رأى محللون وخبراء تحدثوا لبرنامج "سيناريوهات" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للبشرية في مجالات متعددة، أبرزها الطب والعلوم والصناعة والزراعة، والتي من شأنها أن توفر في الوقت والموارد والجغرافيا.

لكنهم، في الوقت نفسه، رصدوا أضرارا ومخاطر لهذه التكنولوجيا الجديدة، تطلب ضوابط وضمانات لابد للدول والمؤسسات الكبرى أن تفرضها وتلتزم بها، وهذه المخاطر في حال تطورها من الممكن أن تصل إلى حد التهديد الوجودي للبشرية.

وفي حلقة (2023/7/6) من برنامج "سيناريوهات" أوضح محمد دله علي مهندس الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أن هناك تصورين لمستقبل الحياة في ظل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أولها من يرون أنه سيكون عصرا يفقد فيه الناس وظائفهم وتتم السيطرة على المواطنين من قبل المسؤولين والحكومات.

بينما يرى أصحاب التصور الثاني أن عصر الذكاء الاصطناعي ستتطور فيه المجالات المختلفة كالطب والصناعة، وسيعطي مساحة أكبر للبشر للقيام بالأعمال الإبداعية بدلا عن الخطرة.

فوائد متعددة

وعدّد محلل البيانات فوائد مختلفة لهذه التكنولوجيا في مسارات ومجالات مختلفة، منها مجال الطب حيث إمكانية توفير المال والوقت في اكتشاف العقارات الجديدة، والتي كانت في السابق تتطلب في بعض الأحيان قرابة 1.5 مليار دولار ومدة تصل إلى 15 سنة، بينما يمكن أن يختصر ذلك بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي إلى بضعة ملايين في بعض أشهر.

كما عدّد كذلك فوائد في مجال الفضاء، حيث تم تصميم روبوتات تساعد رواد الفضاء والطيارين، وكذلك في مجال الزراعة حيث يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي رفع سلة الغذاء العالمي، ومضاعفة مساحة الزراعة، والقضاء على الآفات باستخدام التكنولوجيا الحديثة بدلا من المواد الكيميائية.

بدوره، أوضح بيتر ميسيك الخبير في أمن المعلومات والمحاضر بجامعة كولومبيا أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة الماضية كانت واضحة في مجالي الطب والتعليم، مشيرا كذلك إلى الأدوات الجديدة التي باتت متاحة للعامة، وطرائق مختلفة لتحقيق العديد من المصالح.

ولفت ميسيك -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات"- إلى أن هذه الأدوات قوية وواسعة الانتشار وذات قدرات مميزة، لكنها تحتاج إلى ضبط وضمانات من الدول والشركات المنتجة لها، كما أنه لا بد من تشريعات تعتمدها الدول لضمان عدم تأثيرها السلبي على البشرية.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تصور لأن تستفيد المجتمعات الفقيرة والمهمشة من هذه التكنولوجيا، مقرا كذلك بضرورة تقنين التعامل مع هذه الأدوات، حيث اعتبر أن الاتحاد الأوروبي يقوم بدور ريادي في ذلك، ويعتمد 3 تصنيفات للمخاطر المترتبة على الذكاء الاصطناعي.

الأعلى خطورة

وأوضح الخبير في أمن المعلومات أن التصنيف الأعلى خطورة هو ذلك المتعلق بانتهاك حقوق الإنسان الأساسية، واستخدام الشرطة والمراقبة والتي ترتبط بالحرية وحيثية الفرد. وفي هذا السياق، أكد أهمية وجود ضمانات تمنع استخدام تلك الأدوات في مصادرة هذه الحقوق.

أما التصنيفات الأقل خطورة، والتي لا تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان ولا تحتوي على معلومات حساسة، فلا يتوقع الخبير المعلوماتي أن يتخذ المشرعون مواقف صارمة بشأن التعامل معها.

وحول مخاطر الذكاء الاصطناعي، يرى بسام شحادات الاستشاري بالتسويق والتحويل الرقمي أنه لا مفر منها، لكن من الممكن إدارتها والحد منها، محذرا من سوء استخدام تلك التكنولوجيا. كما توقع أن يكون ضمن الآثار السلبية المترتبة عليه ازدياد معدلات البطالة خلال 5 سنوات المقبلة وخصوصا الأعمال الإدارية.

ورأى شحادات -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات"- أن هناك نوعين من الضرر المترتب على دخول الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية، أولها ما سيحدثه من فوضى وارتباك في الأسواق والمجتمعات نتيجة زيادة معدلات البطالة، وسوء استعمال الذكاء الاصطناعي.

ولفت -في هذا السياق- إلى توقعات بحدوث أزمات تتعلق بالسمعة وأخرى اقتصادية نتيجة المقاطع المزيفة وتضليل وكالة الأنباء.

خروج عن السيطرة

أما النوع الآخر من الخطورة، فيتعلق بإمكانية خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة البشرية، وإمكانية بدئه في تشكيل وعي يمكنه من أن يعلم نفسه بنفسه، واتخاذ قرارات يمكن أن تشكل خطرا على مستقبل الحياة، وهو الأمر الذي ربما يجعل ما تضمنته أفلام الخيال العملي أمرا وارد الحدوث.

