تعد المياه الزرقاء من أكثر الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى على مستوى العالم، وغالبًا ما تحدث نتيجة زيادة الضغط فى مقلة العين عن المعدل الطبيعى، وتتسبب فى عدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على رؤية الأشياء بوضوح.

وتختلف أعراض المياه الزرقاء تماماً عن المياه البيضاء، وهى فى الحقيقة ارتفاع فى ضغط العين، مما يؤدى إلى تأثير مباشر على العصب البصرى، لذلك من الضرورى علاج هذه المياه الزرقاء، إما بالقطرات والأدوية، أو بالجراحة لتفادى إصابة المريض بالعمى.

ويقول الدكتور تامر إسماعيل جودت، أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، من المعروف عن المياه الزرقاء أنها سارق الأبصار، لأنه فى انواع منها لا يشعر المريض باى أعراض إلى أن يفاجأ بتدهور حاد فى الإبصار، التى يصعب بعدها العلاج.

وعند الكشف الدورى يكتشف أنه يعانى من ارتفاع مزمن بضغط العين، مع ضعف شديد بعصب الأبصار، ولذلك يجب الكشف الدورى خاصة إذا كان أحد أفراد العائلة يعانى المياه الزرقاء.

ومن أضرار المياه الزرقاء انه إذا اثرت على العصب البصرى، وتم فقدان جزء من الإبصار، أو مجال الإبصار لا يستطيع بالعلاج أو الجراحة استعادة ما تم فقده.

ويضيف الدكتور تامر جودت، بعد الكشف على المريض وقياس ضغط العين، يقوم الطبيب بإجراء فحص للعصب البصرى، وعمل مجال إبصار له، وأشعة مقطعية للوقوف على مدى تأثره بالمياه الزرقاء، وبناء على فحوصات وحدة الإبصار توضع خطة علاجية للمريض مع المتابعة الدورية.

ويؤكد الدكتور تامر إسماعيل جودت، أنه من الضرورى سرعة علاج المياه الزرقاء، أما بالقطرات والأدوية التى يصفها الطبيب المعالج، أو بالجراحة لتفادى إصابة المريض بالعمى.

ويوضح الدكتور تامر جودت، فى حالة التدخل الجراحى لا بد من الحفاظ على ما تبقى من العصب البصرى، للحفاظ على الإبصار، وكانت قديماً أنواع العلاج بسيطة جداً، ولا تحدث مع الحالات المتقدمة المتأخرة، ولكن الآن مع التطور الكبير فى الأدوية والقطرات، يوجد الكثير من القطرات التى تستخدم فى خفض ضغط العين، وأصبح الاحتياج للتدخل الجراحى أقل من السابق كثيرًا.

وأكد أن التدخل الجراحى يكون فى الحالات المستعصية فقط، التى لا تستجيب للعلاج، أو حالات المياه الزرقاء المصحوبة بانسداد فى زاوية العين، حيث إن العلاج الاساسى لهذا النوع يكون جراحياً.

وفى بعض الحالات يستخدم الليزر إما لعمل فتحة لتصريف السائل الداخل للعين، أو لتقليل السائل الذى يتم إفرازه داخل العين، وبهذه الطريقة ينخفض ضغط العين، وتكون هذه الطريقة فى حالات منتقاة من حالات المياه الزرقاء.

ويضيف الدكتور تامر جودت، يكون فى كثير من الأحوال، وخاصة كبار السن تكون حالات المياه الزرقاء مصحوبة بمياه بيضاء، وفى هذه الحالة إجراء عملية المياه البيضاء، تقلل من ضغط العين فى كثير من الأحوال، أما إذا كان ضغط العين «المياه الزرقاء»، تحتاج إلى التدخل الجراحى فتكون الجراحة للمياه البيضاء والزرقاء فى نفس الوقت.

ويشير الدكتور تامر جودت، مع التقدم الكبير فى الأجهزة والآلات الجراحية المستخدمة، فى مجال طب وجراحة العيون، تكون نتائج الجراحات عالية جداً، خاصة إذا جاء المريض للفحص فى المراحل المبكرة، وفى معظم الحالات التى تحدث بها مضاعفات، يكون المريض للأسف الشديد قد آتى فى مراحل متقدمة من المرض.

وينصح الدكتور تامر جودت الحالات المرضية بالاهتمام بصحة العينين عن طريق الفحص الدورى مرة كل عام، وبعد بلوغ سن الخمسين يكون الفحص مرة كل 6 أشهر، وإذا كان يوجد أحد أفراد أهل المريض مصاب مثل الأب أو الأم، يعانى المياه الزرقاء، فينصح بالكشف الدورى لباقى أفراد الأسرة، حتى إذا لم تكن هناك شكوى، للاكتشاف المبكر للمرض، حيث إن المياه الزرقاء من الأمراض التى تورث.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفحص الدوري المياه الزرقاء المیاه الزرقاء ضغط العین

إقرأ أيضاً:

وزير الري: نصيب الفرد من المياه في مصر يصل لنصف خط الفقر العالمي

شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، فى فعاليات جلسة "الأمن الغذائي والمائي من أجل اقتصاد مرن" والمنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر "الاستثمار المصرى الأوروبي".

وفى كلمته بالجلسة الحوارية ردا على سؤال "ما هى إنجازات وزارة الموارد المائية والري لمواجهة تحديات تغير المناخ و ندرة المياه".. أشار الدكتور سويلم لتحدى الزيادة السكانية وما يمثله من ضغط كبير على الموارد المائية المحدودة، حيث يبلغ عدد السكان 105 ملايين نسمة بالإضافة لحوالى 9 ملايين ضيف من اشقائنا المقيمين فى مصر، فى الوقت الذى يصل فيه نصيب الفرد من المياه فى مصر لحوالى نصف خط الفقر العالمى، وهو ما يدفعنا لإعادة استخدام حوالى 21 مليار متر مكعب سنويا من المياه، واستيراد محاصيل تكافئ حوالى 33.50 مليار متر مكعب سنويا من المياه.

بالإضافة لتأثيرات تغير المناخ على مصر سواء من الشمال من خلال ارتفاع منسوب سطح البحر والنوات البحرية التي تؤثر سلبا على الشواطئ والخزانات الجوفية بالمناطق الساحلية، أو من الجنوب من خلال التأثير الغير متوقع على منابع نهر النيل فى الوقت الذى تعتمد فيه مصر بنسبة 97% على نهر النيل لتوفير مواردها المائية المتجددة، بالإضافة لتأثير موجات الحرارة المرتفعة على استخدامات المياه داخل مصر وما يمثله ذلك من ضغط على المنظومة المائية خاصة عندما تتزامن مع فترة أقصى الإحتياجات المائية، وكذا زيادة الظواهر المناخية المتطرفة مثل السيول الومضية.

وللتعامل مع تحديات المياه.. أشار الدكتور سويلم لما تقوم به الوزارة من مجهودات لرفع كفاءة إستخدام المياه من خلال التحول للرى الحديث في الأراضى الرملية طبقاً لمواد قانون الموارد المائية والرى، وتشجيع المزارعين على التحول للرى الحديث فى مزارع قصب السكر والبساتين، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه الدولة المصرية بتنفيذ مشروعات كبرى لمعالجة مياه الصرف الزراعى مثل محطة بحر البقر (بطاقة 5.60 مليون متر مكعب يومياً)، ومحطة الدلتا الجديدة (بطاقة 7.50 مليون متر مكعب يومياً)، ومحطة المحسمة (بطاقة 1 مليون متر مكعب يومياً)، وهو ما يضيف للمنظومة المائية في مصر حوالى 4.80 مليار متر مكعب سنوياً.

بالإضافة لتنفيذ مشروعات لحماية الشواطىء المصرية بأطوال تصل إلى 260 كيلومتر منها 69 كيلومتر منفذة باستخدام مواد صديقة للبيئة من خلال "مشروع تعزيز التكيف بالساحل الشمالى ودلتا نهر النيل".

وفيما يخص السؤال الخاص بتحديد دور شركاء التنمية والقطاع الخاص فى دعم قطاع المياه، خاصة فى ظل توقيع إتفاق الشراكة المصرية الأوروبية فى مجال المياه.. أشار الدكتور سويلم إلى أن مصر أصبحت مركز اقليمى هام لتبادل الخبرات والمعرفة وبناء القدرات بين الدول، مشيرا لمبادرة AWARe التى اطلقتها مصر فى مؤتمر COP27 والتى تعد منصة هامة لدعم الدول النامية وخاصة الدول الإفريقية فى مجال المياه والمناخ.

