بيروت ـ “راي اليوم” ـ نور علي: أربعة اشهر من الصمت الإسرائيلي حيال اختفاء من تقول إسرائيل انها مواطنة إسرائيلية فقدت في العراق، اليزابيت تسوركوف اختفت في العراق في اذار (مارس) الماضي بعدما قررت تغير مسارها المعتاد نحو أربيل في كردستان العراق لتدخل بغداد لأول مرة، وتحديدا حي الكرادة، وهناك وفي احد المنازل جاءت مجموعة عراقية واعتقلتها، وتقول مصادر أخرى ان الاعتقال تم في احد المقاهي في الحي، حيث حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على مقطع فيديو سجّلته كاميرا مراقبة في المقهى تظهر فيه شابة تغادر برفقة رجل.

وبحسب المصدر للوكالة فإنّ المرأة التي ظهرت في التسجيل هي تسوركوف والرجل الذي رافقها هو الخاطف، وهو عنصر في مجموعة عراقية موالية لإيران. لكن إسرائيل التي كانت تعلم ان تسوركوف اختفت فضلت عدم التحدث بالامر على امل ان لا تفتضح جنسيتها الحقيقة، وان تبقى الجهة التي اعتقلتها في بغداد تظن انها مواطنة روسية على اعتبار ان تسوركوف تتحرك بجواز سفر روسي سواء في زيارتها الى أربيل او الشمال السوري او في اللقاءات التي جمعتها مع شخصيات من المعارضة السورية. المرجح ان رسائل غير مباشرة وصلت الى تل ابيب تكشف عن معرفة الجهة التي اعتقلت تسوركوف بكافة التفاصيل المتعلقة بجنسية ونشاط وارتباط من تدعي إسرائيل انها مجرد باحثة وتجول في مناطق سورية وعراقية لاجراء أبحاث اكاديمية. وباختصار وحسب المرجح فان هذا الكشف هو ما دفع نتنياهو للإعلان اول امس عن اختطافها في العراق محملا الحكومة العراقية مسؤولية امنها وسلامتها، ومشيرا الى مسؤولية كتائب حزب الله العراق عن اختفائها. من الواضح ان إسرائيل لم تكتشف الآن وبعد أربعة اشهر ان تسوركوف اعتقلت، انما كانت تعلم ولكن حاولت إخفاء علاقة إسرائيل بها او كونها إسرائيلية وفق احتمال ان لا يفضح امرها، ولكن الآن هناك من أوصل لهم ان اللعبة انكشفت وان ثمة أسيرة إسرائيلية باتت بقضبة جهة عراقية، وعليهم ان يبنوا حساباتهم بناء على ذلك. وما يؤكد هذه الفرضية هو بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي قال ان تسوركوف على قيد الحياة، وهي بصحة جيدة. بمعنى انهم تلقوا رسالة بصورة غير مباشرة تقول “الغراب صار في القفص”. ومن المرجح كذلك ان تكون الآن قد انتهت مرحلة التحقيقات مع تسوركوف وانها افرغت الصندوق الأسود المتعلق بنشاطها وعلاقتها ومهماتها وصلاتها، وهذا احد تفسيرات ظهور قضية اعتقالها على السطح، واذا كان ذلك فعلا هو المسار، فان المرحلة الثانية هي من دون شك وان امتدت الفترة الزمنية او قصرت التفاوض غير المباشر، والمطالبة بصفقة تبادل تفرج خلالها إسرائيل عن اسرى فلسطينيين وعرب. تقول إيما الشقيقة الصغرى لإليزابيث تسوركوف؛ المواطنة الإسرائيلية التي اختطفت في العراق، إنها كانت تعلم بوجودها في بغداد. وأضافت أن أختها “أجرت مقابلات هناك مع أناس عاديين، وفي مارس الماضي فقدنا الاتصال بها”، بحسب تصريحات أدلت بها لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. وتابعت إيما “لقد حاولنا أن نفهم ما حدث. أعلم أنها هناك لأنها أكاديمية، لقد تحدثنا كثيرًا عن أبحاثها وكيف ستكتب أطروحتها للدكتوراه”. واستطردت: “كنت أعلم أنها كانت تقوم بالعمل الميداني هناك. وكان هدفها إجراء تحقيق حول الحركات السياسية من خلال الناس العاديين في الشارع، وأجرت مقابلات مع الناس لفهم رؤيتهم للعالم، وهو موضوع الدكتوراه”. وأوضحت إيما “كنا قلقين، ولكن كان من المهم لها أن تبحث وتعرف كيف يفهم عامة الناس واقعهم السياسي. لأنه لا يمكنك أن تفعل ذلك عن بعد. وشعرت أنه لا توجد طريقة أخرى لإجراء البحث. تحدثت معها عدة مرات حول طرق أخرى يمكن اللجوء إليها لتقليل المخاطر، لكنها اختارت طريقها”. والدة تسوركوف “ارينا” في تصريح مناقض لكلام الشقيقة قالت للقناة 12 الإسرائيلية انهم لم يكونوا على علم انها في العراق، فهي ذهبت حسب قول الوالدة الى تركيا لاجراء أبحاث. يقول صحفيون التقوا بها باعتبارها باحثة روسية انها في بغداد كانت تركز على فصائل عراقية موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر. وفي تصريح ادلى به المجلس الإقليمي الاستيطاني في الضفة الغربية غوش عتصيون جاء فيه ان تسوركوف المحتجزة في العراق تعيش منذ فترة طويلة في مستوطنة “الداد” ضمن التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون” قرب بيت لحم. تسوركوف مستوطنة إسرائيلية خدمت في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعند اندلاع الاحداث في سورية تحولت نحو التركيز على القضية السورية وزارت عدة دول ومناطق لهذه الغاية، واقامت علاقات مع شخصيات سياسية وقادة مجموعات عسكرية سورية معارضة في تركية والشمال السوري والأردن. يمنع القانون الإسرائيلي دخول الإسرائيليين البلدان التي تعتبرها إسرائيل معادية ومنها العراق وسورية وحتى ولو كان الإسرائيلي يحمل جنسية ثانية، فكيف تمكن تسوركوف من دخول العراق عدة مرات والعودة لإسرائيل، وكيف دخلت سورية كذلك عدة مرات، من دون ان يحاسبها القانون؟ الا اذا كانت قد أرسلت بمهمة رسميه. كما يحظر القانون العراقي دخول الإسرائيليين وبهذا يكون اعتقالها في العراق اجراء قانونيا لا يمكن تسميته اختطاف.  يؤكد الإسرائيليون انها محتجزة في العراق لكن اكثر ما تخشاه إسرائيل هو ان تكون تسوركوف قد تم ترحيلها الى ايران، عندها على إسرائيل ان تستعد لدفع ثمن باهظ جدا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

