قالت إسرائيل إنها تستعد لفرض الهدوء على الجبهة اللبنانية مع تصاعد الأعمال القتالية، الأحد، بعد أن نفذ حزب الله هجوما صاروخيا عبر الحدود أدى لإصابة مدنيين رد عليه الجيش الإسرائيلي بقصف جوي لمواقع مرتبطة بالجماعة المدعومة من إيران.

ووصف كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري حزب الله بأنه "المدافع عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ’حماس’ وتنظيم الدولة الإسلامية".

وشنت حماس هجوما على إسرائيل عبر الحدود الشهر الماضي ما أدى لاندلاع حرب مدمرة في غزة.

وينفذ حزب الله، الذي يعتقد على نطاق واسع أن ترسانته الصاروخية أكبر بكثير من ترسانة حماس، هجمات محدودة نسبيا تضامنا مع الفلسطينيين. وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أمس السبت إن الجماعة "ستواصل العمل" على الجبهة مع إسرائيل.

ولكن مع مقتل ما لا يقل عن 70 من عناصر حزب الله، فضلا عن عدد من المدنيين اللبنانيين في غارات إسرائيلية مضادة، توسعت أساليب الجماعة لتشمل استخدام صواريخ تحمل رؤوسا حربية يتراوح وزنها بين 300 و500 كيلوغرام وطائرات مسيرة انتحارية.

وأعلن حزب الله اليوم مسؤوليته عن هجوم بصاروخ موجه قالت إسرائيل إنه أدى إلى إصابة اثنين على الأقل "من عمال شركة كهرباء تم إرسالهم لإجراء إصلاحات في منطقة سكنية حدودية".

وقال الجيش إن هجوما بقذائف المورتر أدى إلى إصابة سبعة جنود إسرائيليين. وتسبب صاروخ في إطلاق صفارات الإنذار قرب مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية لكنه لم يتسبب في وقوع إصابات. وتبنى جناح لبناني لحركة حماس عملية الإطلاق.

وقالت إسرائيل إن قواتها الجوية ومدفعيتها قصفت أهدافا لحزب الله وأهدافا أخرى في لبنان ردا على ذلك، قائلة إنها تحمل الجماعة وحكومة بيروت المسؤولية عن جميع الأعمال العدائية.

وقال هاجاري "يركز الجيش الإسرائيلي على غزة لكننا في حالة استعداد عالية جدا في الشمال". وأضاف "سيتحمل مواطنو لبنان تكلفة هذا الاستهتار وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وتنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون "لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني ​​في الشمال. لن يظل الوضع الأمني كما هو في الشمال ​​حيث لا يشعر السكان بالأمان عند العودة إلى منازلهم".

وتم إجلاء سكان القرى والبلدات الواقعة على الحدود اللبنانية باتجاه الجنوب، حتى مع إخلاء المجتمعات الحدودية في غزة التي ضربتها حماس، مما أدى إلى نزوح نحو 250 ألف إسرائيلي داخليا. كما فر العديد من المواطنين في جنوب لبنان باتجاه الشمال بحثا عن الأمان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه ناشد إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، التدخل.

وأضاف في مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا أنه طلب من إيران "أن تقول لحزب الله إنه ’لا يمكنكم خلق وضع يغرق فيه لبنان بالكامل في هذا الصراع’".

ومضى يقول "إذا شن حزب الله هجوما واسع النطاق على إسرائيل، فقد يحدث ذلك... لا أعرف مدى تأثيره... لكني متأكد من أن لبنان لن يتمكن (بعدها) من البقاء".

وردا على سؤال عما إذا كانت إيران قد استجابت، قال "لا أعرف. يقولون دائما إنه لا علاقة لهم بما يحدث، غير أنهم (في الوقت ذاته) يتحدثون علنا عن خطر امتداد هذا الصراع. موقف إيران على الدوام شديد الغموض".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها

 

بيروت- شنّت إسرائيل الأحد 27ابريل2025، غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت قالت إنها استهدفت مخزن صواريخ لحزب الله، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، "إجبار" الدولة العبرية على وقف هجماتها.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل وحزب الله استمر نحو عام وتحوّل مواجهة مفتوحة في أيلول/سبتمبر 2024.

لكن الدولة العبرية واصلت شنّ ضربات في لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددة على أنها لن تتيح للحزب الذي تكبّد خسائر كبيرة خلال الحرب، إعادة بناء قدراته.

ونفّذ سلاح الجو الإسرائيلي الأحد غارة على حيّ الحدث عند أطراف الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا لحزب الله، بعدما أنذر سكان المنطقة بإخلائها.

