كيف تناولت السينما المصرية القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
الشاشة السينمائيه مرآة لمعاناة الفلسطينين
طارق الشناوي: الأفلام المصرية لم تمنح القضية الفلسطينية ما تستحقه
ماجدة خير الله: نحن في حاجة إلى أفلام جديدة تتناول الأوضاع في فلسطين
خيرية البشلاوي: مصر قادرة على تقديم أعمال فنية تواكب تطورات القضية الفلسطينية
حنان شومان: الأفلام الجيدة قليلة لا تعد على أصابع اليد الواحدة
تلعب الفنون دورا رئيسيا في نشر الوعي بالقضايا المجتمعية، وتعد القضية الفلسطينية لها مكانة خاصة في قلوب المصريين، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط العديد من الأبرياء يوميا، وقد تناولت عددا من الأفلام السينمائية المصرية القضية الفلسطينية، وكان أول هذه الأفلام هو فيلم "فتاة من فلسطين"، والذي تم إنتاجه في عام 1948 بعد "حرب النكبة" مباشرة، ورغم تناول الفيلم للقضية الفلسطينية وحرب 1948، إلا أنه لم يكن عند مستوى الحدث، هذا بجانب الأفلام التي تم إنتاجها بعد ثورة 23 يوليو، والتي تناولت القضية الفلسطينية وحرب 1948 وقضية الأسلحة الفاسدة، وكان من أبرزها فيلما "أرض الأبطال، الله معنا"، وكانت هناك أفلام تناولت القضية الفلسطينية بشكل مباشر خلال السنوات الأخيرة، مثل أفلام "ناجي العلي، باب الشمس، أصحاب ولا بيزنس".
التقت البوابة عددا من نقاد الفن للحديث عما قدمته السينما المصرية للقضية الفلسطينية، وهل أنصفتها أم لا؟
قال الناقد طارق الشناوي، إن هناك محاولات سابقة للسينما المصرية لتناول القضية الفلسطينية، مثل فيلم "باب الشمس" للمخرج يسري نصر الله، وفيلم "ناجي العلي"، ولكن السينما المصرية حتى الآن لم تمنح القضية الفلسطينية ما تستحقه.
وأشار طارق الشناوي، خلال حديثه لـ "البوابة"، إلى أن هناك بعض الأفلام المصرية التي تناولت ثورة 23 يوليو، تناولت "حرب النكبة" 1948، حيث توقفت بعض الأفلام عند حرب 1948 والأسلحة الفاسدة، واعتبروها من ضمن أسباب قيام ثورة 23 يوليو 1952.
وأكد الشناوي، أننا نحتاج إلى أفلام سينمائية تتناول بإطلالة صادقة على الصراع العربي الإسرائيلي ونظرتنا للقضية الفلسطينية.
أفلام جيدة
ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله، إن الأفلام المصرية التي تناولت القضية الفلسطينية كانت قليلة جدا، وكان من أفضلهم فيلم "باب الشمس"، وفيلم "ناجي العلي" أيضا، وهناك فيلم "أصحاب ولا بيزنس" الذي تناول القضية الفلسطينية في جزء من الفيلم، ولكن لا توجد أفلام تناولت الأزمة بشكل مباشر وأصل الصراع مع الكيان الصهيوني، وكيف يضحي الناس بحياتهم من أجل القضية الفلسطينية.
وأضافت ماجدة خير الله، خلال حديثها لـ "البوابة"، أننا في حاجة إلى تقديم فيلم سينمائي جيد عن القضية الفلسطينية، وأن يتم إنتاج أفلام تتناول قضايا إنسانية للقضية الفلسطينية، ونخرج من خلالها إلى أصل القضية نفسها، حيث إن هناك أشخاصا لا يعرفون أصل الحكاية وبداية الصراع مع الكيان الصهيوني، وما يحدث حاليا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يعني لمصر الكثير، وذلك لأن ما يحدث في غزة يقع على حدودنا، لذلك نحتاج إلى أفلام سينمائية عن القضية الفلسطينية لكي يفهم الناس أصل الصراع مع الكيان الصهيوني، وإذا تم تقديم فيلم سينمائي جيد بالطبع سوف يجذب الجمهور ويحقق النجاح.
وأشارت خير الله، إلى أننا في حاجة إلى تقديم فيلم سينمائي جيد عن القضية الفلسطينية، ويتم تقديمه بحرفية جيدة، وذلك حتى لا يصل إلى فقط ولكن لكي يصل إلى العالم كله، ولابد أن يشعر الناس أن العدو الإسرائيلي يمثل كارثة وخطرا بالنسبة لنا، والوعي هذا لن يأتي إلا عن طريق الفن ووسائل الإعلام.
وقالت الناقدة خيرية البشلاوي، إننا لا نستطيع أن نقول إن السينما المصرية أوفت بدورها نحو القضية الفلسطينية، وأيضا لا نستطيع أن نقول إنها تجاهلت القضية الفلسطينية، لأن هناك بعض الأفلام المصرية التي تناولت القضية الفلسطينية، ولكن ثقل الحدث نفسه وتطور الصراع العربي الإسرائيلي، لم تكن هناك أفلام على نفس قوة الحدث سواء القضية الفلسطينية أو حرب أكتوبر 1973.
وأكدت خيرية البشلاوي خلال حديثها لـ "البوابة"، أن مصر قادرة على تقديم أفلام سينمائية جيدة عن القضية الفلسطينية، حيث إننا لدينا فنانون جيدون ومخرجون قادرون على تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام بطريقة جيدة تجذب الجمهور، وهناك أعمال فنية وطنية تم تقديمها بطريقة جيدة مثل مسلسل "الاختيار" وفيلم "حرب كرموز"، وهذا ما يؤكد أننا نمتلك العناصر الفنية الجيدة التي إذا توافرت لها الإمكانات الضخمة سنقدم أفلاما جيدة عن القضية الفلسطينية.
وتابعت البشلاوي، أن الأعمال الفنية التي تتناول القضايا الكبرى تترك بصمة وأثرا كبيرا في الجمهور، ولابد في مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية أن يلعب الجانب التسجيلي مع الجانب الروائي جنبا إلى جنب، كي يخرج العمل الفني بشكل جيد، ونحن في حاجة إلى أن نكون في حالة يقظة دائما لما يقوم به العدو الإسرائيلي، والأجيال الجديدة لابد أن تكون على علم بخطورة العدو الإسرائيلي، وهذا هو دور القوى الناعمة في نشر الوعي والوطنية.
أعمال قليلة
و قالت الناقدة حنان شومان، إن السينما المصرية لم تتناول القضية الفلسطينية بالشكل المناسب، والأفلام الجيدة التي تناولت القضية الفلسطينية لا تعد على أصابع اليد الواحدة، ومنها فيلم "باب الشمس" للمخرج يسري نصر الله، وكان الفيلم إنتاجا مصريا فرنسيا مشتركا، والأفلام التي كان بها إشارة إلى حرب 1948، كانت دائما إشارة مقصودة بها إفساد صورة الملكية المصرية، وتناولت قضية الأسلحة الفاسدة ولم تتناول قضية فلسطين بالشكل المناسب، وكان هناك فيلم "فتاة من فلسطين"، التي تناول القضية الفلسطينية بطريقة شديدة السطحية، وربما كان أفضلهم فيلم "باب الشمس".
وأشارت حنان شومان خلال حديثها لـ "البوابة"، إلى أن السينما المصرية لم تتناول القضايا الوطنية المصرية بالشكل المناسب أيضا، والتجارب الجيدة كانت قليلة جدا علي الرغم من أن عمر السينما المصرية أكثر من مائة عام، والسينما المصرية في الفترة الأخيرة تركيزها الأكبر على الترفيه أكثر من تناول القضايا، وإذا نجحنا في تقديم أفلام سينمائية تمثل مجتمعنا بشكل جيد، سوف نستطيع حينها تقديم أفلام سينمائية جيدة عن القضية الفلسطينية.
وتابعت شومان، أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، أثبت أن هناك وعيا مجتمعيا مصريا بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، في وقت كنا نعتقد أن الأجيال الجديدة انفصلت عن القضية الفلسطينية تماما، ولكننا وجدنا أن الأجيال الجديدة هم الأكثر دعما للقضية الفلسطينية عبر السوشيال ميديا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: افلام سينمائية السينما المصرية القضية الفلسطينية طارق الشناوي عن القضیة الفلسطینیة للقضیة الفلسطینیة السینما المصریة الأفلام المصریة أفلام سینمائیة فی حاجة إلى التی تناول خیر الله إلى أن حرب 1948
إقرأ أيضاً:
ما تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
في ظل التحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تتعدد الآراء حول تأثير نتائج هذه الانتخابات على القضية الفلسطينية. ومع دخول الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سباق محموم على الرئاسة، يتساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الإدارة القادمة، سواء بقيادة الجمهوريين أو الديمقراطيين، ستحقق تقدمًا ملموسًا نحو حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أم أن الوضع سيبقى كما كان عليه طوال العقود الماضية.
