الدبلوماسية العمانية وتعزيز قيم السلام
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
كشفت تداعيات الحرب الظالمة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 37 يوما المواقف المشرفة للسياسة العمانية الراسخة سواء تجاه عدالة القضية الفلسطينية وعدم المساومة في الدم العربي أو عبر الجهود الدبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان منذ اليوم الأول لبدء الحرب. ورغم المشهد العالمي المضطرب وما به من استقطابات دولية إلا أن مواقف سلطنة عمان بقيت ثابتة من القضية ورفضت بشكل قاطع اعتبار حركات المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية.
ورغم ما أظهرته سلطنة عمان من موقف حازم لا يتزعزع تجاه القضية الفلسطينية إلا أنها في الوقت نفسه أكدت في كل المناسبات على أهمية الحوار والحلول السياسية للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العالمية.
وتأتي رؤية سلطنة عمان لخيار الحوار والحلول السياسية للصراعات والحروب الدائرة في العالم من فهم عميق وواضح للديناميكيات المعقدة التي تحيط بالعلاقات الدولية. وتكتسب رؤية سلطنة عمان المتوازنة أهمية مضاعفة في سياق قضايا الشرق الأوسط.
ومن خلال المواقف السياسية الأخيرة لسلطنة عمان خلال الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة سيجد أنها تقوم على فكرة الزج بالمجتمع الدولي في زاوية القوانين والتشريعات الدولية، حيث تنطلق المواقف العمانية من جوهر قوانين وسياسات المؤسسات الدولية التي تسيطر عليها الدول العظمى.. فكأنها تقول: إننا نحتكم للقوانين التي وضعتموها وفرضتموها على المؤسسات الأممية.
ولطالما دافعت سلطنة عمان عن خيار الحوار والوساطة بصفتها أدوات أساسية لحل النزاعات، وهذه مواقف تؤكد أن السلام الدائم لا يتحقق بالقوة، بل من خلال التفاهم والتعاون والاحتكام إلى القوانين والمبادئ الدولية والإنسانية. ويمكن الرجوع في هذا السياق لتجارب عملية مارستها سلطنة عمان عبر وساطاتها في الملف النووي الإيراني وكذلك في الحرب على اليمن، حيث أدت دورا محوريا في اتخاذ خطوات كبيرة وحاسمة للخروج بنتائج جنبت الجميع ويلات الحرب.
صحيح أن الحرب الإسرائيلية على غزة تختلف اختلافا جذريا عن غيرها من الصراعات ولكن تثبت التجربة العملية الآن أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق أهداف حربها الاستراتيجية.. وليس أمامها إلا العودة للسلام رغم الندوب الغائرة التي أحدثتها في الشعب الفلسطيني وفي الوجدان العربي والإسلامي وربما العالمي.
إن النهج الدبلوماسي الذي تنتهجه سلطنة عمان، والذي يتميز بتأكيده على الحوار والتفاهم والحل السلمي للنزاعات، يعد مثالا مشرقا لدول العالم، وفي عالم مليء بالاستقطابات والصراعات والتحولات والأزمات الإنسانية وإن خيار السلام العادل الذي تدعو له سلطنة عمان هو الخيار الذي يجنب الجميع المزيد من الدماء ويقود العالم إلى التعايش والاحترام المتبادل. إنه خيار صعب خاصة لدولة دموية مثل إسرائيل.. لكن هل لها خيار غيره من أجل أن تستمر؟.. لا خيار لها والزمن كفيل بتعليمها الدرس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
مباحثات أمنية بين سلطنة عمان وتركيا
مسقط - العمانية
استقبل معالي الفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، الفريق أول رئيس هيئة الأركان العامة بجمهورية تركيا، وقد تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك بما يعزّز أمن البلدين الصديقين.