الذكاء الاصطناعي.. هل يكون خيرا للبشرية أم وبالا وخطرا على المستقبل؟
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
رأى محللون وخبراء تحدثوا لبرنامج "سيناريوهات" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للبشرية في مجالات متعددة، أبرزها الطب والعلوم والصناعة والزراعة، والتي من شأنها أن توفر في الوقت والموارد والجغرافيا.
لكنهم، في الوقت نفسه، رصدوا أضرارا ومخاطر لهذه التكنولوجيا الجديدة، تطلب ضوابط وضمانات لابد للدول والمؤسسات الكبرى أن تفرضها وتلتزم بها، وهذه المخاطر في حال تطورها من الممكن أن تصل إلى حد التهديد الوجودي للبشرية.
وفي حلقة (2023/7/6) من برنامج "سيناريوهات" أوضح محمد دله علي مهندس الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أن هناك تصورين لمستقبل الحياة في ظل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أولها من يرون أنه سيكون عصرا يفقد فيه الناس وظائفهم وتتم السيطرة على المواطنين من قبل المسؤولين والحكومات.
بينما يرى أصحاب التصور الثاني أن عصر الذكاء الاصطناعي ستتطور فيه المجالات المختلفة كالطب والصناعة، وسيعطي مساحة أكبر للبشر للقيام بالأعمال الإبداعية بدلا عن الخطرة.
فوائد متعددةوعدّد محلل البيانات فوائد مختلفة لهذه التكنولوجيا في مسارات ومجالات مختلفة، منها مجال الطب حيث إمكانية توفير المال والوقت في اكتشاف العقارات الجديدة، والتي كانت في السابق تتطلب في بعض الأحيان قرابة 1.5 مليار دولار ومدة تصل إلى 15 سنة، بينما يمكن أن يختصر ذلك بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي إلى بضعة ملايين في بعض أشهر.
كما عدّد كذلك فوائد في مجال الفضاء، حيث تم تصميم روبوتات تساعد رواد الفضاء والطيارين، وكذلك في مجال الزراعة حيث يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي رفع سلة الغذاء العالمي، ومضاعفة مساحة الزراعة، والقضاء على الآفات باستخدام التكنولوجيا الحديثة بدلا من المواد الكيميائية.
بدوره، أوضح بيتر ميسيك الخبير في أمن المعلومات والمحاضر بجامعة كولومبيا أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة الماضية كانت واضحة في مجالي الطب والتعليم، مشيرا كذلك إلى الأدوات الجديدة التي باتت متاحة للعامة، وطرائق مختلفة لتحقيق العديد من المصالح.
ولفت ميسيك -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات"- إلى أن هذه الأدوات قوية وواسعة الانتشار وذات قدرات مميزة، لكنها تحتاج إلى ضبط وضمانات من الدول والشركات المنتجة لها، كما أنه لا بد من تشريعات تعتمدها الدول لضمان عدم تأثيرها السلبي على البشرية.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك تصور لأن تستفيد المجتمعات الفقيرة والمهمشة من هذه التكنولوجيا، مقرا كذلك بضرورة تقنين التعامل مع هذه الأدوات، حيث اعتبر أن الاتحاد الأوروبي يقوم بدور ريادي في ذلك، ويعتمد 3 تصنيفات للمخاطر المترتبة على الذكاء الاصطناعي.
الأعلى خطورةوأوضح الخبير في أمن المعلومات أن التصنيف الأعلى خطورة هو ذلك المتعلق بانتهاك حقوق الإنسان الأساسية، واستخدام الشرطة والمراقبة والتي ترتبط بالحرية وحيثية الفرد. وفي هذا السياق، أكد أهمية وجود ضمانات تمنع استخدام تلك الأدوات في مصادرة هذه الحقوق.
أما التصنيفات الأقل خطورة، والتي لا تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان ولا تحتوي على معلومات حساسة، فلا يتوقع الخبير المعلوماتي أن يتخذ المشرعون مواقف صارمة بشأن التعامل معها.
وحول مخاطر الذكاء الاصطناعي، يرى بسام شحادات الاستشاري بالتسويق والتحويل الرقمي أنه لا مفر منها، لكن من الممكن إدارتها والحد منها، محذرا من سوء استخدام تلك التكنولوجيا. كما توقع أن يكون ضمن الآثار السلبية المترتبة عليه ازدياد معدلات البطالة خلال 5 سنوات المقبلة وخصوصا الأعمال الإدارية.
ورأى شحادات -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات"- أن هناك نوعين من الضرر المترتب على دخول الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية، أولها ما سيحدثه من فوضى وارتباك في الأسواق والمجتمعات نتيجة زيادة معدلات البطالة، وسوء استعمال الذكاء الاصطناعي.
ولفت -في هذا السياق- إلى توقعات بحدوث أزمات تتعلق بالسمعة وأخرى اقتصادية نتيجة المقاطع المزيفة وتضليل وكالة الأنباء.
خروج عن السيطرةأما النوع الآخر من الخطورة، فيتعلق بإمكانية خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة البشرية، وإمكانية بدئه في تشكيل وعي يمكنه من أن يعلم نفسه بنفسه، واتخاذ قرارات يمكن أن تشكل خطرا على مستقبل الحياة، وهو الأمر الذي ربما يجعل ما تضمنته أفلام الخيال العملي أمرا وارد الحدوث.
وفي سياق الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي، اتفق ضيوف البرنامج على ضرورة وجود تشريعات ضابطة ومنظمة لهذه التكنولوجيا، خاصة التطبيقات العسكرية منها والمتعلقة بالقطاعات الحساسة.
كما شدد المهندس دله علي على ضرورة عدم تعليم نموذج الذكاء على البرمجة، وعدم ربط أي تطبيق منها بتطبيق آخر، حتى لا ينتهي الأمر بفقد السيطرة عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
فاطمة سعيد سالم.. متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي
خولة علي (أبوظبي)
تسعى فاطمة سعيد سالم إلى استكشاف أحدث الاتجاهات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، حيث تمثل هذه المجالات جوهر الابتكار والتطور في القرن الحادي والعشرين. بالرغم من أن مسيرتها المهنية كمهندسة معمارية، لم تتوقف عند حدود مجالها الأول، بل اتخذت خطوات جريئة نحو تطوير نفسها وتوسيع خبراتها عبر الانضمام إلى قطاعات متعددة، وقد تتميز رحلتها الأكاديمية بمثابرتها على التعلم المستمر، حيث حصلت على عدة درجات علمية في مجالات الإدارة الهندسية، القيادة الاستراتيجية، وتحليل البيانات. وتمكنت من تحقيق إنجازات بارزة، مثل إصدار أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة، وتخصصها في مشاريع التحول الرقمي في عدة قطاعات حيوية.
عن بداية مسيرتها وخطواتها نحو التميز المهني تقول فاطمة سعيد سالم: بدأت مسيرتي المهنية مباشرة بعد تخرجي في الجامعة بتخصص بكالوريوس هندسة معمارية، حيث انضممت إلى شركات استشارة هندسية، وكنت أؤمن بأن النجاح الحقيقي يبدأ من العمل الجاد والتحدي مع الذات، فطورت عملي من مهندس معماري لمدير مشاريع هندسية، ثم التحقت بالقطاع العسكري الأمني لأعمل كمدير مشاريع التطوير، وبعدها انتقلت إلى العمل في القطاع الحكومي حيث شغلت مناصب عدة. وبعد التخصص الأكاديمي في مجالات تحليل البيانات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي قررت أن التحق بمجالات جديدة مثل العمل في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كمدير مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وأثبت فاطمة جدارتها في إدارة بعض المشاريع المهمة، ولم تكتف بهذه الرحلة إنما قررت أن تضع خبرتها في مجالات وقطاعات جديدة، ومنها عملها في القطاعات المالية المهمة كمدير منتجات البيانات والذكاء الاصطناعي وعلاقات الأعمال، وهي مازالت مستمرة في رحلة التحدي والعطاء بلا حدود في كل مجال تلتحق به.
