عبر دعمه الصريح لحركة "حماس" الفلسطينية في ظل حرب مستمرة مع الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يساعد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على استقرار حكومته الهشة، لكنه يخاطر بردع الاستثمار الأجنبي وربما الخضوع لعقوبات أمريكية، بحسب موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي.

"ستراتفور" أضاف، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كرر إبراهيم أن حكومته ستحافظ على علاقات رسمية مع "حماس"، ولن تعترف بالعقوبات "الأحادية" المفروضة خارج إطار الأمم المتحدة.

وجاء تصريحه ردا على مخاوف في البرلمان الماليزي، بعد أن أقر مجلس النواب الأمريكي، في الأول من نوفمبر الجاري، مشروع قانون منع التمويل الدولي لـ"حماس"، بهدف فرض عقوبات على الداعمين الأجانب للحركة الفلسطينية.

وقال "ستراتفور" إن "ماليزيا تستضيف مكتبا ثقافيا لحماس، ويعتبره البعض سفارة غير رسمية، ولا تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل".

ولفت إلى أن "جوازات السفر الماليزية مكتوب عليها: "هذا الجواز صالح لجميع الدول باستثناء إسرائيل"، ولا يُسمح للإسرائيليين بدخول البلاد.

وفي 24 أكتوبر الماضي، انضم إيراهيم إلى 16 ألف متظاهر في العاصمة كوالالمبور لإدانة إسرائيل، واصفا حملتها الانتقامية ضد "حماس" بأنها "ذروة الهمجية".

ومنذ 37 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

بلومبرج: دعم غزة يرفع شعبية رئيس وزراء ماليزيا

استقرار الحكومة

"وتهدف مناصرة إبراهيم القوية لحماس إلى تخفيف التوترات بين الأيديولوجيات المتنافسة داخل حكومته وتأمين استقرارها"، بحسب "ستراتفور".

وأردف أنه منذ 7 أكتوبر الماضي "اتجه إبراهيم بشدة إلى الخطاب المؤيد للإسلام من خلال التعهد بتقديم الدعم الكامل لحماس".

ورأى "ستراتفور" أن "هذا التغيير في اللهجة يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف سياسية، الأول هو تعزيز قدرة ائتلافه المتعدد الأعراق والأديان على صد ائتلاف حزب الرابطة الوطنية المعارض، الذي تتزايد شعبيته بسرعة، وخاصة بين الأغلبية العرقية الماليزية المسلمة".

وزاد بأن "الأمر قد يكون ناجحا بالفعل، إذ انشق أربعة من أعضاء البرلمان عن الرابطة الوطنية، وانضموا إلى حكومة إبراهيم في الأسابيع الأخيرة".

والهدف الثاني، بحسب "ستراتفور"، هو "تعزيز علاقات إبراهيم مع شريكه الرئيسي في الائتلاف، حزب باريسان ناسيونال الإسلامي، وسط شائعات عن احتمال خروجه من الحكومة بسبب مواقف أيديولوجية متناقضة".

أما هدف إبراهيم الثالث فهو "رفع مكانة حكومته في العالم الإسلامي؛ فانتقاد إسرائيل يضفي مصداقية على ماليزيا كمدافع عن الإسلام بين الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة والجنوب العالمي"، كما أردف "ستراتفور".

وأضاف أن "المزيد من الاستقرار السياسي سيؤدي بدوره إلى تحسين معنويات المستثمرين في البلاد، وهو أمر أساسي لتعزيز قيمة العملة المحلية الرينجيت وتأمين التمويل الخارجي اللازم لبناء قطاع التكنولوجيا الفائقة في ماليزيا".

اقرأ أيضاً

ماليزيا: لن نعترف بالعقوبات الأحادية على داعمي حماس

عقوبات محتملة

"لكن إبراهيم يخاطر بتقويض هذه الفوائد من خلال زيادة مخاطر السمعة التي يمكن أن تعرقل الاستثمار الأجنبي وتضر في نهاية المطاف بالاقتصاد الماليزي"، كما زاد "ستراتفور".

وقال إنه "من المرجح أن يتم إقرار القانون الأمريكي لمنع التمويل الدولي لحماس في مجلس الشيوخ ويصبح قانونا، مما قد يعرض ماليزيا لعقوبات أمريكية".

وأعلن إبراهيم أن الولايات المتحدة اتصلت به في ثلاث مناسبات، منذ 7 أكتوبر الماضي، وطلبت منه سحب دعمه لـ"حماس" ووصفها بأنها "منظمة إرهابية"، لكنه رفض.

واعتبر "ستراتفور" أن هذه "مشكلة بالنسبة لأجندة إبراهيم الاقتصادية، التي تعتمد على جذب الاستثمار الأجنبي، وخاصة في بناء البنية التحتية الرقمية في ماليزيا".

