خلال مؤتمر جامعة جورجتاون.. مشاركون: قطر رائدة في مجال الأمن المائي والاستدامة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
أكد مشاركون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «استدامة الواحة: تصوّر مستقبل الأمن المائي في الخليج» - الذي تنظمه جامعة جورجتاون في قطر لأول مرة بالتعاون مع معهد مشاعات الأرض التابع لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، أن التهديدات التي تحدق بالأمن المائي بسبب تغير المناخ، وارتفاع استهلاك المياه، تتطلب من دول العالم التعاون وتكاتف الجهود واتخاذ التدابير الجريئة والعاجلة على غرار الجهود التي بذلها العالم لمكافحة الأمراض وإطلاق الثورة الرقمية.
كما أكد مشاركون أن قطر أصبحت رائدة في مجال الأمن المائي والاستدامة، وتجذب أكبر الخبرات في العالم، منوهين إلى الجهد البحثي الذي تقوم به قطر ودول الخليج.
وشدد الصحفي والمفكر العالمي مالكولم جلادويل في كلمته الافتتاحية في المؤتمر على أن التدابير الجريئة والعاجلة التي أدت إلى اكتشاف علاج سرطان الدم لدى الأطفال وثورة الحاسوب الشخصي نموذج يحتذى به في تعاملنا مع ظاهرة تغير المناخ وملف الأمن المائي. وجدير بالذكر أن غلادويل مؤلف لستة من أكثر الكتب مبيعًا وفقا لتقديرات جريدة نيويورك تايمز منها «نقطة التحول The Tipping Point»، وطرفة عين Blink، والمتميزون Outliers وصنفته مجلة «تايمز» في قائمتها لأهم 100 شخصية مؤثرة وواحد من أفضل المفكرين العالميين في مجال السياسة الخارجية.
وقال جلادويل في حديثه عن العالم الذي ابتكر العلاج الكيميائي «من الأخطاء التي نقع فيها هو التعامل مع أي مشكلة نواجهها على أنها أمرٌ عادي، ونعتقد بأن الأمر ليس من الضروري أن يكون عاجلاً أو مزعجًا. فقد اعتقد العلماء الذين كانوا يدرسون سرطان الدم في الستينيات أنه مرض عادي، وأنه ليس من الضروري أن يكونوا في عجلة من أمرهم أو يتجاهلوا وجهات نظر أقرانهم وآرائهم»، موضحًا أن التاريخ يعيد نفسه في تعاملنا مع الأزمات البيئية في عصرنا الحالي.
وتابع: «عندما نعلم بأنه تمت إزالة 20% من غابات الأمازون، فإننا نعتقد أن لدينا الكثير من الوقت وأن الأمر لا يزال في مراحله الأولى.
أكد جلادويل أن نقطة التحول أو اللاعودة لا تتفق مع المنطق العام للتفكير. وقال: «نحن قريبون بشكل خطير من نقطة اللاعودة في جهود تجريف غابات الأمازون وإزالتها، حيث تتغير المنظومة البيئية في الأمازون بسرعة كبيرة من غابات مطيرة إلى نوع من السافانا منذرة بعواقب وخيمة ومدمرة على الكوكب بأكمله.
وذكرت الدكتورة رها حكيم داور، المشاركة في تنظيم المؤتمر، ومستشار أول لعميد جامعة جورجتاون في قطر وعميد معهد مشاعات الأرض، في كلمتها التي ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية أمثلة للحلول التقليدية المبتكرة والقائمة على الطبيعة التي ساهمت في تحقيق تغييرات جذرية.
وقالت: «تحيط منطقة الخليج اهتمامًا كبيرًا لدور المياه على مر التاريخ. لقد كنا نتفاوض مع الطبيعة ونساومها منذ قرون. لكن المنطقة تواجه اليوم الكثير من التحديات الجديدة. إن منطقة الخليج حساسة بشكل خاص للتحديات التي يفرضها الأمن المائي في مواجهة كوكب متغير.
