فن المقاومة.. حناجر عربية تصدح لفلسطين
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
محمد عبدالوهاب قدم عام 1948 أغنية «فلسطين» بعد مذبحة «دير ياسين»
«أصبح الآن عندي بندقية» لأم كلثوم من أبرز الأغنيات الداعمة لفلسطين
عبدالحليم حافظ من أبرز الأصوات المتفاعلة مع القضية الفلسطينية
محمد قنديل يحرض ضد الاحتلال ويحفز المستمعين على استرجاع الأراضي
سيد مكاوي يبدع من كلمات فؤاد حداد رائعته «ازرع كل الأرض مقاومة»
تعيش القضية الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما في وجدان الشعب العربي، وهي قضية متوارثة، لم تغب عن الساحات العربية ولا عن الأذهان يوما، وقد كان في كل ثورات العالم للمثقفين دور طليعي وريادي كما هو الحال في القضية الفلسطينية التي أسالت الكثير من الحبر، والتي استقطبت الكثير من المثقـــــفين والكتّاب، والصحفيين، والأساتذة الجامعيين والفنانين الذين يعوّل عليهم، حيث إن كلماتهم لها دورها، وفعلها، وثقلها، فهي ليست خفيفة وعابرة، إن هم شخّصوا بها واقع الشعب الفلسطيني، وذهبوا إلى جوهر قضيتهم، وطرحوا وجهة نظرهم فيما يجري على الأرض وبخاصة الصراع الدامي المدمر على أراضي السلطة، والذي استشري في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية وحتى في الحدود اللبنانية.
تعددت اشكال المقاومة والرفض والمعارضة باللسان او باليد أو في القلب أو حتى من خلال الحناجر أو الريشة والقلم، ولعب الفن دورا هاما في خدمة المقاومة الفلسطينية بنقله الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والتأريخ له، إضافة إلى اضطلاعه بدور تعبوي.
وفي الأغاني لا يزال صدى صوت جوليا بطرس وأغنية «وين الملايين» يصدح في آذان كل عربي.
أغان خالدة
لمصر حظ وفير من الأغاني التي دعمت القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وغنى مطربو مصر على مدار عقود كثيرة لدعم القضية، ومن أشهر هذه الأغنيات التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وشكلت سلاحا من القوى الناعمة:
محمد عبدالوهاب
غنى عبدالوهاب عام 1948 من ألحانه وأشعار علي محمود طه أغنية «فلسطين» بعد مذبحة «دير ياسين» التاريخية على يد الجماعتين الصهيونيتين «أرجون وشتيرن»، ويقول عبدالوهاب في جزء منها:
أَخِي
جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى
فَحَقَّ الجِهَادُ وَحَقَّ الفِدَا
أَنَتْركُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَةَ
مَجدَ الأُبُوَّة وَالسُؤدَدَا؟
وفي أغنيته «ناصر كلنا بنحبك» لحسين السيد عام 1960 خصص الجزء الأخير منها لفلسطين فيقول في نهاية الأغنية:
شعبك يا فلسطين مش ممكن هايسيب تاره
جيش التحرير ع الباب مستني يعود لدياره
شمسك يا فلسطين هاتطلع وحقوق لكي هاترجع
كل الشعب العربي سلاحك وسلاحه وحده وقومية
مهد البطولات
ثم قدم موسيقار الأجيال الغناء مرة أخرى قصيدة عام 1961 بعنوان «فلسطين» تأليف الشاعر صالح جودت، يقول مطلعها:
مهد البطولات أرض العرب.. أرض العلا من قديم الحقب.
محمد قنديل
غنى محمد قنديل من ألحان أحمد صدقي بعد عدوان عام 1956:
غزة.. غزة.. إحنا فداها
أرض العزة ما أغلاها، غزة غزة ما هاننساها
كما قدم قنديل أكثر من أغنية منها «شعبك راجع يا فلسطين» و»طير يا طاير»، وفي أغنية «يا ويل عدو الدار» يحرض ضد الاحتلال ويحفز المستمعين على استرجاع الأراضي مهما كانت النتائج، حتى وإن سقط العديد من الشهداء، كما غنى أغنية اخرى بعنوان «القدس».
كما غنى سيد مكاوي من كلمات الشاعر فؤاد حداد رائعته «ازرع كل الأرض مقاومة»، وغنى الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام أغنية «يا فلسطينية»، والتي تقول كلماتها:
يا فلسطينية
والبندقاني رماكو
بالصهيونية
تقتل حمامكو في حداكو
يا فلسطينية وأنا بدي أسافر حداكو
ناري في إيديه
وإيديه تنزل معاكو
على راس الحية
العندليب يغرد لفلسطين
وفي هذا السياق لا يمكن نسيان صوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي كان من أبرز الأصوات المتفاعلة مع القضية، وقدم لها أغاني كثيرة، منها عام 1955 تحت عنوان «ثورتنا المصرية»، تأليف مأمون الشناوي وتلحين رؤوف ذهني:
ضد الصهيونية.. بالمرصاد واقفين
وهاترجع عربية.. حبيبتنا فلسطين
وهاتفضل للدنيا.. نور يهدي البشرية
مطالب الشعب
وفي العيد العاشر لثورة يوليو قال حليم في أغنية «مطالب الشعب» من أشعار صلاح جاهين في أغنية «يا أهلا بالمعارك»
ما في حاجة تقول لنا لأ.. إيش حال يوم تحريرنا فلسطين.
وبعد هزيمة عام 1967، وفي قاعة ألبرت هول في مدينة لندن عام 1968 غنى حليم الأغنية الشهيرة «المسيح»، كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، وقال:
يا كلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها
وفتحي عيون البشر للي حصل على أرضها
على أرضها طبع المسيح قدمه
على أرضها نزف المسيح ألمه
في القدس في طريق الآلام وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس
في الخلا صبح الوجود انجيل
مطربات ينشدن لفلسطين
غنت المطربة المصرية شريفة فاضل، الشهيرة بأغنيتها أم البطل بعد حرب 1973، تحت عنوان حيفا وقالت:
راجعين يا حيفا يا عربية
وقلوبنا هناك مستنية
وعلى نفس الدرب غنت حورية حسن «بلدي الغالية».
ولكن تظل أغنية كوكب الشرق أم كلثوم، واحدة من أبرز الأغنيات التي قدمت لدعم القضية الفلسطينية، والتي تعاونت فيها مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، وغنت من أشعار نزار قباني عام 1969، وهي أغنية «أصبح الآن عندي بندقية»، والتي تقول كلماتها:
أصبح عندي الآن بندقية.. إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربي حزينة.. كوجه المجدلية
إلى القباب الخضر.. والحجارة النبيَّة
عشرين عاماً وأنا أبحث عن أرضٍ وعن هوية
ومن الأجيال الحديثة غنت آمال ماهر قصيدة «عربية يا أرض فلسطين»، كلمات عبدالسلام أمين، وألحان عمار الشريعي، كما قدمت أغنية «أختي وفاء» كلمات عمر بطيشة، وألحان عمار الشريعي أيضاً، عن الشهيدة «وفاء إدريس» أول فتاة فجرت نفسها في انتفاضة الأقصى، وقالت فيها:
أختى وفاء يا نبضة من كبرياء
يا زهرة كانت على الأرض وصارت في السماء
صوتي سيعلو بالغناء الله أكبر يا فسلطين العرب
لبنان
في لبنان كانت فيروز بصوتها الملائكي تشجو لفلسطين وتؤدي «أنا لا أنساكِ فلسطينُ/ ويشدّ يشدّ بيَ البعدُ/ أنا في أفيائك نسرينُ/ أنا زهر الشوك أنا الوردُ»، ولعل الاحساس الذي أوصلته فيروز إلى العرب كان أقوى من خطابات «الزعماء» وأخبار الإعلام الرسمي وجلسات الكبار.
دعت فيروز في أغنيتها تلك لإشهار سيف في وجه المعتدي وقرع أجراس العودة إلى البلاد، وهي الأغنية التي صنعت حالة من السجال الشعري بدأ مع الشاعر السوري نزار قباني الذي قال: «عفوا فيروز ومعذرة/ أجراس العودة لن تُقرع/ خازوق دُقَّ بأسفلنا/ من شرم الشيخ إلى سعسع»، ليتبعه تميم البرغوثي بردّ على كليهما: «عفوا فيروزٌ ونزارٌ/ فالحالُ الآن هو الأفظع/ إنْ كان زمانكما بَشِعٌ/ فزمانُ زعامتنا أبشع». كانت الرومانسيّة التي خلقتها الأغنية حول فلسطين والعودة وردّ الحق لأصحابه متناقضة مع واقع فلسطين ومحيطها العربي، وهو ما دفع هؤلاء الشعراء للكلام بشكل يائس.
وفي أُغنية «زهرة المدائن» كانت فيروز قد سجلت حضورها في تاريخ المدينة المعاصر أيضا عندما قالت «لن يُقفل بابُ مدينتنا فأنا ذاهبة لأُصلّي/ سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب»، وكأنها تتجسد على هيئة مفتاح سحري عتيق لا يقف في طريقه حاجز ولا مانع، لتتوالى بعدها الأعمال التي أكدت على أن هم القدس سيطر على الفنانة وعلى أعمالها.
