بعد ما يزيد على شهر من بداية أحداث غزة، ووسط أمنيات ودعوات الملايين بتوقُّف حرب الإبادة الجماعية التي تُجرى هناك ضد الأشقاء والمدنيين العزل، ما زال الناس في بلادنا الطيبة على عهدهم، لم يعتادوا المشهد أبدًا، ولم تُصبح أخبار المجازر التي تُجرى هناك أخبارًا عادية تمر مرور الكرام كغيرها من الأخبار، ليستِ المرة ككل مرة، أو هكذا يبدو الأمر.
الجسد في مصر والروح في فلسطين الأبية، هذا هو حال الكثيرين منَّا اليوم، فلا صوت يعلو فوق صوت الإنسانية التي يتم انتهاكها كل لحظة تحت مرأى ومسمع العالم المتحضر، صاحب الصوت العالي الذى طالما تغنَّى بحقوق الإنسان وكرامة المواطنين، ولكن يبدو أنهم قد نسوا أن يكملوا العبارة وتلك الشعارات الجوفاء بأن المقصود بالطبع هو المواطن والإنسان في بلادهم فقط، فلا حقوق ولا كرامة لديهم لمواطني وشعوب العالم الثالث، وكل مَن يخالفهم في التوجه أو يقف في وجه مخططاتهم لنهب ثروات بلدان الشرق والجنوب في أعلى درجات الازدواجية والعنصرية التي تحدث اليوم على أرض كوكبنا البائس، ولا حياة لمَن تُنادى. لن نعتاد المشهد، فتلك الروح التي أيقظتها أحداث غزة الأخيرة خاصة لدى شباب العروبة لن تخبو سريعًا، وإنما هو الوعي يعود من جديد ليفهم هؤلاء الصغار -الذين كانوا حتى وقت قريب هائمين بكل ما هو غربي وأجنبي- أن الأصل هو الوطن، وأنه ليس كل ما يلمع ذهبًا، وأن الأمر ليس كما صوَّروه لهم على مواقع الإنترنت وبرامجه الخبيثة بأن بلادهم هي مَن ترعى الإنسان وتقدِّره أينما كان، وأنها الحريصة دائمًا على إعلاء قيم الديمقراطية واحترام الآخر، وأنهم لم يحترموا أحدًا، ولن يستطيعوا إخفاء ذلك، فما يمارسونه يوميًّا على مواقع التواصل التي يملكونها ويتحكمون فيها من تقييد للحريات وحذف كل ما هو داعم للقضية والأشقاء لن يُنسى أبدًا من وجدان أجيال ناشئة تعي وتفهم جيدًا. لن نعتاد المشهد، وسنظل نقاطع كل (ما) و(مَن) يدعم هذا العدوان مهما كان رائجًا أو شهيرًا، فالقضية أهم وأغلى، سنظل نبحث عن البدائل الوطنية والمواقف الإيجابية الداعمة ونشجعها ونقف خلفها ونسير في ركابها، حتى يعلم هؤلاء أن الشعوب قادرة على فعل المستحيل متى أرادت، ومتى اصطفَت خلف مؤسساتها الوطنية الراسخة، ومتى فهمت أن المكائد والأطماع تُحيق بالجميع إذا ما اهتزوا أو تفرَّقوا.. ما زال الاعتصام والاتحاد قوة، ومازالتِ المعركة طويلة بيننا وبينهم.. .حفظ الله مصر وفلسطين وسائر بلاد العروبة من الفتن والمكائد.حفظ الله الوطن.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بالأسماء.. هؤلاء هم الأمناء العامّون الجُدد للولايات
أقر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، باقتراح من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، حركة في سلك الأمناء العامين بالولايات.
وحسب بيان وزارة الداخلية، فقد شملت ترقية 14 إطارا بصفتهم أمناء عامين للولايات. ويتعلق الأمر بـ: رشيد شريد بولاية أدرار / ناصر زوقاري بولاية بسكرة / مراد رحموني بولاية البليدة / فاتح حليلو بولاية جيجل / عبد الحكيم فقراوي بولاية عنابة / محمد بن بخمة بولاية قالمة / فتحي ليله بولاية المسيلة / أكلي وعلي بولاية البيض / محمد مصار بولاية برج بوعريريج / عبد الحميد هباز بولاية تيسمسيلت / الزهرة بوصبع بولاية عين تموشنت / مسعود سليماني بولاية بني عباس / هشام ماحي بولاية تقرت / بلقاسم بودية بولاية جانت
كما شملت أيضا “تحويل سبعة (4) أمناء عامين نحو ولايات أخرى، ويتعلق الأمر بـ:
عبد القادر سعدي إلى ولاية سعيدة
ذياب بوسماعت إلى ولاية الطارف .
قاسي عمران إلى ولاية تندوف .
عبد العزيز جوادي إلى ولاية خنشلة.
وإنهاء مهام ستة (6) أمناء عامين بالولايات”.
محمد قورة سعيدة لاحالته على اللتقاعد
الحتج ختال المسيلة
التونسي بوذن الطارف
خيرة تلي البيض
رابح علي خنشلة
نورالدين سعيداني بني عباس لإحالته على التقاعد.