وقال سعادة السيد عبد الرحمن الأرياني، وزير المياه والبيئة السابق في الجمهورية اليمنية، ويعمل حاليًا في مركز إرثنا، في تصريحات صحفية، إن أهمية مثل هذه المؤتمرات تكمن في التأكيد على أهمية توعية الجمهور وصاحب القرار بأهمية الأمن المائي بشكل عام، وأهمية التعاون في الحفاظ على الأمن المائي.
وأضاف: قطر أصبحت دولة رائدة في مجال الأمن المائي والاستدامة، وتجذب أكبر الخبرات في العالم، وهناك تبادل معرفي ممتاز جداً، ومن الصعب تجاهل العمل العظيم الذي تقوم به قطر.
وأوضح أن من أبرز الصعوبات التي قد تواجه دول الخليج في المحافظة على مصادر المياه هو التعاون، وأنه أكبر تحد بالنسبة لهذه الدول، وكيفية تعاون الشركاء في المحافظة على مصادر المياه.
وأكدت الدكتورة ديما المصري، كبير مساعدي السياسات بمركز إرثنا، أن المشكلة الأساسية المتعلقة بالمياه في دول الخليج ترتبط بالمياه الجوفية، منوهة إلى أهمية الاعتناء بالمياه الجوفية بصورة أكبر، وأن هناك جهدا كبيرا من المؤسسات في قطر لمحاولة المحافظة على المياه الجوفية.
وأشارت إلى أن من بدائل المياه الجوفية في قطر، استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة، منوهة إلى أن دولة قطر تحاول أن تدعم استخدام مياه الصرف الصحي. ولفتت إلى أن مياه الشرب معتمدة بشكل أساسي على عمليات تحلية المياه.
وقال الدكتور سامي الغامدي أستاذ مشارك في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالسعودية إن هناك تحديات خاصة بالأمن المائي في منطقة الخليج يتمثل أولها في الاعتماد بشكل مباشر على تحلية المياه، موضحا أنه على الرغم من أنها تقنية تحل الكثير من المشاكل إلا أن لها تأثيرات وتداعيات سلبية على البيئة تترتب على استخدام الطاقة المكثفة لإنتاج كميات المياه المطلوبة.
وأضاف في تصريحات صحفية أن تحلية المياه في حد ذاتها تعتبر أحد التحديات خاصة من حيث ارتفاع نسب الملوحة في المياه المحلاة، فالخليج العربي يختلف عن البحرين المتوسط والأحمر من حيث ارتفاع نسب الملوحة، وبالتالي فإن دول الخليج أمام تحد كبير في هذا المجال نظرا للملوحة الشديدة في مياه الخليج.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤتمر جامعة جورجتاون الأمن المائي في الخليج جامعة جورجتاون المیاه الجوفیة الأمن المائی دول الخلیج فی مجال فی قطر
إقرأ أيضاً:
كأس الخليج نواة التطور والنجاح عبر التاريخ
عمرو عبيد (القاهرة)
«أكثر من مجرد بطولة كروية»، تلك حقيقة كأس الخليج العربي، التي انطلقت قبل ما يزيد على «نصف قرن»، ولم تقتصر أهمية وتأثير «خليجي» على التنافس بين الأشقاء في لعبة رياضية، هي الأكثر شعبية في العالم كله، بل كانت «النواة» التي تكوّنت حولها سلاسل من التطوير والتقدم والاستثمار، شملت فنيات كرة القدم ومؤسساتها ومنشآتها وإعلامها، مع مزيد من التعاون والتقارب والتكاتف بين الأخوة في «خليج واحد».
