الأسبوع:
2024-10-05@01:00:44 GMT

عبد الوهاب المسيري.. وزوال إسرائيل

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

عبد الوهاب المسيري.. وزوال إسرائيل

تحدثنا في المقال السابق عن التنبؤات بزوال إسرائيل، سواء في أدبيات النخبة الإسرائيلية أو في تقرير وكالة المخابرات الأمريكية الـ "سي آي إيه" عام 2010م.. والآن نتحدث عن تنبؤ المفكر الكبير د.عبد الوهاب المسيري (1938- 2008م) بزوال تلك "الدولة الوظيفية" صنيعة الغرب.

والمسيري هو أحد أهم العقول العربية - إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فهمًا لليهود ولليهودية وللحركة الصهيونية عبر التاريخ، ويكفي أنه قضى ربع قرن من حياته ليخُرج لنا سِفره الأكبر "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية".

في سنة وفاته 2008م، أجرت وكالة "رويترز" حوارًا مع المسيري في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، وفيه توقع "نهاية قريبة" لتلك الدولة ربما لن تتجاوز الخمسين عامًا، حيث حدد (10) علامات على اقتراب زوالها (كلها متحققة بدرجة أو بأخرى): أولاها.. تآكل المنظومة المجتمعية للدولة العبرية، إذ فشل مصطلح "الصَهر" الذي حدده "ديفيد بن جوريون" مؤسس هذه الدولة " في صهر المجتمع الإسرائيلي بأكمله في منظومة واحدة موحدة القومية بعيدًا عن الهويات المتعددة التي جاء بها اليهود من مختلف بلدان العالم"، فضلًا عن مشكلة دمج "عرب 48" والأقليات الأخرى.

والعلامة الثانية تتعلق بالفشل في تغيير السياسات الحاكمة، وهو ما يزيد من حالة القلق في صفوف النخبة السياسية والفكرية وبين أفراد المجتمع مما يزيد من مخاوف "التمرد العام" على الأجهزة والمؤسسات (تحقق قبيل طوفان الأقصى بالمظاهرات العارمة ضد "نتنياهو" بسبب القضاء).

فيما تختص العلامة الثالثة بتزايد حالات "النزوح من إسرائيل"، وهو أمر بات لافتًا للنظر في السنوات الأخيرة، وذلك نظرًا (وهي العلامة الرابعة) لحالة "عدم اليقين" في مستقبل هذه الدولة.

بينما تحددت العلامة الخامسة بأنها "انهيار نظرية الإجماع الوطني"، نظرًا لاتساع الهوة القائمة بين العلمانيين والمتدينين، والتي أدت إلى حالة من العداء المستمر بين الأحزاب الدينية: الشرقية والغربية.

أما العلامة السادسة، فتتعلق بالفشل في تحديد "ماهية الدولة اليهودية"، لا سيما أن الحاخامات يؤكدون أن الإعلان عن الدولة اليهودية هو علامة انهيارها وفقا لمعتقدات الديانة اليهودية.

فيما تختص العلامة السابعة بعزوف الشباب الإسرائيلي عن الحياة العسكرية، بل إن كثيرًا منهم بات يتساءل: "هل هذه الحروب التي تخوضها الدولة خيار أم احتلال؟".

"فشل الإسرائيليين في القضاء على السكان الفلسطينيين الأصليين".. تلك هي العلامة الثامنة التي حددها المسيري، مشيرًا إلى أن "الوضع الديموغرافي" في صالح الفسطينيين وليس الإسرائيليين.

