"الخطيب الإسرائيلي" في أحضان الدعم والتكريم الإخواني
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
في التاسع من يوليو 2020، أعلن القيادي الإخواني الفلسطيني كمال الخطيب أنه تلقى دعوة من أسرة المعزول "محمد مرسي" تُبشره باختياره عضوًا في المجلس الشرفي لما يُسمى "مؤسسة مرسي للديمقراطية"، وقال: إن الدعوة شملت أيضًا "رائد صلاح" القيادي في "الحركة الإسلامية" بالداخل الفلسطيني المحتل، وأكدت بيانات المؤسسة في العديد من المناسبات أن "الخطيب" الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويثق في تأمين "شرطة الاحتلال الإسرائيلي" لتحركاته، هو أحد مؤسسيها ومن رموز مجلس أمنائها ويتولى رئاسة لجنة "القدس" في كيان "السبوبة" الإخواني ويشارك في اجتماعاته عبر الإنترنت أو بالحضور المباشر بجوار كبار قيادات التنظيم الدولي.
عندما تحدثنا في مقال سابق عن القيادي الإخواني الفلسطيني كمال الخطيب وقلنا إنه قدم شكوى إلى "الشرطة الإسرائيلية" يطلب فيها حمايته من تهديدات "بعض اليهود المتطرفين" الذين هددوا باغتياله بسبب بعض الكلمات التي يرددها في خطبة الجمعة المُصرح بها من سلطات الاحتلال، التقط البعض سطورًا من المقال واصطنعوا صورة لطلب "الحماية" وأضافوا إليه بعض الكلمات باللغة العربية، وهذا ما دفع القيادي الإخواني صاحب طلب "الحماية المشبوه" إلى أن يعود ويتحدث مرة أخرى عن موقفه الفاضح وينشر صورة حقيقية من الطلب المكتوب باللغة العبرية ويؤكد في منشور عبر "الفيسبوك" بتاريخ الخامس من نوفمبر 2023 أن فريقًا من المحامين الموكلين للدفاع عنه "قدم شكوى للشرطة الإسرائيلية ضد قناة ومواقع إخبارية عبرية ادعت أنه ينتمي لحركة (حماس) بهدف تحريض المجتمع الإسرائيلي عليه، وهو ما أفرز منشورات واتصالات ورسائل وصلت إليه تهدده بالتصفية والقتل"، ويتبرأ القيادي الإخواني من حركة "حماس" وينفي أن يكون بينه وبينها أي صلة تنظيمية ويؤكد أن الصورة المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي الصورة الحقيقية للشكوى التي تقدم بها للشرطة الإسرائيلية، وزعم أن الذين اصطنعوا الصورة المزيفة هم "أسراب الذباب الإلكتروني وحسابات موثقة لمشاهير عرفوا بتطبيلهم لطغاة العرب".
ولا يترك القيادي الفلسطيني كمال الخطيب أي مناسبة يتحدث فيها إلا ويعبر عن ولائه لأولياء النعم في التنظيم الإخواني الإرهابي الدولي ويوجه فواصل من الإساءة لعدد من ملوك ورؤساء الدول العربية وتنتظر اللجان الإخوانية أكاذيبه وافتراءاته المُسيئة لمصر والدول العربية لتقدم لها الترويج بإعلانات ممولة بسخاء!!
في الرابع من أكتوبر 2022، أعلنت "مؤسسة مرسي" أن مجلس أمنائها استقبل في العاصمة البريطانية، لندن "الشيخ كمال الخطيب "عضو مجلس أمناء المؤسسة ورئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني" ومعه من وصفتهم بأنهم "كوكبة من علماء ومشايخ فلسطين"، ونشرت المؤسسة صورًا وفيديوهات للاحتفاء الكبير بالقيادي كمال الخطيب الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية!!
يتمتع كمال الخطيب بحرية الحركة داخل إسرائيل وخارجها، ويستقبل التبرعات من الداخل والخارج عبر المصارف الإسرائيلية، ولا يتم فرض قيود على سفره خارج الأراضي المحتلة إلا في حالات "الخروج عن المُتفق عليه"، وعندها يتم منعه من إلقاء خطبة الجمعة والحد من الموافقات والامتيازات التي حصل عليها، وربما يتم ضبطه وتقديمه للمحاكمة ثم يتم إخلاء سبيله على أن "يقدم نفسه لسلطات الاحتلال" قبل نظر كل جلسة من جلسات المحاكمة، وإذا تم اعتقاله أو منعه من السفر يُشمر قيادات التنظيم الإخواني عن سواعدهم في العديد من الدول ويصدرون بيانات الشجب والتنديد والاستنكار ويعلنون تضامنهم مع الرمز الإخواني الإسرائيلي!!
في الخامس والعشرين من نوفمبر 2022، أصدرت "مؤسسة مرسي" بيانًا يستنكر امتناع السلطات الإسرائيلية عن إصدار موافقة على سفر القيادي كمال الخطيب إلى خارج الأراضي المحتلة، وقالت المؤسسة في بيانها: "تدين مؤسسة مرسي للديمقراطية قرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع الشيخ المناضل كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في الداخل والعضو المؤسس في المؤسسة وأحد رموز مجلس أمنائها، من السفر خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويرتبط الرمز الإخواني الإسرائيلي بعلاقات قوية مع أهم قيادات ورموز جماعة "الإخوان" الإرهابية في العديد من الدول وعلى الأخص قيادات حزب "النهضة" الإخواني في تونس الذي عبر عن تقديره الكبير للقيادي كمال الخطيب خلال زيارته لتونس في الأسبوع الأخير من شهر مارس في العام 2015 عقب مشاركته على رأس وفد من "إخوان إسرائيل" في تشييع جنازة المنصف بن سالم، وزير التعليم العالي التونسي في حكومة النهضة، واستضاف راشد الغنوشي رئيس الحركة التونسية نظيره الرمز الإسرائيلي في اجتماع خاص بمقر حزب النهضة، حضره "علي العريض رئيس الحكومة التونسية السابق ورفيق عبد السلام، وزير الخارجية السابق وأعضاء آخرون من المكتب التنفيذي للحركة".
وهذا غَيضٌ من فيضٍ في ملف القيادي الإخواني كمال الخطيب الذي لا يتوقف لسانه عن الإساءة لمصر وعدد من الدول العربية الصديقة والشقيقة، ويكرر وبكل وقاحة أن "إسلام إحدى الدول العربية لا يمثله ولا يريد هذا الإسلام".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدول العربیة کمال الخطیب
إقرأ أيضاً:
وزيرا خارجية مصر: منظمة التعاون الإسلامي تتبنى الخطة العربية بشأن غزة
القاهرة - أكّد وزيرا خارجية مصر والسودان السبت 8مارس2025، أنّ منظمة التعاون الإسلامي تبنّت، في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة فرانس برس بعد الاجتماع "بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية... التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية".
وأضاف أنّ الخطوة المقبلة تتمثّل في أن "تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين وغيرهم للخطة... هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأميركي".
بدوره، أكد نظيره السوداني علي يوسف الشريف أنّ "هناك اتفاقا تاما بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية".
وتابع "كان هناك بعض المواقف التي تطالب بتشدّد أكثر تجاه إسرائيل، وهذا ليس اختلاف ولكنه طلب بمواقف أقوى".
وأثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
تبنّى القادة العرب خلال قمة طارئة في القاهرة الثلاثاء خطة طرحتها مصر لإعادة إعمار غزة تلحظ عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكنّ وزارة الخارجية الأميركية قالت الخميس إن الخطة المصرية بشأن غزة "لا تلبّي تطلّعات" ترامب.
وكان عبد العاطي قال في وقت سابق إن بلاده، وهي وسيط رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ستسعى للحصول على دعم الدول الإسلامية لخطتها لإعادة إعمار غزة في قمة جدة "حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية".
وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته الافتتاحية "دعم الخطة العربية".
وأعلن طه "دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين"، بحسب بيان صحافي لمكتبه.
وحذر طه من "خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".
من جهته، دعا رئيس وزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى "الأشقاء لتكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال".
ولم يصدر بيان نهائي عن الاجتماع بعد.
- "فترة حاسمة" -
وكان محللون أفادوا فرانس برس بأن منظمة التعاون الإسلامي مستعدة لدعم الخطة العربية على نطاق واسع كبديل من اقتراح ترامب القاضي بالسيطرة على غزة.
وقالت دبلوماسية باكستانية لفرنس برس في مقر الاجتماع إنّ "الهدف الرئيسي للاجتماع هو تبني الخطة العربية".
وتابعت "إنها فترة حاسمة، والعالم الإسلامي بحاجة إلى أن يظهر متّحدا قدر الإمكان بمواجهة الخطة الأميركية".
ويُتوقّع أن تعطي القمة التي تجمع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، البالغ عددها 57 دولة، زخما للخطة العربية التي "تحتاج مصر إلى دعم واسع النطاق لها"، بحسب الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة رابحة سيف علام.
وقالت إنّ القمة تهدف "لمحاولة بناء تحالف موسع يرفض التهجير"، مضيفة أن الدعم الواسع أمر بالغ الأهمية للترويج لمثل هذا الحل أمام "الأميركيين والمجتمع الدولي".
وَحَّدت خطة ترامب الدول العربية في شكل نادر، إذ استضافت السعودية أيضا زعماء عربا قبل أسبوعين لمناقشة البدائل.
وأشار عمر كريم، الخبير في السياسة الخارجية السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، إلى أنّ اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة سيؤكد "الدور السعودي... ويعبّر بشكل أكبر عن الوحدة داخل العالم الإسلامي".
وأضاف "ستكون الدول الإسلامية الأكبر مثل إندونيسيا وتركيا وإيران حاضرة هناك، وتأييدها سيضيف مزيدا من الزخم إلى الخطة العربية".
كذلك، أعلن القادة العرب في القاهرة إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.
والجمعة أيضا، أعادت منظمة التعاون الإسلامي عضوية سوريا التي تم تعليقها عام 2012 في وقت مبكر من الحرب الأهلية إبّان حكم بشار الأسد.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان "يمثّل هذا القرار خطوة هامة نحو عودة سوريا إلى المجتمعين الإقليمي والدولي كدولة حرة وعادلة".
Your browser does not support the video tag.