لماذا لا يمتلك العراق صندوقا سياديا يخرجه من عنق الاقتصاد الريعي؟

بغداد اليوم -  بغداد

مع استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق، تتزايد الدعوات لإنشاء صندوق سيادي بالدولار الأمريكي يُستخدم لاستثمار عائدات النفط في مشاريع اقتصادية وتنموية تعزز الاستقرار المالي للبلاد. 

في هذا السياق، شدد الباحث في الشأن المالي والمصرفي مصطفى أكرم حنتوش على ضرورة تأسيس مثل هذا الصندوق، مبيناً أهميته في تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز الاستثمارات.

بحسب حديث حنتوش لـ"بغداد اليوم"، فإن العراق يمتلك عدة صناديق مالية محلية مثل صندوق التنمية وصناديق التقاعد والضمان الاجتماعي وصندوقي التعليم والتربية، إلا أن جميع هذه الصناديق مقومة بالدينار العراقي وهي خاملة بسبب عدم قدرتها على الانخراط في الاستثمارات الكبرى ذات الطابع الدولي.


الدينار أم الدولار؟ 

وأوضح أن الدينار العراقي هو عملة داخلية لا يمكن استخدامها في التعاملات الخارجية أو الاستثمارات الكبيرة، مما يجعل هذه الصناديق غير فعالة في تحقيق أرباح تدعم الاقتصاد. لذلك فإن العراق بحاجة فعلية إلى صندوق سيادي بالدولار الأمريكي يتم من خلاله استثمار عائدات النفط بدلاً من بقائها في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دون استغلال مباشر لها. وأكد أن هذا الصندوق سيمكن العراق من الدخول في استثمارات آمنة تدر أرباحاً كبيرة وخاصة في قطاعات النفط والغاز، مما سيساهم في تحقيق استقرار مالي يدعم الاقتصاد الوطني. وأضاف أن إدارة فعالة لهذا الصندوق ستضمن استثمارات استراتيجية تسهم في تعزيز الإيرادات الحكومية وتقليل الاعتماد على التقلبات النفطية، حيث يمكن توجيه جزء من العائدات إلى مشاريع تنموية مثل البنى التحتية والطاقة والتكنولوجيا مما يعزز الاستقلال المالي للعراق على المدى الطويل.


