أرضية ملعب بالبرازيل تتحول إلى ساحة معركة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
شهدت مباراة فريق كوريتيبا وضيفه كروزيرو لحساب الجولة الـ34 من الدوري البرازيلي -أمس السبت- أحداث عنف وشغب، تحولت معه أرضية ميدان ملعب "ماور بيريرا" إلى حلبة مواجهات بعد اقتحامها من طرف المشجعين.
وبلغت المباراة المتوترة ذروتها في الدقيقة 91 عندما سجل روبسون فرنانديز لاعب كوريتيبا الهدف الوحيد في المباراة.
وبعد هدف روبسون مباشرة، اجتاح مشجعو كروزيرو أرض الملعب، وتوجهوا نحو جماهير الفريق المضيف ليندلع شجار جماعي.
وأظهر مقطع فيديو -انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي- حجم الاشتباك مع أفراد الأمن الذين لم يتمكنوا من كبح جماح الجماهير.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن وقوع إصابات بين المشجعين.
Absolutely terrible scenes in Brazil during the match between Cruzeiro and Coritiba pic.twitter.com/BPY49BLttG
— Enrik Mhillaj (@enrick_1011) November 11, 2023
وأصدر الفريق المضيف بيانا عقب الحادثة "يندد فيه بشدة" بما جرى.
وجاء في البيان "نادي كوريتيبا لكرة القدم يخرج ليرفض بشدة اجتياح الملعب الذي بدأته جماهير كروزيرو، مباشرة بعد هدف كوريتيبا، مما أدى لاضطرابات واسعة النطاق. مثل هذه المواقف غير مقبولة ولا تؤدي إلا إلى الإضرار بالأندية وكرة القدم البرازيلية".
وشارك إسلام سليماني هداف المنتخب الجزائري أساسيا مع كوريتيبا، قبل أن يُستبدل في الدقيقة الـ 75.
ويتصارع الفريقان من أجل البقاء في القسم الأوّل، وعدم النزول إلى الدرجة الثانية.
وبات كوريتيبا، بعد هذا الفوز، يملك 29 نقطة في المركز الـ 19 وقبل الأخير. ويشغل كروزيرو المرتبة الـ17 برصيد 37 نقطة. لكن الفريق الأخير تنقصه مقابلتان مؤجلتان.
وقبل 4 جولات قبل إسدال ستار البطولة البرازيلية، سيشمل النزول إلى القسم الثاني أندية المراتب الأربعة الأخيرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
معركةُ الوعي
غيداء شمسان
في متاهات الحياة، حَيثُ تتشابك المصالح وتتصارع الأفكار، تظل معركة الوعي هي المعركة الأبدية، هي شرارة لا تنطفئ، ونار لا تخمد.
ليست معركة بالسيوف والرماح، بل هي حربٌ تخاض في عقولنا وقلوبنا، حرب تحدّد مساراتنا وقراراتنا، حرب ترسم ملامح مستقبلنا، إنها معركة مُستمرّة لا تتوقف، معركة تستنزف طاقاتنا، ولكنها في الوقت ذاته، تشحذ هممنا وتوقظ فينا طاقة التغيير.
الوعيُ هو البوصلة الداخلية التي توجّـهنا في بحر الحياة المتلاطم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل والتضليل، هو السلاح الذي نحارب به الأفكار المغلوطة والقيم الزائفة، الوعي، هو القدرة على التفكير النقدي، هو التساؤل والبحث، هو عدم الاستسلام للجاهز والمسلم به هو أن نرى الواقع بعيون مفتوحة، وأن نفهم القوى التي تحَرّك هذا العالم.
معركة الوعي لا تنتهي؛ لأَنَّها معركة ضد الذات، ضد ميولها نحو الراحة والاستسلام، إنها معركة ضد القوى التي تسعى إلى تضليلنا، وتشويه الحقائق، وغرس الأفكار التي تخدم مصالحها، إنها معركة ضد التلقين الأعمى، وضد الخرافات والأوهام، وضد كُـلّ ما يقيد عقولنا ويحد من حريتنا.
في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث، وتتزايد فيه وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت معركة الوعي أكثر أهميّة من أي وقت مضى نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، عالم يسعى فيه الكثيرون إلى التحكم في أفكارنا وآرائنا في هذا العالم، يصبح الوعي هو الدرع الواقي، هو السلاح الفتاك، هو الأمل في غد أفضل.
معركة الوعي، هي معركة فردية وجماعية في آن واحد، إنها معركة تبدأ في ذواتنا، عندما نختار أن نكون واعين، وأن نفكر بأنفسنا، وأن نرفض الاستسلام للقطيع وهي معركة جماعية عندما نتحد معًا، ونتبادل الأفكار، ونعمل؛ مِن أجلِ بناء مجتمع واعٍ، مجتمع يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة.
إن طريق الوعي ليس سهلًا، فهو يتطلب جهدًا وتضحيةً وتفانيًا، ولكنه الطريق الوحيد نحو التحرّر الحقيقي، والتقدم الحضاري، والعيش الكريم، إنها معركة تستحق أن نخوضها بكل قوة وإصرار؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ المستقبل، ومستقبل أجيالنا القادمة.
معركة الوعي لا تنتهي، ولكنها تستمر وتتجدد مع كُـلّ جيل جديد، ومع كُـلّ شرارة أمل تنبعث في الظلام هي معركة مُستمرّة، لا تعرف الهزيمة؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ الإنسانية ذاتها.