بوابة الوفد:
2025-02-04@17:24:57 GMT

فى وجوب التفرقة بين إسرائيل واليهود

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أنا ضد إسرائيل، والصهيونية، وخصيم لإيمان جنرالات الحروب المطلق بالقوة، ومنكر لقسوتهم المفرطة، ومندد بتوحشهم المقيت.

أدفع نصف عمرى من أجل بسمة طفل آمن يتطلع بأمل لمستقبل يعمه السلام وينتصر فيه العدل. وأقر وأعترف وأكرر بأن كل ما كتبته وأكتبه وسأكتبه لا يساوى لحظة رضا واحدة تعيشها صبية صغيرة فى غزة المنكوبة والمقلوبة على رؤوس أهليها.

جميعنا غاضبون، حزانى، وموجوعون بالعجز، ومستفزون بوهن السادة أصحاب الفخامة والجلالة، والذين كتب عنهم صديقنا الجميل سميح القاسم يوماً «وجيوشهم جرارة/ لا لاستعادة موقع أو مسجد/ أو زهرة برية/ لكن لسحق مظاهرة/ ولقتل طفل ما درى أن الحنين إلى أبيه مؤامرة». 

مشتعلون مشتعلون كأعواد قش يابس سقطت خلسة على وهج نار، لكننا فى هوجة الغضب وحيرة الحزن ننفلت خارج إنسانيتنا، فنخلط خلطاً مريباً بين الصهاينة أصحاب المشروع الاستعمارى التوسعى الدموى، وبين اليهود أصحاب الديانة السماوية العظيمة.

ليس لدينا مشكلة مع اليهود، وليس لدينا مواجهة أبدية معهم، ولا ينبغى أن يكون. وفى رأيى، فإن دعاء أئمة المساجد كل يوم جمعة على اليهود هو جهل مرذول، وعمى فكرى، وخروج ساذج عن حلبة المواجهة، وإهدار لقيم ديانة سماوية عظيمة هى اليهودية.

إسرائيل ليست اليهود، وإلا لماذا يبلغ عدد يهود العالم خمسة عشر مليوناً ولا يعيش فى إسرائيل منهم سوى سبعة ملايين؟ ما يدفع 55 فى المائة من يهود الأرض أن يرفضوا إسرائيل مركزاً ومكاناً؟؟

لو كانت إسرائيل هى أرض الميعاد كما بشرت الصهيونية لاختارها كل اليهود وطناً لهم. ولو كانت تحقيقاً لوعد دينى ما تظاهر يهود نيويورك قبل أيام أكبر مظاهرة فى تاريخهم ضد إسرائيل وتوحشها، والتى كان شعارها الأول «أعيدوا الأرض لفلسطين»، والمقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً.

إن معظم منظمات اليهود خارج إسرائيل ترى فى الصهيونية إرهاباً وعنصرية وتشويهها لليهود، الذين تعرضوا لاضطهاد كريه فى أوروبا عبر العصور. فمنظمة يهودية مثل ناطورى كارتا التى نشأت فى المجر يؤمن أعضاؤها بأن إعادة اليهود إلى فلسطين فيه مخالفة لنص دينى يهودى إذ يعتبر التلمود أن إخراجهم من فلسطين كان عقاباً إلهياً لا يجب الوقوف أمامه. وكان مما قاله الحاخام الأكبر ديفيد وايز «إن إسرائيل ضد التوراة، وستزول لا محالة».

إن اليهودية الحقة تقوم على قيم ومبادئ أخلاقية عظيمة تؤمن بالإنسان والخير والعدل، ولا يجب أن ننسى أن طوائف اليهود فى العالم أخرجوا لنا أعظم المفكرين والعلماء مثل كارل ماركس، فرويد، داروين، وإينشتاين.

والمؤسف أننا نخلط بين اليهود والصهاينة، فنسب اليهود عموماً، ونعتبرهم أساس كل بلوى فى ديماجوجية بلهاء تتصور أن داروين وماركس وعظماء الفكر كانوا جزءاً من المخطط اليهودى للسيطرة على العالم الحديث.ولم يكن غريباً أن تنزلق صحف عربية، ويتورط مثقفون وكتاب رأى كبار فى سب كل يهودى والسخرية من معتقداتهم وتصوراتهم الدينية.

والمُحزن أيضاً أن الخطاب الإسلامى العام يقع فى المشكلة ذاتها فيخلط بين الإسرائيليين واليهود، ويلوى أعناق نصوص قصص دينى تناولت العصاة فى اليهودية ليعممها على كافة اليهود، وكأنه ينتقم بذلك لما يحدث فى غزة.

ناهيكم عن خطاب الشارع العشوائى الحنجورى الذى لو رأى يهودياً لاعتدى عليه ظناً أنه ينصر فلسطين والإسلام. إننا فى ذروة الصراع الدائر نحتاج لمنصات عقل لضبط الغضب، ونبذ التعصب الدينى، والاعتصام بقيم العدل والتحضر، والتمسك بمنظومة الأخلاق التى لا خلاف عليها بين كافة الأديان.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: واليهود إسرائيل الصهيونية

إقرأ أيضاً:

أمر قضائي من إسرائيل.. قصة حكم بإعدام أم كلثوم (فيديو)

أحيا الإعلامي أحمد موسى الذكرى الخمسين لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم، والتي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 1975.

في ذكرى وفاتها.. حفيد أم كلثوم يكشف اسمها وتاريخ ميلادها الحقيقيين (فيديو) وزير الثقافة: إقامة حفل "أم كلثوم" بباريس يُجسد مدى انتشار وتأثير الموسيقى المصرية عالمياً

وأكد أحمد موسى، خلال برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»،  أن الفنانة الراحلة،  كانت مثالًا للوطنية والتضحية من أجل مصر، وساهمت عبر «القوى الناعمة» في المجهود الحربي للجيش المصري في سنوات الحرب مع إسرائيل.

وقال أحمد موسى: «قرن من الزمن مضى.. 50 سنة في حياة الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم و50 عامًا مضت على رحيلها لأعظم من غنت ليس فقط في مصر ولا العالم العربي، بل وفي العالم.. كان هذا هو صوت أم كلثوم».

وأضاف: «أم كلثوم هي كوكب الشرق وسيدة الغناء، واللقب الأقرب من قلبنا لها هو لقب «الست».. لا يوجد مثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم».

وأكد موسى: «لا يوجد صوت مثل صوت أم كلثوم في الوطن العربي في يومنا هذا»، مضيفًا: «ما زالت أم كلثوم حاضرة وجميع أغانيها لا تزال حاضرة بعد 50 عامًا على رحيلها».

واستعرض أحمد موسى محطات من حياة أم كلثوم ولقاءاتها مع عدد من الزعماء والقادة، وتناول ما كتبته الصحف المصرية غداة وفاة أم كلثوم، ومن أبرزها ما قالته صحيفة الأهرام «مليون مواطن في وداع أم كلثوم».

حكم على أم كلثوم بالإعدام

ولفت أحمد موسى إلى أن الكيان الصهيوني حكم على أم كلثوم بالإعدام، وأن هناك كثيرين لا يعرفون هذا الأمر، والعدو الصهيوني هو العدو الدائم، والذي رأى أن أم كلثوم تشحن بأغانيها همم الجنود والشعب للجهاد ضد إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ‏كتلة "القوة اليهودية" في الكنيست تتقدم بطرح مشروع قانون يقضي بتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة
  • روسيا عن خطط إسرائيل: يريدون البقاء في فلسطين ولبنان والجولان
  • استطلاع رأي: الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل يؤيدون تهجير سكان غزة
  • أمر قضائي من إسرائيل.. قصة حكم بإعدام أم كلثوم (فيديو)
  • رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لضمان وقف إطلاق نار دائم في غزة
  • عاجل| أول رسالة من أربيل يهود بعد الإفراج عنها ومغادرة قطاع غزة
  • غادة عبد الرحيم: يجب التفرقة بين تربية الأبناء وضغوط الحياة
  • طارق عبدالعزيز يتسائل عن سبب التفرقة بين الشركات فى قانون "سوق رأس المال"
  • فلسطين: الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين
  • 9 دول تعلن تشكيل مجموعة لاهاي لمحاسبة إسرائيل ودعم فلسطين