مطالب بإنشاء دور حضانة في جهات العمل
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
في ظل ارتفاع نسبة مشاركة المرأة القطرية في سوق العمل، إلى ما يقارب الـ 40 %، فقد ازدادت الحاجة المجتمعية لإنشاء «دور حضانة» ملحقة بجهات العمل سواء في القطاع العام أو الخاص حتى يمكن للموظفة الاطمئنان على أطفالها في مكان آمن بالقرب من مكان عملها، بما يوفر الوقت ويحقق الانتظام في الدوام.
ودعت مواطنات الجهات والمؤسسات الحكومية للمبادرة بتحقيق حلم «الموظفة الأم» من خلال إنشاء دور حضانة ملحقة بمؤسسات العمل، بما يُهيئ الجو النفسي للطفل وتنشئته تنشئة صحيحة وسليمة فضلاً عن تنمية مدارك وحواس الطفل، مؤكدات أن استحداث الحضانات في جهات العمل يضمن رعاية آمنة للطفل، بعيداً عن السلوكيات الخاطئة التي قد يكتسبها من الخادمة، وتلبية لاحتياجات الأمهات الموظفات الحائرات بين مسؤولية «الأمومة» وهاجس «الوظيفة».
د. شريفة العمادي: ضمان الأمان للطفل.. والراحة للأم والأب
أكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، أهمية إنشاء دور للحضانة في أماكن العمل لاستضافة أبناء الموظفات والموظفين كحاجة لا بد منها، منوهة بأهمية هذه الخطوة في تخفيف الكثير من الأعباء الملقاة على عاتق الموظفات والموظفين لضمان الأمان للطفل والراحة للأم والأب، كما يحررهما من القلق الناجم عن أزمة رعاية ابنهما خلال أوقات الدوام، وهو ما يعطي الأهل القدرة على العطاء والإنتاج بشكل أكبر.
وأشارت الدكتورة شريفة إلى دراسة أجراها معهد الدوحة الدولي للأسرة حول التوازن بين العمل والأسرة، حيث صرّح غالبية المشاركين (ما يقارب ثلاثة أرباع الذكور ونصف الإناث) بأنه يجب على أصحاب العمل توفير رعاية عالية الجودة للأطفال في أماكن العمل. وقد أفاد واحد من كل خمسة قطريين عاملين أن صاحب العمل لا يوفر أيّة رعاية للأطفال في الموقع. أما القطريون العاملون الذين يتوفر في أماكن عملهم رعاية للأطفال أشاروا بأن الدعم المقدم من قبل صاحب العمل لا يلبي توقعاتهم وغير كافٍ.
لذلك، أصبحنا بحاجة ماسّة إلى سياسة جدّية تدعم رعاية الأهل لأطفالهم في مكان العمل، انسجامًا مع اتفاقية الأمم المتحدة للطفل التي صدّقت عليها دولة قطر عام 2010.
فاطمة الجابر: الأفضل تقليل ساعات العمل للأمهات
قالت السيدة فاطمة الجابر: لا أؤيد خطوة استحداث دور حضانة في المؤسسات وجهات العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، وأرى من الأفضل تقليل ساعات العمل للأمهات العاملات، لقضاء الوقت مع أطفالهن لتأكيد حصولهم على بيئة صحية في المنزل.
وأشارت إلى أهمية جعل العمل أكثر مرونة ومراعاة ظروفهن واحتياجاتهن الأسرية ما يمهِّد الطريق لتعزيز الاستقرار والتماسُك الأُسري، وهو ما يساهم في تخفيف الكثير من الضغوطات والمسؤوليات المهنية التي تحملها المرأة من عملها إلى المنزل، وتؤثِّر بشكل مباشر وغير مباشر على أسرتها، مؤكدة أن القرار سيوفِّر للمرأة المزيد من الوقت لمتابعة الأبناء والاهتمام بهم ورعايتهم وتحقيق التوازن بين مسؤولية الأمومة وهاجس الوظيفة.
منيرة البلوشي: تشجيع المؤسسات على إنشاء حضانات في أماكن العمل
أكدت السيدة منيرة البلوشي، تزايد الوعي بأهمية إنشاء وحدات رعاية نهارية أو حضانات ملحقة بجهات العمل في ظل تزايد نسبة مشاركة المرأة العاملة في المؤسسات الحكومية والخاصة، وحاجة الأمهات العاملات إلى مراكز عناية بأطفالهن، وأيضا، في ظل تزايد أسعار الحضانات، حيث طفت على السطح حضانات منزلية غير مرخصة، وإنما اجتهادات نسائية استثمارية لـ «ملئ الفراغ» حيث ظهرت إعلانات لربات بيوت «يتطوعن» للعمل «جليسات أطفال» مقابل مبلغ شهري حسب الاتفاق مستغلات الحاجة الملحة وغياب الرقابة.
وقالت منيرة إن لجوء جهات العمل لهذا المشروع بإشراف جهات مختصة، يساهم في تخفيف الأعباء على الموظفات بما يضمن الأمان للطفل والراحة للأم على حد سواء، كما يساهم في تخليصها من القلق تجاه أزمة رعاية ابنها في أوقات دوامها، وهو ما يعطي المرأة القدرة على العطاء والإنتاج بشكل أكبر.
