لجريدة عمان:
2024-12-26@12:12:23 GMT

إرهاب إسرائيلي في مستشفيات غزة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

إرهاب إسرائيلي في مستشفيات غزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - عواصم «وكالات»: يزداد الوضع مأساويّة في مستشفيات شمال قطاع غزة حيث توفّي رضيعان من الخُدَّج بسبب انقطاع الكهرباء في وحدة عناية مركّزة للأطفال فيما تطوق قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي الذي يعد الأكبر في قطاع وتواصل القصف في محيطه حيث يتعذر دخول وخروج سيارات الإسعاف.

وقال مدير قسم الجراحة في مستشفى الشفاء مروان أبو سعدة «اليوم قصفوا غرفة العناية المركّزة. يطلقون النار ويقصفون كل مكان حول المستشفى، لا يمكنكم الدخول أو الخروج من المستشفى. الوضع في المستشفى خطير جدا جدا».

وتحدّثت منظّمة أطبّاء بلا حدود عن «قصف متواصل» على المستشفيات في غزّة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولا سيّما مستشفى الشفاء «الذي أصيب مرّات عدّة، بما يشمل قسم الحضانة».

وأكد مسؤول في وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اليوم أن غارة إسرائيلية دمّرت مبنى قسم أمراض القلب في مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، مع احتدام القتال في محيط مستشفيات القطاع.

وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش «الاحتلال دمر بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء» الأكبر في قطاع غزة.

وصباح اليوم أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية أن القصف المتكرر على مجمع الشفاء يمنع الأطقم المختصة من إخراج 100 شهيد تمهيدا لدفنهم، مضيفا أن خمسة جرحى توفوا في الساعات الأخيرة نتيجة عجز الطواقم عن معاجلتهم إثر انقطاع الكهرباء.

وفي اليوم السادس والثلاثين للعدوان الإسرائيلي على غزة بات 20 من إجمالي 36 مستشفى في القطاع «خارج الخدمة» حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة (أوتشا). ودوليا، تتكثّف الدعوات لإسرائيل لحماية المدنيّين.

وقالت الجمعية «خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين». وحذرت من وجود «خطر حقيقي على حياة 37 رضيعا من الخدّج الآخرين».

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم «في حال لم نوقف سفك الدماء فورا عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة».

وأكّد الجرّاح محمد عبيد الموجود داخل مستشفى الشفاء في رسالة صوتية نشرتها «أطباء بلا حدود» عبر منصة «إكس»، انقطاع المياه والكهرباء والغذاء داخل المستشفى عن نحو 600 مريض خضعوا لعمليات جراحية، ووجود ما بين 37 و40 طفلا و17 شخصا آخرين في العناية المركزة.

وتابع أن الوضع «سيئ جدّا جدّا».

وكان مدير مجمّع الشفاء محمد أبو سلمية حذّر من أن «الطواقم الطبية عاجزة عن العمل، والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها». وأكد أن «المستشفى محاصر تماما والقصف مستمر في محيطه».

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه اليوم بعد «فقدان الاتصال» مع محاوريه في الشفاء.

ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضا قرب مستشفيات أخرى في شمال غزة منها المستشفى الإندونيسي، وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع إلى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية.

وأوضح أن المستشفى «يعمل بنحو 30 إلى 40% من قدرته».

وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني: إنّ «الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات»، مشيرة إلى قصف مدفعي وإطلاق نار في محيطه.

وأشار إلى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذرا من أن الأطفال الرضع «يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب».

ويُثير الوضع في مستشفيات شمال القطاع الفلسطيني المحاصر، ولا سيّما مستشفى الشفاء في مدينة غزة، قلق منظّمات دوليّة عدّة.

وقالت الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي «سرايا القدس» إنّ «مقاتلينا يخوضون اشتباكات ضارية في محيط مجمع الشفاء الطبي وحي النصر ومخيّم الشاطئ، ويوقعون إصابات مباشرة في صفوف قوّات العدو». وأضافت «استهدفنا التحشّدات العسكرية المتوغّلة جنوب حيّ الزيتون بوابل من قذائف الهاون والصواريخ». وقال شاهد موجود في هذا المستشفى لفرانس برس هاتفيا، «النيران لا تتوقّف أبدا، الضربات الجوية متواصلة وكذلك قصف المدفعيّة».

