تحليل: واشنطن ليست وسيطاً نزيهاً للسلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تُعتبر الولايات المتحدة "الخاسر الأكبر" في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فمن الواضح أن واشنطن، حليفة تل أبيب، تفشل في تحقيق توازن استراتيجي في علاقتها بين العرب والإسرائيليين.
ذلك ما خلصت إليه ماريا معلوف، في مقال بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review)، مشددة على أن "الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس تمثل اختبارا صعبا لشبكة الاتصالات التي ظلت واشنطن تبنيها طوال العقود الماضية لضمان التوازن في مصالحها بين الدول العربية وإسرائيل".
وتابعت معلوف: "هناك اتهامات كثيرة من معظم دول العالم، وخاصة الدول العربية والإسلامية، لواشنطن بدعم الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، بالإضافة إلى تزويدها لإسرائيل بالأسلحة المستخدمة لقتل الفلسطينيين".
وأردفت: "كما يتهمون الولايات المتحدة بإعطاء 14 مليار دولار لإسرائيل لمواصلة الحرب، ويقولون إن إرسال حاملتي طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يحمي إسرائيل من أي هجوم مسلح من قبل أي قوة".
ومنذ 37 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 11 ألفا ومئة قتيل، بينهم ما يزيد عن 8 آلاف طفل وسيدة، بالإضافة إلى أكثر من 28 ألف جريح، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء السبت.
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
كما "ترفض المنصات الإعلامية العربية تصديق أن الولايات المتحدة جادة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وتقول إنها لا تفعل شيئا لإنهاء القتال بين إسرائيل وحماس. وعليه، فإن واشنطن ليست وسيطا نزيها للسلام في الشرق الأوسط"، بحسب معلوف.
واستطردت: "وتعتقد الدول العربية أن إسرائيل تتصرف بطريقة وحشية، والولايات المتحدة لا تفعل شيئا لوقف الحرب، والشرق الأوسط على وشك الانفجار، والغرب غير أخلاقي في مواقفه تجاه الشرق الأوسط".
وختمت معلوف: "لقد قوضت الحرب في غزة مصداقية الولايات المتحدة وقدرتها على الردع بشكل خطير، فلا تستطيع واشنطن إقناع إسرائيل بوقف القتال في غزة ولو لبضع ساعات. ولن تجني الولايات المتحدة أي ميزة سياسية أو استراتيجية من هذه الحرب، بل ويمكن أن تخسر اقتصاديا إذا استمر الصراع لفترة طويلة وارتفعت أسعار النفط إلى مستوى قياسي".
*الخليج الجديد
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأوقف الفوضى في الشرق الأوسط وسأمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة
أطلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد عددا من التصريحات المثيرة للجدل والتي تعكس بوضوح مدى الاختلاف في السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة مع الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن.
فعلى صعيد السياسة الخارجية قال ترامب إنه سيوقف ما وصفها بالفوضى في الشرق الأوسط، كما سيوقف الحرب في أوكرانيا ويمنع اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وذلك من دون أن يوضح كيف سيقوم بكل ذلك.
وأعاد ترامب التذكير بكلامه السابق بأن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى) والحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان رئيسا للولايات المتحدة.
وتشن إسرائيل -بدعم أميركي مطلق- منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حرب إبادة جماعية على قطاع غزة استشهد وأصيب فيها أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، كما خلفت أزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وكان ترامب هدد في وقت سابق هذا الشهر بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، فسيكون هناك "جحيم" في الشرق الأوسط، وقال إن المسؤولين سيتلقون "ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل والحافل.. أطلقوا سراح الأسرى الآن".
إعلانكما ذكر ترامب في تصريحاته اليوم أنه عندما يتولى السلطة سيتوقف عن "الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة بشكل سخيف"، كما سيوجه الجيش لإنشاء منظومة قبة حديدية لحماية السماء الأميركية، من دون أن يحدد الطرف الذي قد يهدد البلاد.
وعن تصريحاته الأخيرة المتعلقة بقناة بنما، أعاد ترامب القول بأنه من غير المقبول فرض رسوم عالية على البحرية الأميركية والسفن الأميركية عند مرورها في قناة بنما، وقال إنه يطالب بإعادة قناة بنما للولايات المتحدة بشكل كامل ومن دون أي أسئلة، معتبرا أن أميركا تتعرض للسرقة في قناة بنما وأن تأمينها أمر مهم للتجارة الأميركية.
وفي موضوع المهاجرين قال الرئيس الأميركي المنتخب إنه سيبدأ بعد توليه السلطة أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، وأضاف أنه أبلغ المسؤولين في المكسيك أن ما يجري على حدودهم غير مقبول.
وعلى الصعيد الداخلي قال ترامب إنه سيقوم بتغييرات كبيرة في واشنطن والأغلبية الجمهورية في الكونغرس تدعم ترشيحاته للمسؤولين.
وكان ترامب أعلن الشهر الماضي اختياراته لأعلى 20 منصبا داخل حكومته، حيث اختار مجموعة من المسؤولين التقليديين وغير التقليديين للمناصب العليا خلال أقل من 3 أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.
وجمعت اختيارات ترامب بين شخصيات عدة ذات خلفيات أيديولوجية متناقضة، إلا أنهم يتحدون في دعم إطار حركته الشعبوية "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" المعروفة اختصارا باسم "ماغا".