وشددت على ضرورة أن تتم تنشئة الطفل في بيئة سليمة وصحية وعلى يدي متخصصات في هذا المجال وقالت: يجب أن تقوم جهات الدولة وخاصة ديوان الخدمة المدنية بتشجيع المؤسسات على استحداث حضانات في أماكن العمل، لما لها من فائدة كبيرة للموظفة وبيئة العمل.
روضة القبيسي: توطيد الصلة بين الطفل وأسرته خلال فترة العمل
قالت السيدة روضة القبيسي، إن إنشاء حضانات في أماكن العمل يساهم في توطيد الصلة بين الطفل وأسرته خلال فترة العمل وهو ما يعني تحقيق التكامل في شخصية الطفل أخلاقيًا وبدنيًا ونفسيًا ووجدانيًا واجتماعيًا.
وأشارت إلى أن مشكلة إيجاد مكان آمن لأطفال الموظفات أثناء ساعات الدوام الرسمي، هي إحدى المشكلات الهامة التي تؤرق العديد من الموظفات الحائرات بين مسؤولية الأمومة وهاجس الوظيفة، واللواتي طالما حلمن ونادين باستحداث «دور حضانة» ملحقة بالمؤسسات مبينة ان تلك الحضانات ليست ترفاً بل ضرورة اجتماعية- تربوية سيكون لها انعكاسات إيجابية على نفسية الأمهات العاملات تماما كما على نفسية الطفل الذي يحتاج أن تعطيه الأم وقتاً طويلاً وتمنحه الكثير من اهتمامها خاصة في السنوات الأولى من حياته، موضحة أن غياب المرأة ساعات طويلة خارج المنزل قد يؤثر بشكل سلبي على أطفالها، للحاجات النفسية التي يشعرون بها ولا يمكن إشباعها إلا بواسطة الأم، سواء من حنان أو عطف أو احتواء أو شعور بالأمان.
وبينت روضة أن الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيراً وتهمله يكون عنده دائماً شعور بالخوف والخجل والانطواء، وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالأطفال الآخرين وبالمجتمع بشكل عام وعلى تكوينه النفسي والاجتماعي، لافتة إلى أن هناك فجوة تكون بين الأم العاملة وأطفالها؛ بسبب خروجها للعمل فترة من الوقت، مؤكدة أن مشاركة أطفالها لمختلف نشاطاتهم وهواياتهم وتلبية رغباتهم وإعطاءهم كثيراً من الحب والحنان والرعاية، قد تزيح تلك الفجوة وهو ما يكمن من خلال وجود حضانات بالمؤسسات المختلفة بالدولة حتى تطمئن الأم على طفلها.
د. فاطمة سعود المهندي: التوفيق بين مسؤوليات العمل والأمومة
قالت الدكتورة فاطمة سعود المهندي، إنها تؤيد إنشاء دور حضانة في أماكن العمل أسوة بالعديد من الدول العربية والغربية. وأكدت أن ذلك يساهم في مساعدة الأمهات العاملات على التوفيق بين مسؤوليات العمل والأمومة، كما يقلل من منسوب القلق لديهن بشأن رعاية أطفالهن.
وأضافت: يمكن إنشاء حضانة على شكل وحدة رعاية نهارية في المؤسسة وتحوي عدة أقسام خاصة كركن القراءة، وغرف الرضاعة للموظفات، ويمكن ربط الحضانة بالكاميرات بما يسمح للأمهات بمتابعة أطفالهن.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المرأة القطرية المرأة العاملة دور حضانة فی أماکن العمل جهات العمل دور حضانة إنشاء دور حضانات فی حضانة فی یساهم فی وهو ما
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يفتتح الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
الشارقة - الوكالات
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "لتغمرك الكتب"، ويستمر حتى 4 مايو المقبل وذلك في مركز إكسبو الشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية، وعدد من رؤساء ومديري العموم ومديري الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الثقافية والتربوية بالشارقة، والأدباء والمثقفين والمهتمين بأدب الطفل.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بقصّ الشريط التقليدي إيذاناً بافتتاح المهرجان، تابع بعدها سموه عرضاً فنياً قدّمه عدد من الأطفال المشاركين في المهرجان عبّروا فيه عن شكرهم لسموه على دعم الأطفال، وفرحتهم بالمهرجان ومختلف الفعاليات والأنشطة التي ظلّ يوفرها.
وتجوّل سموه في أروقة المهرجان الذي يجمع 122 دار نشر عربية وأجنبية من 22 دولة، ويقدّم ما يزيد عن 1024 فعالية تجمع بين الثقافة والفنون والترفيه، وتتوزع على ورش العمل، العروض المسرحية، الجلسات التفاعلية، والأنشطة القرائية المتخصصة، حيث يستضيف في دورته الجديدة أكثر من 133 ضيفاً من 70 دولة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من الأجنحة المشاركة في المهرجان، حيث تعرّف على برامجهم ومبادراتهم الرامية إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وما يقدمونه من فرصٍ تعليمية وتدريبية وأنشطة تسهم في رفع مستويات الأطفال على مستويات حب القراءة والتعلّم.