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها الوحشي على غزة وقصفها للمباني السكنية والمستشفيات وقتل الأطفال والمدنيين في جرائم ممنهجة على مرأى ومسمع العالم زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو محاولا تغطية جرائمه اليوم أن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة والذي توقف عن العمل في خضم قتال عنيف مع حماس، مدّعيا رفض الحركة استلامه.

كما زعم الجيش الإسرائيلي استعداده لإجلاء -الأطفال الذين يشن غاراته لقتلهم - لنقلهم من مستشفى الشفاء اليوم في الوقت الذي يستعر فيه القتال على مقربة من المستشفى.

وأفادت مصادر أمنية فلسطينية اليوم بأن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفه الجوي والمدفعي في جميع أنحاء قطاع غزة وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين فلسطينيين. وذكرت المصادر أن الاشتباكات تندلع بكثافة في مدينة غزة وما حولها، وفي عدة مناطق في محافظة شمال القطاع.

وواصلت الجماعات الفلسطينية المسلحة إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على الفصل الفعلي بين الشمال والجنوب، باستثناء «الممر» المؤدي إلى الجنوب.

وأعلنت مصادر طبية استشهاد 18 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية استهدفت منازل مأهولة في شمال قطاع غزة. واستشهد أربعة أشخاص في قصف إسرائيلي على منزل في حي الصبرة في مدينة غزة، وأربعة آخرين في قصف مماثل على مدينة دير البلح وسط القطاع، بينما قضى ثلاثة في قصف إسرائيلي على منزل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. كما أعلنت مصادر طبية استشهاد طبيبين وإصابات بين نازحين جراء قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف مستشفى مهدي للولادة في حي النصر غرب مدينة غزة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة «حماس» مساء اليوم عن تعذر إحصاء القتلى في غزة خلال 24 ساعة الماضية بسبب «حصار» الجيش الإسرائيلي للمستشفيات.

وقال ناطق باسم المكتب خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي في غزة إنه «بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات ومنع دخول أي من حالات الشهداء والجرحى لم تتمكن الصحة من إصدار مستجدات الإحصائيات».

وأوضح الناطق أن حصيلة الضحايا هجمات إسرائيل تجاوز11 ألفا و100 شهيد بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 28 ألف جريح.

فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية أن سبع مركبات إسعاف فقط من أصل 18 مركبة، تعمل في غزة وشمال قطاع غزة.

وذكرت الجمعية أن المركبات المتبقية مهددة بالتوقف بشكل كامل عن العمل خلال الساعات القادمة بسبب نفاد الوقود، مشيرة إلى أن طواقمها ترى عشرات القتلى والجرحى وتعجز عن الوصول إليهم بسبب استهداف الآليات الإسرائيلية لسيارات الإسعاف التي تقترب من أماكن وجودها.

من جهة أخرى قال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الرهائن في غزة: إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) علقت اليوم المفاوضات بشأن الرهائن بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مستشفى الشفاء.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان اليوم : إن الولايات المتحدة لا تريد نشوب اشتباكات مسلحة داخل مستشفيات قطاع غزة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، مشيرا إلى أن واشنطن نقلت وجهة نظرها إلى القوات الإسرائيلية.

وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران، وقد أجرينا مشاورات جادة مع الجيش الإسرائيلي في هذا الشأن».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء مدینة غزة عن العمل فی مدینة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جمعية إسرائيلية تلجأ للقضاء لوقف استهداف مستشفى "كمال عدوان"

طالبت جمعية حقوقية إسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بوقف الهجمات المستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

وقالت جمعية أطباء لحقوق الإنسان (غير حكومية) في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه للأناضول إنها "قدمت التماسا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا تطالب فيه بالوقف الفوري للهجمات المستمرة على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة".

وشددت الجمعية، على "ضرورة توفير ممر إنساني آمن لنقل الوقود والأدوية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى تأمين عمليات إجلاء آمنة للمرضى والطواقم الطبية من وإلى المستشفى".

وأضافت: "أشار الالتماس، الذي قدم بواسطة المحامي تمير بلانك، إلى شهادات مؤلمة حول الأضرار المميتة التي لحقت بالمستشفى وطواقمه خلال العام الماضي جراء القتال في قطاع غزة".

وتابعت الجمعية: "منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، عندما اشتدت الهجمات الإسرائيلية على شمال القطاع، تعرض مستشفى كمال عدوان للقصف بشكل متكرر، ما تسبب بوفاة مرضى وأفراد الطاقم الطبي وألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية والمعدات الطبية الحيوية".

ولفتت إلى أن مستشفى كمال عدوان "منشأة حيوية لسكان شمال القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 65 ألفا إلى 75 ألف شخص يقطنون المنطقة حاليا دون أي وصول للخدمات الطبية الأساسية".

وقالت الجمعية: "في الأسابيع الأخيرة، يعاني هذا الجزء من القطاع من نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والغذاء، ما أدى إلى تدهور الرعاية الصحية، خاصة للأطفال والرضع الذين يعانون من سوء التغذية".

وأضافت: "إخلاء مستشفى كمال عدوان ترك آلاف السكان في شمال قطاع غزة دون أي رعاية طبية للمرضى والمصابين".

وأشارت إلى أن "المصابين الموجودين في المستشفى لا يستطيعون الإجلاء بأمان نتيجة استمرار إطلاق النار في المنطقة، بالإضافة إلى عرقلة وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى أو خروجها منه بأمان".

وأشارت أطباء لحقوق الإنسان إلى أن "العواقب الوخيمة للهجمات المتواصلة على مستشفى كمال عدوان تتجلى في الأضرار البالغة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية، وفي وفاة المرضى وأفراد الطواقم الطبية، بالإضافة إلى حرمان السكان من الوصول إلى الخدمات الحيوية".

وقالت: "تفرض الالتزامات الدولية على إسرائيل ضمان سلامة وأمن المرضى، الطواقم الطبية، والمنشآت الصحية، حتى أثناء فترات النزاع".

ولم تحدد المحكمة العليا الإسرائيلية على الفور موعد النظر في الالتماس.

والثلاثاء، أقدم الجيش الإسرائيلي، على تفجير روبوتين مفخخين بمحيط مستشفى "كمال عدوان" شمالي قطاع غزة.

والاثنين، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في بيان: "بالأمس (الأحد) وبشكل مفاجئ، اقتربت الدبابات والجرافات من البوابة الغربية للمستشفى تحت نيران كثيفة موجهة نحو المستشفى وأقسامها".

وتابع أن بعض الرصاصات "اخترقت وحدة العناية المركزة، وقسم الولادة، وقسم الجراحة المتخصصة"، بعدما تم إخلاء المرضى إلى ممرات المستشفى.

وبعد أيام من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بمحافظة الشمال، تعرض مستشفى كمال عدوان ومحيطه لاستهداف إسرائيلي بالقذائف والنيران، إلى جانب فرض حصار مشدد عليه، تارة بآليات الجيش الإسرائيلي، وتارة أخرى بنيران مسيراته.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة بذريعة منع حركة حماس من استعادة السيطرة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مستشفى كمال عدوان يواجه التطهير العرقي وحيداً كما ترك مجمع الشفاء
  • العدو الصهيوني يُواصل استهداف منظومة صحة شمال غزة
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس حربا ضد مستشفيات قطاع غزة
  • جمعية إسرائيلية تلجأ للقضاء لوقف استهداف مستشفى "كمال عدوان"
  • «آلات الشر».. جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة لتدمير مستشفيات غزة
  • شهداء بغزة والاحتلال يفخخ محيط مستشفى كمال عدوان
  • روبوتات مفخخة: سلاح إسرائيل الجديد لتدمير مستشفيات غزة
  • بالصور: الجش الإسرائيلي يعلن اكتمال عمليته في المستشفى الإندونيسي
  • مستشفيات غزة تحت الحصار الإسرائيلي.. قصف بلا رحمة وآلاف الشهداء والمرضى
  • غزة.. إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء مستشفى بشمال غزة