لجريدة عمان:
2024-07-08@23:13:27 GMT

الدبلوماسية العمانية وتعزيز قيم السلام

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

الدبلوماسية العمانية وتعزيز قيم السلام

كشفت تداعيات الحرب الظالمة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 37 يوما المواقف المشرفة للسياسة العمانية الراسخة سواء تجاه عدالة القضية الفلسطينية وعدم المساومة في الدم العربي أو عبر الجهود الدبلوماسية التي قامت بها سلطنة عمان منذ اليوم الأول لبدء الحرب. ورغم المشهد العالمي المضطرب وما به من استقطابات دولية إلا أن مواقف سلطنة عمان بقيت ثابتة من القضية ورفضت بشكل قاطع اعتبار حركات المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية.

ولعل هذه القضية بكل ما لها من أصوات عالية في العالمين العربي والإسلامي وفي عمق عواصم الدول الغربية المتورطة بدعم إسرائيل في حربها الحالية سياسيا وعسكريا رسخت صورة السياسة العمانية الحقيقية في العالم، كما كشفت أمام الجميع وعي الخطاب الشعبي العماني بقضايا أمته وقضايا الإنسانية العادلة.

ورغم ما أظهرته سلطنة عمان من موقف حازم لا يتزعزع تجاه القضية الفلسطينية إلا أنها في الوقت نفسه أكدت في كل المناسبات على أهمية الحوار والحلول السياسية للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العالمية.

وتأتي رؤية سلطنة عمان لخيار الحوار والحلول السياسية للصراعات والحروب الدائرة في العالم من فهم عميق وواضح للديناميكيات المعقدة التي تحيط بالعلاقات الدولية. وتكتسب رؤية سلطنة عمان المتوازنة أهمية مضاعفة في سياق قضايا الشرق الأوسط.

ومن خلال المواقف السياسية الأخيرة لسلطنة عمان خلال الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة سيجد أنها تقوم على فكرة الزج بالمجتمع الدولي في زاوية القوانين والتشريعات الدولية، حيث تنطلق المواقف العمانية من جوهر قوانين وسياسات المؤسسات الدولية التي تسيطر عليها الدول العظمى.. فكأنها تقول: إننا نحتكم للقوانين التي وضعتموها وفرضتموها على المؤسسات الأممية.

ولطالما دافعت سلطنة عمان عن خيار الحوار والوساطة بصفتها أدوات أساسية لحل النزاعات، وهذه مواقف تؤكد أن السلام الدائم لا يتحقق بالقوة، بل من خلال التفاهم والتعاون والاحتكام إلى القوانين والمبادئ الدولية والإنسانية. ويمكن الرجوع في هذا السياق لتجارب عملية مارستها سلطنة عمان عبر وساطاتها في الملف النووي الإيراني وكذلك في الحرب على اليمن، حيث أدت دورا محوريا في اتخاذ خطوات كبيرة وحاسمة للخروج بنتائج جنبت الجميع ويلات الحرب.

صحيح أن الحرب الإسرائيلية على غزة تختلف اختلافا جذريا عن غيرها من الصراعات ولكن تثبت التجربة العملية الآن أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق أهداف حربها الاستراتيجية.. وليس أمامها إلا العودة للسلام رغم الندوب الغائرة التي أحدثتها في الشعب الفلسطيني وفي الوجدان العربي والإسلامي وربما العالمي.

إن النهج الدبلوماسي الذي تنتهجه سلطنة عمان، والذي يتميز بتأكيده على الحوار والتفاهم والحل السلمي للنزاعات، يعد مثالا مشرقا لدول العالم، وفي عالم مليء بالاستقطابات والصراعات والتحولات والأزمات الإنسانية وإن خيار السلام العادل الذي تدعو له سلطنة عمان هو الخيار الذي يجنب الجميع المزيد من الدماء ويقود العالم إلى التعايش والاحترام المتبادل. إنه خيار صعب خاصة لدولة دموية مثل إسرائيل.. لكن هل لها خيار غيره من أجل أن تستمر؟.. لا خيار لها والزمن كفيل بتعليمها الدرس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: انفراجة بمفاوضات الأسرى بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين

صنعاء - (د ب أ)

قالت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إن المفاوضات اليمنية بشأن الأسرى في سلطنة عمان، أسفرت عن انفراجة مهمة حيث توصلت الأطراف إلى تفاهم حول إطلاق سراح محمد قحطان (سياسي يمني بارز)، "وهو الأمر الذي كان مثار خلاف لسنوات، كما اتفقوا على عقد اجتماع لاحق لاستكمال الاتفاق حول أسماء المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم وترتيبات إطلاق سراح قحطان".

وقال هانس جروندبرج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن في بيان، إن "آلاف اليمنيين ينتظرون لم شملهم مع أحبائهم، وعلى الرغم من التقدم الإيجابي، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، وبوتيرة أسرع، للتخفيف من معاناة هذه الأسر".

ودعا جروندبرج، الأطراف إلى مواصلة العمل مع مكتبه لاستكمال خطة تنفيذ التفاهم الذي توصلوا إليه، بما في ذلك أسماء المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم، والاتفاق على مزيد من عمليات الإفراج.

كما توجه المبعوث الأممي، بالشكر إلى سلطنة عمان على استضافة الاجتماع، وأشاد بدعمها المستمر لجهود الوساطة الأممية في اليمن.

وجدد جروندبرج، دعوات الأمم المتحدة للأطراف بالامتناع عن الاحتجاز التعسفي للمدنيين واحترام حقوق اليمنيين بموجب القانون الدولي.

وتابع "إطلاق سراحهم بشكل فوري وغير مشروط هو الخيار الوحيد المقبول".

واختتمت اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق المحتجزين اجتماعها التاسع يوم أمس السبت، في سلطنة عمان، والتي انعقدت برئاسة مكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للجمع بين وفود الحكومة اليمنية، وجماعة الحوثي للوفاء بالتزاماتها تجاه الإفراج عن المحتجزين "الكل مقابل الكل".

ومنذ أكثر من تسع سنوات، يعاني اليمن من حرب بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله الحوثية، خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والصحية والاقتصادية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • الحركات اليسارية العمانية وظرفية حراكها
  • العوفي يستعرض في أمستردام إستراتيجية سلطنة عمان لبناء اقتصاد هيدروجيني تنافسي ومستدام
  • إجمالي حجم "التمويل الجماعي" بالسلطنة يلامس 5.9 ملايين ريال عماني وسط إقبال واسع على مختلف المنصات
  • 5.8 مليون ريال إجمالي حجم التمويل الجماعي بنهاية الربع الأول
  • سلطنة عمان تحرز الذهبية في بطولة العاب القوى العربية
  • "العالم الإسلامي" تؤكد أهمية الحوار الفاعل والمثمر لتحقيق السلام العالمي
  • الأمم المتحدة: انفراجة بمفاوضات الأسرى بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين
  • وزير الأوقاف يعتمد تجديد إعارة إمامين إلى سلطنة عمان
  • عُمان الإرث التليد... مشروع طموح يوثق كنوز سلطنة عمان الأثرية من السماء
  • الرئيس الموريتاني يمنح سفير سلطنة عمان وسام كوماندور