الثورة / هاشم الأهنومي (وكالات)

عملية طوفان الأقصى كشفت الحقائق وفضحت حقيقة التطبيع الإماراتي المتوغل مع الكيان الإسرائيلي حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن تبرعات مالية سخية من حكام الإمارات وصلت إلى مجموعات كبيرة من الصهاينة في مستوطنات غلاف قطاع غزة كتعويض لهم عن هجوم المقاومة الفلسطينية.
وتحدث الإعلام العبري بشكل متتال عن حوالات مالية وصلت إلى الصهاينة المهجرين من مستوطنات غلاف غزة عبر سفارة أبوظبي في تل أبيب.


وأوضح أن التبرعات شملت عددا كبيرا من حكام الإمارات بينهم رئيس الدولة محمد بن زايد وأشقائه منصور وطحنون وعبد الله بن زايد إلى جانب ولي عهد أبو ظبي خالد محمد بن زايد.
وأضاف أن نائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم قدم تبرعات مماثلة شملت كذلك إسرائيليين يقيمون في دبي.
ولم يتم الإفصاح عن قيمة إجمالية لتبرعات حكام الإمارات كونها تتم إلى حسابات فردية للإسرائيليين من مستوطنات غلاف دبي، لكنه قال إنها تعبر عن أشد صور التضامن الخارجي مع إسرائيل حتى الآن.
حفاظا على الدبلوماسية الصهيونية
يأتي ذلك فيما أكدته وكالة (رويترز) العالمية للأنباء أن الإمارات تخطط للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع العدو على الرغم من الاستنكار الدولي بشأن الخسائر المتزايدة الناجمة عن الحرب في غزة.
وبحسب الوكالة تأمل أبوظبي في أن يكون لها بعض التأثير المعتدل على الحملة «الإسرائيلية» مع حماية مصالحها الخاصة، وفقا لأربعة مصادر على دراية بسياسة حكومة الإمارات.
وأشارت الوكالة إلى أن الإمارات أصبحت أبرز دولة عربية تقيم علاقات تطبيع علنية مع إسرائيل منذ 30 عامًا بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020.
وقد مهد ذلك الطريق أمام الدول العربية الأخرى لإقامة علاقاتها الخاصة مع إسرائيل من خلال كسر المحظور على تطبيع العلاقات دون إنشاء الدولة الفلسطينية.
وأثار تزايد عدد القتلى بسبب العدوان الصهيوني على قطاع غزة – الذي بدأ رداً على الهجمات عبر الحدود في 7 أكتوبر من قبل حركة حماس التي تحكم القطاع – الغضب في العواصم العربية.
وعلى الرغم من العلاقات الاقتصادية والأمنية الوثيقة مع إسرائيل على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم تحقق أبوظبي نجاحا واضحا في كبح الهجوم على غزة، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.
وقالت المصادر إنه وسط المأزق، ازداد إحباط الإمارات بشكل متزايد تجاه شريكها الأمني الأكثر أهمية واشنطن، التي تعتقد أنها لا تمارس ضغوطا كافية لإنهاء الحرب.
وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، هذا الأسبوع إن واشنطن بحاجة إلى إنهاء الصراع بسرعة وبدء عملية لحل القضية الإسرائيلية الفلسطينية المستمرة منذ عقود من خلال معالجة اللاجئين والحدود والقدس الشرقية.
وقال مسؤول أوروبي كبير لرويترز إن الدول العربية أدركت الآن أنه من غير الممكن بناء علاقات مع إسرائيل دون معالجة القضية الفلسطينية.
وقالت المصادر إن الإمارات تواصل استضافة سفير كيان العدو، ولا يوجد احتمال لإنهاء العلاقات الدبلوماسية، التي تمثل أولوية استراتيجية طويلة المدى لأبوظبي.
وكان الدافع وراء الاتفاق، جزئياً، هو المخاوف المشتركة بشأن التهديد الذي تشكله إيران، فضلاً عن إعادة تنظيم أوسع نطاقاً لسياسة أبو ظبي الخارجية بدافع اقتصادي وتعتبر الإمارات إيران تهديدًا للأمن الإقليمي، رغم أنها اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات دبلوماسية لتهدئة التوترات.
وطورت «إسرائيل» والإمارات علاقات اقتصادية وأمنية وثيقة في السنوات الثلاث التي تلت التطبيع، بما في ذلك ما يسمونه التعاون الدفاعي.
وزودت «إسرائيل» الإمارات بأنظمة دفاع جوي بعد هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أبو ظبي في أوائل عام 2022 شنتها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.
وتجاوزت التجارة الثنائية 6 مليارات دولار منذ عام 2020، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية. واحتشد السياح الإسرائيليون في الفنادق والشواطئ ومراكز التسوق في الإمارات، وهي قوة نفطية تابعة لمنظمة أوبك ومركز أعمال إقليمي.
وقال أحد المصادر، وهو دبلوماسي كبير مقيم في الشرق الأوسط: “إنهم (الإماراتيون) لديهم مكاسب لا يريدون خسارتها”.
بموازاة ذلك ظهر سياسي إماراتي قريب من جهاز أمن الدولة، يؤيد جرائم إسرائيل في قطاع غزة بنشر مقال في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية المعروفة بتطرفها الشديد.
يأتي ذلك فيما يتزايد الضغط العالمي على كيان العدو لوقف الحرب الهمجية والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال سالم الكتبي -الذي يقدم نفسه كمحلل سياسي إماراتي ومرشح سابق لعضوية المجلس الوطني الاتحادي- في المقال إن “هذه الحرب ليست من أجل استئصال حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل من أجل استئصال كل فصائل المقاومة من الشرق الأوسط، لأن انتشارها يغري الآخرين بتقليد نماذجها”.
وكرر مراراً اتهام حركة حماس بالإرهاب. وقال إنها أداة إيرانية إلى جانب مليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله.
ولم يتحدث الكتبي عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في وقت استشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني 70 % منهم من النساء والأطفال، وتم تدمير أكثر من 50 % من القطاع المحاصر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اختبار حاسم للعودة لغزة.. السلطة الفلسطينية تكافح لطرد المسلحين من مخيم جنين

