دعم أنور إبراهيم لحماس.. مكاسب داخلية تهددها مخاطر خارجية
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
عبر دعمه الصريح لحركة "حماس" الفلسطينية في ظل حرب مستمرة مع الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يساعد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على استقرار حكومته الهشة، لكنه يخاطر بردع الاستثمار الأجنبي وربما الخضوع لعقوبات أمريكية، بحسب موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي.
"ستراتفور" أضاف، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كرر إبراهيم أن حكومته ستحافظ على علاقات رسمية مع "حماس"، ولن تعترف بالعقوبات "الأحادية" المفروضة خارج إطار الأمم المتحدة.
وجاء تصريحه ردا على مخاوف في البرلمان الماليزي، بعد أن أقر مجلس النواب الأمريكي، في الأول من نوفمبر الجاري، مشروع قانون منع التمويل الدولي لـ"حماس"، بهدف فرض عقوبات على الداعمين الأجانب للحركة الفلسطينية.
وقال "ستراتفور" إن "ماليزيا تستضيف مكتبا ثقافيا لحماس، ويعتبره البعض سفارة غير رسمية، ولا تقيم علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل".
ولفت إلى أن "جوازات السفر الماليزية مكتوب عليها: "هذا الجواز صالح لجميع الدول باستثناء إسرائيل"، ولا يُسمح للإسرائيليين بدخول البلاد.
وفي 24 أكتوبر الماضي، انضم إيراهيم إلى 16 ألف متظاهر في العاصمة كوالالمبور لإدانة إسرائيل، واصفا حملتها الانتقامية ضد "حماس" بأنها "ذروة الهمجية".
ومنذ 37 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال و3 آلاف و100 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
بلومبرج: دعم غزة يرفع شعبية رئيس وزراء ماليزيا
استقرار الحكومة
"وتهدف مناصرة إبراهيم القوية لحماس إلى تخفيف التوترات بين الأيديولوجيات المتنافسة داخل حكومته وتأمين استقرارها"، بحسب "ستراتفور".
وأردف أنه منذ 7 أكتوبر الماضي "اتجه إبراهيم بشدة إلى الخطاب المؤيد للإسلام من خلال التعهد بتقديم الدعم الكامل لحماس".
ورأى "ستراتفور" أن "هذا التغيير في اللهجة يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف سياسية، الأول هو تعزيز قدرة ائتلافه المتعدد الأعراق والأديان على صد ائتلاف حزب الرابطة الوطنية المعارض، الذي تتزايد شعبيته بسرعة، وخاصة بين الأغلبية العرقية الماليزية المسلمة".
وزاد بأن "الأمر قد يكون ناجحا بالفعل، إذ انشق أربعة من أعضاء البرلمان عن الرابطة الوطنية، وانضموا إلى حكومة إبراهيم في الأسابيع الأخيرة".
والهدف الثاني، بحسب "ستراتفور"، هو "تعزيز علاقات إبراهيم مع شريكه الرئيسي في الائتلاف، حزب باريسان ناسيونال الإسلامي، وسط شائعات عن احتمال خروجه من الحكومة بسبب مواقف أيديولوجية متناقضة".
أما هدف إبراهيم الثالث فهو "رفع مكانة حكومته في العالم الإسلامي؛ فانتقاد إسرائيل يضفي مصداقية على ماليزيا كمدافع عن الإسلام بين الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة والجنوب العالمي"، كما أردف "ستراتفور".
وأضاف أن "المزيد من الاستقرار السياسي سيؤدي بدوره إلى تحسين معنويات المستثمرين في البلاد، وهو أمر أساسي لتعزيز قيمة العملة المحلية الرينجيت وتأمين التمويل الخارجي اللازم لبناء قطاع التكنولوجيا الفائقة في ماليزيا".
اقرأ أيضاً
ماليزيا: لن نعترف بالعقوبات الأحادية على داعمي حماس
عقوبات محتملة
"لكن إبراهيم يخاطر بتقويض هذه الفوائد من خلال زيادة مخاطر السمعة التي يمكن أن تعرقل الاستثمار الأجنبي وتضر في نهاية المطاف بالاقتصاد الماليزي"، كما زاد "ستراتفور".
وقال إنه "من المرجح أن يتم إقرار القانون الأمريكي لمنع التمويل الدولي لحماس في مجلس الشيوخ ويصبح قانونا، مما قد يعرض ماليزيا لعقوبات أمريكية".
وأعلن إبراهيم أن الولايات المتحدة اتصلت به في ثلاث مناسبات، منذ 7 أكتوبر الماضي، وطلبت منه سحب دعمه لـ"حماس" ووصفها بأنها "منظمة إرهابية"، لكنه رفض.