وأكد على اهتمام الوزارة بإنتهاج السياسات والحلول الخضراء والمستدامة، وتنفيذ المشروعات الصديقة للبيئة مثل "مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالي ودلتا نهر النيل" والذى يتم الترتيب لإطلاق مرحلة ثانية له، ودراسة نقل الرمال من منطقة الدلتا البحرية لتغذية أماكن النحر بالمناطق الشاطئية، وتأهيل الترع بمواد صديقة للبيئة، وتحسين عملية إدارة المياه بالتحول من استخدام المناسيب لإستخدام التصرفات فى إدارة المياه.

وأشار لما تحقق من طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية فى تشكيل روابط مستخدمى المياه والتى وصلت إلى 6000 رابطة، كما تم إجراء انتخابات لممثلى الروابط على مستوى المراكز والمحافظات والجمهورية، حيث يعد تشكيل هذه الروابط احد اهم أدوات التعامل مع تحدى تفتت الملكية الزراعية من خلال تجميع الإدارة - وليس الملكية - بما يسهم فى تعزيز التنسيق بين المزارعين على نفس الترعة فى توزيع المياه واستلام الأسمدة والبذور وبيع المحاصيل وغيرها، مضيفا أن تجميع المزارعين على نفس المجرى فى كيان مؤسسى واحد سيمكن الوزارة والمستثمرين والقطاع الخاص من التعامل مع كيان واحد عند التحول للرى الحديث أو إستخدام الطاقة الشمسية لرفع المياه فى الاراضى الزراعية، وهو ما سيكون للقطاع الخاص دور هام فيه.

وأوضح أنه ومع استمرار الزيادة السكانية بحوالى 2 مليون نسمة سنويا وثبات الموارد المائية التقليدية، فهناك حاجة ماسة للإستمرار فى إعادة إستخدام المياه والتوسع فى إنشاء محطات الخلط الوسيط خاصة فى النقاط الساخنة.

وأكد الدكتور سويلم على أهمية التوسع فى البحث العلمى فى مجال تحلية المياه للإنتاج الكثيف للغذاء على غرار التجربة الناجحة لدولة المغرب الشقيقة، شريطة البحث عن حلول تسهم فى تقليل تكلفة الطاقة المستخدمة فى عملية التحلية وبما يجعل من التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ذو جدوى إقتصادية.

وأشار لضرورة استمرار التعاون الاستراتيجى بين مصر والإتحاد الأوروبى فى ظل ما تمتلكه الدول الأوروبية من تكنولوجيا متقدمة، وما تتمتع به مصر من موارد وامكانات، حيث تعد مصر واحدة من أكثر دول العالم من حيث السطوع الشمسى وتوفر الرياح بسرعة مرتفعة في عدة مناطق بمصر، وهو ما يسهل من عملية إنتاج الطاقة والهيدروجين الأخضر فى مصر بصورة ذات جدوى إقتصادية.

مقالات مشابهة

  • تحرير 18 محضر مخالفات متنوعة في حملة لحماية المستهلك ببني سويف
  • الإكثار من الخضراوات وتجنب البروتين يحميان من مضاعفات الكلى فى الصيف
  • “الزرقاء الأهلية” تطلب أعضاء هيئة تدريس
  • سلطان القاسمى والنيل
  • وزير الرى: حماية ٢٦٠ كيلومتر من الشواطىء منها ٦٩ بمواد صديقة للبيئة
  • وزير الري: نصيب الفرد من المياه في مصر يصل لنصف خط الفقر العالمي
  • مستشفى الكويت يطلق حملة الكشف المبكر عن سرطان الفم تحت شعار “الكشف المبكر لحياة صحية”
  • نصائح للوقاية من سرطان الثدي.. 4 نصائح مهمة
  • وقاية النباتات ينظم برنامجا تدريبيا لتعزيز حماية المحاصيل البقولية من الآفات
  • سويلم: افتتاح "مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية"