محلج «القناطر» الأقدم في العالم ينتظر قطار «التطوير»
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
يُعد محلج الأقطان فى مدينة القناطر الخيرية أقدم محلج على مستوى العالم والشرق الأوسط، وهو من أهم المعالم فى القليوبية.
أخبار متعلقة
وزير الآثار يبحث الاستفادة من محلج الأقطان بالقناطر الخيرية
محافظ القليوبية: خطة متكاملة لتطوير محلج القطن الأثري بالقناطر
محافظ القليوبية ينفي بيع محلج القطن الأثري بالقناطر الخيرية
وتم بناء مبنى المحلج الأثرى عام 1847 فى عهد محمد على باشا، فى إطار مشروع النهضة الكبرى التى ارتكزت على الزراعة، خاصة زراعة القطن، الذى ظل لعقود طويلة يمتاز عن غيره من أقطان العالم بالجودة والمتانة، حتى جاء عام 1990 فتم إيقاف عمل المحلج.
والمحلج تابع لوزارة الآثار، ولكنه مِلْك لمحافظة القليوبية، وتتولى المحافظة حراسته عن طريق مجلس مدينة القناطر الخيرية ومديرية أمن القليوبية، إلى جانب لجنة من آثار القناطر الخيرية تقوم بالمرور والإشراف عليه.
محاولات تطوير المحلج وتحويله إلى أثر ومزار سياحى بدأت عام 2015 فى عهد المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية الأسبق، عندما قرر تطوير المحلج بالتنسيق مع وزارة الآثار، وتسلمت لجنة من وزارة الآثار بالفعل المحلج لبدء عمليات ترميم المبانى به تمهيدًا لإنشاء متحف مفتوح للآثار فى القليوبية، وكان قرار «عبدالظاهر» فى هذا التوقيت ردًّا على ما أُثير عن أن محافظة القليوبية قررت بيع المحلج لأحد رجال الأعمال فى هذا التوقيت لكى يتم هدمه وتحويله إلى أبراج سكنية، الأمر الذى نفاه «عبدالظاهر» بشكل قاطع، مؤكدًا أنه رفض أى اقتراحات ببيع المحلج، وقرر تطويره.
ومرت السنوات، وشهدت محاولات من جانب بعض اللصوص للحفر والتنقيب أسفل أرض المحلج، وآخرها عام 2018 عندما تم العثور على حفرة داخل إحدى حجرات المحلج، حيث كانت مجموعة من اللصوص يحاولون الحفر أسفله للوصول إلى آثار، وتوقفت كل محاولات التطوير للمكان حتى الآن.
وقال مصدر مسؤول بمنطقة آثار القليوبية إن المحلج مقسم إلى عدة أجزاء، الأول الاستراحات المطلة على الكورنيش، وتؤول ملكيتها إلى محافظة القليوبية، ويمثلها مجلس مدينة القناطر، والجزء الثانى، وهو العنابر الداخلية، التى تضم الماكينات، تؤول ملكيتها لشركة الدلتا لحليج الأقطان، ومقسمة لعنابر داخلية وعنابر خارجية وحجرة الماكينات والمدخنة، وكلها مسجلة بالآثار.
فندق ومحلج القناطر السياحى الأثرى
ولفت إلى أنه كان من المقرر استغلال المحلج فى إنشاء فندق سياحى تراثى لوضع القناطر الخيرية على خريطة السياحة الداخلية والعالمية، بجانب تطوير المحلج وتحويله إلى متحف أثرى عالمى، ولكن لم يكتمل المشروع.
من جانبها، قدمت المنطقة الأثرية فى القليوبية مقترحات تطوير للعنابر الداخلية للمحلج لتطويره وتوثيقه، ومنها تحويل قاعة الماكينات إلى متحف أثرى للتعرف على هذه الماكينات، حيث تُعد أقدم ماكينات على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
وأعد الدكتور معاذ محمد كمال عبدالهادى، مشرف تطوير المواقع الأثرية بمنطقة آثار القليوبية، دراسة حول تطوير محلج الأقطان فى القليوبية، وتم عرض الدراسة على اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، حيث أكدت أن المحلج عبارة عن وحدة معمارية متكاملة تضم ورشًا ومعصرة زيوت واستراحات ومكاتب إدارية، وكلها تم بناؤها فى وقت واحد.
فندق ومحلج القناطر السياحى الأثرى
وأشارت الدراسة إلى أن المحلج مكون من عدة مبانٍ مطلة على النيل، وتقع خلفها العنابر، حيث يقع على نهر النيل فى مواجهة القناطر، وشُيدت وحداته المعمارية بطراز مبانى القناطر نفسه، ومواد البناء نفسها
وبالتصميم المعمارى وشكل الأبراج نفسها.