واعتبر "ستراتفور" أن هذه "مشكلة بالنسبة لأجندة إبراهيم الاقتصادية، التي تعتمد على جذب الاستثمار الأجنبي، وخاصة في بناء البنية التحتية الرقمية في ماليزيا".
وأضاف أن "دفاع إبراهيم الناري عن حماس، جنبا إلى جنب مع تزايد التدين والاستقطاب في المجتمع الماليزي، يمكن أن يخيف المستثمرين الأجانب؛ لأنهم سيشككون في التزامات البلاد بالمعايير الاجتماعية والحوكمة".
واستطرد: "مثل هذه القضايا المتعلقة بالسمعة تخاطر بتقييد جاذبية الأعمال التجارية في ماليزيا، مع ارتفاع المخاطر في قطاع التكنولوجيا حيث يتم استيراد معظم المعرفة من الشركات الغربية".
وقال "ستراتفور" إن "التوترات بشأن علاقاتها مع حماس يمكن أيضا أن تعرض علاقات ماليزيا مع ثالث أكبر شريك تجاري لها، وهي الولايات المتحدة، للخطر، حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات والتجارة الثنائية بين البلدين 1.6 تريليون دولار سنويا".
وشدد على أنه "من شأن أي عقوبات تفرضها واشنطن أن تؤثر أيضا على تقييمات الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية التي تتطلع إلى القيام بأعمال تجارية في ماليزيا".
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء ماليزيا: دمار غزة تجاوز أضرار هيروشيما بالحرب العالمية
المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: ماليزيا أنور إبراهيم غزة إسرائيل حرب حكومة استثمار فی مالیزیا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقترح هدنة 50 يومًا مقابل إطلاق نصف الأسرى المحتجزين لدى حماس
اقترحت إسرائيل على الوسطاء هدنة تمتد بين 40 و50 يومًا في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس، ويبلغ عددهم 24 شخصًا، إضافة إلى تسليم جثامين نحو 35 آخرين يُعتقد أنهم قضوا خلال فترة أسرهم، وفقًا لوكالة رويترز.
وأشار مسؤولون إسرائيليون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إلى أن هذا العرض لا يتضمن إنهاء الحرب، لكنه قد يشكل تمهيدًا لاتفاق أوسع في المستقبل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح، يوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل تكثيف الضغط العسكري على حماس، بالتوازي مع استمرار المفاوضات "تحت النار"، معتبرًا أن "هذا الضغط هو الوسيلة الأنجع لضمان الإفراج عن الرهائن".
كما جدّد مطالبه بنزع سلاح حماس، وهي مطالب سبق أن رفضتها الحركة الفلسطينية المسلحة، معتبرة أنها "خط أحمر" لن تقبل تجاوزه. وأشار نتنياهو إلى إمكانية السماح لقادة حماس بمغادرة قطاع غزة في إطار تسوية أوسع، قد تتضمن مقترحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من القطاع.
وفي سياق ميداني متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أوامر بإخلاء مناطق في محيط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعيًا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي الساحلية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية إن الجيش "يعود إلى عمليات مكثفة لتفكيك قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق".
وكانت حماس قد أعلنت، في نهاية الأسبوع، موافقتها على مقترحات تقدّم بها وسطاء قطريون ومصريون، تشمل الإفراج عن خمسة رهائن أسبوعيًا مقابل هدنة مؤقتة.
واستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته بالقطاع في 18 آذار/مارس، بعد هدنة استمرت شهرين، شهدت إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة مواطنين تايلانديين، مقابل الإفراج عن نحو ألفي أسير ومعتقل فلسطيني.
Relatedعيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوعأكسيوس: الموساد الإسرائيلي يطلب من دول إفريقية استقبال فلسطينيين من غزة"نحن لا نخفيها".. نتنياهو يعلن استعداده لتنفيذ خطة ترامب ويتحدث عن المرحلة النهائية من الحرب على غزةإلا أن الجهود للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُبرم بدعم أمريكي في كانون الثاني/يناير، تعثّرت إلى حدّ كبير، وسط غياب مؤشرات على تجاوز الخلافات الجوهرية بين الجانبين.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 53 فلسطينيًا وإصابة 189 آخرين في اليوم الأول من عيد الفطر أمس، ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 50,357، في حين بلغ عدد المصابين 114,400.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط أجواء مشحونة بالحزن بفعل الحرب على غزة عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوع فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟ قطاع غزةحركة حماسإسرائيلهدنةاحتجاز رهائنبنيامين نتنياهو