بالأرقام.. هكذا رد منظمو تظاهرة فلسطين بلندن على مزاعم الكراهية
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
رد منظمو المظاهرة الضخمة التي شهدتها لندن للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة على الحملة التي يشنها مؤيدو إسرائيل وبعض وسائل الإعلام اليمينية؛ بأن ما شهدته التظاهرة من مشاهد مخالفة لا يمثل سوى رقم صغير إحصائيا مقارنة بعدد المشاركين، بعكس تجمع لليمين المتطرف شهد عنفا شديدا ضد الشرطة واعتقالات واسعة.
وقال بن جمال، مدير منظمة حملة التضامن من أجل فلسطين، وهي إحدى الجهات الداعية للمظاهرة السبت: "حتى مع تقديرات الشرطة، فهي ثالثة أكبر مظاهرة في تاريخ بريطانيا".
وأكد جمال في سلسلة تغريدات على منصة إكس (تويتر سابقا)؛ أن المظاهرة اتسمت بالسلمية، مثل المظاهرات السابقة لمؤيدي فلسطين، مشيرا إلى أن الرقم المعلن للاعتقالات بين المتظاهرين صغير جدا، وقال إنه عشرة أشخاص.
— Ben Jamal (@BenJamalpsc) November 12, 2023
واعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص، بعدما رفضت مجموعة من نحو 150 شخصا مغادرة المكان بعد انتهاء المظاهرة وبدأت بإطلاق الألعاب النارية باتجاه الشرطة.
وأكد جمال أن الهدف من المظاهرة بحسب رسالة المنظمين قبل المظاهرة والكلمات التي ألقيت خلالها؛ هو الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة وتطبيق القانون الدولي دون تمييز، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين.
وقال إن المجموعات المؤيدة لإسرائيل التي تحضر كل مظاهرة لمؤيدي فلسطين؛ تقوم بالتقاط الصور للحضور واللافتات المرفوعة وترصد الهتافات والكلمات التي تلقى، موضحا أنه تم رصد نحو 10 مشاهد من بين 800 ألف مشارك.
وأوضح أن "الرسالة التي يوصلها مؤيدو إسرائيل هي أن هذه الحوادث المعزولة تثبت أن المظاهرة كانت مؤيدة لحماس أو أنها مكان غير آمن لليهود. هذه الرسالة يتم ترويجها عبر العديد من العناصر في الصحافة، وكل الذين يروجون هذه الرسالة يشتركون في الدفاع عن إسرائيل في قصفها للمدنيين ورفض وقف إطلاق النار".
وأشار جمال إلى مشاركة العديد من النشطاء اليهود في المظاهرة، لأنهم "يمقتون القتل الإسرائيلي الحالي للمدنيين ويرفضون قمع الشعب الفلسطيني. وبعضهم تحدث على منصة المظاهرة".
أكد جمال أن منظمي التظاهرة ينأون بأنفسهم عن الذين يتم ضبطهم متلبسين بمعاداة السامية، ورفض الزعم بأن هؤلاء يمثلون الغالبية العظمى من المشاركين في المظاهرة. وشدد على ضرورة مواجهة كل أشكال العنصرية، بما فيها "معاداة السامية، والإسلاموفوبيا، والنظام الإسرائيلي للفصل العنصري".
وأشار جمال في المقابل إلى عنف أنصار اليمين المتطرف الذين تجموا قرب النُصب التذكاري لضحايا الحرب في بريطانيا بالتزامن مع احتفال رسمي لإحياء ذكرى يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى)، بحجة حماية النُصب من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
وقال: "لقد رأينا أمس (السبت) مشاهد من العنف الخطير من مؤيدي إسرائيل من اليمين المتطرف الذين كانوا يسعون لمهاجمة المظاهرة، لكنهم مُنعوا من فعل هذا من قبل الشرطة". وأضاف: "المثير للقلق العميق أن أنه العديد ممن وصفوا مظاهرتنا بالكراهية بذلوا القليل من الطاقة للإشارة إلى هذه المشاهد".
وقال إن هناك أسبابا لمشاركة أشخاص مثل تومي روبنسون، الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنكليزي اليمينية، والمعروف بكراهية الأجانب والمسلمين، في التجمع لليمين المتطرف "والترحيب به بحرارة".
وأضاف: "الذين أظهروا عنفا شديدا أمس مسؤولون عن أفعالهم، لكن أيضا أولئك الذين من بينهم (وزيرة الداخلية) سويلا برافمان، والذين روّجوا لأفكار بأن تجار كراهية ومتعاطفين مع الإرهابيين يتظاهرون في لندن ويسعون لإهانة يوم الهدنة؛ متورطون فيما حدث".
من جهته، أشار حساب الناشط فيليب هاندفوت إلى أن نحو 10 صورة نشرتها الشرطة لأشخاص قالت إنهم مطلوبون بسبب ارتكابهم مخالفات تتعلق بمعاداة السامية أو تأييد منظمة مصنفة إرهابية (حماس) خلال مظاهرة مؤيدي فلسطين؛ لا تشكل سو نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالعدد الكبير للمشاركين في التظاهرة والذي قدره المنظمون بنحو 800 ألف.
— Philip Proudfoot (@PhilipProudfoot) November 12, 2023
وأوضح أن عدد المخالفين لا يشكل إحصائيا سوى 0.00125 في المئة، وقال إن هذه النسبة أقل بكثير من نسبة من يحملون آراء عنصرية في المجتمع البريطاني.
كما أن المعتقلين في تظاهرة مؤيدي فلسطين منخفض جدا، في حين أن معتقلي تجمع اليمين المتطرف بلغ 92 على الأقل من بين نحو ألفي مشارك، أي بنسبة 4.6 في المئة. وفي المجمل اعتقلت الشرطة نحو 145 شخصا من المظاهرتين، وغالبيتهم كما يظهر هم من اليمين المتطرف.
وأدانت شرطة لندن "العنف الشديد" الذي واجه عناصرها من قبل اليمين المتطرف، ولفتت إلى تصريحات السياسيين، في إشارة إلى برافمان، التي زادت من حدة التوتر في المجتمع.
وقالت الشرطة في بيان إن مظاهرة مؤيدي فلسطين لم تشهد حوادث بشكل عام، "لكن العديد الكبير يمثل تحديا". وقالت إنها اضطرت لتخصيص جزء من قوتها لتعامل مع أنصار اليمين المتطرف، وقالت إن هؤلاء كانوا يشكلون مصدر قلقها الرئيس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطين بريطانيا المظاهرات اليمين المتطرف بريطانيا مظاهرات فلسطين اليمين المتطرف الكراهية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف مؤیدی فلسطین وقال إن
إقرأ أيضاً:
تقرير يحذّر من ارتفاع في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
سجلت مؤسسة "تيل ماما" البريطانية لمراقبة جرائم الكراهية ضد المسلمين أعلى عدد من التقارير منذ تأسيسها في عام 2011، حيث تم استهداف الرجال أكثر من النساء لأول مرة.
وقد عزت المؤسسة الارتفاع إلى الحرب في غزة وأعمال الشغب التي شهدتها بريطانيا في الصيف الماضي، حيث تم مهاجمة المساجد وإشعال النيران فيها.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "ذو ناشيونال" البريطانية اليوم الخميس، فقد تم تقديم ما مجموعه 6313 تقريرًا إلى الجمعية الخيرية، ارتفاعًا من 4406 في عام 2023 و2651 في عام 2022.
وقالت المنظمة إن أكثر من نصف تقارير العام الماضي (3680) كانت عن الكراهية غير المتصلة بالإنترنت أو الشخصية، بزيادة بنحو ثلاثة أرباع (72 في المائة) منذ عام 2022.
وكانت الأماكن الأكثر شيوعًا للكراهية غير المتصلة بالإنترنت العام الماضي هي المناطق العامة مثل الشوارع أو الحدائق، حيث شكلت أربعة من كل 10 حوادث، بينما حدث واحد من كل 10 في أماكن العمل.
وأشار أحدث تقرير إلى أنه "لأول مرة منذ إنشائه، استهدفت حالات الكراهية ضد المسلمين وكراهية الإسلام في عام 2024 غير المتصلة بالإنترنت الرجال أكثر من النساء".
وقالت إيمان عطا، مديرة تيل ماما، "إن الحوادث أصبحت أكثر تهديدًا بشكل متزايد... لقد تلقينا أكبر عدد من الحالات المبلغ عنها في Tell Mama في عام 2024 ومنذ أن بدأنا عملنا".
وأضافت: "إن ارتفاع الكراهية ضد المسلمين أمر غير مقبول وهذا أمر مقلق للغاية للمستقبل. لا ينبغي لنا أبدًا أن نسمح لمثل هذه الكراهية والتعصب بالتجذر في مجتمعاتنا. نحث الجمهور على الوقوف معًا ضد الكراهية والتطرف".