ومن استاد «مدينة عيسى»، الذي بات يُعرف الآن باسم ملعب مدينة خليفة الرياضية، انطلقت «خليجي» في نسختها الأولى عام 1970، في ملعب رملي قديم، وبافتتاح تقليدي بسيط، يتماشى مع ذلك العصر القديم وقتها، واليوم يظهر ذلك الملعب «التاريخي» في حُلة حديثة باهرة، بعدما تم تجديده في عام 2007، بتكلفة بلغت 24.4 مليون دولار آنذاك، وشملت عملية التطوير تحول أرضية الملعب إلى العشب الطبيعي، وبناء مدرجات جديدة وملاعب لرياضيات أخرى، وتوسعة المنشآت لبناء قاعات جديدة، وهو مثال لما وجهته «خليجي» من دعوة لانطلاق جميع دول الخليج نحو الاستثمار الرياضي، وإنشاء مُدن رياضية ضخمة، باتت «عالمية» الشهرة والسُمعة، واستضافت عشرات البطولات الكبرى.
في كل دولة خليجية، تظهر المدن الرياضية والملاعب الحديثة الرائعة، مثل مدينة زايد الرياضية، التي ظهرت للنور قبل 44 عاماً، في 1980، وشهدت مراحل متطورة عديدة، عبر سنوات طويلة، بين تجديدها عام 2009، ثم توسعتها في 2017، بتكلفة 550 مليون درهم، حتى صارت أحد أهم وأكبر المدن الرياضية في المنطقة العربية، وتملك سمعة عالمية رائعة، مكنتها من تنظيم كبرى البطولات الكروية، منها كأس آسيا، وكأس العالم للأندية وكأس العالم للشباب، وبالطبع «خليجي»، بجانب بطولات الألعاب الأخرى، لما تتمتع به من منشآت وملاعب متنوعة.
وعلى غرار التطور الهائل الذي شهدته المنشآت الرياضية الإماراتية، انطلقت كل دول الخليج في المسار نفسه، ولم يكن غريباً بعدها أن تستضيف الإمارات بطولات سباقات «الفورمولا-1» وكأس العالم للكرة الشاطئية، وبطولات التنس والجوجيتسو، وغيرها من البطولات العالمية، وكان تنظيم قطر في عام 2022، لأحد أفضل نُسخ كأس العالم لكرة القدم، باعتراف العالم، أحد الفعاليات الرياضية الكبرى، التي يدين فيها الخليج كله بالفضل إلى كأسه التاريخية التي انطلقت عام 1970، ودفعت الجميع نحو التطور المُستمر، وهو ما ينتظره الجميع في عام 2034، عندما تحتضن السعودية «المونديال».
«خليجي» كانت البذرة الناجحة، التي نمت وغذّت الكرة العربية، في الوقت الذي جذبت خلاله كل أخوة الخليج إلى التجمع والتعاون المستمر، ومن مشاركة 4 منتخبات في النسخة الأولى، عام 1970، زاد العدد في عام تلو الآخر، حتى اكتمل العقد بأكمله طوال العشرين عاماً السابقة، بمشاركة مستمرة من 8 منتخبات، منذ 2004 حتى الآن.
وشهدت البطولة عبر تاريخها الكثير من التغيرات الفنية، لمصلحة الكرة العربية، حيث ظل منتخبا الكويت والعراق محتكرين لكؤوس البطولة بين 1970 و1990، حتى نجح المنتخب القطري في كسر ذلك الاحتكار بعد فوزه بلقب 1992، تبعه شقيقه السعودي بالتتويج عام 1994، ثم ارتدى منتخب الإمارات ثوب «البطل الجديد» عام 2007، قبل أن يُتوّج شقيقه العُماني في «نسخة 2009»، وكان البحرين هو آخر «الأبطال الجدد»، الذي حصد لقبه الأول عام 2013.
وخلال تلك السنوات، أسهمت «خليجي» في تغيير خريطة المنافسة الكروية على الصعيد العربي، وفي النطاق الآسيوي، إذ إن المنتخبات التي كانت تخسر المباريات بنتائج كبيرة، تطورت وقفزت بخطوات واسعة حتى بلغت منصات التتويج لتعانق ميداليات الذهب في الكأس الخليجية، وامتد أثر ذلك على مستواها وقوتها في المنافسات القارية والعالمية، إذ بات منها أبطال للقارة الآسيوية، ونجح أغلبها في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ومن لم ينجح منهم في بلوغ «المونديال»، كان في «خليجي» أحد الأبطال.