(CNN)-- على مدى أكثر من أسبوع، كان مخيم جنين للاجئين المترامي الأطراف في الضفة الغربية المحتلة يُسمع منه صدى إطلاق نار كثيف- حيث كان القناصة الملثمون يقفون على أسطح المنازل وسط انفجارات داخل أزقته الضيقة.

ولكن الجيش الإسرائيلي لم يشارك في القتال، بينما كان شن مداهمات لا حصر لها في السنوات الأخيرة ضد ما يسميه "الإرهابيين" في المخيم، معقل المقاومة للجيش الإسرائيلي.

هذه المعركة بين الفلسطينيين: قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة المتحالفة مع حماس التي تقول إن السلطة الفلسطينية تنفذ سياسة إسرائيل.

وشنت السلطة الفلسطينية، التي يدعمها الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لإبعاد الجماعات المسلحة في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية، بينما تتطلع إلى السيطرة على غزة بعد الحرب.

ولكن يبدو أن العملية لم تؤد إلا إلى تقوية المقاومة وإبعاد العديد من الآلاف من المدنيين الذين يعيشون هناك. ولم تسيطر السلطة سوى على القليل من الأرض، فيما لا يزال المسلحون يسيطرون على معظم المخيم.

وحاولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقال العشرات من الرجال ووصفتهم بأنهم خارجون عن القانون يحاولون "اختطاف" المخيم، الذي أُقيم للفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم بعد قيام إسرائيل في عام 1948، وهو الآن منطقة مبنية يقطنه حوالي 25 ألف شخص.

وتصف حماس المقاتلين في المخيم بأنهم "مقاومة"- وهي تحالف من الجماعات المسلحة التي ترى أن السلطة وقواتها الأمنية تعمل بناء على أوامر إسرائيل.

وتشمل الفصائل المسلحة كلا من كتائب شهداء الأقصى، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكتائب القسام، التي تقاتل تحت راية كتيبة جنين.

وتقول السلطة الفلسطينية إن قواتها "تقدمت على طرقات مهمة للغاية" في المخيم. لكنها لديها القليل من التكنولوجيا والأسلحة التي لدى الجيش الإسرائيلي، وقُتل أحد أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني بنيران مسلحين، الأحد.

كما قُتل أحد قادة المسلحين، وثلاثة مراهقين، أصغرهم 14 عاما. وألقى كل جانب باللوم على الآخر في وفاتهم.

ويختتم اندلاع العنف عاما مميتا في المخيم. حيث نفذت إسرائيل مداهمات استمرت لأيام في جنين وطولكرم وطوباس، بشمال الضفة الغربية، في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل، وخلفت دمارا واسعا، بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. وكان من بين القتلى تسعة مسلحين على الأقل، وفقما لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

اختبار حاسم لغزة

السلطة الفلسطينية مسؤولة اسميا عن الأمن في معظم أنحاء الضفة الغربية بموجب اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين بهدف إقامة دولة فلسطينية. ولكن في السنوات التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل سيطرتها على الأراضي المحتلة، ووسعت المستوطنات، ونفذت مداهمات متكررة ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.

وما يحدث في جنين يشكل اختبارا حقيقيا للسلطة الفلسطينية. فإذا كانت السلطة تريد القيام بدور أوسع في إدارة المناطق الفلسطينية، أو تسعى إلى العودة إلى غزة ـ وهو أمر أصرت الحكومة الإسرائيلية على استبعاده- فإن جنين اختبار حقيقي.

وقال قيس السعدي أحد قادة المسلحين، لشبكة CNN في مقابلة معه من داخل المخيم: "إسرائيل تمنح السلطة فرصة في جنين، وهي تقول في الأساس: إذا تمكنتم من إثبات قدرتكم على السيطرة على جنين، وهي مدينة صغيرة، فإننا سنفكر في تسليمكم غزة".

كما أن الأحداث في جنين تشكل أيضا مؤشرا على النفوذ الإيراني بين المسلحين. فقد اعترف السعدي بأن المساعدة تأتي من إيران، وهو ما يشكل مصدر قلق متزايد لأجهزة الأمن الإسرائيلية.

وأضاف: "نتلقى الدعم من إيران ومن أي جهة مستعدة لمساعدتنا، ولكننا لا ننتمي إلى إيران أو إلى أي كيان خارجي خارج المناطق الفلسطينية".

ومن الصعب تقييم مدى ونوع الدعم الإيراني للمسلحين. ولكن قوات الأمن الإسرائيلية قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة التي زودتها بها إيران قرب جنين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في زيارة مؤخرا إلى الضفة الغربية، إن "إيران لن تنجح في إنشاء ذراع (أخطبوط) لإيران في مخيمات اللاجئين"، وإن السياج الجديد على الحدود مع الأردن من شأنه أن "يمنع الخطط الإيرانية لتهريب الأسلحة إلى إسرائيل عبر الأردن".

وقال المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية، العميد أنور رجب، لشبكة CNN إنه من خلال تمويل المسلحين تسعى إيران إلى نشر "الفوضى والفساد" وإضعاف السلطة الفلسطينية، وهو ما يخدم مصالح مشاريعها في المنطقة.

وتتحصن كتيبة جنين في المخيم، المركز العصبي لموجة جديدة من المواجهات الفلسطينية المسلحة في الأراضي المحتلة.

