)، والحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص: 467)، والعلامة ابن حجر الهيتمي في "الدر المنضود" (ص: 257، ط. دار المنهاج)، وغيرهم.
ومن ذلك الصلاتان المذكورتان في السؤال، وأولاهما: التفريجية؛ التي صيغتها: "اللهم صلِّ صلاةً كاملة وسلِّم سلامًا تامًّا، على نبيٍّ تنحلُّ به العُقَد، وتنفرج به الكُرَب، وتُقضَى به الحوائج، وتُنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويُستسقَى الغمامُ بوجهه الكريم وعلى آله"، وثانيتهما: صلاة طبِّ القلوب؛ التي صيغتُها: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وقوت الأرواح وغذائها، وروح الأرواح وسر بقائها، وعلى آله وصحبه وسلم"، وهما صيغتان مباركتان صحيحتان، للصلاة على سيد الأكوان وحبيب الرحمن وأعظم إنسان صلى الله عليه وآله وسلم، وفيهما من الفرج والخير والبركة والفتح الميمون، ونفحات الصلاة على الأمين المأمون، ما رآه الذاكرون، وسعد به المصَلُّون، وقرَّتْ به العيون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة الصلاة الابراهيمية النبی صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله على الصلاة على على النبی على محمد ى الله ع الله ب
إقرأ أيضاً:
دعاء الليلة الثامنة من رمضان .. ردده يقضي حوائجك ويفك الكرب
دعاء الليلة الثامنة من رمضان فهو من أهم الأدعية التي علينا اغتنمها بعدما بدأت مع غروب شمس اليوم الأربعاء ليلة 8 رمضان ، والتي يكثر معها البحث عن دعاء الليلة الثامنة من رمضان، وختام العشر الأوائل من شهر رمضان 2025.
ومع دخول ليلة 8 رمضان ينبغي الإكثار من الطاعة والاستغفار والدعاء، فهي من الأمور التي يكثر معها العطاء في ليالي رمضان المباركة، نوضح دعاء ليلة 8 رمضان 1444 للرزق وقضاء الحاجة وتفريج الكرب.
دعاء اليوم الثامن من رمضان للرزقاللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وبركة في الرزق، وبركة في الذرية، وبركة في الوالدين، وبركة في الأعمال الصالحة، ونسألك توبة قبل الموت ، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوا عند الحساب، وأمانا من العذاب، ونسألك نصيبا من الجنة، يا معتق الرقاب أعتق رقابنا من النار، يا رب العالمين اعفر لنا ولأزواجنا ولذريتنا ولوالدينا ولمشايخنا ولعلماءنا ولأصحاب الحقوق علينا، الله يا ربنا يا عظيم السلطان .
اللهم انصرنا فإنك خير الناصرين، وافتح لنا فإنك خير الفاتحين، وامكر لنا فإنك خير الماكرين، واغفر لنا فإنك خير الغافرين، وارحمنا فإنك خير الراحمين، وارزقنا فإنك خير الرازقين، واهدينا ونجنا من القوم الظالمين، وهب لنا رياحا طيبة كما هى في علمك وانشرها علينا من خزائن رحمتك ، وثبت الإيمان في قلوبنا وزينه لنا وحببه لنا، وكره لنا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين، يا أرحم الراحمين.
«اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان رزقي في الأرض فأخرجه وإن كان رزقي بعيدًا فقرّبه وإن كان قليلاً فكثّره وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه يارب العالمين».
دعاء قبل المغرب المستجاب.. بـ10 أدعية تقضي جميع الحوائج وتصب عليك الخير صبا
دعاء أول جمعة في رمضان 2025.. مكتوب ومستجاب
دعاء الجمعة الأولى من رمضان.. بـ15 كلمة يرزقك الله من حيث لا تحتسب
دعاء أول جمعة في رمضان .. يسخر الله لك الأرض ومن عليها
دعاء للمتوفى فى ليلة الجمعة.. ردده بخشوع ينير الله قبره
«إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في «سننه».
اللهم إنّي أسألك أن ترزقني رزقًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، اللهم ارزقني من فضلك وسعتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم إنّي أسألك أن توسع لي في رزقي، اللهم اكفني بحلالك وعطائك، واغنني عن خلقك، اللهم إنّك كريم قدير فقدر لي الرزق الكثير وأكرمني بعطائك يا رب العالمين.
اللهم إنك قلت ادعوني استجب لكم؛ اللهم إني أدعوك وأرجوك أن ترزقني من خيرك بخيرك الذي لا يملكه غيرك، اللهم ارزقني وبارك لي فيما رزقتني يا رزاق يا كريم.
اللهم يسر لي أمري، واشرح لي صدري، وسهل لي كل صعب، وقرب لي كل بعيد يا عزيز يا حكيم.
اللهم إني وكلتك أمري وأنت خير وكيل، اللهم دبر لي أمري، فإنك أنت من يحسن التدبير يا ذا الجلال والإكرام يا عزيز يا قدير.
اللهم إنك تعلم ولا نعلم، وتقدر ولا نقدر، اللهم علّمنا من فضلك، ودلنا على الخير بفضلك.
اللهم يسر لي كل خير، واصرف عني كل شر، اللهم قدر لي الخير حيثما يكون ورضني به يارب العالمين، اللهم إنّي أمري بين يديك، وأنت أعلم بما في نفسي، اللهم يسر لي كل عسير.
• يا مقيل العثرات يا قاضي الحاجات اقضِ حاجتي وفرّج كربتي وارزقني من حيث لا أحتسب، قال عزّ وجلّ: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا، مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا».
• إلهي أدعوك دعاء مَن اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وقلّت حيلته دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه مِن الذنوب إلا أنت، فصلِّ على محمد وآل محمد واكشف ما بي مِن ضرّ، إنك أرحم الراحمين لا إله إلا أنتَ سبحانك إنّي كنت من الظالمين، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.
• حدّثنا عبد الله، حدّثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر، حدثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، قال: أتى عليا رضي الله عنه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي عجزت عن مكاتبتي فأعنّي، فقال علي رضي الله عنه: ألا أعلّمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك ؟ قلت: بلى، قال: قل: " اللّهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك " مسند أحمد بن حنبل - مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ - مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ - وَمِنْ مُسْنَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
• يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لا يؤاخِذ بالجريرة يا من لا يهتك الستر يا عظيم العفو يا حَسَن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا باسط اليدين بالعطايا يا سميع كلّ نجوى يا منتهى كلّ شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المَنّ، يا مقيل العثرات يا مبتدئًا بالنعم قبل استحقاقها، اغفر لنا، وارضَ عنّا، وتب علينا ولا تحرمنا لذّة النظر لوجهك الكريم.
• عن جرير رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَن قرأ (قل هو الله أحد)، حين يدخل منزله نفتٍ الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران) أخرجه الحاكم.
• يا الله، يا الله، يا الله، أسألك بحقّ مَن حقّه عليك عظيم أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن ترزقني العمل بما علّمتني مِن معرفة حقك وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك.
• اللّهم صن وجهي باليسار ولا تبذل جاهي بالإقتار فأسترزق رزقك من غيرك، وأستعطف شرار خلقك، وأبُتلَى بحمد مَن أعطاني، وأُفتن بذمّ من منعني، وأنت مِن وراء ذلك كله ولىُّ الإجابة والمنع.
• اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ وترزق من تشاء بغير حساب، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك.
• اللّهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا.
دعاء ليلة 8 رمضان