القمة العربية.. ما أشبه الليلة بالبارحة!
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
لماذا اجتمع الزعماء والملوك والرؤساء فى قمة الرياض؟ سؤال جوهرى محدد يبحث من خلاله 2 مليار مسلم حول العالم بينهم 468 مليون عربى، عن إجابة قاطعة له بعيداً عن الشجب والتنديد والتشديد والتأكيد، والأهم الإدانة والرفض والاستنكار.
الملايين حول العالم تجمدت أنفاسهم وتوقفت عقارب الساعة أمام أعينهم، ونحوا كل متطلباتهم فى الحياة جانباً ينتظرون إجراءً رادعًا وفوريًا عبر بيان يخلو من كل تلك الكلمات الرنانة، التى أكل منها الزمان وشرب، عبر عقود عجاف من عمر الصراع العربى الإسرائيلى.
وللأسف الشديد ما أشبه الليلة بالبارحة، تضمن البيان الختامى للقمة العربية كل هذه الكلمات وخلا من موقف عربى موحد رادع وقوى يشفى غليل الصدور ويهدئ من نار الغضب المكتوم بداخلهم، وتبخرت أمانيهم، فلا جديدَ قاطعاً يوقف الهولوكوست الصهيونى.
كنا نتمنى وضاعت أمانينا، ونرجو أن تكون هناك خطوات تصعيدية ومواقف متشددة من المقاطعة الجزئية إلى الكلية، وإجراءات اقتصادية مؤثرة ضد الكيان الصهيونى والدول التى تسانده فى جرائم الحرب والإبادة والمحارق التى لم يعرف لها التاريخ مثيلاً.
طموحات المسلمين والعرب كبيرة، ونؤكد ونعيد ما أكدناه من قبل، فنحن لسنا دعاة حرب كفانا الله ويلاتها، ولكن السلام ينهار إذا لم يجد قوة تسانده وتحميه وتدافع عن مشروعيته وكذلك الحقوق المشروعة وتقرير المصير.
بصراحة.. القمة كانت كاشفة، وحروف كلماتها المتناثرة نزعت ورقة التوت لتفضح عورات المتخاذلين والمتواطئين، فالشعوب العربية والإسلامية بلغت سن الرشد وأصبحت تدرك جيداً من يساند القضية ومن يطيل فى أمد النزاع لتبقى مشتعلة، لتصفى نفسها بنفسها.
الدليل على ما سبق ببساطة والذى يكشف خطورة التنازلات وضعف المواقف هو المقارنة بين ما حدث فى أول قمة عربية عقدت بالقاهرة عام 1946 بدعوة من الملك فاروق وعقدت فى قصر أنشاص بمشاركة 7 دول وهى مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق وسوريا، والتى دعت إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتصدى لها بكل قوة.
واليوم وبعد 77 عاماً وارتفاع تمثيل الدول الأعضاء بالجامعة العربية ليصل إلى 22 دولة مع الوضع فى الاعتبار زيادة قدرات الدول الأعضاء المالية والعسكرية والبشرية، تبدلت الدعوة وتغير المسار ليناشد المجتمعون العالم التكتل للتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم إلى دول الجوار!!
هكذا بات مسار القضية جلياً وواضحاً ولا يحتاج من يملك فى رأسه جزءًا من عقل أن يعى خطورة التطورات وتسلسل الأحداث ودق كل نواقيس الخطر لنتائج نأمل ألا تتحقق، فلن يرحمنا التاريخ ولن تنساها لنا الأجيال القادمة.
باختصار.. الموقف المصرى كان الأكثر صدقاً وموضوعية طوال مدة الصراع، والأكثر حدة وصلابة منذ اندلاع الحرب على غزة، والثابت بقوة بلاءاته التى لا تفاوض عليها – لا لتهجير الفلسطينيين ولا للنزوح – وضرورة الوقف الفورى للحرب واللجوء إلى طاولة المفاوضات لحل الدولتين وفق حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الإسلامية المشتركة، واضحة ومحددة تشدد على موقف مصر الثابت والراسخ منذ اندلاع طوفان الأقصى وتطالب بالوقف الفورى لاستهداف وقتل الأبرياء وترويع المدنيين وضرورة وقف كل الممارسات التى تهدف إلى التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، وأن أهالى غزة يعانون من ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولى.
