يعد مرض خشونة المفاصل من أكثر أمراض المفاصل انتشارًا فى العالم، وتبلغ نسبة انتشاره أكثر من 10% أى أن كل عشرة أشخاص يوجد بينهم واحد على الأقل مصاب بخشونة المفاصل وتزداد نسبة انتشار هذا المرض مع التقدم بالعمر، حيث إن 30% من الأشخاص ذوى الأعمار (45 -65 عامًا) يعانون من المرض، بينما تصل نسبته إلى 70% لدى الأشخاص الذين أعمارهم فوق 65 عامًا.

تقول الدراسات الحديثة إن الرجال أكثر إصابة من النساء فى عمر دون الخمسين عامًا، وقد يعود ذلك إلى الأعمال المجهدة التى يقومون بها فى هذا العمر. لكن النساء أكثر إصابة فى عمر فوق الخمسين عامًا، ويعود ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية فى هذا العمر وبالتالى يقل إنتاج هرمون الاستروجين المسئول عن حماية العظام والمفاصل. بشكل عام، تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.

يقول الدكتور عبدالشافى أحمد حسيب، أستاذ الروماتيزم والمفاصل بطب الأزهر هناك نوعان من خشونة المفاصل: خشونة أولية: أسبابها غير معروفة وخشونة ثانوية: تظهر بسبب عامل واحد أو عدة عوامل من العوامل التالية: الوراثة: حيث تبين بالدراسات وجود علاقة بين الوراثة وزيادة نسبة حدوث خشونة المفاصل وزيادة الوزن: وهو من أهم العوامل، حيث يشكل الوزن الزائد حملًا زائدًا على المفاصل وجنس المريض: يزداد احتمال الإصابة عند النساء أكثر من الرجال وخصوصًا بعد عمر الخمسين وتقدم العمر: كلما زاد العمر تصبح الغضاريف أقل قدرة على حمل وزن الجسم وأداء دورها الطبيعى وتقوس الساقين: حيث يؤدى ذلك إلى حدوث تحميل زائد على أجزاء محددة من المفصل والإصابات والإجهادات المفصلية المتكررة: حيث تعتبر الإصابات المتكررة كإصابات الركبة عند الرياضيين، وكذلك الإجهاد الشديد للمفصل أثناء العمل من العوامل التى قد تؤدى مع الوقت إلى خشونة المفاصل والأمراض المفصلية الأخرى: كالتهاب المفاصل الروماتويدى والنقرس قد يؤديان بالمراحل المتطورة إلى خشونة مفاصل.

ويضيف الدكتور عبدالشافى حسيب أعراض المرض تتمثل فى الألم: وهو العرض الرئيسى، ويوصف عادة بأنه ألم حاد أو شعور بالحرقة. بشكل عام، فإن الألم يظهر مع الحركة أو المشى ويختفى مع الراحة، ولكن إذا كان الألم مستمرًا أو أثناء الليل فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على تقدم المرض أو مصاحبه الخشونة بالتهابات والتيبس: تيبس المفاصل وخاصة عند الاستيقاظ فى الصباح أو بعد فترة من الخمول وضعف العضلات: العضلات التى تحيط بالمفصل قد تصبح أضعف، وكثيرًا ما يحدث هذا فى حالة خشونة مفاصل الركبتين وتشنجات.

ويرى الدكتور عبدالشافى حسيب علاج خشونة المفاصل هو العلاج الدوائى فى البداية يجب أن نعلم أنه لا يوجد دواء شافى لخشونة المفاصل، وإنما جميع الأدوية هى فقط مسكنة للألم أو مخففة للالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، أو تعمل على تأخير تطور المرض ومن هذه الأدوية الباراسيتامول: هو المسكن الأكثر أماناً من باقى المسكنات، ويستعمل إذا كان الألم خفيفًا أو متوسطًا ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تسكن الألم وتخفف الورم والالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، وتختلف فعاليتها من شخص لآخر فالدواء الذى يكون فعالًا عند شخص قد لا يكون فعالًا عند شخص آخر أو بالعكس. إن كثرة استخدام هذه الأدوية يؤدى إلى آثار جانبية – خصوصًا على المعدة– لذا يجب توخى الحذر عند تناولها والكورتيزون: هو هرمون يستعمل حقنًا داخل المفصل من أجل السيطرة على الالتهاب، ولكن قد تكون له آثار عكسية عديدة وحمض الهيالورونيك: يوجد هذا الحمض فى تركيب السائل الزلالى للمفصل، ولكن تقل نسبته فى حالة خشونة المفاصل. يعطى حقنًا داخل المفصل لتخفيف الألم من خلال زيادة لزوجة السائل الزلالى لتسهيل حركة المفصل وتخفيف الاحتكاك ومنع الصدمات وذلك إذا لم تفيد المسكنات والعلاج الطبيعى فى تسكين الألم. تعطى هذه الحقن جرعة واحدة أسبوعياُ لفترة ثلاثة أسابيع تقريبًا، وتعتبر جيدة التحمل لكن تأثيرها مؤقت (لفترة ستة أشهر فقط) والجلوكوزامين: يوجد الجلوكوزامين فى الجسم ناتجا عن الجلوكوز، ويتحول إلى الجليكوزامين وجليكان (الكوندروتين) الذى يدخل فى تركيب الغضروف. وبالتالى فإن استخدام الجلوكوزامين قد يساعد فى ترميم المفصل ويؤخر من تطور المرض، وهو يفيد أكثر فى المراحل المبكرة من المرض، لكن الدراسات السريرية حول الجلوكوزامين متناقضة فهناك دراسات حديثة أشارت إلى أن فعاليته ضعيفة فى حالة خشونة المفاصل. يوجد على شكل حقن وكريمات موضعية لوحده أو بالمشاركة مع الكوندروتين والعلاج الطبيعى ويتمثل فى التمارين الرياضية والمساج: تستخدم بكثرة لتسكين الألم وتخفيف صلابة المفصل وتحسين حالته الوظيفية إلا أن الدراسات الحديثة لم تؤكد فعاليتها فى المعالجة والتحفيز الكهربائى للعصب عبر الجلد: يُستخدم جهاز صغير ينتج نبضات كهربائية خفيفة تقوم بتحفيز الأعصاب المجاورة للمفاصل المصابة. يعتقد العلماء أن هذه النبضات تتداخل مع إشارات الألم المتجهة نحو الدماغ، وهذا قد يكون فعالًا جدًا فى تسكين الألم المرافق لخشونة المفاصل والموجات فوق الصوتية: تستخدم الموجات فوق الصوتية عالية الطاقة لتحسين الدورة الدموية فى الأنسجة المتضررة بفعل التسخين الذى تعطيه. كما أن التأثيرات الميكانيكية للموجات فوق الصوتية تساعد على زيادة انتشار الأيونات والسوائل عبر الأغشية مما يساعد فى إزالة تورم المفصل والعلاجات الحرارية: تنقسم إلى العلاج بالتبريد والعلاج بالتسخين، وفى الحالتين فإنها تهدف إلى تسكين الألم وتخفيف الالتهاب والتورم والحصول على الاسترخاء هناك طرق أخرى حديثة كالعلاج المغناطيسى والعلاج المائى والعلاج باستخدام أشعة الليزر أو الأمواج القصيرة وغيرها من الطرق التى أعطت فعالية كبيرة فى علاج حالات عديدة من مرض خشونة المفاصل ثم العلاج الجراحى يستخدم فى حال لم ينفع العلاج الطبيعى والعلاجات الأخرى فى معالجة مرض خشونة المفاصل وخصوصًا فى المراحل المتطورة منه. أما أهم طرق هذا العلاج فهى جراحة المناظير: حيث يتم تنظيف المفصل وإزالة الأجزاء التالفة من الغضاريف وإصلاح التلف جراحة الاستبدال: حيث يتم استبدال الغضاريف التالفة بغضاريف صناعية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دراسة خشونة المفاصل

إقرأ أيضاً:

تظهر بعد 3 سنوات.. ما علاقة كورونا بالسكتات الدماغية ومشكلات الأمعاء؟

يربط باحثون ومختصون بين الأمراض التي تصيب الإنسان، وبين عدوى ربما يكون قد تعرض لها سابقا، وتعافى منها، بما في ذلك الإصابة بأعراض خفيفة من مرض كورونا.

ووجدت دراسة حديثة نشرتها مجلة "Nature Medicine" أن المشكلات الصحية الناجمة عن كورونا، يمكن أن تظهر لاحقا، كما وجدت أن هناك خطرا يتعلق بالأمعاء والدماغ والرئتين والقولون العصبي والسكتات الدماغية، قد يظهر بعد 3 سنوات، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

تاريخيا، يشير مختصون إلى هناك بعض الأدلة على زيادة حالات الإصابة بمرض باركنسون في أعقاب جائحة الإنفلونزا عام 1918.

وقارن الباحثون سجلات أكثر من 114 ألف شخص من الذين أصيبوا بأعراض خفيفة من كورونا، مع مجموعة أخرى تضم أكثر من 5 ملايين من الذين لم يصابوا بالمرض.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض خفيفة من كورونا، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في الجهاز الهضمي، بنسبة 8 في المئة بعد ثلاث سنوات، مقارنة مع مجموعة غير المصابين بالمرض. 

كما بيّنت النتائج أن الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض خفيفة من كورونا، أكثر عرضة بنسبة 10 في المئة للإصابة بمشكلة عصبية، وأكثر عرضة بنسبة 22% للإصابة بمشكلة رئوية.

علماء يكتشفون السر وراء عدم إصابة البعض بفيروس كورونا كشفت دراسة أجريت أثناء ذروة الوباء ونشرت نتائجها مؤخرا، السر وراء نجاة بعض الأشخاص بشكل مؤكد من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية. 

وقال الدكتور زياد العلي، رئيس قسم البحث والتطوير في جامعة كاليفورنيا: "ما تعلمناه مع كورونا أن العدوى الحادة يمكن أن يكون لها آثار طويلة المدى لا يجب أن تظهر في السنة الأولى أو الثانية". 

وبحثت الدراسة أيضًا أكثر من 20 ألف من الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض كورونا الحادة وتم إدخالهم إلى المستشفى عام 2020. إذ واجهت هذه المجموعة مخاطر أكبر عن إمكانية إصابتهم بمشكلات صحية بعد ثلاث سنوات من الإصابة، مقارنة بأولئك الذين يعانون من الأعراض الخفيفة للمرض.

كما بلغت نسبة إصابة الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض كورونا الحادة، بمشكلات عصبية حوالي 21%، بينما سجلت نسبة إصابتهم بمشكلات رئوية حوالي 57%، وفقا للدراسة.

وبحسب مختصين، ليس من الواضح تمامًا لماذا وكيف يمكن أن تؤدي عدوى كورونا إلى إثارة هذه المشكلات الصحية اللاحقة. 

وبرأي خبراء، فإن بعض الفيروسات، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، تؤدي إلى التهابات مزمنة، مع مضاعفات مستمرة، مشيرين إلى أن هناك فيروسات يمكن أن تترك الأشخاص عرضة لخطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل فيروس الورم الحليمي البشري.

وخلصت الدراسة إلى أن فيروس كورونا قد يعطل جهاز المناعة، ويسبب المزيد من الخلل في التنظيم المناعي، مقارنة بفيروسات مماثلة، مثل الإنفلونزا.

مقالات مشابهة

  • علاقة مرض «باركنسون» بصحة الأمعاء.. تعرف على 10 أطعمة تقلل خطر المرض
  • دراسة تكشف علاقة فول الصويا بالقدرات المعرفية للأطفال
  • "إنهاء أزمة الكهرباء والغاز وزيادة المساندة التصديرية".. أبرز مطالب صناعة مواد البناء من الحكومة الجديدة
  • كم مرة يجب أن تزن نفسك؟ خبراء يجيبون
  • هام لمرضى الروماتويد.. مكملات غذائية تخفف آلامه ونصائح مهمة للتعايش مع المرض
  • دراسة حديثة تكشف عن حل فعال للحد من زيادة الوزن للسيدات
  • دراسة بريطانية: بلوغ الفتيات المبكر مرتبط باكتساب الوزن
  • دراسة تكشف طريقة سحرية للحفاظ على الوزن بعد سن اليأس.. «هترجعي أصغر من الأول»
  • تظهر بعد 3 سنوات.. ما علاقة كورونا بالسكتات الدماغية ومشكلات الأمعاء؟
  • كيف يمكن لبكتيريا بالأمعاء أن تؤدي إلى إدمان الطعام وزيادة الوزن؟