دراسة: علاقة بين الوراثة وخشونة المفاصل وزيادة الوزن
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يعد مرض خشونة المفاصل من أكثر أمراض المفاصل انتشارًا فى العالم، وتبلغ نسبة انتشاره أكثر من 10% أى أن كل عشرة أشخاص يوجد بينهم واحد على الأقل مصاب بخشونة المفاصل وتزداد نسبة انتشار هذا المرض مع التقدم بالعمر، حيث إن 30% من الأشخاص ذوى الأعمار (45 -65 عامًا) يعانون من المرض، بينما تصل نسبته إلى 70% لدى الأشخاص الذين أعمارهم فوق 65 عامًا.
تقول الدراسات الحديثة إن الرجال أكثر إصابة من النساء فى عمر دون الخمسين عامًا، وقد يعود ذلك إلى الأعمال المجهدة التى يقومون بها فى هذا العمر. لكن النساء أكثر إصابة فى عمر فوق الخمسين عامًا، ويعود ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية فى هذا العمر وبالتالى يقل إنتاج هرمون الاستروجين المسئول عن حماية العظام والمفاصل. بشكل عام، تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
يقول الدكتور عبدالشافى أحمد حسيب، أستاذ الروماتيزم والمفاصل بطب الأزهر هناك نوعان من خشونة المفاصل: خشونة أولية: أسبابها غير معروفة وخشونة ثانوية: تظهر بسبب عامل واحد أو عدة عوامل من العوامل التالية: الوراثة: حيث تبين بالدراسات وجود علاقة بين الوراثة وزيادة نسبة حدوث خشونة المفاصل وزيادة الوزن: وهو من أهم العوامل، حيث يشكل الوزن الزائد حملًا زائدًا على المفاصل وجنس المريض: يزداد احتمال الإصابة عند النساء أكثر من الرجال وخصوصًا بعد عمر الخمسين وتقدم العمر: كلما زاد العمر تصبح الغضاريف أقل قدرة على حمل وزن الجسم وأداء دورها الطبيعى وتقوس الساقين: حيث يؤدى ذلك إلى حدوث تحميل زائد على أجزاء محددة من المفصل والإصابات والإجهادات المفصلية المتكررة: حيث تعتبر الإصابات المتكررة كإصابات الركبة عند الرياضيين، وكذلك الإجهاد الشديد للمفصل أثناء العمل من العوامل التى قد تؤدى مع الوقت إلى خشونة المفاصل والأمراض المفصلية الأخرى: كالتهاب المفاصل الروماتويدى والنقرس قد يؤديان بالمراحل المتطورة إلى خشونة مفاصل.
ويضيف الدكتور عبدالشافى حسيب أعراض المرض تتمثل فى الألم: وهو العرض الرئيسى، ويوصف عادة بأنه ألم حاد أو شعور بالحرقة. بشكل عام، فإن الألم يظهر مع الحركة أو المشى ويختفى مع الراحة، ولكن إذا كان الألم مستمرًا أو أثناء الليل فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على تقدم المرض أو مصاحبه الخشونة بالتهابات والتيبس: تيبس المفاصل وخاصة عند الاستيقاظ فى الصباح أو بعد فترة من الخمول وضعف العضلات: العضلات التى تحيط بالمفصل قد تصبح أضعف، وكثيرًا ما يحدث هذا فى حالة خشونة مفاصل الركبتين وتشنجات.
ويرى الدكتور عبدالشافى حسيب علاج خشونة المفاصل هو العلاج الدوائى فى البداية يجب أن نعلم أنه لا يوجد دواء شافى لخشونة المفاصل، وإنما جميع الأدوية هى فقط مسكنة للألم أو مخففة للالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، أو تعمل على تأخير تطور المرض ومن هذه الأدوية الباراسيتامول: هو المسكن الأكثر أماناً من باقى المسكنات، ويستعمل إذا كان الألم خفيفًا أو متوسطًا ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تسكن الألم وتخفف الورم والالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، وتختلف فعاليتها من شخص لآخر فالدواء الذى يكون فعالًا عند شخص قد لا يكون فعالًا عند شخص آخر أو بالعكس. إن كثرة استخدام هذه الأدوية يؤدى إلى آثار جانبية – خصوصًا على المعدة– لذا يجب توخى الحذر عند تناولها والكورتيزون: هو هرمون يستعمل حقنًا داخل المفصل من أجل السيطرة على الالتهاب، ولكن قد تكون له آثار عكسية عديدة وحمض الهيالورونيك: يوجد هذا الحمض فى تركيب السائل الزلالى للمفصل، ولكن تقل نسبته فى حالة خشونة المفاصل. يعطى حقنًا داخل المفصل لتخفيف الألم من خلال زيادة لزوجة السائل الزلالى لتسهيل حركة المفصل وتخفيف الاحتكاك ومنع الصدمات وذلك إذا لم تفيد المسكنات والعلاج الطبيعى فى تسكين الألم. تعطى هذه الحقن جرعة واحدة أسبوعياُ لفترة ثلاثة أسابيع تقريبًا، وتعتبر جيدة التحمل لكن تأثيرها مؤقت (لفترة