فندق ومحلج القناطر السياحى الأثرى
وذكرت الدراسة أنه يمكن استغلال موقع الاستراحات المطلة على النيل وجمال شكلها من الخارج فى استغلاله فندقًا وفقًا للاشتراطات الأثرية والبيئية المحيطة ليخدم المنطقة ككل لأنها بالقرب من أهم الآثار فى القليوبية «القناطر الخيرية، وقصر محمد على» ما له من الأثر النفسى الطيب على الزائر، ويشجع السياحة النيلية والترفيهية فى المحافظة بصفة خاصة ومصر بصفة عامة، ما يضع المنطقة على الخريطة السياحية ويدر دخلًا كبيرًا للوزارة أو المستثمر.
كما وضع «معاذ» تصورًا لاستغلال المسطحات المائية التى يطل عليها المحلج وعمل مرسى للسفن على أعلى مستوى فيه فنادق ومطاعم ومكتبات وغيرها من أعمال الترفيه.
فندق ومحلج القناطر السياحى الأثرى
أما المساحة المطلة على الاستراحات من الداخل فيمكن استغلالها ككافتيريا تخدم زوار هذا المكان، والمقيمين فى الاستراحات.
واقترحت الدراسة أن تتم إعادة ترميم وتأهيل عنبر الحلج كما كان عليه فى السابق ومراحل الحلج وعصر بذرة القطن لإنتاج الزيوت وترميم كل المخازن والمداخن والأسقف والشبابيك والأبواب والسلالم وفتحات التهوية الخاصة بالمصنع، وعمل لوحات استرشادية لكل الماكينات التى تعمل فى المحلج، وبيان وظيفتها وطرق الحلج والعصر والشرح الوافى لكل مرحلة من مراحل المصنع.
وطالب «معاذ» بإعادة تأهيل وتوظيف مخازن المحلج العملاقة والكبيرة فى عمل قاعة فيها شاشة كبيرة تشرح فيها وظائف مراحل المحلج من بدايتها من زراعة القطن إلى نهاية حلجه، وعمل وحدة نماذج يصنع فيها جميع الصناعات الحرفية واليدوية التى تشتهر بها محافظة القليوبية.
فندق ومحلج القناطر السياحى الأثرى
مثل المنسوجات والخوص والبوص وغيرها من الصناعات التى تشتهر بها المحافظة بالتعاون مع إدارة الحرف الأثرية بالوزارة وأيضًا هذه الوحدة سوف تخدم البازارات الموجودة بقناطر محمد على، بالإضافة إلى عمل بانوراما للبيئة القروية التى كانت عليها المنطقة فى ذلك الوقت ببناء برج حمام إلى جانب فرن فلاحى بسيط ومصاطب وغيرها من مظاهر البيئة الريفية التى تبهج النفس، والتى يشتاق لها الجميع من السياح الأجانب وأيضًا المصريين، ما يدر دخلًا كبيرًا.
وكذلك عمل بانوراما لعملية زراعة القطن فى مصر من حرث الأرض عن طريق الثيران وزراعة القطن ومرحلة تنقية الحشرات «الدودة» ومرحلة جنى القطن الأبيض وتخزينه فى أكياس وكبسه إلى أن يصل إلى المحلج ويتم حلجه.
فى سياق متصل، قدم الدكتور ابراهيم عويس، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة طالب فيه بنقل ماكينة حلج الأقطان الأثرية الموجودة حاليًا فى محلج القطن الأثرى فى القناطر الخيرية إلى متحف أثرى للحفاظ عليها، حيث أكد النائب أن المجلس الأعلى للآثار يقوم بدراسة هذا الطلب، كما تتم دراسة هدم استراحة المهندسين فى المحلج وبناء فندق سياحى عليها.
وأكد عضو مجلس النواب أنه تتم الآن أيضًا دراسة إعادة شرطة السياحة إلى حدائق القناطر الخيرية والمناطق الأثرية بها لإيقاف التعديات عليها وتشكيل لجنة لتطوير القناطر الخيرية أثريًّا وسياحيًّا ومتابعة كل المناطق الأثرية بالمحافظة وتطبيق أحكام قانون حماية الآثار بها.
وطالب «عويس» بوضع القناطر الخيرية ضمن برنامج الوزارة السياحى بالتنسيق مع هيئتى التنمية السياحية والتنشيط والمجلس الأعلى للآثار فى هذا الشأن.
أخبار محلج الأقطان مدينة القناطر الخيرية زراعة القطن قصر محمد علىالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: أخبار محافظ القلیوبیة محمد على
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
صحيح أننا لن نطلق رصاصاً ولن نسيطر على العالم عسكرياً، لن يكون لنا قواعد فى أى دولة ولن ندخل فى عداء مع أحد، حتى الوساطات ستكون على استحياء وفيما يخص أمننا القومى فقط، كانت تلك هى القاعدة التى وضعها ماو تسى تونغ، رئيس الصين السابق، والقائد التاريخى للحزب الشيوعى الحاكم، ومؤسس نهضة التنين الأصفر، لكن تلك القاعدة كانت تُكملها قاعدة أخرى وهى السيطرة على العالم اقتصادياً، وببساطة لن نترك دولة تهيمن على هذه السوق بالتحديد.
وبما أن قطاعات التكنولوجيا صارت هى الأكثر ربحية بحسب بيانات البنك الدولى، ومعياراً أساسياً لمدى تقدم أى دولة، تلك القاعدة أدركها الرئيس دونالد ترامب الذى تخلى عن الميادين وأوهام القوة العسكرية مقابل الدخول فى عداء علنى مع الصين، لأنها المهدد الأول لواشنطن فى هذا المجال الذى يعد الأشرس والأخطر فى السنين الماضية والمقبلة فى آن واحد.
لكن يبدو أن هذا لم يقلق الصين فى شىء، فحين ظهر من أمريكا أشهر منصات التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«إنستجرام»، كانت بكين جاهزة بـ«تيك توك» الذى أضحى فى سنين قليلة من أقوى المنافسين، ويستخدمه مليار و800 مليون مستخدم بحسب بيانات 2024، ونتيجة هذا النجاح الساحق باتت الحرب علنية ورأينا قضايا ودعوات لحظر التطبيق فى عدة دول على رأسها أمريكا نفسها، تحت دعاوى أن التطبيق منصة لتسريب المعلومات واستخدامها بأشكال غير قانونية.
لكن مرة أخرى لم تكترث بكين بكل ذلك، وضربت بكل التهديدات عرض الحائط، لتضع موطئ قدم لها فى مستقبل العالم الجديد، وهو موطئ قدم يكون لها فيه السيادة، واستمراراً لتلك الحالة وما إن ظهر الذكاء الاصطناعى كأحدث صيحات الثورة التكنولوجية فى الألفية الثانية.
وبات الصراع لم يعد على المنصات بل على الروبوتات حتى استعدت الصين جيداً لهذا، وكعادة حلقات الحرب، بدأتها أمريكا بـ«شات جى بى تى» الذى صار الأشهر فى هذا المجال، فخلال عامين فقط صار مستخدمو هذا الروبوت خلال عامين نحو 100 مليون مستخدم أسبوعياً.
أمام هذا التحدى، ومع أول ثوانى 2025، حيث يحتفل الناس بالعام الجديد، أعلنت شركة «Deepseek» الصينية إطلاقها نموذجاً يحمل اسم «Deepseek V3» بعد أن عمل فريق من الباحثين والمهندسين الصينيين على ابتكاره وزودوه بملايين البيانات النصية، ليصبح فى النهاية نموذجاً جاهزاً للمنافسة مع شات جى بى تى، وهو ما أحدث زلزالاً فى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى إذ إن نموذج الشركة الصينية بات مهدداً قوياً لهيمنة عرش «open AI».
زاد من هذا الزلزال أن نموذج «Deepseek V3» الذى أصبح جاهزاً للإجابة عن الأسئلة فى ثوانٍ قليلة، بجانب قدرته على ابتكار الأكواد الرياضية، تم تصميمه أساساً لمعالجة القصور فى شات جى بى تى، وما ظهر من قدراته حتى الآن هو تمكنه القوى من تحليل المدخلات النصية مثل الترميز وكتابة المقالات وغيرها، بجانب القدرة على التنبؤ بالكلمات التى يبحث عنها المستخدم قبل كتابتها.
لكن هذا ليس الفرق الوحيد بين النموذجين لأن «Deepseek V3» انفرد بشىء آخر أكثر أهمية وغير متوفر فى شات جى بى تى، وهو أنه نموذج مزوج بلغة «المندرينية» وغيرها من اللغات التى تدعم اللهجات الآسيوية، وبالتالى هو يحرم من ناحية شات جى بى تى من هذه السوق الآسيوية البالغة مليارات البشر، إذ أصبحوا غير مضطرين أن يتعاملوا بلغة غير لغتهم، كما أنه يكسب نفس السوق ليكون طريقه إلى الهيمنة على آسيا بتعدادها الهائل.
لكن المميزات كلها لا تصب فى مصلحة «Deepseek V3»، إذ إنه نموذج خضع للرقابة، بمعنى أن هناك أجزاء من التاريخ تم عدم تزويده بها عمداً، مثل أنه يرفض الإجابة عن الأسئلة السياسية الشائكة، خاصة المتعلقة بتايوان أو مظاهرات ميدان «تيانانمين» التى وقعت فى الصين 1989، وهذا عكس شات جى بى تى الذى لا يخضع لأى مراقبة وبالتالى يتيح لمستخدميه المعلومات أكثر.
وبعيداً عن المنافسات والمميزات والمقارنات تبقى الحقيقة أن الصين أحدثت زلزالها بنموذجها الجديد الذى لن تقف «open AI» أمامه عاجزة، لنصبح على عتبة فصل جديد من الصراع الطويل الذى عنوانه من يسيطر على هذا العالم.