تجارب ناجحة

ويستشهد الخبراء بتجارب دولية ناجحة في إنشاء صناديق سيادية مثل الصندوق السيادي النرويجي الذي يعد من أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم حيث يستثمر عائدات النفط في مجموعة متنوعة من الأصول لضمان الاستدامة المالية للأجيال القادمة. 

كما نجحت دول خليجية مثل السعودية والإمارات وقطر في إنشاء صناديق سيادية ضخمة أسهمت في تنويع اقتصاداتها وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، ومع ذلك، فإن العراق يواجه تحديات كبيرة قد تعرقل إنشاء مثل هذا الصندوق، منها ضعف الاستقرار السياسي وتأثيره على القرارات الاقتصادية الكبرى إضافة إلى الفساد الإداري الذي قد يعيق حسن إدارة واستثمار أموال الصندوق والتحديات القانونية والتشريعية المتعلقة بتأسيس وإدارة الصندوق وفق معايير الحوكمة الرشيدة، فضلاً عن تذبذب أسعار النفط وتأثيره على تدفق العائدات المالية.


آثار إيجابية

يرى بعض الاقتصاديين أن إنشاء الصندوق السيادي قد يسهم في تقليل الاعتماد على المساعدات الدولية والقروض الخارجية، كما يمكن أن يساعد في استقرار سعر صرف الدينار العراقي وتقليل التضخم. كذلك، فإن استخدام أموال الصندوق في دعم مشاريع البنية التحتية والإسكان والصحة والتعليم بدلاً من الاعتماد الكامل على الموازنة العامة سيعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. 

من جهة أخرى، فإن الحكومة العراقية قد تواجه معارضة سياسية أو حزبية حول إنشاء هذا الصندوق، حيث يمكن أن تظهر مخاوف من استخدامه لأغراض غير اقتصادية أو خضوعه لتجاذبات سياسية تؤثر على استقلاليته. ورغم كل هذه التحديات، تبقى التجارب الناجحة في دول أخرى دليلاً على أهمية مثل هذه الصناديق في تحقيق الاستدامة المالية، وهو ما يدفع نحو ضرورة أن يتخذ العراق خطوة جادة في هذا الاتجاه.

يعد إنشاء صندوق سيادي بالدولار الأمريكي خطوة استراتيجية يمكن أن تساهم في تحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد للعراق من خلال استثمار عائدات النفط في مشاريع إنتاجية تعزز النمو والتنمية المستدامة. ومع تصاعد الدعوات لإنشاء هذا الصندوق، يبقى السؤال الأهم: هل تمتلك الحكومة الإرادة السياسية والإدارية اللازمة لتحقيق هذا المشروع الحيوي.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • لماذا لا يمتلك العراق صندوقا سياديا يخرجه من عنق الاقتصاد الريعي؟
  • واشنطن.. العثور على الصندوق الأسود للمروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة قرب مطار ريجان
  • سيدة قد تنقذ أسرى حزب الله.. من هي تسوركوف؟
  • أسد الفيوم يلتهم حارسه.. القصة الكاملة لمصرع الحارس داخل حديقة الحيوان
  • غرقته في البانيو.. القصة الكاملة لأم انهت حياة طفلها في المنوفية
  • تقرير: إسرائيل تستعد لإطلاق سراح 8 من حزب الله مقابل تحرير تسوركوف المختطفة في العراق
  • تحطم طائرة واشنطن.. السلطات الأمريكية تعلن العثور على الصندوق الأسود
  • “رهينة إسرائيلية” تتحدث عن صدمتها عندما كانت تشاهد نتنياهو يتجاهل الرهائن في غزة
  • “الأونروا” تعلن نقل موظفيها خارج مدينة القدس المحتلة بسبب قرارات قوات الاحتلال الإسرائيلية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تسلم الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود" إلى الصليب الأحمر في غزة