لحاء أشجار الصفصاف.. علاج ثوري ضد الفيروسات؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يُظهر مستخلص من لحاء أشجار الصفصاف فوائد كبيرة ضد الالتهابات الفيروسية. هذا اللحاء معروف بقدراته العلادية فهو يدخل في تصنيع العديد من المكونات النشطة للأدوية، مثل استخلاص مادة "الساليسين" منه، والتي تدخل في صناعة الأسبرين.
قام فريق من الباحثين في فنلندا بقيادة البروفيسور، فاربو مارجوماكي، من جامعة يوفاسكولا بدراسة التأثير المضاد للمستخلص المكون من الماء الساخن ولحاء أشجار الصفصاف ضد الفيروسات التاجية والفيروسات المعوية ونشر نتائج الدراسة في المجلة العلمية المتخصصة "Frontiers in Microbiology"، والتي نشرت أيضاً من قبل موقع "heilpraxis" الألماني.
مستخلص لحاء أشجار الصفصاف
بدءاً من نزلات البرد الموسمية إلى التهابات الجهاز الهضمي، يمكن للفيروسات أن تسبب مجموعة واسعة من الأمراض وتؤدي إلى أوبئة خطيرة. الأدوية التي تعمل ضد مجموعة واسعة من الفيروسات ليست متاحة بعد. لكن في تجارب عينات الخلايا، اختبر الباحثون الآن تأثير مستخلص لحاء أشجار الصفصاف ضد الفيروسات التاجية، والتي تسبب نزلات البرد وكوفيد-19، وضد الفيروسات المعوية، والتي يمكن أن تتسبب للإنسان في أمراض مختلفة من نزلات البرد إلى التهاب السحايا.
وفي دراسات سابقة، نجح الباحثون في اختبار تأثير مستخلص لحاء أشجار الصفصاف ضد الفيروسات المعوية، وفي الدراسة الحديثة جرى اختبار التأثير ضد فيروسات أخرى لم يتم تناولها في الدراسات السابقة. وحاول الفريق أيضاً فهم آلية عمل هذا المستخلص. ويوضح فريق الباحثين أن المستخلص مصنوع من لحاء أغصان أشجار الصفصاف، الذي تم تقطيعه إلى قطع وتجميده وطحنه ثم استخلاصه بالماء الساخن. واختبر الباحثون تأثيره المضاد للفيروسات على مزارع الخلايا.
حماية فعالة ضد العدوى؟
تم تحديد المدة الزمنية التي يستغرقها المستخلص للتأثير على الخلايا المصابة ومدى نجاحه في تثبيط نشاط الفيروس. ويوضح الخبراء أنه ثبت أن المستخلص لا يضر الخلايا، ولكنه يحميها بشكل فعال من الالتهابات. وفي حالة كوفيد-19، وجد الباحثون أيضاً أن هذا الفيروس اخترق الخلايا على الرغم من العلاج بالمستخلص، لكنه منعها من التكاثر هناك.
وتوضح الدراسة أن مستخلص لحاء أشجار الصفصاف يمكن أن يعمل ضد نوعين مختلفين من الفيروسات، على الرغم من أن آلية العمل تبدو مختلفة تماماً لأن الفيروسات المعوية المعالجة لم تكن قادرة على اختراق الخلايا، وفق فريق البحث.
ويؤكد البروفيسور، فاربو مارجوماكي، أن "المستخلص عمل ضد فيروسات مختلفة، ولكنها كانت فعالة بنفس القدر في تثبيط الفيروسات المغلفة بغشاء خلوي وغير المغلفة". ومن المحتمل أن يعتمد نجاح مستخلص لحاء أشجار الصفصاف على تفاعل المركبات النشطة بيولوجياً المختلفة، ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات ثورية جديدة مضادة للفيروسات.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: ضد الفیروسات
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف العلاقة بين مرض ألزهايمر وفيروس الهربس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بها الباحثون في جامعة بيتسبرغ الأمريكية عن علاقة بين مرض ألزهايمر وفيروس الهربس البسيط من النوع الأولHSV-1 وفقا لما نشرته مجلة Cell Reports.
وجد الباحثون فى الدراسة أن بروتين تاو هو مسبب هذا الارتباط وقد يكون له دورمزدوج ففي المراحل الأولى من مرض الزهايمر عندما يبدأ فيروس الهربس البسيط في التأثير على الدماغ يساهم بروتين تاو في حماية الدماغ من تأثيرات الفيروس ولكن مع مرور الوقت يبدأ في التراكم بشكل غير طبيعي في خلايا الدماغ مسببا الضرر والتلف.
وهذا الأمر الذي قد يفتح الأفق لتطوير علاجات جديدة تستهدف العدوى الفيروسية والاستجابة المناعية في الدماغ.
وقال الدكتور أور شيمش الأستاذ المساعد في قسم الطب بجامعة بيتسبرغ أن دراستنا تتحدى الرأي السائد الذي يعتبر بروتين "تاو" ضارا فقط حيث تظهر النتائج أنه قد يعمل في البداية كجزء من آلية دفاعية في الدماغ.
وأضاف: أن هذه النتائج تسلط الضوء على التفاعل المعقد بين العدوى الفيروسية والاستجابات المناعية والتنكس العصبي ما يفتح المجال لاكتشاف أهداف علاجية جديدة.
كما أظهر الباحثون أن البروتينات المرتبطة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول موجودة في عينات أدمغة مرضى ألزهايمر.
وقد لاحظوا أن كميات أكبر من هذه البروتينات كانت تتواجد بجانب تشابكات بروتين "تاو" المفسفر (أي أن البروتين قد خضع لتعديل كيميائي تم من خلاله إضافة مجموعة فوسفاتية إلى أحد الأحماض الأمينية في البروتين) وهي سمة مميزة للمرض، في المناطق الدماغية التي تتأثر بشكل خاص بألزهايمر في مراحل متقدمة من المرض.
وفي تجارب أجريت على نماذج مصغرة لأدمغة بشرية في مختبرات، لوحظ أن عدوى فيروس الهربس البسيط قد تعدّل مستويات بروتين "تاو" في الدماغ ما يساعد على تقليل موت الخلايا العصبية البشرية بعد الإصابة.
ويخطط فريق البحث لمزيد من الدراسات لفهم الآلية الدقيقة التي يؤثر من خلالها الفيروس على بروتين "تاو" ويعزز تطور ألزهايمر.
ويهدف الباحثون إلى اختبار استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف الفيروسات أو تعدل استجابة المناعة في الدماغ.
كما يتطلعون إلى استكشاف ما إذا كانت هذه الآلية قد تكون مشتركة بين أمراض تنكسية عصبية أخرى مثل مرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري.