بوابة الوفد:
2024-12-25@01:58:18 GMT

فى وجوب التفرقة بين إسرائيل واليهود

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أنا ضد إسرائيل، والصهيونية، وخصيم لإيمان جنرالات الحروب المطلق بالقوة، ومنكر لقسوتهم المفرطة، ومندد بتوحشهم المقيت.

أدفع نصف عمرى من أجل بسمة طفل آمن يتطلع بأمل لمستقبل يعمه السلام وينتصر فيه العدل. وأقر وأعترف وأكرر بأن كل ما كتبته وأكتبه وسأكتبه لا يساوى لحظة رضا واحدة تعيشها صبية صغيرة فى غزة المنكوبة والمقلوبة على رؤوس أهليها.

جميعنا غاضبون، حزانى، وموجوعون بالعجز، ومستفزون بوهن السادة أصحاب الفخامة والجلالة، والذين كتب عنهم صديقنا الجميل سميح القاسم يوماً «وجيوشهم جرارة/ لا لاستعادة موقع أو مسجد/ أو زهرة برية/ لكن لسحق مظاهرة/ ولقتل طفل ما درى أن الحنين إلى أبيه مؤامرة». 

مشتعلون مشتعلون كأعواد قش يابس سقطت خلسة على وهج نار، لكننا فى هوجة الغضب وحيرة الحزن ننفلت خارج إنسانيتنا، فنخلط خلطاً مريباً بين الصهاينة أصحاب المشروع الاستعمارى التوسعى الدموى، وبين اليهود أصحاب الديانة السماوية العظيمة.

ليس لدينا مشكلة مع اليهود، وليس لدينا مواجهة أبدية معهم، ولا ينبغى أن يكون. وفى رأيى، فإن دعاء أئمة المساجد كل يوم جمعة على اليهود هو جهل مرذول، وعمى فكرى، وخروج ساذج عن حلبة المواجهة، وإهدار لقيم ديانة سماوية عظيمة هى اليهودية.

إسرائيل ليست اليهود، وإلا لماذا يبلغ عدد يهود العالم خمسة عشر مليوناً ولا يعيش فى إسرائيل منهم سوى سبعة ملايين؟ ما يدفع 55 فى المائة من يهود الأرض أن يرفضوا إسرائيل مركزاً ومكاناً؟؟

لو كانت إسرائيل هى أرض الميعاد كما بشرت الصهيونية لاختارها كل اليهود وطناً لهم. ولو كانت تحقيقاً لوعد دينى ما تظاهر يهود نيويورك قبل أيام أكبر مظاهرة فى تاريخهم ضد إسرائيل وتوحشها، والتى كان شعارها الأول «أعيدوا الأرض لفلسطين»، والمقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً.

إن معظم منظمات اليهود خارج إسرائيل ترى فى الصهيونية إرهاباً وعنصرية وتشويهها لليهود، الذين تعرضوا لاضطهاد كريه فى أوروبا عبر العصور. فمنظمة يهودية مثل ناطورى كارتا التى نشأت فى المجر يؤمن أعضاؤها بأن إعادة اليهود إلى فلسطين فيه مخالفة لنص دينى يهودى إذ يعتبر التلمود أن إخراجهم من فلسطين كان عقاباً إلهياً لا يجب الوقوف أمامه. وكان مما قاله الحاخام الأكبر ديفيد وايز «إن إسرائيل ضد التوراة، وستزول لا محالة».

إن اليهودية الحقة تقوم على قيم ومبادئ أخلاقية عظيمة تؤمن بالإنسان والخير والعدل، ولا يجب أن ننسى أن طوائف اليهود فى العالم أخرجوا لنا أعظم المفكرين والعلماء مثل كارل ماركس، فرويد، داروين، وإينشتاين.

والمؤسف أننا نخلط بين اليهود والصهاينة، فنسب اليهود عموماً، ونعتبرهم أساس كل بلوى فى ديماجوجية بلهاء تتصور أن داروين وماركس وعظماء الفكر كانوا جزءاً من المخطط اليهودى للسيطرة على العالم الحديث.ولم يكن غريباً أن تنزلق صحف عربية، ويتورط مثقفون وكتاب رأى كبار فى سب كل يهودى والسخرية من معتقداتهم وتصوراتهم الدينية.

والمُحزن أيضاً أن الخطاب الإسلامى العام يقع فى المشكلة ذاتها فيخلط بين الإسرائيليين واليهود، ويلوى أعناق نصوص قصص دينى تناولت العصاة فى اليهودية ليعممها على كافة اليهود، وكأنه ينتقم بذلك لما يحدث فى غزة.

ناهيكم عن خطاب الشارع العشوائى الحنجورى الذى لو رأى يهودياً لاعتدى عليه ظناً أنه ينصر فلسطين والإسلام. إننا فى ذروة الصراع الدائر نحتاج لمنصات عقل لضبط الغضب، ونبذ التعصب الدينى، والاعتصام بقيم العدل والتحضر، والتمسك بمنظومة الأخلاق التى لا خلاف عليها بين كافة الأديان.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واليهود إسرائيل الصهيونية

إقرأ أيضاً:

عماد الدين حسين: إسرائيل هي العدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة

قال عماد الدين حسين، عضو مجلس الشورى، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعد نوع من الاستعمار الذي لم يتواجد في أي مكان في العالم، منوهًا بأن الاستعمار الغربي يعتبر ملائكي بالنسبة لدولة الاحتلال.

وتابع "حسين"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على  القناة العاشرة المصرية "ten"، مساء الثلاثاء أن دولة الاحتلال “إسرائيل” ليست هي المتسببة في مشاكل الدول العربية، فإسرائيل قد تكون عاملاً مساعدًا في زيداة هذه المشاكل، مشيرًا إلى أن توسع دولة الاحتلال يمثل خطرًا كبيرًا على العالم العربي.  
وأضاف أن المشروع التوسعي الإسرائيلي خلال الفترة الحالية لم يكن بهذه الصورة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال قبل السابع من أكتوبر لم تكن متوحشة بهذه الصورة، فالعدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة العربي هو وجود إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: إسرائيل هي العدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة
  • عماد الدين حسين: العدو الأساسي لعدم تقدم المنطقة هو وجود إسرائيل
  • اليهود الإسبان في إحتفالات حانوكا : الملك محمد السادس جعل من المغرب نموذجاً للتعايش والتسامح في العالم
  • أستاذ طب نفسي: التفرقة بين الأبناء تسبب سلوك انتقامي من المجتمع
  • الخارجية الإسرائيلية: ترامب سيفتح آفاقا جديدة للدولة اليهودية
  • حركة فتح: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • بالفيديو.. "فتح": نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • فتح بهولندا: نتمنى أن يكون هناك صحوة في ضمير العالم تجاه فلسطين
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم
  • رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال