دراسة: ملعقة صغيرة “تصنع ما يفعله الدواء”.. لخفض ضغط الدم
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن خفض الحصة اليومية من ملح الطعام (الصوديوم) بمقدار ملعقة صغيرة قد يخفض نسبة ضغط الدم بنفس القدر الذي يفعله تعاطي دواء ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن خفضه أيضا للأشخاص الذين لا يتعاطون أدوية.
وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية فاينبرف للطب بجامعة نورث ويسترن، وجامعة ألاباما، ونشرت في مجلة “جاما” إلى أن هذا الانخفاض حدث بصرف النظر عن حالة ارتفاع ضغط الدم للمشاركين، أو استخدام الأدوية الخافضة للضغط.
وشارك في البحث 213 شخصا، بعمر 50 إلى 75 عاما، خضعوا لنظام غذائي منخفض في الصوديوم لمدة أسبوع.
وقال الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، ديباك غوبتا، أستاذ الطب بكلية فاينبرف للطب إن المشاركين خفضوا حصة الملح بحوالي ملعقة صغيرة يوميا مقارنة بنظامهم الغذائي المعتاد، وكانت النتيجة انخفاضا في ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 ملليمترات، وهو ما يشبه التأثير الناتج عن دواء ارتفاع ضغط الدم.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، نورينا ألين، أستاذة الطب الوقائي في كلية فاينبرف للطب: “هذه أول دراسة تظهر أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل، يمكنهم خفض ضغط الدم لديهم بشكل أكبر عن طريق الحد من الصوديوم”.
وأشارت الباحثة أيضا إلى أن النتائج بينت أن ما بين 70 إلى 75 في المئة من المشاركين، بغض النظر عما إذا كانوا يتناولون أدوية ضغط الدم بالفعل أم لا، انخفض ضغط الدم لديهم مع خفض نسبة الصوديوم في نظامهم الغذائي”.
وقال الدكتور أندرو فريمان، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية في دنفر، الذي لم يشارك في الدراسة: “قد تبدو ملعقة صغيرة من الملح كمية صغيرة. ومع ذلك، يبدو أن الملح المضاف له تأثير على ضغط الدم بشكل كبير”، وفق تصريحاته لـ”سي أن أن”.
وملعقة صغيرة من الملح تساوي 2300 ملليغرام وهو الحد الأعلى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عاما الذي تنصح بها السلطات الصحية الأميركية، ومع ذلك، توصي جمعية القلب الأميركية باتباع نظام غذائي يحتوي على أقل من 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميا.
اقرأ أيضاًالمنوعاتمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يعلن عن مجموعة الأفلام المختارة
وتقول منظمة الصحة العالمية إن تناول كميات كبيرة من الملح أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية.
وتُظهر بيانات أن متوسط استهلاك الملح في معظم بلدان الشرق الأوسط يبلغ حوالي 10 غرامات للفرد يوميا، وهو أكثر من ضِعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
والملح موجود في كل شيء نأكله تقريبا، إما بسبب وجود مستويات عالية منه في معظم الأطعمة المصنعة والجاهزة، أو لأننا نضيفه عندما نحضر الطعام.
ويمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم، وفق المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فهذا المرض مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليونا بحلول عام 2030. وفي إقليم شرق المتوسط يعتبر المرض القلبي الوعائي، الذي يشمل مرض القلب والسكتة الدماغية، سببا رئيسيا للعجز والوفاة المبكرة.
وحذرت المنظمة في سبتمبر الماضي من أن نحو 4 من كل 5 أشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يتلقون علاجا كافيا، وإنه يمكن في المقابل تجنب حدوث 76 مليون حالة وفاة بين عامي 2023 و2050 إذا تسنى للبلدان توسيع نطاق التغطية بالعلاج.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ارتفاع ضغط الدم ملعقة صغیرة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
تأثير الهواتف الذكية على الدماغ.. سلطت دراسة حديثة الضوء على التأثيرات التي يمكن أن تحدث على نشاط الدماغ عند تقليل استخدام الهواتف الذكية، مما يعزز الفكرة القائلة بأن التكنولوجيا الحديثة تؤثر بشكل كبير على الوظائف العصبية.
ووفقا لصحيفة «الشرق الأوسط»، شملت الدراسة 25 شابًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، حيث طُلب منهم تقليل استخدامهم للهواتف الذكية لمدة 72 ساعة، مع السماح لهم فقط بالاتصال الأساسي والأنشطة المتعلقة بالعمل.
وقام باحثون من جامعتي هايدلبرغ وكولونيا في ألمانيا باستخدام عمليات مسح بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات نفسية قبل وبعد فترة تقليل استخدام الهواتف، بهدف تحديد التأثيرات على الأنماط العصبية والنشاط الدماغي للمشاركين.
وأوضح الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة: «استخدمنا نهجًا طولياً لدراسة آثار تقليل استخدام الهواتف الذكية لدى مستخدميها». وأظهرت النتائج وجود ارتباطات بين التغيرات في تنشيط الدماغ مع مرور الوقت وأنظمة الناقل العصبي المرتبطة بالإدمان.
بعد فترة الـ72 ساعة، تم عرض مجموعة من الصور على المشاركين، بما في ذلك صور للهواتف الذكية أثناء التشغيل والإيقاف، بالإضافة إلى صور أخرى ذات طابع حيادي مثل القوارب والزهور. تبين أن صور الهواتف الذكية تسببت في تغييرات في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافأة والشغف، والتي كانت مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المواد مثل النيكوتين والكحول.
كما أظهرت الدراسة أن التغيرات التي لوحظت في الدماغ كانت مرتبطة بأنظمة الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان مسؤولان عن السلوك القهري والتحكم في المزاج، مما يعزز فرضية أن الهواتف الذكية قد تكون مسببة للإدمان.
ومع ذلك، أظهرت الاختبارات النفسية أنه رغم التقييد في استخدام الهواتف، لم يشعر المشاركون بأي تغيرات كبيرة في مزاجهم أو رغبة شديدة في استخدامها. وأفاد بعض المشاركين بتحسن في مزاجهم، ولكن لم تظهر هذه التحسينات بشكل واضح في البيانات.
ورغم أن الدراسة لم تتعمق في الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى تغييرات نشاط الدماغ بسبب استخدام الهواتف، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن هناك عوامل متعددة قد تساهم في هذه التغيرات. قد لا تكون جميع الأنشطة المرتبطة بالهواتف مسببة للإدمان بنفس الدرجة.
وأشار الباحثون إلى أنه «بياناتنا لا تفصل بين الرغبة في استخدام الهواتف الذكية والرغبة في التفاعل الاجتماعي، حيث إن هاتين العمليتين مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا في العصر الحالي».
على الرغم من أن الهواتف الذكية لم تكن موجودة منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أن العلماء بدأوا في فهم تأثيراتها على حياتنا وأدمغتنا، حيث نشهد بعض الأعراض الدقيقة للانسحاب التي تحدث عندما نغيب عن هواتفنا لبضع دقائق.
في الختام، أكدت الدراسة أن «الآليات العصبية التي تم تحديدها قد تعزز السلوك الإدماني بشكل كبير لدى الأشخاص المعرضين لخطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية».
اقرأ أيضاًدراسة صينية تكشف آلية رئيسية وراء علاج السرطان بالأيونات الثقيلة
دراسة تكشف مخاطر الهواتف على نشاط الأطفال الحركي «فيديو»