ستة أشهر فقط) والجلوكوزامين: يوجد الجلوكوزامين فى الجسم ناتجا عن الجلوكوز، ويتحول إلى الجليكوزامين وجليكان (الكوندروتين) الذى يدخل فى تركيب الغضروف. وبالتالى فإن استخدام الجلوكوزامين قد يساعد فى ترميم المفصل ويؤخر من تطور المرض، وهو يفيد أكثر فى المراحل المبكرة من المرض، لكن الدراسات السريرية حول الجلوكوزامين متناقضة فهناك دراسات حديثة أشارت إلى أن فعاليته ضعيفة فى حالة خشونة المفاصل. يوجد على شكل حقن وكريمات موضعية لوحده أو بالمشاركة مع الكوندروتين والعلاج الطبيعى ويتمثل فى التمارين الرياضية والمساج: تستخدم بكثرة لتسكين الألم وتخفيف صلابة المفصل وتحسين حالته الوظيفية إلا أن الدراسات الحديثة لم تؤكد فعاليتها فى المعالجة والتحفيز الكهربائى للعصب عبر الجلد: يُستخدم جهاز صغير ينتج نبضات كهربائية خفيفة تقوم بتحفيز الأعصاب المجاورة للمفاصل المصابة. يعتقد العلماء أن هذه النبضات تتداخل مع إشارات الألم المتجهة نحو الدماغ، وهذا قد يكون فعالًا جدًا فى تسكين الألم المرافق لخشونة المفاصل والموجات فوق الصوتية: تستخدم الموجات فوق الصوتية عالية الطاقة لتحسين الدورة الدموية فى الأنسجة المتضررة بفعل التسخين الذى تعطيه. كما أن التأثيرات الميكانيكية للموجات فوق الصوتية تساعد على زيادة انتشار الأيونات والسوائل عبر الأغشية مما يساعد فى إزالة تورم المفصل والعلاجات الحرارية: تنقسم إلى العلاج بالتبريد والعلاج بالتسخين، وفى الحالتين فإنها تهدف إلى تسكين الألم وتخفيف الالتهاب والتورم والحصول على الاسترخاء هناك طرق أخرى حديثة كالعلاج المغناطيسى والعلاج المائى والعلاج باستخدام أشعة الليزر أو الأمواج القصيرة وغيرها من الطرق التى أعطت فعالية كبيرة فى علاج حالات عديدة من مرض خشونة المفاصل ثم العلاج الجراحى يستخدم فى حال لم ينفع العلاج الطبيعى والعلاجات الأخرى فى معالجة مرض خشونة المفاصل وخصوصًا فى المراحل المتطورة منه. أما أهم طرق هذا العلاج فهى جراحة المناظير: حيث يتم تنظيف المفصل وإزالة الأجزاء التالفة من الغضاريف وإصلاح التلف جراحة الاستبدال: حيث يتم استبدال الغضاريف التالفة بغضاريف صناعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دراسة خشونة المفاصل
إقرأ أيضاً:
سيكلوجية السماح
تعدّ المفاهيم أساسية للوصول إلى السلام الداخلي والراحة النفسية هي مفاهيم تحتاج إلى صبر و تكرار حتى تصبح عادة، وتعدّ المسامحة أحد أهم مفاهيم السلامة النفسية التي تسمح لنا بالتحرر من الألم والغضب الناتجين عن أخطاء الآخرين، ومسامحة الآخرين لا يعني نسيان الأخطاء أو التخلي عن الحقوق، بل يعني التحرر من الوزن الثقيل الذي يخلفه الغضب، ومن ثم يتحول إلى كراهية.
تعدّ المسامحة عملية داخلية تتطلب الكثير من الشجاعة والإرادة والتمرن حيث أن المسامحة تنشأ بتقبل الواقع وتسليمه دون محاولة لتغيير الماضي، ولا يعني أننا نقبل السلوك الخاطئ، بل نرفض الاستمرار في تعذيب أنفسنا بسبب أخطاء الآخرين في حقنا، ودون أن نضع الألم الذي خلّفه أخطاء الآخرين نصب أعيننا حتى لا ندخل في دوامة من اللوم والحقد.
وممّا لا شك فيه أن مسامحة الآخرين، تمنح الأفراد فرصة للتخلص من الألم و من التساؤلات ومن إنكار الجرح.
لذلك، تعتمد سيكولوجية المسامحة على الارادة القوية في تخّليص الذات من عبء مخلفات المواقف المؤلمة و الجارحة، كما أن المسامحة هي رمز القوة و الشجاعة و النُبُل في نفس الفرد.
إن مسامحة الآخرين ضرورة من ضروريات الحياة السليمة و السلامة النفسية من كل ما يؤثر سلباً على الذات. ويكمن السر الأكبر في التخلص من الضغينة و الحقد اللذين يتكونان تباعًا مع تراكم المواقف و تكرارها، وحينما يتحرر الفرد من هذه المشاعر، فإنه يمنح لذاته القدرة الكاملة على تحقيق السلام.
وربما يعتقد البعض أنه قام بإهانة ذاته من خلال هذه المسامحة، حيث ينشأ لديه شعور بعدم رد حقه إليه وهذا من تأثير الذات السلبية والتي حينما تغضب تحقد تأبى إلا أن تأخذ حقها و هذه ليست طبيعة الأفراد في الأصل. فيجب على الفرد أن لا يسمح للضعف أن يحل محل القوة، ولا للضغينة أن تحل محل النقاء، وأن يسعى إلى تحقيق السلام من خلال المسامحة.
fatimah_nahar@