الأسبوع:
2025-01-07@03:55:39 GMT

العرب وتجريب المجرب

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

العرب وتجريب المجرب

احترفت الولايات المتحدة الأمريكة وإسرائيل سرقة الانتصارات واختطافها على مر التاريخ، ولأن الكيان الصهيوني قد زرع عمدًا في قلب هذه الأمة، فهو يمارس سياسة خطف الانتصارات من العرب أو المقاومة، منذ تثبيته في العام 1948.

وبالتوافق مع الإدارة الأمريكية، ودوائر صنع القرار في العواصم الأوروبية، تتحرك الدبلوماسية، وأجهزة الأمن في تلك الدول عندما تقع إسرائيل في مأزق بين عواصم العرب لإنقاذ الكيان وتقديم ممر آمن له للخروج من مأزقه، وفي كل مرة يبتلع الحكام العرب الطعم ويتبنون الخطة الإسرائيلية المسوقة أمريكيًا وأوروبيًا، وكأنها خطتهم للحل والإنقاذ.

وكان مسرح المخطط الصهيوني الأمريكي الأوروبي غالبًا هو أرض فلسطين المحتلة، في كل مرة تقترب فيها إسرائيل من الهزيمة يتدخل العرب مقترحين خططًا للسلام، أو التهدئة، أو وقف التصعيد، مستخدمين نفس المصطلحات التي يقدمها الوصيف الأمريكي.

وقد شاهدنا مصطلح وقف التصعيد بدلا من وقف الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية بدلًا من إدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية على ألسنة الكثير من المسئولين العرب، وكأنهم قد تم شحنهم كأجهزة تسجيل تنطق دون أن تدري بأنها تنفذ ما تريده إسرائيل وأمريكا.

وتلوح الآن في الأفق بوادر تحرك عربي نحو تنفيذ خطة إسرائيلية - أمريكية - أوروبية في غزة وفلسطين المحتلة، هذه الخطة ببساطة تتضمن القضاء على حماس والمقاومة، وطرد من تبقى من كوادرها من غزة، وأن تستبدل بها السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود أبو مازن، والتي تقيم في رام الله بالضفة الغربية منذ العام 1993، وهي تتفاوض مع إسرائيل على حل الدولتين، ولكن الكيان الصهيوني نجح طوال الوقت في أن يجعل التفاوض حول بناء المستوطنات والحصول على أموال الفلسطينيين من وعاء الضرائب الذي تحصله سلطات الاحتلال، وإصدار تصريحات مرور لكبار المسئولين في السلطة، إضافة إلى العمل بجد وعلى مدار الساعة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في القبض على المقاومين الفلسطينيين أو قتلهم أو تسليمهم للسلطات الإسرائيلية.

والغريب أن خطة إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة بدلًا من حماس والمقاومة تتم في الوقت الذي قضت فيه إسرائيل تمامًا على أي ملامح للسلطة الفلسطينية في رام الله، الأمن الإسرائيلي يدخل مناطق السلطة في جنين والكرم ونابلس وغيرها من المدن الفلسطينية، يقتل الشباب والشيوخ والأطفال والنساء، وينسف البيوت والطرق ومحطات الكهرباء والماء، وتمر دباباته وآلياته العسكرية من أمام أبواب ومقرات القوة الفلسطينية في رام الله، ولا يتم الاتصال بأي مسئول بهذه السلطة، وترفض إسرائيل إعادة أموال الضرائب الفلسطينية إلى تلك السلطة، ولا تعترف بحل الدولتين، ولا تسمح لكبار قادتها بالتحرك دون إذن مسبق، بل وتمادت إلى قتل عدد من قادتها الأمنيين مؤخرًا بحجة مساعدتهم للمقاومة في الضفة الغربية.

وعلى الرغن من كل ذلك يسوق البعض الفكرة الإسرائيلية الأمريكية الأوروبية لإعادة تلك السلطة على غزة، وطرد المقاومة وحماس منها بحجة أن السلطة هي التي ستعيد وتوفر الأمن للإسرائيليين وتمنع العنف وتقضي على الإرهاب.

وليس ببعيد ما حدث في يونيو 2007 من حرب مدمرة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، والتي انتهت بالسيطرة الكاملة لحماس على قطاع غزة بالكامل، ولم ينتهي الإنقسام بين الطرفين حتى الآن.

