خبراء: الخلافات بين نتنياهو وأركان حربه سببها محاولاتهم الإفلات من المحاسبة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يرى خبراء ومحللون أن الانقسام المتزايد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية ليس إلا محاولة من كل طرف للظهور بمظهر البطل أملا في تجنب المحاسبة القادمة، وأن الولايات المتحدة تحاول هي الأخرى تصدير صورة بأنها لا توافق إسرائيل في كل ما تريد وما تفعل.
ووفق الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة، فإن إسرائيل تعيش حالة مزايدة سياسية، لأنهم يعرفون أن الحرب ستنتهي والمساءلة ستحدث، وكل واحد يحاول الظهور بمظهر البطل سواء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو أعضاء حكومته.
ويرى هلسة أن نتنياهو يشعر بأن أركان حكومة الحرب يمثلون تهديدا له وخصوصا يوآف غالانت وبيني غانتس، وأنه لا أحد يملك رؤية واضحة يقدمها لما بعد الحرب.
وفي السياق نفسه، قال المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي، ديفيد بولجير، إن "الحرب الحالية امتدت أكثر مما كان متوقعا لها، لكنه يرى أن هذه الخلافات التي تعيشها حكومة إسرائيل طبيعية في ظل هذه الظروف، لأنها تتعامل مع قضايا أمنية وسياسية مختلفة في وقت واحد.
ومع ذلك، فإن بولجير يرى أن نتنياهو يواجه كثيرا من التساؤلات بشأن المحتجزين والضحايا من الجانبين، مؤكدا أن قوى خارجية مثل الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين يطالبونه بحل الوضع سريعا.
وفي ما يتعلق بموقف إدارة جو بايدن، قال بولجير إنها "مصممة على دعم نتنياهو، لكنها عازمة في الوقت نفسه على وقف إطلاق النار لوقف المأساة الإنسانية".
وقال بولجير إن "نتنياهو سيحاكم في النهاية بسبب تعامله مع الأزمة، وإن بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن لديهما سجل قوي في التعامل مع الحكومات الإسرائيلية المختلفة، ومن ثم فإن واشنطن مستعدة للتواصل مع كل الأطراف بما فيها المعارضة الإسرائيلية".
وعن الخلاف في التصريحات بشأن مستقبل غزة، قال هلسة إنها مجرد محاولة لتجميل صورة إدارة بايدن والقول إنه لا يتماهى مع نتنياهو بشكل كامل وذلك بسبب الضغوط الداخلية والعالمية لوقف المجازر، لأن العالم كله يعرف أن واشنطن تمنح إسرائيل الغطاء لفعل ما تفعل.
وبالتالي، يضيف هلسة، فإن واشنطن تحاول تعديل البوصلة، لأنها تعرف أن إعادة احتلال قطاع غزة سيسبب لها مشاكل في المنطقة من جهة، وإظهار أنها لا توافق على كل ما تريده أو تفعله إسرائيل من جهة أخرى، لكن الواقع عكس ذلك تماما، وكلاهما يريد مواصلة الحرب، حسب رأيه.
لكن بولجير يختلف مع طرح هلسة، ويقول إن "العلاقات الأميركية الإسرائيلية تاريخية ومعروفة، وهي تتحرك من منطلق حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسط بيئة تحاول محوها فعليا مثل حماس وحزب الله وغيرهما، لكنها في الوقت لا تتجاهل حق الفلسطينيين في السلامة والأمن خلال الحرب"، حسب تعبيره.
وعن تغير الرأي الأميركي والغربي تجاه الحرب، قال بولجير إن "إدارة بايدن تتابع كل شيء، وتأخذه بعين الاعتبار، لكن ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هو الذي يحرك هذه الإدارة، مؤكدا أن تعقيدات الأزمة الحالية لن تحل بين ليلة وضحاها".
في المقابل يقول هلسة إن إسرائيل تمارس جنونا ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة الغربية التي لا تخضع لحكم حماس، وهي تفقد شرعيتها السياسية داخليا مع امتداد أمد الحرب، مؤكدا أن هناك تململا متزايدا ومطالبات بمحاكمة نتنياهو الذي بدأ يدرك أنه لم يعد يملك كثيرا من الوقت، وبالتالي سينزل من فوق الشجرة، ويتعامل مع الواقع بعقلانية.
وخلص هلسة إلى أن الرأي العام الداخلي هو المؤثر في موقف نتنياهو، وإن هناك فقدان ثقة متزايد فيه ومطالبات بالاستقالة وهو أمر غير معهود تاريخيا في إسرائيل، معربا عن قناعته بأن المجتمع الإسرائيلي أصبح مقتنعا بأن نتنياهو ليس مؤهلا لمواصلة هذه الحرب حتى نهايتها، وهذا هو ما سيوقف الحرب، برأيه.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غانتس: نتنياهو يُخرّب مفاوضات صفقة التبادل
هاجم زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس ، اليوم الأحد، 22 ديسمبر 2024، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بأنه يتسبّب بتعطيل التوصل لصفقة تبادل أسرى.
وقال غانتس في تصريحات له: "نحن في أيام حساسة ونتنياهو يخرب مفاوضات صفقة التبادل".
وخاطب غانتس نتنياهو بالقول: لا تفويض لديك لتقويض عملية إعادة المخطوفين مرة أخرى لاعتبارات سياسية.
وتابع، "إعادة المخطوفين هي الأمر الصحيح الذي يجب القيام به إنسانيا وأمنيا وقوميا".
وفي ذات السياقـ اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأحد، الحكومة بإحباط التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى في غزة ، وقال إن نتنياهو "يقوم بتغليب الاعتبارات السياسية على إعادة المختطفين (الأسرى بغزة) وأمن إسرائيل".
وقال لابيد في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "أتمنى ألا يحدث مثلما حدث في السابق عدة مرات، في أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) وهو أنه كلما اقتربنا من صفقة وضعت حكومة نتنياهو شروطا جديدة وأحبطت العملية".
وأضاف: "لا أفهم الحديث برمته، عن صفقة جزئية، لماذا لا نذهب إلى صفقة شاملة، لماذا لا نعيد جميع المختطفين ونوقف الحرب".
وقال لابيد: "ليس لدينا ما نبحث عنه بعد الآن في غزة، وعلينا أن نبدأ في الاستعداد لليوم التالي للحرب، وإعادة 100 مختطف إلى الوطن".
وتابع: "سيكون بإمكاننا دائما بعد نهاية الحرب دخول قطاع غزة وأن نفعل ما نريد (..) الآن يجب وقف الحرب وإبرام صفقة وإعادة جميع المختطفين".
واتهم لابيد نتنياهو "بمحاولة إفساد الصفقة لأنه لا يريد وقف الحرب، ويخشى أنه عندما تتوقف الحرب فسوف تسقط الحكومة".
وأضاف: "نتنياهو يقوم بتغليب الاعتبارات السياسية على إعادة المختطفين وأمن إسرائيل".
المصدر : وكالة سوا - الأناضول