بطلب من السلطات السويدية: “تبادلوا التحية وابتعدوا عن الانطوائية”
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
في مدينة لوليو السويدية، البالغ عدد قاطنيها 80 ألف نسمة، والواقعة على مسافة 150 كيلومتراً في جنوب الدائرة القطبية الشمالية، تشجّع حملة بلدية السكان الذين يُوصفون بأنهم انطوائيون، على إلقاء التحية على بعضهم بعضاً.
ويُظهر مقطع فيديو انتشر أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سكاناً من لوليو بوجوه عابسة، تتغيّر ملامحهم فجأة عندما يصادفون أحد المارة ملقياً التحية عليهم.
وتُبث الحملة طوال الشهر الجاري في الحافلات والمباني في المدينة، وفق ما أوضحت أوسا كوسكي، القائمة على هذه المبادرة في بلدية لوليو.
وأضافت “لسنا في إسبانيا، حيث يجلس الناس على المقاعد لتبادل الأحاديث، وحيث يكون التواصل بين أفراد المجتمع في الهواء الطلق أكثر شيوعاً”.
وأشارت كوسكي إلى أن “السويديين يميلون أحياناً إلى الانغلاق أكثر على أنفسهم، يجب إيجاد طرق للتفاعل”.
وتنظم المدارس الثانوية في المنطقة أيضاً عروضاً لهذا الفيديو. وبحسب كوسكي، فإن “أحدث الدراسات تشير إلى أن أفراد الفئة العمرية 16-29 عاماً معرضون بشكل خاص للوحدة”. وتابعت كوسكي “نعتقد أن الناس سيتبادلون التحيات بصورة أكبر وسيرون التأثير الإيجابي” لهذه المبادرة البلدية.
في منطقة تشرق فيها الشمس ثلاث ساعات فقط يومياً خلال الشتاء، وحيث يصل متوسط درجة الحرارة إلى حوالي عشر درجات دون الصفر في ديسمبر (كانون الأول)، لا تتاح للمقيمين فرصة كبيرة للقاء بعضهم البعض بشكل يومي.
لكن أوسا كوسكي تعزو هذا المنحى لدى السكان أيضاً إلى نمط الحياة الحضري، قائلة: “كلما كبرت المدينة، شعرت بالوحدة أكثر. في الوقت الذي كنا لا نزال نعيش في القرى، كنا أكثر قدرة على قول هذه الأشياء البسيطة”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
بهجة العيد
- بهجة العيد أن تكون بخير وأن يكون كل من حولك ممن تحب بعافية، فلا عيد لمريض أرهقته ملازمة الفراش، ولا فرحة لمن فقد عزيزًا أو فارق غاليًا.
- سيدخل العيد لا محالة كل بيت بعد عام تقلب فيه الناس بين أحوال سرَّت بعضهم وأحزنت بعضهم الآخر.. سيدخلها إما ليضفي على حيوات ساكنيها جوًا من البهجة والسعادة والتغيير، أو ليُذكّرهم بأحباب رحلوا عن الدنيا وتركوا مكانهم خاليًا.
- إذا أقبل عليك العيد وأنت ومن يعز عليك ترفلون بأثواب الصحة والعافية، فأشكر الله شكرًا وافرًا على فضله ونعمائه، فعلى مقربة من بيتك أسرة فقدت أحد أبنائها قبل يوم العيد بساعات قليلة في حادث سير خلف أمًّا ثكلى ووالدًا يمزق الحزن نياط قلبه.
- إذا أشرقت شمس أول أيام العيد على أسرتك وأقبل عليك أبناؤك مهنئين، فتذكر أن هناك رجلًا لم يرزقه الله بالذرية يتمنى أن يُكرِمه الله ولو بطفل واحد يستشعر في عينيه فرحة العيد وبهجته.
- في أيام العيد، بينما تفكر أنت في رحلة أسرية تأخذك إلى خارج ولايتك بسبب طول أيام الإجازة، يوجد في الجوار رجل مُقعدٌ أنهكه المرض ولا قدرة له على مفارقة مكانه.
- شتان بين أن تأتي في العيد شعائر الله التي يحب أن تُؤتى من دون تكلف من ملبس ومشرب وبين أن تظهر مُستعرضًا بما يقع في نفوس الفقراء وقليلي الحيلة.
- العيد مناسبة سعيدة أقرها الله كهدية للصائمين ومكافأة لهم على صبرهم، وليس لدخول أزمات مالية لا مبرر لها بسبب المبالغة في اقتناء مستلزماته، العيد يأتي للترويح عن النفوس، لا للدخول في أزمات مالية تُفسد فرحته والمعنى الذي شُرع من أجله.
النقطة الأخيرة..
قبل يوم العيد، تزدحم هواتفنا برسائل معايدة لأشخاص لا يوجدون إلا في قائمة الأسماء المحفوظة بالهواتف، أشخاص غيَّبتهم السنين والظروف يرسلون من باب العادة، لكنهم لا ينتظرون بالطبع ردًا، فهم لا يعرفون لمن وجهوا رسائلهم، وهل لا يزال المُرسَل إليه حيًا أم طواه الموت؟
عُمر العبري كاتب عُماني