وأضاف أن "دفاع إبراهيم الناري عن حماس، جنبا إلى جنب مع تزايد التدين والاستقطاب في المجتمع الماليزي، يمكن أن يخيف المستثمرين الأجانب؛ لأنهم سيشككون في التزامات البلاد بالمعايير الاجتماعية والحوكمة".

واستطرد: "مثل هذه القضايا المتعلقة بالسمعة تخاطر بتقييد جاذبية الأعمال التجارية في ماليزيا، مع ارتفاع المخاطر في قطاع التكنولوجيا حيث يتم استيراد معظم المعرفة من الشركات الغربية".

وقال "ستراتفور" إن "التوترات بشأن علاقاتها مع حماس يمكن أيضا أن تعرض علاقات ماليزيا مع ثالث أكبر شريك تجاري لها، وهي الولايات المتحدة، للخطر، حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات والتجارة الثنائية بين البلدين 1.6 تريليون دولار سنويا".

وشدد على أنه "من شأن أي عقوبات تفرضها واشنطن أن تؤثر أيضا على تقييمات الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية التي تتطلع إلى القيام بأعمال تجارية في ماليزيا".

اقرأ أيضاً

رئيس وزراء ماليزيا: دمار غزة تجاوز أضرار هيروشيما بالحرب العالمية

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ماليزيا أنور إبراهيم غزة إسرائيل حرب حكومة استثمار فی مالیزیا

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: هناك 3 كتائب لحماس لم يتم تفكيكها في دير البلح والنصيرات

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة 05 يوليو 2024، إن الجيش الإسرائيلي الآن يخوض المرحلة الثانية في وسط قطاع غزة ، مضيفة، "ولا زال هناك حوالي 3 كتائب لم يتم تفكيكها في دير البلح، والنصيرات".

وأضافت الصحيفة العبرية، أن القتال في رفح مستمر، ويتوقع استمراره لشهر آخر، ولكن هناك تقدم كبير يتم إحرازه في القضاء على لواء رفح. وفق زعمها

وتابعت، "الجيش سيواصل السيطرة على محور فيلادلفيا حتى نهاية العام على الأقل، لإغلاق جميع الانفاق المكتشفة هناك".

وأشارت يديعوت إلى أنه في حال تم التوصل لاتفاق سيتم الانسحاب من محور نتساريم، لكنه سيبقى على طول الحدود الشرقية، وكذلك محور فيلادلفيا.

اقرأ أيضا/ يديعوت: البدء قريبا في تنفيذ فكرة "الفقاعات الإنسانية" شمال قطاع غـزة

تنفيذ خطة اليوم التالي

ومن جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، إنه وفق الوضع الحالي من الممكن البدء بتنفيذ خطة اليوم التالي، والتي تهدف إلى تشكيل حكومة مدنية بديلة لحكومة  حماس  في قطاع غزة .

وأضافت الصحيفة العبرية، "النية هي البدء قريباً في تنفيذ فكرة "الفقاعات الإنسانية" في شمال قطاع غزة في مناطق - بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة- حيث سيقوم السكان هناك بإدارة حياتهم وسيتلقون المساعدات الإنسانية، ومن المتوقع أن ينتقل هذا النموذج لاحقا إلى بقية القطاع".

وتابعت، "على سبيل المثال، سيقوم الجيش بعزل العطاطرة وتأمينها، وسيتأكد من أنه سيكون من بين العائدين لها مدنيين وليس عناصر من حماس أو الجهاد، وتتولى لجنة محلية إدارة شؤونهم، وسيقدم لهم الجيش والمنظمات الدولية الغذاء والدواء والإمدادات، وستتحول إلى حكومة محلية لها ما يشبه مظلة دولية".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس

مقالات مشابهة

  • كيف ستبدو العلاقة في المستقبل بين إسرائيل وبريطانيا عقب تعيين كير ستارمر رئيسا للوزراء؟
  • مستشار سابق للبنتاغون يحذر من حرب داخلية أمريكية
  • وزير خارجية الأردن يؤكد خطورة عدم حل القضية الفلسطينية على الدول الغربية
  • صحيفة عبرية: هناك 3 كتائب لحماس لم يتم تفكيكها في دير البلح والنصيرات
  • جيش الاحتلال ينتقل للمرحلة الثالثة من الحرب شمال غزة.. ماذا عن رفح؟
  • خبير عسكري: قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يدركون مخاطر التصعيد مع لبنان
  • النرويج تندد بـ "شرعنة" إسرائيل لبؤر استيطانية جديدة
  • صمود غزة.. ومصر أيضاً
  • مصدر: حكومة إسرائيل ستنظر في مقترح حماس لوقف إطلاق النار في غزة
  • عضو المكتب السياسي لحماس : الحركة تتبادل الأفكار لوقف الحرب وانسحاب غزة