لجريدة عمان:
2024-09-22@09:33:07 GMT

إرهاب إسرائيلي في مستشفيات غزة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

إرهاب إسرائيلي في مستشفيات غزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - عواصم «وكالات»: يزداد الوضع مأساويّة في مستشفيات شمال قطاع غزة حيث توفّي رضيعان من الخُدَّج بسبب انقطاع الكهرباء في وحدة عناية مركّزة للأطفال فيما تطوق قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي الذي يعد الأكبر في قطاع وتواصل القصف في محيطه حيث يتعذر دخول وخروج سيارات الإسعاف.

وقال مدير قسم الجراحة في مستشفى الشفاء مروان أبو سعدة «اليوم قصفوا غرفة العناية المركّزة. يطلقون النار ويقصفون كل مكان حول المستشفى، لا يمكنكم الدخول أو الخروج من المستشفى. الوضع في المستشفى خطير جدا جدا».

وتحدّثت منظّمة أطبّاء بلا حدود عن «قصف متواصل» على المستشفيات في غزّة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولا سيّما مستشفى الشفاء «الذي أصيب مرّات عدّة، بما يشمل قسم الحضانة».

وأكد مسؤول في وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اليوم أن غارة إسرائيلية دمّرت مبنى قسم أمراض القلب في مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، مع احتدام القتال في محيط مستشفيات القطاع.

وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو الريش «الاحتلال دمر بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء» الأكبر في قطاع غزة.

وصباح اليوم أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية أن القصف المتكرر على مجمع الشفاء يمنع الأطقم المختصة من إخراج 100 شهيد تمهيدا لدفنهم، مضيفا أن خمسة جرحى توفوا في الساعات الأخيرة نتيجة عجز الطواقم عن معاجلتهم إثر انقطاع الكهرباء.

وفي اليوم السادس والثلاثين للعدوان الإسرائيلي على غزة بات 20 من إجمالي 36 مستشفى في القطاع «خارج الخدمة» حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة (أوتشا). ودوليا، تتكثّف الدعوات لإسرائيل لحماية المدنيّين.

وقالت الجمعية «خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين». وحذرت من وجود «خطر حقيقي على حياة 37 رضيعا من الخدّج الآخرين».

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم «في حال لم نوقف سفك الدماء فورا عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة».

وأكّد الجرّاح محمد عبيد الموجود داخل مستشفى الشفاء في رسالة صوتية نشرتها «أطباء بلا حدود» عبر منصة «إكس»، انقطاع المياه والكهرباء والغذاء داخل المستشفى عن نحو 600 مريض خضعوا لعمليات جراحية، ووجود ما بين 37 و40 طفلا و17 شخصا آخرين في العناية المركزة.

وتابع أن الوضع «سيئ جدّا جدّا».

وكان مدير مجمّع الشفاء محمد أبو سلمية حذّر من أن «الطواقم الطبية عاجزة عن العمل، والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها». وأكد أن «المستشفى محاصر تماما والقصف مستمر في محيطه».

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه اليوم بعد «فقدان الاتصال» مع محاوريه في الشفاء.

ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضا قرب مستشفيات أخرى في شمال غزة منها المستشفى الإندونيسي، وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع إلى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية.

وأوضح أن المستشفى «يعمل بنحو 30 إلى 40% من قدرته».

وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني: إنّ «الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات»، مشيرة إلى قصف مدفعي وإطلاق نار في محيطه.

وأشار إلى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذرا من أن الأطفال الرضع «يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب».

ويُثير الوضع في مستشفيات شمال القطاع الفلسطيني المحاصر، ولا سيّما مستشفى الشفاء في مدينة غزة، قلق منظّمات دوليّة عدّة.

وقالت الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي «سرايا القدس» إنّ «مقاتلينا يخوضون اشتباكات ضارية في محيط مجمع الشفاء الطبي وحي النصر ومخيّم الشاطئ، ويوقعون إصابات مباشرة في صفوف قوّات العدو». وأضافت «استهدفنا التحشّدات العسكرية المتوغّلة جنوب حيّ الزيتون بوابل من قذائف الهاون والصواريخ». وقال شاهد موجود في هذا المستشفى لفرانس برس هاتفيا، «النيران لا تتوقّف أبدا، الضربات الجوية متواصلة وكذلك قصف المدفعيّة».

