أوروبا تطلق إقليدس.. أول مهمة لاكتشاف الجانب المظلم من الكون ماذا تعرف عنها؟
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
في أول مهمة على الإطلاق لتسليط الضوء على اثنين من أعظم ألغاز الكون، وهما الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، أطلقت وكالة الفضاء الأوربية تلسكوب إقليدس الفضائي الأوروبي يوم السبت الموافق الأول من يوليو/تموز الجاري في الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش من كيب كانافيرال في فلوريدا على صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" (SpaceX) الأميركية.
اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية إلى اللجوء إلى شركة الملياردير إيلون ماسك لإطلاق المهمة بعد أن سحبت روسيا صواريخها من طراز سويوز، ردا على العقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وبعد رحلة سوف تستغرق شهرا عبر الفضاء، سينضم إقليدس إلى التلسكوب الفضائي جيمس ويب في نقطة دوران مستقرة على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض تسمى نقطة لاغرانج الثانية. من هناك سوف يرسم إقليدس أكبر خريطة للكون على الإطلاق تشمل ما يصل إلى ملياري مجرة عبر أكثر من ثلث السماء.
ووفق الموقع الرسمي لتلسكوب إقليدس الفضائي، فإن الخريطة ستقدم أيضا رؤية جديدة لتاريخ الكون البالغ من العمر 13.8 مليار عام من خلال التقاط الضوء الذي يستغرق 10 مليارات سنة للوصول إلى الأرض.
ويأمل العلماء في استخدام هذه المعلومات لمعالجة ما يسميه مدير مشروع إقليدس جوزيبي راكا "لغزا كونيا"، وذلك لأن 95% من الكون لا يزال غير معروف للبشرية.
ويعتقد أن الطاقة المظلمة تقدر بنحو 70% وتعرف بأنها القوة المجهولة التي تتسبب في تمدد الكون بمعدل متسارع. وتقدر المادة المظلمة بنحو 25% ويعتقد أنها تربط الكون ببعضه بعضا وتشكل نحو 80% من كتلته.
محقق الظلام واكتشاف أشياء لا يمكن رؤيتهاوفق تقرير نشر على موقع "ساينس ألرت" (Science Alert)، قال جوادالوبي كاناس عضو اتحاد إقليدس -في مؤتمر صحفي- إن التلسكوب الفضائي إقليدس يبلغ وزنه 2 طن وارتفاعه 4.7 أمتار وعرضه 3.5 أمتار، هو "محقق الظلام" وسيستخدم أداتين علميتين لرسم خريطة للسماء. وسيتمكن من قياس شكل المجرات بالاعتماد على كاميرا الضوء المرئي، وسيحدد مدى بعدها باستخدام كل من مقياس طيف الأشعة تحت الحمراء القريب ومقياس الضوء.
يتشوه الضوء القادم عبر مليارات السنين الضوئية قليلا بسبب كتلة المادة المظلمة والمرئية على طول الطريق، وهي ظاهرة تعرف باسم "انحناء الضوء بفعل الثقالة".
وقال راكا لوكالة الأنباء الفرنسية "بطرح المادة المرئية، يمكننا حساب وجود المادة المظلمة الموجودة بينهما".
وفي حين أن هذا ربما لا يكشف عن الطبيعة الحقيقية للمادة المظلمة، يأمل العلماء أنها ستلقي أدلة جديدة من شأنها أن تساعد في تعقبها في المستقبل.
أما في ما يتعلق بالطاقة المظلمة، فقد قارن عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي ديفيد إلباز تمدد الكون بتفجير بالون تم رسم خطوط عليه. ومن خلال "رؤية مدى سرعة تضخمه"، يأمل العلماء في قياس الطاقة المظلمة التي تسببت في توسعه.
الاختلاف الرئيسي بين إقليدس والتلسكوبات الأخرى يتمثل في مجال الرؤية الواسع الذي يأخذ مساحة قمرين كاملين (ناسا) منجم ذهبويتمثل الاختلاف الرئيسي بين إقليدس والتلسكوبات الفضائية الأخرى في مجال الرؤية الواسع الذي يأخذ مساحة تعادل قمرين كاملين.
وقال عالم المشروع رينيه لوريجس إن مساحة الرؤية الكبيرة هذه تعني أن إقليدس سيكون قادرا على "تصفح السماء والعثور على أجسام غريبة"، مثل الثقوب السوداء، التي يمكن لتلسكوب جيمس ويب بعد ذلك التحقيق فيها بمزيد من التفصيل.
وقال رئيس اتحاد إقليدس يانيك ميليير علاوة على أن إقليدس سيكشف عن الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، من المتوقع أن تكون خريطة الكون التي سيرسمها "منجم ذهب لكل مجال علم الفلك".
ويأمل العلماء أن تساعدهم بيانات إقليدس في معرفة المزيد عن تطور المجرات والثقوب السوداء.
ومن المتوقع ظهور الصور الأولى بمجرد بدء العمليات العلمية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وستصدر البيانات الرئيسية في أعوام 2025 و2027 و2030.
ومن المقرر أن تستمر المهمة التي تبلغ تكلفتها 1.5 مليار دولار حتى عام 2029، لكنها قد تستمر لفترة أطول قليلا إذا سارت الأمور على ما يرام.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن محطة أبا السودانية؟
رغم تراجع منسوب النيل الأبيض، ما زال سكان جزيرة أبا السودانية يعانون من تبعات الفيضان الذي اجتاح المنطقة بعد فتح بوابات خزان جبل الأولياء جنوبي الخرطوم. أدى ارتفاع منسوب المياه إلى غمر المدن والقرى والجزر الواقعة على مجرى النهر، مما تسبب في خسائر فادحة.
أفاد أصحاب مزارع مشاريع الري الفيضي أن مياه النيل أغرقت حقولهم التي كانت في طور حصاد محاصيل أساسية مثل القمح، الذرة، والخضروات. يُعد هذا الفيضان استثنائيًا، حيث تجاوزت المياه الحدود المعتادة، مهددة مناطق كوستي، الدويم، شبشة، المرابيع، والجبلين.
على الرغم من تراجع الفيضان، يواصل سكان جزيرة أبا النزوح الجماعي بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. تقارير محلية تشير إلى انهيار أعداد كبيرة من المنازل، بالإضافة إلى تدهور المرافق الصحية، ما يثير المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان.
الفيضان تسبب في كارثة إنسانية أثرت على حياة الآلاف، حيث لم تعد مناطق كثيرة صالحة للسكن. وبينما تستمر الجهود المحلية والدولية لتقديم الدعم، يبقى التحدي الأكبر هو إعادة تأهيل المنطقة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
في ظل هذه الكارثة، أطلقت منظمات بيئية تحذيرات بشأن أهمية تعزيز البنية التحتية لمواجهة الفيضانات المتكررة، لا سيما مع التغيرات المناخية التي تزيد من حدة الظواهر الطبيعية في السودان.
محطة أبا للكهرباء
تُعد محطة أبا لتوليد الكهرباء واحدة من المحطات الرئيسية في السودان، وتقع في ولاية النيل الأبيض، وتحديدًا في منطقة الجزيرة أبا.
ورغم دورها الأساسي في تلبية احتياجات السكان المحليين من الطاقة الكهربائية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة تعيق استمرارية عملها وتطويرها.
أهمية محطة أبا
تساهم المحطة في تزويد المناطق المحيطة بالطاقة الكهربائية، خاصة في ظل النقص الكبير في إنتاج الكهرباء على المستوى القومي.
تلعب دورًا حيويًا في استقرار إمدادات الكهرباء بولاية النيل الأبيض والمناطق المجاورة، ما يساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية في المنطقة.