أزمة محتملة داخل الديمقراطيين وضغوط على إسرائيل في حال فوز الجمهوريينقال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، إن فوز الجمهوريين من شأنه أن يُعقد الوضع السياسي للحزب الديمقراطي، ويضعه أمام تحديات داخلية مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، مثل انتخابات عامي 2000 و2016، حينما واجه الديمقراطيون أزمات دفعتهم لفرض ضغوط على حكومات خارجية، ومنها فرض تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2334 لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة "الفجر"،أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمتلك رؤية واضحة لحل النزاعات الإقليمية، تتركز على إنهاء الحروب التي تستنزف الولايات المتحدة، وفي حال عودته إلى السلطة، فقد يسعى لإنهاء النزاعات المتواصلة بما فيها الصراع في الشرق الأوسط، بينما إذا فازت كامالا هاريس والديمقراطيون، من المحتمل أن تواصل الإدارة سياسة المماطلة في حل القضية الفلسطينية.
وبحسب الرقب، فإن الوضع الراهن يتطلب تحركًا أمريكيًا جادًا نحو وقف الحرب وحل الصراع عبر مبدأ حل الدولتين.
الدكتور أيمن الرقب
وأشار إلى أن هناك دعمًا عربيًا قويًا، خاصة من المملكة العربية السعودية، التي تضع شرطًا للتطبيع مع إسرائيل يتمثل في ضمانات جادة لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يفرض تحديات إضافية على السياسة الإسرائيلية التي تتعارض مع بعض قرارات الكنيست حول الاستيطان.
من جهته، يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الانتخابات الأمريكية المقبلة، سواء أفرزت فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين، لن تسفر عن أي تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
ويشدد أبو عطيوي على أن الإدارات الأمريكية، على مدى عقود، لم تتجاوز الوعود الإعلامية والدعائية التي تخدم أغراضها الانتخابية وتستهدف أصوات العرب الأمريكيين.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ«الفجر» إلى أن هذه الوعود لا تُترجم على الأرض، وأن الولايات المتحدة تستمر في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
ويرى أن استمرار الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث عشر، يعد دليلًا على ازدواجية الموقف الأمريكي. وبينما تعلن واشنطن وساطتها، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.
الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي
أبو عطيوي يشير إلى ضرورة توحد الموقف العربي عبر جامعة الدول العربية، مؤكدًا على أهمية تطوير مشروع عربي يطالب الرئيس الأمريكي القادم بإنهاء العدوان على غزة، ويدفع إسرائيل للتفاوض بجدية لتحقيق الاستقرار وضمان أمن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة.
نزار نزال: الانتخابات الأمريكية تثبت عدم الحياد تجاه الصراع الفلسطينيوفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة، سواء في ظل الديمقراطيين أو الجمهوريين.
وأكد نزال لـ«الفجر» أن مشروعًا أمريكيًا-إسرائيليًا طويل الأمد ينفذ على أرض الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانتخابات الأمريكية ليست سوى استمرارية لدعم هذا المشروع دون تغيير حقيقي.
المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزالنزال يرى أن الجمهوريين عادةً ما يتيحون لإسرائيل حرية أكبر لتنفيذ سياساتها، في حين أن الديمقراطيين قد يضعون بعض القيود النسبية. وأوضح أن السياسة الأمريكية، رغم تغيير الرؤساء، لم تسهم إلا في تعزيز الاحتلال وفرض واقع استيطاني جديد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذا الانحياز الأمريكي الدائم لدولة الاحتلال، على حساب حقوقه المشروعة.
الدور العربي المطلوب والآمال المستقبليةمع تصاعد الآمال في تحرك عربي فاعل يقوده موقف مشترك من الدول العربية، تشدد عدة أصوات فلسطينية على ضرورة مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بوقف الحرب على غزة، وفتح باب المساعدات الإنسانية دون قيود. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية، حيث يعاني الفلسطينيون من نزوح جماعي، وسط نقص في الإمدادات الضرورية، واستمرار القصف الذي يحرمهم من الاستقرار والأمان.
المسؤولية الدولية لحل عادل ودائمفي ظل هذه المواقف المتباينة من المحللين والخبراء، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتحمل الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الفائز، مسؤوليتها الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، وتضغط على إسرائيل لتحقيق حل سياسي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في ظل سلام شامل وعادل؟.