معهد أبحاث إسرائيلي: 95% من تظاهرات العالم مؤيدة لفلسطين مقابل 5% مع “إسرائيل”
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
الجديد برس:
ذكر تقرير لمعهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي، أن عدد التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين أعلى بكثير من عدد التظاهرات المؤيدة لـ “إسرائيل”، منذ اندلاع الحرب.
وبحسب معهد الأبحاث الإسرائيلي، فإن تحليل البيانات أظهر أنه منذ اندلاع الحرب، تم تنظيم 3891 تظاهرة مؤيدة لـ”إسرائيل” ومؤيدة للفلسطينيين في 92 دولة، مؤكداً أنه يبدو أن عدد التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين أعلى بكثير من عدد التظاهرات المؤيدة لإسرائيل، “وهذا الاتجاه يكتسب زخماً”.
كما أشار المعهد إلى أنه في الأيام الستة الأولى من الحرب، كان 69% من إجمالي التظاهرات ضد “إسرائيل”، في حين أن 31% من التظاهرات كانت لصالحها.
في المقابل، ومنذ “يوم الغضب” الذي أعلنته حماس في 13 أكتوبر الماضي، طرأت زيادة كبيرة في عدد التظاهرات المناهضة لـ”إسرائيل”، وهي تمثل الآن 95% مقارنةً بالتظاهرات المؤيدة لـ”إسرائيل” التي انخفضت إلى 5% فقط.
علاوةً على ذلك، يُظهر التحليل أن التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين نُظمت في ما لا يقل عن 88 دولة.
وتطرق المعهد إلى الدول التي شهدت أكبر عدد من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، موضحاً أنها كانت على التوالي في اليمن (486 تظاهرة)، والولايات المتحدة (402)، وتركيا (355)، وإيران (275).
في المقابل، جرت تظاهرات مؤيدة لـ”إسرائيل” في 45 دولة. وبحسب المعهد كانت الولايات المتحدة هي الدولة التي شهدت أكبر عدد من التظاهرات المؤيدة لـ”إسرائيل” بـ 182 تظاهرة، تليها ألمانيا (62)، وفرنسا (21)، وكندا (14).
وأثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الـ37 على التوالي موجة احتجاج عالمية، طالت الولايات المتحدة وفرنسا وعدة دول أجنبية وعربية. وتشهد التظاهرات العالمية زخماً متزايداً للمطالبة بوضع حد للإبادة الجماعية المرتكبة في القطاع المحاصر.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: لـ إسرائیل
إقرأ أيضاً:
“في خيمة واحدة”
تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.