وتوقف سموه لدى جناح أطفال الشارقة التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، حيث أطلق سموه (منصة قارئ القرن) والتي تستهدف الأطفال والنشء، في الأعمار من 6 إلى 18عاماً، لتمكينهم في مجال الأدب والمعرفة وتعزيز دورهم الفاعل في المجتمع، وتشجعهم على الاستمتاع بقراءة الكتب والاستفادة من محتواها، مما يضمن تجربة ثقافية ممتعة ومفيدة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، التقى فيه بممثلي المجلس المصري لكتب اليافعين، ضيف شرف المجلس الإماراتي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مستمعاً سموه إلى رؤيتهم في تعزيز التعاون الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، وتبادل الخبرات في مجال تطوير أدب الطفل والمبادرات الخاصة به.
كما دشّن سموه الموقع الإلكتروني الجديد للجائزة الدولية لأدب الطفل العربي، الذي يعبّر عن هويتها الجديدة، ومطلقاً النسخة السابعة عشرة من الجائزة، التي بدأت باستقبال المشاركات من العاملين في إنتاج كتاب الطفل العربي من كافة أنحاء العالم.
واطّلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال جولته في المهرجان على أجنحة ومنصات دائرة الثقافة وجمعية الناشرين الإماراتيين ومنصة (اقرأ أنت في الشارقة) التابعة لشركة منصة للتوزيع، وبيت الحكمة، مستمعاً لشرح حول جهودهم الرامية لتعزيز النشر والثقافة وتشجيع الأطفال على حب القراءة والكتابة.
كما توقف سموه لدى أجنحة دائرة الخدمات الاجتماعية، والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، ومؤسسة كلمات، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومجموعة كلمات، متعرفاً سموه على جهودهم كمؤسسات فاعلة في مجال النشر والمعرفة تعمل على تقديم العديد من الفعاليات في مجال تنشئة الطفل وتشجيعه على القراءة والمطالعة وممارسة الأنشطة التفاعلية والتعليمية والترفيهية بأساليبٍ مبتكرة ومتنوعة.
وعرج سموه على معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025 والذي ضمّ مجموعة كبيرة من اللوحات شملت رسومات الفائزين بجوائز المعرض، حيث استمع سموه إلى شرٍح مفصّل من الفنانين المشاركين فيه من داخل وخارج دولة الإمارات.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام جولته، بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة لكتاب الطفل، حيث فازت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بجائزة كتاب الطفل باللغة الإنجليزية للفئة العمرية من 7-13 عاماً عن كتاب "بيت الحكمة"، الصادر عن مجموعة كلمات. وفاز بجائزة كتاب الطفل باللغة العربية للفئة العمرية من 4-12 عاماً، محمد كسبر من مصر عن كتاب "ششش... هذا سر"، الصادر عن دار أرجوحة للنشر والتوزيع. وفازت بجائزة كتاب اليافعين باللغة العربية للفئة العمرية من 13- 17عاماً، أسماء السكاف من البحرين، عن كتاب "على خط الاستواء"، الصادر عن مكتبة حِزاية، بينما فازت بجائزة الشارقة للكتاب الصوتي (اللغة العربية)، ناهد الشوا من الأردن عن كتاب "البقراتُ العزيزات" الصادر عن كتب نون - مؤسسة ناهد الشوا الثقافية.
وفي جوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025، فاز بالمركز الأول لويس ميغيل سان في سينتي أولي فيروس من المكسيك، وفازت بالمركز الثاني: كريستينا بيرو بان من إيطاليا، بينما فازت بالمركز الثالث شين آمي من كوريا الجنوبية. وتقديرًا للمواهب الواعدة، تم منح جوائز تشجيعية لـكل من: هاني صالح من مصر، لورا ميرز من فنلندا، وعلي أصغر باقر زاده من إيران.
ويتضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته هذا العام باقة جديدة من الفعاليات المبتكرة مثل متحف صناع المستقبل ومعرض "شيرلوك هولمز"، إلى جانب مجموعة من الورش الإبداعية، كالرسم بالمانجا، وفن الحوارات المصوّرة، والرسم بالخيوط، والروبوتات الدوارة، والتجارب العلمية التي تجمع بين الترفيه والمعرفة.
ويمثّل المهرجان أحد أبرز المبادرات الثقافية والتعليمية المتخصصة التي تُكرّس وتُكمل جهود إمارة الشارقة في بناء جيل قارئ، يمتلك أدوات الإبداع، ووعياً معرفياً يمكّنه عبر التعلّم والتفاعل والتعليم والإعداد الصحيح من المساهمة في صناعة مستقبل أفضل للمجتمعات. ويقدم المهرجان أكثر من 50 جلسة ثقافية يشارك فيها نخبة الكتّاب والرسامين العالميين، إلى جانب 85 عرضاً مسرحياً وجوالاً يقدّمها مشاركون وفنانون متخصصون من عدد من الدول.