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها الوحشي على غزة وقصفها للمباني السكنية والمستشفيات وقتل الأطفال والمدنيين في جرائم ممنهجة على مرأى ومسمع العالم زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو محاولا تغطية جرائمه اليوم أن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة والذي توقف عن العمل في خضم قتال عنيف مع حماس، مدّعيا رفض الحركة استلامه.

كما زعم الجيش الإسرائيلي استعداده لإجلاء -الأطفال الذين يشن غاراته لقتلهم - لنقلهم من مستشفى الشفاء اليوم في الوقت الذي يستعر فيه القتال على مقربة من المستشفى.

وأفادت مصادر أمنية فلسطينية اليوم بأن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفه الجوي والمدفعي في جميع أنحاء قطاع غزة وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين فلسطينيين. وذكرت المصادر أن الاشتباكات تندلع بكثافة في مدينة غزة وما حولها، وفي عدة مناطق في محافظة شمال القطاع.

وواصلت الجماعات الفلسطينية المسلحة إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على الفصل الفعلي بين الشمال والجنوب، باستثناء «الممر» المؤدي إلى الجنوب.

وأعلنت مصادر طبية استشهاد 18 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية استهدفت منازل مأهولة في شمال قطاع غزة. واستشهد أربعة أشخاص في قصف إسرائيلي على منزل في حي الصبرة في مدينة غزة، وأربعة آخرين في قصف مماثل على مدينة دير البلح وسط القطاع، بينما قضى ثلاثة في قصف إسرائيلي على منزل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. كما أعلنت مصادر طبية استشهاد طبيبين وإصابات بين نازحين جراء قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف مستشفى مهدي للولادة في حي النصر غرب مدينة غزة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة «حماس» مساء اليوم عن تعذر إحصاء القتلى في غزة خلال 24 ساعة الماضية بسبب «حصار» الجيش الإسرائيلي للمستشفيات.

وقال ناطق باسم المكتب خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي في غزة إنه «بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر للمستشفيات ومنع دخول أي من حالات الشهداء والجرحى لم تتمكن الصحة من إصدار مستجدات الإحصائيات».

وأوضح الناطق أن حصيلة الضحايا هجمات إسرائيل تجاوز11 ألفا و100 شهيد بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 28 ألف جريح.

فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية أن سبع مركبات إسعاف فقط من أصل 18 مركبة، تعمل في غزة وشمال قطاع غزة.

وذكرت الجمعية أن المركبات المتبقية مهددة بالتوقف بشكل كامل عن العمل خلال الساعات القادمة بسبب نفاد الوقود، مشيرة إلى أن طواقمها ترى عشرات القتلى والجرحى وتعجز عن الوصول إليهم بسبب استهداف الآليات الإسرائيلية لسيارات الإسعاف التي تقترب من أماكن وجودها.

من جهة أخرى قال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الرهائن في غزة: إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) علقت اليوم المفاوضات بشأن الرهائن بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مستشفى الشفاء.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان اليوم : إن الولايات المتحدة لا تريد نشوب اشتباكات مسلحة داخل مستشفيات قطاع غزة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، مشيرا إلى أن واشنطن نقلت وجهة نظرها إلى القوات الإسرائيلية.

وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى معارك بالأسلحة النارية في المستشفيات حيث يقع الأبرياء والمرضى الذين يتلقون الرعاية الطبية في مرمى النيران، وقد أجرينا مشاورات جادة مع الجيش الإسرائيلي في هذا الشأن».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء مدینة غزة عن العمل فی مدینة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مشافي لبنان تعاملت بنجاعة مع ضحايا التفجيرات رغم تواضع إمكانياتها

تواضع الإمكانيات لم يمنع مشافي لبنان من الاستجابة لتفجيرات الأجهزة، رغم معاناة القطاع الصحي في لبنان بفعل الأزمة المالية منذ العام 2019 وشح المصادر والكوادر، فإنه تمكّن من الاستجابة إلى حد كبير مع التدفق الكبير والمتزامن لضحايا تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي التي خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى.

والثلاثاء والأربعاء، قتل 37 شخصا وأصيب أكثر من 3250 آخرين بينهم أطفال ونساء، بموجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكي من نوعي بيجر وأيكوم في لبنان، فيما حمّلت بيروت وحزب الله إسرائيل المسؤولية عن الهجومين.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إنه رغم أن 80% من مستشفيات لبنان غير حكومية فإن 100 مستشفى استقبلت مصابي الثلاثاء، و64 مستشفى استقبلت مصابي الأربعاء.

وعقب تفجيرات الثلاثاء، طلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة لاستقبال المصابين الذين يتوافدون إليها.

ولم تتردّد المستشفيات الخاصة والحكومية في الاستجابة لنداء الوزارة، وباشرت باستقبال جرحى التفجيرات والتعامل معها.

ومساء الأربعاء، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وزارة الصحة في بيروت، لـ"تقييم الدور الكبير الذي قامت به الوزارة وكيفية تصرف الوزير فراس الأبيض بحكمة ومتابعة واستنفار كل المستشفيات".

وفي كلمة متلفزة أمس الخميس، أعرب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن شكره للحكومة اللبنانية ولوزارة الصحة ومؤسسات الدفاع المدني "الذين أبلوا بلاء حسنا في التعامل مع ضحايا تفجيرات أجهزة الاتصالات".

جرحى في كل الغرف

وفي مستشفى صيدا الحكومي رفض معظم الجرحى الظهور أمام الكاميرا، في وقت كانت فيه أغلب الطواقم الطبية منهمكة في تضميد جراح المصابين المنتشرين في كافة الغرف.

وقد استقبل المستشفى عشرات الجرحى وتمت معالجتهم في الطوارئ، ومنهم من غادر فور تلقيه العلاج ومنهم من تم تحويله إلى مستشفيات أخرى بالعاصمة بيروت.

وقال مدير مستشفى صديا الدكتور أحمد الصمدي إن المشفى استقبل نحو 28 جريحا توافدوا خلال ساعة واحدة عقب التفجيرات، تفاوتت إصاباتهم بين متوسطة وكبيرة.

وذكر أن الطاقم الطبي سبق أن أجرى تدريبات للاستعداد لأي حدث أمنى، موضحا "عقب توصية وزارة الصحة رفعنا الجهوزية واستنفرنا جميع الطواقم الطبية والتمريضية والإدارية، مما مكننا من استقبال الجرحى بطريقة منظمة وسلسلة".

وأضاف الصمدي "يوم الثلاثاء توافد المصابون إلى المستشفى، وفتحنا لهم غرف العلميات، وعالج الفريق الطبي 14 مصابا من خلال إجراء العلميات الجراحية اللازمة لهم".

ولفت إلى أن بعض الإصابات تم تحويلها إلى مستشفيات أخرى، لأنها كانت بحاجة لعمليات جراحية تخصصية أكبر من قدرة المستشفى، وخاصة إصابات العيون.

مقالات مشابهة

  • الصحة الإسرائيلية تعلن انتقال مستشفيات شمال البلاد للعمل في مناطق محمية
  • طوارئ في مستشفيات أسوان المصرية.. وأهالي في حالة خوف بسبب النزلات المعوية
  • تزايد شكاوى المرضى بعد امتلاء أقسام مستشفى الصداقة بـ عدن بالقمامة
  • مستشفى بني سويف التخصصي ينجح في استخراج سيخ حديدي اخترق فخذ طفل
  • مشافي لبنان تعاملت بنجاعة مع ضحايا التفجيرات رغم تواضع إمكانياتها
  • وزير الصحة خلال جولته التفقدية للمصابين في مستشفيات بعلبك: الاعتداء جريمة حرب
  • استشهاد 8 مواطنين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات
  • مستشفى «حروق أهل مصر» يعزز وعي العاملين بالقطاع الصحي ضمن احتفالية اليوم العالمي لسلامة المرضى
  • في اليوم العالمي لسلامة المرضى.. "أهل مصر" يعزز وعي العاملين بالصحة ضد الحروق
  • انتشار حمى الضنك جنوب الحزام يؤدي لإغلاق معظم أقسام مستشفى بشائر