وقد أدى الاستخدام المتزايد من جانب الجماعة المسلحة للعبوات الناسفة البدائية إلى إضافة طبقة من التعقيد لجهود إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمكافحتها.

وقال قيس السعدي لشبكة CNN إن العبوات الناسفة ألحقت أضراراً بالغة بالمركبات العسكرية الإسرائيلية، وحذر قوات الأمن: "إذا دخلتم منطقتنا، فسوف تواجهون نفس المصير". وأضاف: "الحرب في المناطق الحضرية من تخصصنا، وهي تغير قواعد اللعبة". وتؤكد قوات الأمن أن المسلحين يعرضون حياة الأبرياء للخطر عبر زرع الألغام المتفجرة في الشوارع وفي المساكن.

وقد أسفرت المواجهة في جنين عن استقطاب بالرأي العام الفلسطيني. وقال أسعد عقل، وهو مقاتل يبلغ من العمر 27 عاما أُصيب بجروح خطيرة في هجوم بطائرة بدون طيار إسرائيلية العام الماضي، لشبكة CNN إن سكان المخيم بحاجة إلى حماية من الجيش الإسرائيلي- وهو ما لم تقدمه السلطة الفلسطينية.

وقال عقل وسكان آخرون في جنين إن العملية الأمنية التي نفذتها السلطة جعلت الحياة أكثر صعوبة - وخطورة في المخيم، حيث أشار بعضهم إلى أنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي. وبنهاية الأسبوع الماضي، كان جزء كبير من المخيم بدون ماء وكهرباء. وتراكمت القمامة ولم يتمكن الأطفال من الذهاب لمدارسهم.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأسبوع الماضي إنها أوقفت خدماتها في المخيم، وتشمل التعليم والرعاية الصحية، وسط القتال. وأدانت الوكالة قيام "مسلحين فلسطينيين" باحتلال مركزها الصحي في مخيم جنين الأسبوع الماضي.

وألقى سكان المخيم الذين تحدثوا إلى شبكة CNN باللوم على قوات الأمن في أعمال العنف الأخيرة.

فيما حث إيهاب سعدي أحد السكان المحليين على حوار جديد بين السلطة الفلسطينية والمسلحين.

وقال رجب، المتحدث باسم قوات الأمن، إن السلطة الفلسطينية حاولت التفاوض مع الفصائل - لكن جهودها قوبلت بالتجاهل. وقال إن ما يقوم به المسلحون "ينشر الفوضى في الضفة الغربية ويساعد الاحتلال الإسرائيلي"، على حد قوله.

وفي خضم القتال وإغلاق مخارج المخيم، أصبح المزاج بين السكان أكثر يأسا.

وقال محمود الغول إن منزله لم يصله الماء لمدة ثلاثة أسابيع وكان واحدًا من العديد من السكان الذين زعموا أن قوات الأمن أطلقت النار على خزانات المياه. وقد تواصلت شبكة CNN مع السلطة الفلسطينية بشأن هذا الادعاء.

وقال: "نحن لا نشعر بالأمان هنا، لا يمكننا المشي في الشارع، ولا يمكننا الصعود إلى سطح المنزل. الحياة مشلولة تقريبًا".

وقال أحمد طوباسي لشبكة CNN إن أطفاله كانوا في حالة يرثى لها.

مقالات مشابهة

  • رتيبة النتشة: إسرائيل ترى أنه لا وجود للدولة الفلسطينية
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • الاتحاد الإماراتي يحتج على الأخطاء التحكيمية في خليجي 26
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • الحرب في غزّة إلى أين؟
  • لجان المقاومة الفلسطينية تشيد بالقصف الصاروخي اليمني على “تل أبيب” 
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • سوريا في حسابات المقاومة والاحتلال
  • حماس تدين انتهاكات السلطة الفلسطينية وخطاب التحشيد المجتمعي ضد المقاومة
  • اختبار حاسم للعودة لغزة.. السلطة الفلسطينية تكافح لطرد المسلحين من مخيم جنين