ودعت حكومة المملكة المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجتها وعدم استخدام لغة تحريضية، وقالت: "نحن عند نقطة تقاطع حيث من الواضح أن الكراهية ضد المسلمين تحتاج إلى عمل منسق من قبل الحكومة. نحث من هم في مناصب النفوذ والسلطة العامة على النظر في كيفية تعرض لغتهم لمجتمعات الصور النمطية، وكيف تؤثر بشكل غير ملائم على المناقشات عبر الإنترنت وخارجها".
ومنذ أن بدأت Tell Mama في تسجيل الجرائم في عام 2011، استخدم أكثر من 51000 مسلم بريطاني خدماتها وتم الإبلاغ عن زيادة بنسبة 2253 في المائة في الحوادث القائمة على الشوارع.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تلقت أعلى عدد من تقارير الكراهية ضد المسلمين عبر الإنترنت، بزيادة قدرها 1619 في المائة عن ما قبل 7 أكتوبر 2023، وهو اليوم الذي بدأت فيه الحرب. وارتفع هذا إلى 2307 حالة في عام 2024، تم الإبلاغ عن معظمها بعد أعمال الشغب الصيفية.
وكان موقع إكس، المعروف سابقًا باسم تويتر، هو المنصة الرئيسية التي تم الإبلاغ عن وقوع كراهية ضد المسلمين فيها، حيث بلغ عدد الحالات 991 حالة. تبع ذلك تيك توك (317)، وفيسبوك (201)، وإنستغرام (131)، وسناب شات (57)، وواتساب (41)، وتيليجرام (10).
وقالت المنظمة إنه كانت هناك "زيادة في الخطاب الذي يصور المسلمين زوراً على أنهم إرهابيون أو متعاطفون مع الإرهابيين" منذ بدء حرب غزة ومنذ أعمال الشغب في العام الماضي.
وأشار التقرير إلى "أن التحول نحو استهداف الرجال المسلمين أكثر من النساء يعكس التأثير المتزايد للصور النمطية الضارة التي تغذي الانقسامات المجتمعية وتعزز المفاهيم الخاطئة حول الهويات الإسلامية"، كما جاء في التقرير.
وأضاف التقرير أنه "قلق للغاية" بشأن المحتوى المعادي للمسلمين الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وظل السلوك المسيء هو الشكل الأكثر شيوعًا للكراهية غير المتصلة بالإنترنت، حيث مثل أكثر من ستة من كل 10 حالات (62 في المائة) العام الماضي.
وشملت الأشكال الأخرى الاعتداء، مع 171 حالة العام الماضي؛ والتمييز، الذي شكل 183 حالة؛ والتخريب (209). زاد السلوك المهدد أكثر من أي حادث آخر، من 121 حادثة تم الإبلاغ عنها في عام 2023 إلى 518 في عام 2024.
إقرأ أيضا: تظاهرة ضد العنصرية والإسلاموفوبيا في لندن ردا على تجمع ليمنيين متطرفين
و"تيل ماما" (Tell MAMA) هي منظمة بريطانية تأسست لمراقبة ورصد حوادث الكراهية والتمييز ضد المسلمين في المملكة المتحدة. تُقدم المنظمة دعماً للضحايا، بما في ذلك الدعم العاطفي والإحالات القانونية، وتعمل على توثيق الحوادث المتعلقة بالإسلاموفوبيا.
وأظهرت تقارير المنظمة زيادة ملحوظة في حوادث الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، في عام 2024، أفادت "تيل ماما" بزيادة نشاط اليمين المتطرف، مما أدى إلى تضاعف التهديدات للمسلمين خمس مرات، بما في ذلك التهديدات بالاغتصاب والقتل، وزيادة بثلاثة أضعاف في حوادث جرائم الكراهية.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت استطلاعات حديثة بتكليف من "تيل ماما" أن واحدًا من كل ثلاثة مسلمين بريطانيين فكروا في مغادرة المملكة المتحدة بسبب تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، خاصة بعد احتجاجات اليمين المتطرف التي اندلعت في أعقاب حوادث معينة.
تواصل "تيل ماما" جهودها في مكافحة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتقديم الدعم للضحايا، والعمل على زيادة الوعي حول تأثير الإسلاموفوبيا على المجتمع البريطاني.
https://www.thenationalnews.com/news/uk/2025/02/19/anti-muslim-hate-crime-in-uk-hits-a-record-high/