وفي سياق الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، اتفق ضيوف البرنامج على ضرورة وجود تشريعات ضابطة ومنظمة لهذه التكنولوجيا، خاصة التطبيقات العسكرية منها والمتعلقة بالقطاعات الحساسة.

كما شدد المهندس دله علي على ضرورة عدم تعليم نموذج الذكاء على البرمجة، وعدم ربط أي تطبيق منها بتطبيق آخر، حتى لا ينتهي الأمر بفقد السيطرة عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

جبران: تنمية مهارات الشباب والاستعداد لتحديات وظائف المستقبل والذكاء الاصطناعي

أكد وزير العمل محمد جبران اليوم الأربعاء خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني لسوق العمل المنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ،وبدعوة من وزارة الموارد البشرية. التنمية الاجتماعية بالمملكة ،وبحضور العديد من وزراء العمل وممثلي المنظمات العربية والدولية حول العالم ،على الجهود التي تبذلها الدولة المصرية،لتعزيز التعاون العربي والدولي بشأن مواجهة التحديات التي يواجهها سوق العمل حول العالم ..وأكد الوزير محمد جبران في كلمته على أن مشاركة مصر في هذا المؤتمر تعكس حرص الدولة المصرية علي تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بشأن وضع السياسات المبتكرة التي تُلبي احتياجات أسواق العمل،وتعزيز مشاركة الشباب في تحقيق التنمية ، والاقتصاد العالمي،لمواجهة كافة التحديات التي تواجه السوق، وهو الأمر الذي يتطلب المزيد من العمل المُشترك، لمواجهة تلك التحديات...

وتحدث الوزير جبران عن جهود مصر في تطوير منظومة التدريب المهني،و تأهيل الشباب على احتياجات سوق العمل في الداخل والخارج ،وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص ،وكافة شركاء التنمية في الداخل والخارج ..وتطرق الوزير إلى حزمة برامج الحماية الاجتماعية،وترسيخ ثقافة الحوار الاجتماعي،وتعزيز علاقات العمل بين طرفي الإنتاج ،وتنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي،رئيس الجمهورية، في هذا الشأن ،وكذلك تحقيق المزيد من الأمان الوظيفي للعمال،والتشجيع على الاستثمار في التشريعات ذات الصلة، خاصة مشروع قانون العمل الجديد ،الذي يهدف التوازن في علاقات العمل ،وإلى وجود بيئة عمل لائقة تتوافق مع معايير العمل الدولية ...وأشار الوزير إلى توجيهات الرئيس السيسي بشأن حرص مصر علي التعاون والتنسيق مع كل عمل عربي ودولي مشترك يستهدف التنمية ،وتوفير فرص عمل للشباب ،واستشراف وظائف المستقبل ،والتعامل مع أنماط العمل الجديدة التي فرضتها الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي...

وأشار الوزير إلى أهمية هذا المؤتمر  كمنصة رائدة ومركز فكري يدعم الأبحاث المتعلقة بأسواق العمل، ويحفز الحوار والمعرفة، ويسهم في إرساء نظام بيئي شامل لسوق العمل العالمي، بالشراكة العلمية مع كل من منظمة العمل الدولية، والبنك الدولي، والخروج بتوصيات متعلقة بأسواق العمل العالمية، منها التطوير ،وإعادة التأهيل المستمر للمهارات، وأثر التقنيات الرقمية في تحسين الوظائف والأجور، وكيف يمكن للوظائف المبنية على المهارات أن تعزز فعالية سوق العمل في المستقبل،ومناقشة الإنتاجية في الأسواق المختلفة ،والعوامل المؤثرة عليها، ودور القوى العاملة المتنقلة في تعزيز الاقتصادات، والتحديات التي يواجهها الشباب في سوق العمل، والسياسات الذكية وقدرتها على تمكين الشباب، ليصبحوا مساهمين في الحراك الاقتصادي، بالإضافة إلى بحث  دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في الابتكار وتشجيع الشباب، وكيف يمكن دعمها للنمو والتحول الرقمي وتوفير وظائف أكثر إنتاجية،في إطار التكامل والتعاون العربي المشترك ..

مقالات مشابهة

  • منيمنة: تأليف الحكومة لا يمكن أن يكون نموذجيا وسقف التوقعات يجب أن يكون مقبولا
  • فنون الإقناع والذكاء الاصطناعي.. ندوة تناقش أخلاقيات التكنولوجيا في معرض الكتاب
  • منها ضعف الذاكرة.. علامات نقص عنصر النحاس في الجسم وكيف يمكن تعويضه؟
  • وزير العمل: يجب الاستعداد لتحديات وظائف المستقبل والذكاء الاصطناعي
  • جبران: تنمية مهارات الشباب والاستعداد لتحديات وظائف المستقبل والذكاء الاصطناعي
  • فرنسا تتصدر أوروبا بـ 751 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي
  • منها الوقاية من السرطان: فوائد صحية مدهشة للكمون
  • خلال ساعات.. الصين تكشف عن اختراع مذهل وتبهر العالم وتهز عرش التكنولوجيا الأميركية وتسقط أسهم الذكاء الاصطناعي
  • ترامب: إطلاق الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek إنذار لصناعة التكنولوجيا الأمريكية
  • موجة بيع تضرب أسهم التكنولوجيا بعد إطلاق تطبيق ديب سيك الصيني للذكاء الاصطناعي