وإعادة السلطة يعني تسليحها وتدريب رجالها على قتال المقاومة، وهو ما يؤدي إلى انقسام وحروب فلسطينية فلسطينية سيعمل العدو على استماراها عشرات السنين، كي تكون السياج الأمني الذي يحمي إسرائيل، بعد أن أفشل المقاومون كل أسيجتهم الأمنية في السابع من أكتوبر الماضي.

ووفقَا لبند التنسيق الأمني بين السلطة، وأجهزة الأمن الإسرائيلية فإن الدور الرئيسي والمحوري لهذه السلطة في غزة سيتوقف عند العمل لصالح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمتابعة المقاومين والنشطاء والقبض عليهم وتسليمهم للأمن الإسرائيلي، أو قتلهم إذا ما قاوموا ذلك.

هذا ما حدث قبل معركة يونيو 2007، وكان سببًا مباشرًا في اندلاعها، وهذا أيضًا ما يحدث منذ دخول السلطة أراضي الضفة الغربية، وحتى اليوم، وكان بند الغاء التنسيق الأمني، ورفض السلطة الفلسطينية له هو الذي فجر كل المفاوضات التي تمت بين حماس والسلطة للمصالحة منذ العام 2007 وحتى الآن.

إذًا، يتبنى البعض الخطة الإسرائيلية بكاملها، ويحاول أن يمنح إسرائيل انتصارًا، لم يستطع جيشها حتى الآن تحقيقه ضد المقاومة الفلسطينية، وكما هو معروف ان الحروب لا تندلع هباءً ولكنها تشتعل لتحقيق أهداف، والهدف الرئيسي للعدوان على غزة بهذا الشكل الإجرامي كان تهجير كل أبناء غزة إلى سيناء كما طالبت الاستخبارات العسكرية الصهيونية بذلك علانية، وتهجير أبناء الضفة الغربية إلى الأردن، وهو ما يسمى بتطهير الدولة اليهودية من الأغيار الذين هم العرب.

ولأن الشعب والمقاومة في غزة قدما صمودًا أسطوريا لم يسبق لأي شعب في التاريخ أن قدمه، فقد فشل هذا الهدف، وجاء الهدف الثاني وهو القضاء التام على حماس، واستبدال حكمها بالسلطة الفلسطينية في غزة، وهو أيضًا الهدف الذي ظلت تحارب من أجله أكثر من 37 يومًا ولم تستطع تحقيقه ولكن يبدو أن هناك تحركًا عربيا لإنقاذ إسرائيل من مأذفها وتحقيق هدفها، وسوف تخرج علينا الصحف والقنوات العربية لتقول أن حماس إرهابية، وأن المقاومة إرهابية، وان شعب غزة يحتاج إلى ان يحكم بسلطة وطنية فلسطينية تنقذ الشعب الفلسطيني من إرهاب حماس والمقاومة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أجهزة السلطة الفلسطينية تطلق قذيقة "RPG" في ساحة مخيم جنين

أطلقت أجهز السلطة الفلسطينية قذيقة آر بي جي "RPG" ، في ساحة مخيم جنين شمال الضفة الغربية، مساء اليوم السبت حسب مصادر فلسطينية.

يذكر أن نظمت مجموعة داعمة لغزة وقفة تضامنية في العاصمة الإيطالية روما؛ تنديداً بعملية أمن السلطة في مخيم جنين.

وقفة تضامنيةوقفة تضامنيةوقفة تضامنية

مقالات مشابهة

  • كيف يصف سكان جنين عملية السلطة الفلسطينية ضد المقاومة بالمخيم؟
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: السلطة الفلسطينية سلمت إسرائيل منفذة عملية الطعن التي وقعت أمس في بلدة دير قديس
  • السلطة الفلسطينية تسلم إسرائيل منفذة عملية طعن دير قديس
  • السلطة الفلسطينية تناور في الوقت الضائع
  • السلطة الفلسطينية: بين وهم السلام وواقع النزيف
  • السلطة الفلسطينية في مهمة نيابةً عن العدو
  • شبيحة السلطة الفلسطينية وأزمة الشرعية
  • شاهد | السلطة الفلسطينية في الضفة في مهمة بالنيابة عن المحتل
  • أجهزة السلطة الفلسطينية تطلق قذيقة "RPG" في ساحة مخيم جنين
  • الخطيب: لا يمكن لطائفة أن تحمل عن كل العرب عبء القضية الفلسطينية