أما العلامة التاسعة، فهي خاصة باللحظة التي تتحول فيها إسرائيل لتصبح عبئا على الولايات المتحدة التي تمدها بكل مقومات الحياة.. وأخيرًا تأتي العلامة العاشرة - وهي الأخطر- والمقصود بها "استمرار المقاومة الفلسطينية"، والتي أسماها المفكر الكبير الراحل بـ "جرثومة النهاية للدولة الإسرائيلية". رحم الله عبد الوهاب المسيري.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته

القدس المحتلة - خاص صفا يشكل موسم الأعياد التوراتية القادم العدوان الأعتى على المسجد الأقصى المبارك، والذي يأخد منحى تصاعديًا أكثر وأشد خطورة على هويته الإسلامية، في ظل مساعي "الصهيونية الدينية" إلى فرض "الهيكل" المزعوم مكان المسجد، وتمويل حكومة الاحتلال للاقتحامات، وزيادة أعداد المقتحمين. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تصاعدت حدة الاعتداءات والإجراءات الاحتلالية في المسجد المبارك بشكل غير مسبوق، في محاولة لفرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة عليه وتحويله إلى "مقدس يهودي". وفي كل عام، تتخذ "جماعات الهيكل" المتطرفة موسم الأعياد كمحطة رئيسية ومهمة لتصعيد عدوانها على الأقصى ليبلغ أعلى ذروته، وتُحوله إلى مناسبة لتكريس حقائق جديدة فيه عبر إدخال "الأدوات الدينية التوراتية، ونفخ البوق، وفرض القربان، وإدخال القرابين النباتية". وينطلق موسم الأعياد اعتبارًا من يوم غد الخميس بـ"رأس السنة العبرية"، ويتبعها ما يسمى أيام"التوبة" العشرة، مرورًا بـ"عيد الغفران" في 12 أكتوبر، وصولًا إلى "عيد العرش" الذي يبدأ من 17 حتى 23 من الشهر نفسه. وعيد "العرش" يعد أحد أعياد "الحج التوراتية" الثلاثة التي ترتبط بـ"الهيكل" المزعوم، وهو ما توظفه الجماعات المتطرفة لفرض كامل طقوسه داخل المسجد الأقصى، وإدخال "القرابية النباتية" إلى داخله. تصاعد غير مسبوق الباحث المتخصص في علوم القدس والأقصى، أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول "29 مايو" عبد الله معروف يقول إن موسم الأعياد الدينية اليهودية يُعد الأطول في السنة، كونه يستمر 22 يومًا، ويتخلله تصاعدًا خطيرًا وغير مسبوق في الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى. ويوضح معروف، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الأقصى ينتظره الكثير من الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، والتي تخطط "جماعات المعبد" لتنفيذها في المسجد، باعتباره موسمًا عصيبًا للاعتداء عليه، وذلك من خلال أداء بعض الطقوس التلمودية الخاصة داخله. ويضيف أن هذه الأعياد سيتخللها "نفخ بالبوق" داخل المسجد، وزيادة الاقتحامات وأعداد المستوطنين المقتحمين، وهم يرتدون "لباس الكهنة"، فضلًا عن أداء ما يسمى "بركات الكهنة"، و"السجود الملحمي"، بالإضافة إلى إدخال "القرابين النباتية" بعيد "العرش"، وأداء الطقوس التلمودية. وهذا العام يكتسب طابعًا خاصًا، وفق معروف، كون هذه الأعياد تأتي تزامنًا مع الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى". وبهذا الصدد، يقول: إن "هذا العام سيشهد تنفيذ طقوس دينية علنية داخل المسجد، وعلى نطاق أوسع بكثير من العام الماضي، خاصة أن الذكرى السنوية الأولى بالتقويم الميلادي لأحداث السابع من أكتوبر ستحل خلال هذه الأيام، ومن غير المستبعد أن تحاول جماعات المعبد المتطرفة، برعاية الحكومة الإسرائيلية، استغلال الذكرى لتأكيد وجودها في الأقصى بقوة أكبر بكثير من ذي قبل". ويشير إلى أن المسجد الأقصى خلال "عيد العرش" يتعرض لموجة عاتية من الاقتحامات التي تصاحبها الطقوس الدينية، وإدخال "القرابين النباتية"، لكنه يعتبر هذا العام ذات أهمية خاصة جدًا، باعتبار أن الذكرى العبرية