محطات علمية محفزة
أكبر تحد لها كمهندسة معمارية أن تحول ما ترسمه على الورق إلى واقع ملموس يراه البشر ويدونه التاريخ، بعدها وبسبب طبيعة عملها التي تتطلب منها المزيد من المعرفة والعلم بمجال إدارة المشاريع والإرادة الاستراتيجية، خاضت الماجستير الأول في الإدارة الهندسية والمشاريع بالإضافة إلى ماجستير الإدارة الفعالة والقيادة الاستراتيجية. وبعد إدراكها لأهمية تحليل البيانات والأعمال والذكاء الاصطناعي لمواكبة تطورات واحتياجات العصر، قررت التخصص في ماجستير العلوم في تحليل الأعمال والبيانات الضخمة لتثبت جدارتها وتؤكد على مدى قدرة المرأة الإماراتية وتميزها في المجالات الصعبة. وتذكر أن مسيرة التعليم والارتقاء الأكاديمي لا تقف عند حد معين، كما أن موجة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي متناهية السرعة والتقدم.
عالم التكنولوجيا
ترى المهندسة فاطمة أن الذكاء الاصطناعي كان ولا يزال يشكل خريطة جديدة في عالم التحول الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة والحلول الذكية، فهي مجموعة من التقنيات والأنظمة التي تمكن الآلات من التعلم والتفكير واتخاذ القرارات بشكل مستقل وبدون تدخل الإنسان، وبالتالي فهي تمثل طفرة كبيرة في العالم والتكنولوجيا. وتحقق إنجازات ونجاحات هائلة في مجال الطب والتعليم والصناعة والتجارة والأمن السيبراني و الفلك و البيئة، وذلك من خلال، قوة الإبداع وتوفر الدقة المتناهية في البيانات والتحليلات ودعم عملية صنع القرار إلى جانب تقليل الخطأ البشري. وهذا ما دفعها للمساهمة، وترك بصمتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والأعمال وأمن البيانات.
الروبوتات
وتقول فاطمة: إن الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات التي تحدث تحولات جذرية في حياتنا اليومية والمجتمعية، وهو من الأدوات التي ستؤثر بشكل كبير على المستقبل القريب والبعيد، وفي الكثير من القطاعات والمجالات. وأجد أن أكثر التطبيقات ذات أثر كبير في المستقبل القريب، هي في القطاعات الطبية والصحية حيث استخدام الروبوتات والأنظمة في بعض الإجراءات لتحسين التجربة الطبية والصناعية، حيث بعض الأنظمة المتخصصة بأعمال التقارير الدقيقة والتنبؤات والتحليلات والرقابة والجودة، وتأثيره في القطاع التعليمي والتربوي من خلال تسهيل العملية التعليمية وإثراء التعليم بإمكانات وأدوات ذات تأثير إيجابي وفعال.
تشكل ملامح المستقبل
وترى فاطمة أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على نحو 64% من الوظائف حول العالم، فيحل محل بعضها ويكمل بعضها الآخر، حيث يرسم ملامح جديدة مبتكرة متنوعة تتميز بالديناميكية العالية والتجدد المستمر في تمكين الأدوات المستخدمة لرفع مستوى الإنتاجية في كل مجال، و تحسين الأداء في كل مهام، و تعزيز الكوادر لرفع استعداديتها لمواكبة التطورات السريعة و الحاجة الملحة لموجات التكنولوجيات المتقدمة.
إنجازات ومشاريع
من أبرز المشاريع والإنجازات التي حققتها المهندسة فاطمة إصدارها أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة وهو "فضاءات البيانات الضخمة" 2020، وسجِّل من ضمن الكتب العلمية الأكثر مبيعاً في عام 2021. وهي عالمة مستقبل ومحلل طويل الأمد إماراتية معتمدة من معهد المستقبل في أميركا عام 2022، ومتخصصة في مشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مختلفة، منها: المالية والأكاديمية والصناعية والطبية، بالإضافة إلى البيئة والمناخ، حيث بلغ عددها نحو 35 مشروعاً.