مطالب الرئيس السيسى الـ6 التى وجهها للمجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته الكبرى فى الضغط الفعال لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا ثم معالجة جذور الصراع وإعطاء الحق لأصحابه كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار والأمن لشعوب المنطقة.
وتبقى كلمة.. الموقف المصرى الواضح وضع خريطة طريق للمجتمع الدولى للقيام بدوره.. لكننا نأمل فى مساندة عربية وإسلامية تدعم مصر لنوقف تفشى السرطان الإسرائيلى فى المنطقة بدلاً من أن نقع فى شباك الحكمة اليهودية «إذا لم تستطع أن تنفجر فيهم كقنبلة موقوتة فتخلل أجسادهم كسرطان»، فتخور قوانا وينخر السرطان عظامنا لا قدر الله.
الاتحاد قوة والنجاة للجميع، حمى الله مصرنا ووطننا العربى وعاشت فلسطين عربية وستبقى عربية رغم أنف الكارهين والمتآمرين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار قمة الرياض حول العالم عمر الصراع
إقرأ أيضاً:
مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الأسبوع»: أمريكا تهدد النظام الدولي.. والموقف يتطلب تبكير القمة العربية
أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن صمود الدولة المصرية أمام مخطط تهجير الفلسطينيين قرار لا رجعة فيه، معقبا: «ترامب تحدث كثيرا عن تنفيذه، هل سيفرض علينا حرب مثلا؟، أم سيجعل الإسرائيليين يكسرون السور مثلما حدث في 2009، هل سيدخلهم اليوم بالقوة مثلا!».
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن السيناتور الأمريكي راند بول، وصف هذا الكلام بالسخيف، مشيرا إلى أن الغريب في الأمر حينما اجتمع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجيث، قال الأخير إن كل الاحتمالات قائمة لاستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة، متسائلا: «هل ستحضر قوات أمريكية؟، أم ستتفق مع إسرائيل وتعطيها لهم؟»، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع أي منع لأي نوع من الأسلحة لإسرائيل، معقبا: «هل يستعد لحرب جديدة؟، أم هذه وسيلة للضغط لكي تقبل حماس شروط إسرائيل؟».
وشدد رخا أحمد حسن، على أن الموقف يقتضي قمة عربية والتبكير بها، مشيرا إلى أن هناك قمة عربية مقررة في الأشهر المقبلة لم يتم الاتفاق على موعدها، ولكن من الأفضل التبكير بهذه القمة لأن الموقف خطير.
كما شدد «رخا»، على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على قوتها وتهدد النظام الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا هدفه الاستقرار والأمن في العالم، لكن اليوم هي وإسرائيل تهدده، مضيفًا: «رأينا قرارات مجلس الأمن التي صدرت بإدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، إسرائيل أوقفتها والولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها غير قابلة للتنفيذ أو إنها غير ملزمة.. رجعنا اليوم لسياسة القوة!».
وتابع السفير رخا أحمد حسن، أن الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة اقتصادية حادة، وعليها ديون 34 تريليون دولار، ولذلك الرئيس ترامب أحضر إيلون ماسك لكي يخفضها، وبدأ بالهيئة الأمريكية للمساعدات، وطلب من 10 آلاف موظف فيها يعملوا في الخارج أن يعودوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك سوف نرى مصيرهم، مشيرا إلى أنه يغطي على الأزمة الاقتصادية الأمريكية بالضجيج الذي يحدثه، ناكرا السياسة الاستعمارية التي يريد فعلها.
وواصل مساعد وزير الخارجية الأسبق، في حديثه لـ «الأسبوع»، أنه لا بد من الوقوف أمام ترامب، متسائلا: «هل الدول العربية مستعدة لهذا والوقوف أمامه اقتصاديا سياسيا وتجاريا؟»، لافتا إلى أن هناك وسائل للضغط، مثل قرار الصين باتخاذ إجراءات اقتصادية وتجارية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وقرارات كندا والمكسيك باتخاذ إجراءات فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة الأمريكية، وحينها تراجع ترامب، وجمد قراره بفرض 25% جمارك عليهم.
اقرأ أيضاًمساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الأسبوع»: تصريحات ترامب بشأن التهجير تحتاج لموقف عربي يتخطى البيانات
«الأسبوع» تحاور مساعد وزير الخارجية الأسبق: حرب الظل تتفجر بين لبنان وغزة.. ومصر تتحرك لحماية الأمن القومي العربي من الانفجار