فلسطين تنتصِر بمعركة الوعي وإسرائيل منبوذة.. الكيان يُستنفَر لوقف الهزيمة.. السرديّة الفلسطينيّة سيطرت على الجامعات الأمريكيّة ونصف الطلاب يؤيِّدون مقاطعة إسرائيل وداعميها ويُواجِهون مناخًا عدائيًا
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: في ظلّ مواصلة كيان الاحتلال تنفيذ جرائم الحرب بحقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ وتصريح رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأنّه يعمل من أجل استئصال الحلم بإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، بينّت دراسة إسرائيلية تراجعًا حادًّا في مكانة الدولة العبريّة لدى الرأي العام الدوليّ، مؤكّدةً على أنّ صورتها غدت اليوم سلبيّةً للغاية، ومختلف الدوائر في الغرب، وخاصّةً المثقفين، يحاولون مرارًا وتكرارًا فرض مقاطعة على منتجات إسرائيلية، وحتى على الجامعات وعلى باحثين إسرائيليين.
واعترف معد الدراسة د. شلومو سفيرسكي بأنّ تأثيرات الاحتلال والانشغال بالصراع مع الفلسطينيين تركت بصماتها الواضحة على الساحة السياسيّة والداخليّة في إسرائيل. وتطرقت الدراسة إلى انتشار أعمال المقاطعة على إسرائيل بشكلٍ عامٍ، وعلى المستوطنات بشكلٍ خاصٍّ، لكنّها رأت أنّ حركة مقاطعة إسرائيل في الدول الغربيّة آخذة في الانتشار منذ الانتفاضة الثانية حيث يدور الحديث حول مقاطعة على مجموعات أوْ قطاعات في إسرائيل، وعلى المنتجات وخاصّةً منتجات المستوطنات. علاوة على ذلك، أظهر استطلاع أجرته وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة أنّ نصف الطلاب الأمريكيين، الذي اطلعوا على نشاطات حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل، يؤيِّدون مُقاطعة إسرائيل، وفيما تواجه دولة الاحتلال تحدياً جديدًا يتمثل بتراجع سرديتها الاعلامية في العديد من دول العالم أمام تقدم الرواية الفلسطينية عن مجريات الصراع في الاراضي المحتلة، فقد شرعت وزارة خارجية الاحتلال بإجراء العديد من الأنشطة الميدانية التي تشمل مسيرات وبنوك معلومات ومظاهرات، تشرف عليها الوفود الإسرائيلية في المؤسسات الأكاديمية في أمريكا الشمالية، في ضوء زيادة حالات التضامن مع الفلسطينيين. وفي هذا السياق، زعم إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة )يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ “الحملة الاسرائيلية تأتي بهدف العودة للسيطرة على السردية الإعلامية، حيث شهدت الأشهر الأخيرة زيادة بأنشطتها المتكررة في الولايات المتحدة من أجل إظهار وجود اسرائيلي هائل في حرم الجامعات المرموقة، ويتم تنفيذ هذه الإجراءات بتوجيه من وزير الخارجية إيلي كوهين بعد الإعلان في كانون الثاني (يناير) عن ارتفاع معاداة السامية في مقار الحرم الجامعي الأمريكي بنسبة 50 بالمائة”. وأضاف أنّه “منذ بداية العام الجاري نظمت السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، والقنصليات الإسرائيلية المنتشرة في الولايات المتحدة، خاصة في نيويورك وبوسطن وميامي وأتلانتا وشيكاغو وهيوستن وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، أنشطة مختلفة لتقوية الرسائل الدعائية الإسرائيلية، وتمت الأنشطة بحضور آلاف الأمريكيين، وبشكل رئيسي أمام الطلاب في المؤسسات التعليمية الرئيسية في أمريكا الشمالية، ممن يعتبرون جيل المستقبل للقيادة الأمريكية”. وأوضح أنه “في جامعة إلينوي، التي تعتبر واحدة من معاقل حركة BDS في الولايات المتحدة، روجت القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو لمظاهرة دعم لإسرائيل بالتعاون مع منظمة (الاحتياطيات على الجبهة)، وفي سان فرانسيسكو، روجت