وأظهرت لقطات لفرانس برس تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود بعد الضربة وتناثر قطع من الحطام على ارتفاع شاهق. واندلعت النيران في المكان الذي دمّر بالكامل، بينما لحقت أضرار واسعة بمبانٍ وسيارات قريبة.

وعمل عناصر من فرق الانقاذ والدفاع المدني على إخماد النيران، بينما استخدم آخرون جرافة لإزاحة الركام.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الطيران أطلق "ثلاثة صواريخ" على المكان، وهو عبارة عن "هنغار" (عنبر) بحسب قنوات محلية.

وقالت إسرائيل إن الموقع مخزن أسلحة للحزب المدعوم من إيران، يحوي "صواريخ دقيقة".

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه بتوجيه من بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس "شنّ الجيش ضربة قوية على مخزن في بيروت حيث خزّن حزب الله صواريخ دقيقة، تشكل تهديدا كبيرا لدولة إسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح لحزب الله بتعزيز قوته أو خلق أي تهديد ضدها - في أي مكان في لبنان"، متابعا "لن تكون الضاحية في بيروت ملاذًا آمنًا لمنظمة حزب الله الإرهابية. وتتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة في منع هذه التهديدات".

واعتبر الجيش أن "تخزين الصواريخ في هذا الموقع يشكل انتهاكًا صارخًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، ويشكل تهديدًا لدولة إسرائيل ولمواطنيها".

- "حياتهم الطبيعية" -

وهي المرة الثالثة تتعرض الضاحية الجنوبية لضربة منذ وقف إطلاق النار. وقتل أربعة أشخاص في غارة نفذتها إسرائيل في الأول من نيسان/أبريل، وأكدت حينها "القضاء" على القيادي في الحزب حسن بدير. كما أعلنت في 28 آذار/مارس، شنّ غارة على موقع قالت إن حزب الله يستخدمه لتخزين المسيّرات.

ودان رئيس الجمهورية جوزاف عون في بيان الغارة الإسرائيلية الجديدة.

وقال "على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فورا عن اعتداءاتها".

وحذّر من أن "استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها".

وندد رئيس الوزراء نواف سلام بـ"مواصلة اسرائيل اعتداءاتها على لبنان وترويع الآمنين في منازلهم وهم التواقون للعودة إلى حياتهم الطبيعية". وناشد رعاة الاتفاق "التحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية".

وأتت ضربة الضاحية الجنوبية بعد ساعات من مقتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا في جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى" على "إرهابي" من حزب الله في تلك الضربة، كان يعمل "على إعادة ترميم قدرات المنظمة الإرهابية في المنطقة".

ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت "جميع الأطراف إلى وقف أي اعمال من شأنها تقويض تفاهم وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701".

وصدر القرار عن مجلس الأمن الدولي، وأنهى حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل في صيف 2006. وشكّل هذا القرار كذلك أساسا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

ودخل وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وتتولى مراقبته لجنة خماسية تضم لبنان وإسرائيل، إضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.

ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارهما قرب الحدود مع اسرائيل.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق.

ويؤكد لبنان التزامه بالبنود، محمّلا إسرائيل مسؤولية عدم احترامها.

وقال قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل في مطالعة أمام مجلس الوزراء في 17 نيسان/أبريل، أن لبنان وجيشه "التزما... خلافا لإسرائيل، مما أثر سلبا على استكمال انتشار الجيش اللبناني وبسط سلطة الدولة"، بحسب ما جاء في بيان حكومي في حينه.

وكان مصدر في حزب الله أفاد فرانس برس في وقت سابق من نيسان/أبريل، أن الحزب سلّم الجيش 190 من 265 نقطة عسكرية تابعة له جنوب الليطاني.

وأعادت الحرب والخسائر التي تكبدها الحزب والدمار الذي لحق بمناطق لبنانية، إثارة الجدل بشأن سحب ترسانته العسكرية و"حصر السلاح بيد الدولة"، في ظل ضغوط أميركية متزايدة على القيادة اللبنانية.

وأكد عون هذا الشهر أن القرار بذلك "اتخذ"، لكنه يبقى ملفا "حسّاسا" وتحقيقه رهن "الظروف" الملائمة.

 

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
  • إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها
  • بعد الهزات الأرضية في تركيا.. هل من تهديد للبنان؟
  • الـ 1559 تحت الفصل السابع؟
  • إسرائيل تسعى إلى التخريب وعرقلة المفاوضات مع إيران
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان
  • قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية
  • هذه وصيّة البابا فرنسيس للبنان
  • الأونروا: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة منذ مارس وسط تصاعد العدوان | تفاصيل
  • ترامب يعلّق على تصاعد التوترات بين الهند وباكستان.. ماذا قال؟