فلسطين- إسرائيل.. "مَن سيهجر مَن؟"
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
مع طول أمد الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني تمكن الصهاينة من الاستيلاء على غالبية الأراضي الفلسطينية بمساعدة الغرب، وأمريكا، ولم يبق للفلسطينيين إلا نضالهم، وتضحياتهم، وبقايا البقايا من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة، ما يمثل ١٣ بالمائة من أرض فلسطين، وبالرغم من هذا الظلم الجائر الذي تعرض له الفلسطينيون ظلوا يحلمون بشكل مشروع في استرداد دولتهم، والعيش بسلام، إلا أن قوات الاحتلال ظلت تماطل، وتراوغ في تنفيذ الاتفاقات الدولية، وتعذب وتهجر وتقتل الفلسطينيين وتمارس عليهم كل أشكال العذاب، سعيًا لطردهم، وتصفية القضية، ومع هذا المخطط الصهيوني الأمريكي الغربي في عالم يغلب عليه عامل القوة والهيمنة والنفوذ الاقتصادي والعسكري لا يجد فيه الضعفاء والمقهورون وأصحاب القيم والحق طريقًا للحصول على حقوقهم، واسترداد كرامتهم، وهل يا ترى بعد مرور أكثر من قرن على أمد هذا الصراع سيتمكن اليهود بخططهم الشيطانية، وغير الأخلاقية تلك أن يسلبوا الأرض، ويهجروا شعبها منها؟ أم سيتمكن الفلسطينيون الذين صمدوا خلال كل تلك العقود من أن يهجروا اليهود من أرضهم إلى بلاد الشتات التي جاءوا منها؟ أم ستتمكن المؤسسات الدولية، وشعوب العالم الحر من إجبار قوات الاحتلال، وقياداتهم المتطرفة من تحقيق السلام، والتعايش، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية؟
وقد جاءت مذابح غزة التي ارتُكبت، وما تزال ترتُكب من قبل قوات الاحتلال الغاشم لتكشف بوضوح النوايا والمخططات الصهيونية التي تعمل أمام أعين العالم على إبادة الشعب الفلسطيني، واستخدام كل أشكال الإجرام، والوحشية من أجل الضغط على الفلسطينيين، وتهجيرهم من أرضهم، وعلى الجانب الآخر فإن الفلسطينيين الذين يضحون بدماء شهدائهم ويحرمون طوال أيام الحرب من أبسط الحقوق الإنسانية، والصمود بكرامة، واستبسال من أجل استرجاع الأرض من أيدي العدوان الغاشم الذي زرعه الغرب في تلك الأرض الطاهرة، حتى كسبوا فخر العالم بعد استبسالهم، وصبرهم، ودفاعهم المشروع عن أرضهم وديارهم ومقدساتهم، رافعين أيادي السلام، مطالبين شعوب العالم، ومؤسساته الدولية بحمايتهم، واسترجاع أرضهم، والوقوف بجانبهم في وجه المعتدي، لإقامة دولتهم، وهنا يتضح الفرق بين كلا الطرفين، طرفٌ محتلٌ مجرمٌ لا يحترم جيرانه، ولا يرضى بما أخذه واغتصبه منهم، وطرفٌ مظلوم يرفع شكواه إلى السماء، والعالم منذ قرون، لاسترداد أرضه، وإقامة دولته، ومع اتضاح الفارق الكبير بين الظالم والمظلوم، واتضاح الحق يتبني أهل الفكر، والسياسة، وأصحاب الرؤى المحايدة، والمسالمة من اليهود أنفسهم فكرة أن القادم بعد كل تلك التباينات، والقراءات سيكون لصالح الفلسطينيين، والأكثر من ذلك أنهم يرون أن الفلسطينيين بعد كل هذا الصمود لن يرحلوا من أرضهم، وأن المحتل لن يتمكن من إبادتهم وفقًا لنبوءات حاخاماتهم، ولذلك يري المفكرون أن المستوطنين بعد أحداث غزة سوف يرحلون في النهاية، بسبب فقدانهم للأمن، والأمان في الدولة المزعومة التي وهموهم بها، لتبدأ رحلة النزوح والهجرة العكسية لهؤلاء النازحين، ولتصبح إسرائيل التي زرعها الغرب "دولة بلا سكان"، وعندها ستعود الأرض لأصحابها، والدليل على ذلك نجده في القرآن الكريم واضحًا لا ريب فيه، إذ يقول الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ﴾
.المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: إدارة بايدن توهم العالم بسعيها لحل القضية الفلسطينية بينما تدعم إسرائيل
قال الداه يعقوب كاتب وباحث سياسي، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، تقدّم دعما مطلقا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، متابعا: «من الواضح أنّنا أمام جعجعة إعلامية فيما يتعلق بأنباء تجهيز الولايات المتحدة تسوية بشكل ما يستطيع بايدن اللحاق بها أو تكون جاهزة على مائدة دونالد ترامب لينهيها أو يتعامل معها.
جعجعة اللحظات الأخيرةوأضاف يعقوب، في لقاء مع الإعلامي أحمد عيد عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «تعودنا من الإدارة الديمقراطية على هذه الجعجعة فقط، يحاولون التلاعب بالوقت في اللحظات الأخيرة ويقولون إنّها تجهز لورقة جديدة، والحقيقة أنّ ما يحدث هو دعم مطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي».
وواصل: «ليس هناك أي استراتيجية يقدمها جو بايدن أو بلينكن، وخلال المحطات الماضية كانت جولات بلينكن في المنطقة مكوكية، وكان هناك نوعا من الضعف في الضغط على نتنياهو الذي تُرك له المجال ليواصل عملياته».