صلاح الشامي
القدسُ مَوعِدُنا غداً
فمتىٰ سيأتي المَوعِدُ
صِرنا غُثاءً رغمَ كَثـ
ـرَتِنا وسيلاً يُزبِدُ
صَدَقَ الحديثُ بِوَضعِنا
فمتىٰ تُجَمِّعُنا يَدُ
ومتىٰ يَضِجُّ بِنا الوُجودُ
… ويصطفينا المَولِدُ
عاثَ اليهودُ بأرضِنا
قتلوا النساءَ وشَرّدوا
واستهدفوا الأطفالَ بالـ
ـقَصفِ الوَبيلِ وأرعدوا
والصمتُ مَوقِفُنا الذي
نختارُ حينَ نُنَدِّدُ
وإذا انبَرَتْ مِنّا يَدٌ
غَالَ الظُهورَ تَرَدُّدُ
لم يَبدُ مِنّا مَوقِفٌ
إلاّ يَزولُ ويُوءَدُ
*******
يا غَزّةَ الأحرارِ يا
وَعداً بهِ نَتَوَعّدُ
حُكّامُنا الأقزامُ لا
يَعنيهِمُ مَن يُجلَدُ
ما جاهدوا إلاّ الشعوبَ
… وحاصروا واستَعبَدوا
وأَدوا مآمِلَنا، وكَم
نَكَأوا الجِراحَ وصَفَّدوا
لم يَفتحوا يوماً لنا
باباً سوىٰ كي يُوصِدوا
كم حاربوا الآمالَ بالـ
ـشجبِ العقيمِ وبَدّدوا
ركضوا إلى التطبيعِ كالـ
أنعامِ.
لم يرفعوا رأساً لِحُرٍّ
بل عليهِ استأسدوا
خانوا الشعوبَ وخَوّنوا
مَن للكرامَةِ أنشَدوا
جعلوا من الأمَريكِ مَوْلاهم
… وفيهِ تَعَبّدوا
راموا الكرامَةَ في وَلايتِهِمْ
… وإن هُمْ أفسدوا
هل يعلمونَ بأنهم
بدماءِ غَزةَ أُلحِدوا
كم شاركوا العدوانَ في
اليمنِ السعيدِ وسَدّدوا
حاكُوا التآمُرَ في الشآمِ
… ولم تَزَلْ منهم يَدُ
الخادِمونَ وهُمْ مُلوكٌ
… والعَبيدُ تَسَيَّدوا
الخائنونَ قضيةَ الأقصىٰ
… ووَصْمٌ أسوَدُ
لا تَعتريهِم عِزَّةٌ
أو يصطفيهِم مَحتَدُ
لا تستفِزُّهُمُ الكرامَةُ
… أو دَمٌ يَستَوقِدُ
فيَرَونَ غَزةَ في الدِّما
ودِماؤهُمْ تَتَجَلمَدُ
تَبَّتْ يَدا مَلِكٍ غدا
لِعدوِّهِ يَتَجَنَّدُ
تَبتْ يَدا شَيخٍ بَدا
لإمارَةٍ يَتَسَيّدُ
ورئيسِ قُطْرٍ للعُروبَةِ
… ما لنجدتِهِ يَدُ
*******
طوفانُ أقصانا الذي
لم تدعموه وتَرفِدوا
سَيجُبُّكُمْ وغُثاءَكُمْ
وغَداً يَسوءُ المَورِدُ
أمَلُ العروبَةِ لم يَزَلْ
في مَهدِهِ يتولّدُ
والسادةُُ الأحرارُ ما
خانوا، ولم يتوَسّدوا
مِن محورِ الأحرارِ مِن
يَمَنٍ جديدٍ يولَدُ
يَمَنٌ هُوِيَّتُهُ هي الـ
إيمانُ لا يتردّدُ
قَرَنَ الفِعالَ بقولِهِ
والبَدءُ ختماً يَشهدُ
طهرانُ تَزأرُ نَخوَةً
وجنودُها تتحشَّدُ
لبنانُ نَصرِ اللهِ أعيَتْ
… ما يَكيدُ الأنكدُ
وعراقُنا تَصْلِي القواعِدَ
… للعدوِّ وتُربِدُ
وبسوريا الأسدُ الجريحُ
… عن العِدى لا يُلغَدُ
وغَداً ستأتينا البشائرُ
… بالفتوحِ وتُسعِدُ
فالقدسُ مَوعِدُنا غداً
وغَداً يَحِقُّ المَوعِدُ
_______
صنعاء. 12 ربيع الثاني 1445هـ
27 أكتوبر 2023م
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الصمّاد.. الوجع الذي لا يُضاهَى
في صباح يوم الخميس من تأريخ 19 إبريل 2018م ٤/ شعبان/ ١٤٣٩ھ.. كنتُ أتأمَّلُ السماء وأراها حزينةً ومليئةً بالسحب السوداء المحتبِسة دموعُها غير قادرة على البُكاء،
وكان الهواء مُتعثِّراً والأجواء مضطربة فيما بينها، وكنتُ أشعرُ في نفس الوقت أن ثمّة أمراً وحدثاً قد وقع ولم أكن أعلمُ به فكنتُ أقول:
لِمَ السماءُ حزينة ومُمسَكة؟!
لِمَ الأمطار لم تنسكب قطراتها لترتويَ الأرضُ من جفافها وعطشها؟!
لِمَ السحابُ منظرُها سوداءُ مُكدَّرة؟!
وَدرجت الأَيَّــامُ أدراج الرياح حيثُ جاء يوم تشييع جنازة الشهيد أبو صلاح القوبري، حَيْــثُ الجميع حضروا تشييعَه إلا الصمّاد.. تعجبتُ وأخذتُ أفكر في بادئ الأمر، أين هو الرئيس الصمّاد؟! لماذا لم يكن من بين الحضور؟!، فكلهم حضورٌ إلا هو غائب لا غيَّبك اللهُ عنا يا رئيسَنا الشجاع..
فلم أكن على علم وعلى إدراك أنَّ هذا الأمر هو أمرُ استشهاد الرئيس الشهيد صالح الصمّاد ورفاقه الأوفياء التي خَجِلت السماءُ البائسة أن تذرفَ دموعَ الألم والحُزن لكي لا ينتابُنا شعورٌ بمثل هذا الأمر غير المتوقع ومن المُستحيل حدوثه، والتي فوجئنا بخبر استشهاده في مساء يوم الاثنين23 إبريل 2018م، حيثُ بكت كلُّ الخلائق وبكت السماء وأعلنت الحداد وارتَدَتْ سُحُبُها باللون الأسود..
نعم، إنَّ الفئةَ الباغيةَ من كهنة العدوان السعوديّ الأمريكي الصهيوني هم الذين أجرموا وطغوا وسعوا في الأرض فساداً، فأغاروا بشرارة حقد وقذارة من صواريخهم المجرمة تصبُّ وتقتل الرئيس الشهيد صالح الصمّاد ورفاقه الشجعان.. فأصبحَ الباغون يرقصون فرحاً وطرباً بعملهم الإجرامي الحقدي، وستصبَحُ دماءُ الرئيس الشهيد ورفاقه من بعد شرارة غضب ونارة تُحرِقُ كيانهم من الوجود..
نعم صمّادُنا، أنت الوجعُ الذي لا يُضاهَى ولا يُشابَه رغم ما فعله السلف من الأمم السابقة بأعمال قبح وإجرام بحق الأخيار والصالحين من أولياء الله.. فقد فعلوا بك كما فعلت هندٌ بحمزة، وكما فعل بنُ زياد بمسلم وبن ملجم بعلي وقريش بمحمد.
نعم صمّادُنا.. إن نيرانَ حبري لم تجف، وأوراقي تمتلئ بحروفي الصمّادية التي اجتمعت على هذه الورقة التي لديها ألف كلام تُعبر عن تضحياتك ورجولتك..
أخبرهم يا صمّادَنا بأنك خلَّفت ألف صمّاد، أخبرهم بأن الصمّاديين حاضرون إلى الميدان؛ شَغَفاً لتنكيل أُولئك الجبابرة المُتصهينين وَالمُتأمركين ومحوهم من الوجود، فإِنْ كُنتَ قد فارقتنا فإن روحَك لم تُفارقنا.. بل إنَّك صعدت إلى السماء.. إلى دارك وإلى منزلتك العظيمة، فلم أجد ما أختم مقالنا إلا أن تكونَ ختامُها مسكاً من شذرات كلام السيد القائد عن رئيسنا الصمّاد: “إنَّ أبا الفضل كان للفضل أبٌ”.