ليبيا و «وين الملايين»
ومن ليبيا جاءت أغنية «وين الملايين» التي ما زالت إلى الآن تتردد مع كل ذكر للقضية الفلسطينية، وهي وإن كانت ليبية الكلمة واللحن، فإنها أصبحت أيقونة البطولة والنضال، لفلسطين خاصة وللوطن العربي عموما فبعد أن اندلعت انتفاضة الحجارة في فلسطين عام 1987 تفاعل معها الشاعر علي الكيلاني بكل عفوية واقتدار، وكتب أغنية “وين الملايين”، ولحنها الملحن الليبي عمر الجعفري واستقطب لها من الساحة الفنية العربية ثلاث فنانات متميزات، يمثلن هوية المواطن العربي بشقيها الآسيوي والأفريقي، وهن جوليا بطرس من لبنان، وأمل عرفة من سوريا، وسوسن حمامي من تونس.
وغير بعيد عن ليبيا وفي الجزائر تحديدا عاشت القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الجزائري الذي تواجدت القضية في أهازيجه وهتافاته وحتى في أغانيه التشجيعية بالملاعب، وكان المطرب عمر الزاهي أو كما يحلو لمعجبيه تسميته الشيخ قد صدح للقضية في أغنية فلسطين التي كتب كلماتها ولحنها الشيخ محمد الباجي والذي قال فيها نهدي لك روحي ومالي نحلف لك بيمين...نفديك بدمي الغالي يا أرض فلسطين
تونس تغني للقدس
في تونس غنى الفنان لطفي بوشناق للقدس ولفلسطين عدة أغنيات لفلسطين، طيلة مشواره الفني ولم يكتف بما قدمه بل شرع في الإعداد لـ4 أغنيات جديدة يطرحها تباعًا تعبيرًا عما يحدث في فلسطين وكشف عنهم قائلًا: «أغنيتي الأولى تحمل اسم «وا أمتاه» وتقول في مطلعها «الصمت قد أرزانا أنا سئمت الجور والطغيان»، والثانية تحمل اسم «يئسنا» وتقول كلماتها «يئسنا من وعود السلم وازددنا يقينا أن هذه الحرب لا تنتهي»، والثالثة تحمل اسم «نشيد القدس»، أما الأخيرة بعنوان «أيها الغاضب».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطاع غزة القضية الفلسطينية الشعب العربي القضیة الفلسطینیة فی أغنیة من أبرز
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري يؤكد رفض القاهرة لأي مساع لتصفية القضية الفلسطينية
مصر – أكد وزير الخارجية المصري التزام بلاده الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وحرصها علي تقديم كافة أوجه الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.
وشدد وزير خارجية مصر علي محورية الدور التاريخي الهام الذي تلعبه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ورفض مصر لأية مساع تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، امس السبت، لرئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج برانديه، الذي يقوم بزيارة رسمية للقاهرة.
وبحث وزير الخارجية المصري مع رئيس المنتدى الاقتصادى سبل تطوير التعاون المشترك بين وزارة الخارجية والمنتدى، وتناول الجهود الحكومية لتطوير الاقتصاد الوطنى وتدشين برامج تنموية طموحة.
وأكد وزير خارجية مصر على أهمية استفادة الشركات الشريكة للمنتدى من الفرص الاستثمارية الواعدة التي يتمتع بها السوق المصري، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات في المجالات التي تعتلي أولوية الحكومة المصرية، وفي مقدمتها التحول الرقمي، وتوطين الصناعة والتكنولوجيا، والزراعة، والنقل واللوجستيات، والطاقة.
واستعرض وزير خارجية مصر خلال اللقاء التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمساعي المصرية المستمرة للتوصل إلي وقف فورى لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق.
وشدد الوزير المصري علي أهمية وقف التصعيد الذي يشهده الإقليم لما له من تداعيات كارثية علي أمن المنطقة واستقرار شعوبها.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي والوفد المرافق له، وتناولا الجهود التنموية التي تبذلها مصر، وفي مقدمتها المشروعات في قطاعات البنية التحتية والصناعة والزراعة، وما تتيحه هذه المشروعات من فرص استثمارية كبيرة.
وأشاد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بالخطوات الكبيرة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات، مشيراً إلى اهتمام المنتدى بتسليط الضوء على التجربة المصرية الناجحة في هذا المجال.
واستمع رئيس المنتدى لرؤية الرئيس السيسي حول سبل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والآثار السلبية الناجمة عن استمرار الصراع في قطاع غزة ولبنان ومخاطر وعواقب تصعيده، لاسيما على الأوضاع الاقتصادية العالمية، وتطلعات شعوب المنطقة نحو التنمية والازدهار.
وشهد اللقاء التأكيد على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، وضرورة بَدْء عملية سياسية تسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتبارها الضامن لعودة الاستقرار إلى المنطقة وتعزيز المضي بقوة في مسار التنمية.
المصدر: RT