القنصلية لمظاهرة مؤيدة لإسرائيل هذه المرة في حرم جامعة بيركلي بقيادة منظمة (تيكفا)، ردًا على معارضة التصويت في مجلس الشيوخ لتبني تعريف معاداة السامية حسب التحالف الدولي للحفاظ على إحياء ذكرى المحرقة”. وأشار إلى أنّه “خلال مناسبة إحياء ذكرى النكبة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في أيار (مايو)، حدث نشاط آخر هذه المرة بمبادرة من القنصلية الإسرائيلية وبالتعاون مع منظمة (إيند جو هارتيد)، كما نُظمت أحداث دعم إضافية في حرم جامعة كاليفورنيا في سان دييغو كجزء من (أسبوع إسرائيل)، وشملت هذه الأحداث مظاهرات داعمة وأكشاك إعلامية ومحاضرات ومعرضًا لعرض الرواية الإسرائيلية، وفي جامعة تكساس، واحدة من أكبر المؤسسات في الولايات المتحدة، شهدت نشاطا داعما لإسرائيل بالتعاون مع منظمة (هيليل) ومنظمة الجالية الإسرائيلية الأمريكية IAC، بمشاركة 500 طالب”. من ناحيته ادعّى وزير الخارجية إيلي كوهين أنّ “إسرائيل تعود للسيطرة على السردية، ومن المهم أنْ يعرف الكثير من الشباب الأمريكي حقيقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصّةً في الجامعات المهمة في أمريكا الشمالية التي تُنمِّي جيل المستقبل من القيادة، حيث بدأت سفاراتنا في جميع ولاياتها عملية دراماتيكية من النشاط المتزايد أمام هذا الجمهور المهم للتغلب على الرواية الفلسطينية، وسنكون هناك حيثما دعت الحاجة، بزعم أن دولة الاحتلال ليبرالية تشترك في قيم متطابقة مع الولايات المتحدة، حليفنا الأكبر والأهم، ويجب على الجميع معرفة ذلك”، طبقًا لأقواله. وذكرت دراسة أنّ الطلاب المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة يواجهون مناخًا عدائيًا بشكلٍ متزايدٍ في الجامعات الأمريكية. وأكّد معد الدراسة أنّ هناك ثمة مقاطعات ينظر إليها الإسرائيليون بخطرٍ أكبرٍ، ومن بينها أنّ متظاهرين في واشنطن علقوا يافطة على فرع شبكة المقاهي الإسرائيليّة (ماكس برنر) كتب عليها: “الحصار على غزة ليس حلوًا، قاطعوا ماكس برنر”.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تصنف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية
أعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر إدراج جماعة أنصار الله (الحوثيون) على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وذكر البيت الأبيض -في بيان له- أن "أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط.. كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية".
وأضاف أن الحوثيين "أطلقوا أكثر من 300 مقذوف على إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023" وأن هجماتهم على الشحن الدولي ساهمت في التضخم العالمي، وفق تعبير البيان.
وأشار إلى أن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تتمثل في "التعاون مع شركائنا الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين وحرمانهم من الموارد لإنهاء هجماتهم".
كما قال إنه سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للجماعة.
يشار إلى أن الحوثيين هاجموا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة كما هاجموا أهدافا في الداخل الإسرائيلي، في إطار تضامنهم مع قطاع غزة الذي تعرض لعدوان وإبادة جماعية من قبل جيش الاحتلال بغطاء أميركي.
إعلانوردا على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع 2024 شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين في اليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.
كما قصفت إسرائيل أهدافا عدة داخل اليمن، ولا سيما في صنعاء، وهددت بـ"ملاحقة" قادة الجماعة.