الأولى، وفقًا للتقويم العبري، لعملية "طوفان الأقصى"، ستحل يوم 24 أكتوبر. وتسعى "جماعات الهيكل" إلى تغيير هوية الأقصى بالكامل وتحويله إلى "معبد"، وكخطوة أولى تُحاول تلك الجماعات بناء كنيس يهودي داخله، بهدف نزع السيادة الحصرية الإسلامية في الإدارة والسيادة على الأقصى. ويضيف أن "الاحتلال ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يتمادى في عدوانه على المسجد المبارك، كونه يعتقد أن الخاصرة الأضعف لدى المسلمين هو الأقصى، وأن المكان الوحيد الذي لا يوجد من يُدافع عنه فعليًا أمام هذه الاعتداءات". معركة وجود وحاليًا يعيش المسجد الأقصى، كما يؤكد معروف، "معركة وجود"، خاصة أن الجماعات المتطرفة ترى أن الأرضية مهيأة في المسجد الأقصى لتنفيذ مشروعها على الأرض، مستفيدةً من حالة العجز العربي والإسلامي غير المسبوقة رسميًا وشعبيًا فيما يتعلق بحماية المسجد. ويقول إن حكومة الاحتلال وجماعاتها المتطرفة يعتقدون أن غياب الفعل الشعبي الرسمي العربي والإسلامي هو الفرصة الذهبية للتحرك من أجل إنجاز مشروعها داخل المسجد المبارك. ومن وجهة نظره، فإن حكومة الاحتلال ترى أن أي تراجع أو هدوء تجاه هذا المشروع من ناحية الأمة العربية والإسلامية يعني بالنسبة لها ضوءًا أخضر للتقدم خطوات إضافية في مشروعها. ويضيف "يجب أن يعلم الفلسطينيون في القدس والداخل المحتل والضفة الغربية، وفي كل العالم الإسلامي بأن المسجد الأقصى مشكلته الأساسية هي الاحتلال، وأن أي صمت أو هدوء تجاه ما تُخطط له الجماعات المتطرفة، والذي أصبح مكشوفًا للجميع يعني ضوءًا أخضر للاحتلال للمضى قدمًا في مشروعه داخل الأقصى". ويتابع "على المقدسيين أن يفهموا بأنه لا يوجد خط أحمر في الدفاع عن الأقصى، كونها مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، والمسلمين جميعًا، باعتباره ذات قدسية خاصة لا تقل أهمية عن الكعبة والمسجد النبوي". ووفق تقدير موقف أصدرته مؤخرًا، مؤسسة القدس الدولية، من المتوقع أن يشهد هذا العام العدوان الأعتى على الأقصى في تاريخه على كل جبهات التهويد، بما يشمل "نفخ البوق العلني" بشكل متكرر، واستعراض الطقوس، ومحاولة تجديد حصار الأقصى، وتمديد مساحات الاستفراد بالجهة الغربية، ومحاولة بناء عريشة في الساحة الشرقية للمسجد، واستعراض هيمنة شرطة الاحتلال على إدارته، والمساس بالأوقاف والحراس. ويرى أن الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يمكن أن يشهده منذ احتلاله، ما يفرض ضرورة الانخراط في معركة الدفاع عنه بكل وسائل المقاومة الممكنة، على مستوى الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده وعلى مستوى دول الطوق وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، مع الضغط على النظام العربي الرسمي المتآكل للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه. 

مقالات مشابهة

  • إيطاليا وماضيها الاستعماري.. الدولة التي ابتكرت القصف الجوي
  • حميدتي لو ما كتلته الحسرة بتكتلوا مغرزة عبد الوهاب
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • الحليمي: المغاربة إستحسنوا إستمارة الإحصاء التي قلصت من طول مدة الأسئلة
  • الحكومة تتحصل على 1.5 مليار جنيه لتسوية أوضاع 13 ألف حالة من «سيارات ذوي الهمم»
  • منصور بن زايد: تشرفت بحضور افتتاح أعمال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي تستضيفها قطر
  • مجلس الوزراء يصدر تعليمات جديدة بشأن منظومة استيرات سيارات ذوي الهمم
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • الاحتلال الاسرائيلي يغلق الحرم الابراهيمي بالتزامن مع الأعياد اليهودية
  • الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته