بوابة الوفد:
2025-03-09@00:04:34 GMT

فى وجوب التفرقة بين إسرائيل واليهود

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أنا ضد إسرائيل، والصهيونية، وخصيم لإيمان جنرالات الحروب المطلق بالقوة، ومنكر لقسوتهم المفرطة، ومندد بتوحشهم المقيت.

أدفع نصف عمرى من أجل بسمة طفل آمن يتطلع بأمل لمستقبل يعمه السلام وينتصر فيه العدل. وأقر وأعترف وأكرر بأن كل ما كتبته وأكتبه وسأكتبه لا يساوى لحظة رضا واحدة تعيشها صبية صغيرة فى غزة المنكوبة والمقلوبة على رؤوس أهليها.

جميعنا غاضبون، حزانى، وموجوعون بالعجز، ومستفزون بوهن السادة أصحاب الفخامة والجلالة، والذين كتب عنهم صديقنا الجميل سميح القاسم يوماً «وجيوشهم جرارة/ لا لاستعادة موقع أو مسجد/ أو زهرة برية/ لكن لسحق مظاهرة/ ولقتل طفل ما درى أن الحنين إلى أبيه مؤامرة». 

مشتعلون مشتعلون كأعواد قش يابس سقطت خلسة على وهج نار، لكننا فى هوجة الغضب وحيرة الحزن ننفلت خارج إنسانيتنا، فنخلط خلطاً مريباً بين الصهاينة أصحاب المشروع الاستعمارى التوسعى الدموى، وبين اليهود أصحاب الديانة السماوية العظيمة.

ليس لدينا مشكلة مع اليهود، وليس لدينا مواجهة أبدية معهم، ولا ينبغى أن يكون. وفى رأيى، فإن دعاء أئمة المساجد كل يوم جمعة على اليهود هو جهل مرذول، وعمى فكرى، وخروج ساذج عن حلبة المواجهة، وإهدار لقيم ديانة سماوية عظيمة هى اليهودية.

إسرائيل ليست اليهود، وإلا لماذا يبلغ عدد يهود العالم خمسة عشر مليوناً ولا يعيش فى إسرائيل منهم سوى سبعة ملايين؟ ما يدفع 55 فى المائة من يهود الأرض أن يرفضوا إسرائيل مركزاً ومكاناً؟؟

لو كانت إسرائيل هى أرض الميعاد كما بشرت الصهيونية لاختارها كل اليهود وطناً لهم. ولو كانت تحقيقاً لوعد دينى ما تظاهر يهود نيويورك قبل أيام أكبر مظاهرة فى تاريخهم ضد إسرائيل وتوحشها، والتى كان شعارها الأول «أعيدوا الأرض لفلسطين»، والمقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً.

إن معظم منظمات اليهود خارج إسرائيل ترى فى الصهيونية إرهاباً وعنصرية وتشويهها لليهود، الذين تعرضوا لاضطهاد كريه فى أوروبا عبر العصور. فمنظمة يهودية مثل ناطورى كارتا التى نشأت فى المجر يؤمن أعضاؤها بأن إعادة اليهود إلى فلسطين فيه مخالفة لنص دينى يهودى إذ يعتبر التلمود أن إخراجهم من فلسطين كان عقاباً إلهياً لا يجب الوقوف أمامه. وكان مما قاله الحاخام الأكبر ديفيد وايز «إن إسرائيل ضد التوراة، وستزول لا محالة».

إن اليهودية الحقة تقوم على قيم ومبادئ أخلاقية عظيمة تؤمن بالإنسان والخير والعدل، ولا يجب أن ننسى أن طوائف اليهود فى العالم أخرجوا لنا أعظم المفكرين والعلماء مثل كارل ماركس، فرويد، داروين، وإينشتاين.

والمؤسف أننا نخلط بين اليهود والصهاينة، فنسب اليهود عموماً، ونعتبرهم أساس كل بلوى فى ديماجوجية بلهاء تتصور أن داروين وماركس وعظماء الفكر كانوا جزءاً من المخطط اليهودى للسيطرة على العالم الحديث.ولم يكن غريباً أن تنزلق صحف عربية، ويتورط مثقفون وكتاب رأى كبار فى سب كل يهودى والسخرية من معتقداتهم وتصوراتهم الدينية.

والمُحزن أيضاً أن الخطاب الإسلامى العام يقع فى المشكلة ذاتها فيخلط بين الإسرائيليين واليهود، ويلوى أعناق نصوص قصص دينى تناولت العصاة فى اليهودية ليعممها على كافة اليهود، وكأنه ينتقم بذلك لما يحدث فى غزة.

ناهيكم عن خطاب الشارع العشوائى الحنجورى الذى لو رأى يهودياً لاعتدى عليه ظناً أنه ينصر فلسطين والإسلام. إننا فى ذروة الصراع الدائر نحتاج لمنصات عقل لضبط الغضب، ونبذ التعصب الدينى، والاعتصام بقيم العدل والتحضر، والتمسك بمنظومة الأخلاق التى لا خلاف عليها بين كافة الأديان.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واليهود إسرائيل الصهيونية

إقرأ أيضاً:

المطران عطالله حنا: الدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم واجب إنساني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس على أن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو واجب إنساني وروحي، وجاء ذلك ضمن بيان نشر له اليوم على صفحته الرسمية على الفيس بوك. 

وجاد نصه كالأتي:

 يسألنا البعض لماذا يا مطراننا الحبيب تدافع دائما عن فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني او ليس هذا شأنا سياسيا لا يجوز ان يتدخل به رجال الدين ؟

ما اود ان أقوله لهؤلاء الأحباء الذين اقدر حرصهم بأن المسيحية التي ننادي بها هي تدعونا دوما لكي نكون الى جانب كل انسان مظلوم ومتألم ومعذب ونحن عندما ندافع عن الشعب الفلسطيني وضرورة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا فإننا نقوم بهذا ليس من منطلق سياسي فنحن لسنا سياسيين ولن نكون ولا ننتمي الى أي حزب او فصيل سياسي بأي شكل من الاشكال .
ولكننا نؤمن بأن هذا الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا يجب ان يزول ولست من أولئك المقتنعين اننا يجب ان نكون متفجرين صامتين مكتوفي الايدي امام هذه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب بحق انساننا الفلسطيني .
ندعو دوما الى السلام الحقيقي المبني على العدالة والحرية وصون الكرامة الإنسانية وندعو دوما الى وقف الصراعات والنزاعات والحروب في كل مكان في هذا العالم .

أما فلسطين وشعبها المظلوم فهذه قضية تخصنا وهذا شعبنا ونزيفنا وآلامنا ومعاناتنا مع تأكيدنا بأن هذه الأرض المقدسة هي ارض الميلاد والتجسد والفداء وهذا ما نقوله للكنائس المسيحية في العالم انكم عندما تدافعون عن فلسطين انتم تدافعون عن شعب مظلوم ولكنكم تدافعون عن اعرق وانبل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث كما انكم تدافعون عن اعرق واقدم حضور مسيحي في العالم.
أقول باننا مسيحيين نؤمن بقيم الانجيل ورسالته في هذا العالم ولا يجوز لنا ان نعتقد بأننا طائفة او ملة منعزلة عن محيطها الإنساني والوطني فمسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية هي واجب انساني وروحي بالدرجة الأولى قبل ان تكون شأنا سياسيا يتحدث به السياسيون .
اذكر انني عندما كنت طالبا في كلية اللاهوت في اليونان كنت أرى الأساقفة يتحدثون في الشأن الوطني ويدافعون عن بلدهم وهذا واجبهم.
رجال الدين في اليونان او في روسيا او في رومانيا او في أي بلد اخر من واجبهم ان يبشروا بقيم المسيحية الحقة ولكنهم أيضا يدافعون عن اوطانهم عندما تتعرض للاستهداف .
هكذا نحن أيضا من واجبنا ان ننشر قيم الايمان وان نبشر بالقيم المسيحية القويمة ولكنه من واجبنا أيضا ان ندافع عن الانسان المظلوم في ديارنا وان نطالب بوقف الحروب والعنف والقتل وثقافة الانتقام لكي يكون هنالك سلام حقيقي يصون الكرامة والحرية وحق انساننا الفلسطيني في ان يعيش بحرية وسلام .
ان تدافع عن وطنك وعن شعبك وان تكون منحازا لفلسطين هذا ليس شأنا سياسيا فحسب كما يظن البعض بل هو شأن انساني واخلاقي يخص كل انسان مؤمن وكل انسان حر في هذا العالم .

مقالات مشابهة

  • المطران عطالله حنا: الدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم واجب إنساني
  • إعلان قائمة النشامى لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية
  • وزير الخارجية الإيراني: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل وعلى العالم الإسلامي التحرك لمنع تدمير فلسطين
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم “إسرائيل” في الضفة وغزة
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم إسرائيل في الضفة وغزة
  • رئيس هيئة دعم فلسطين: ترامب قد ينقلب على إسرائيل ونتنياهو يكرس لاحرب ولاسلم
  • يهود أمريكيون يطالبون ترامب برفع العقوبات عن سوريا لإعادة بناء المعابد اليهودية
  • يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة
  • إسرائيل تدرس خطة ترسيخ وتعزيز اليهودية بالقدس الشرقية
  • وفد إسلامي مغربي يعزي عائلة بيباس.. ويؤكد حق اليهود بأرض فلسطين