رغم كونهم عرب فلسطينيون : الجنود الدروز في الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي خلال الحرب
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
حرفيش - فرغت قرية حرفيش الجبلية ذات الغالبية الدرزية في شمال إسرائيل، من رجالها الذين التحقوا بصفوف الجيش لحمل السلاح في زمن الحرب.
تسود مظاهر وطنيّة في هذه القرية الواقعة في منطقة الجليل منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية، وردت عليه الدولة العبرية بحملة قصف مدمر على قطاع غزة وعملية برية في شماله.
وتم تحويل أنشطة مصنعها لإنتاج بدلات عسكرية وعلقت على السيارات فيها ملصقات زرقاء وبيضاء بلوني العلم الإسرائيلي.
وقال حسن رباح المسؤول عن أمن القرية البالغ عدد سكانها سبعة آلاف نسمة، إن حوالى "80% من الرجال (يعملون) في الدفاع الوطني" أي في الجيش أو الشرطة أو الاستخبارات أو السجون.
وفيما يقاتل الجيش الإسرائيلي حركة حماس في قطاع غزة على مسافة مئتي كلم إلى الجنوب من قريتهم، ينصرف أبناء حرفيش للاهتمام بأمن حدود إسرائيل الشمالية التي تشهد بانتظام تبادلا لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني.
أوضح رباح الذي يترأس مجموعة دفاع ذاتي تشكلت بعد هجوم حركة حماس "إننا قريبون جدا من الحدود اللبنانية، على مسافة أربعة كلم، وليس هناك سياج في قريتنا، وبالتالي تتولى آليتان القيام بدوريات بوتيرة متواصلة".
ويجوب عناصر المجموعة العشرون طرقات القرية المتعرجة فيما تتردد أصوات القصف الإسرائيلي الذي يستهدف بانتظام جنوب لبنان.
وتتمركز في المنطقة الكتيبة العسكرية 299 التي يشكل الدروز 70% من عناصرها.
وتابع بعض هؤلاء السبت خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. وأوضح قائد الكتيبة كمال سعد (33 عاما) أنه تمّ لهذه المناسبة إعلان حال التأهب القصوى تحسبا لخطر "قد يأتي من أي مكان، من البحر أو السماء أو وحدات برية" تابعة للحزب الحليف لحماس.
- "إخوة السلاح" -
ويقيم الدروز منذ قرون في هذه المنطقة الجبلية الواقعة عند المثلث الحدودي بين ثلاث دول تبقى رسميا في حال حرب، وهي إسرائيل ولبنان وسوريا.
وقال المسؤول السياسي في حرفيش مفيد مرعي لفرانس برس إن "كلّ درزي يرتبط بالأرض التي يعيش عليها، إنه رابط لا يمكن قطعه".
ويمثل الدروز البالغ عددهم 149 ألف نسمة، اثنين بالمئة من التعداد السكاني الإجمالي لإسرائيل. وبموجب وضعهم الخاص كـ"إخوة السلاح"، إذ هم الوحيدون بين عرب إسرائيل الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، يتولى عدد متزايد منهم مناصب مدنية وعسكرية وسياسية عالية، رغم أنهم يشكون بشكل متواصل من التمييز.
علق مفيد مرعي في صالون منزله لوحة كبيرة تصور شقيقه العقيد نبيه مرعي الذي قتل في غزة عام 1996 وبات "بطلا" في القرية، ولا سيما بعدما بعث رسالة في مطلع السبعينات حين كان في الثامنة عشرة من العمر إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك طالبا منه الالتحاق بوحدة المظليين في الجيش.
وقال مفيد مرعي "هو مهّد الطريق لنا جميعا، منذ ذلك الحين بات لدينا مروحة من الاحتمالات".
- "نموذجيّة" -
وأوضح مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن ما يظهره الدروز من "نموذجية" وبسالة في القتال جعلهم حاضرين بقوة في وحدات النخبة.
وقال مرعي إن أكثر من "أربعين من أبناء الطائفة" الدرزية قتلوا في الأسابيع الأخيرة معظمهم خلال التصدي لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مشيرا إلى أن العسكري الإسرائيلي الأعلى رتبة الذي قتل في غزة هو درزي.
وسقط حوالى 1200 قتيل في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس بحسب السلطات، فيما قتل من الجانب الفلسطيني 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب آخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وأقامت قرية يانوح-جت القريبة هذا الاسبوع مراسم لتكريم الضابط عليم سعد، شقيق كمال، والذي قتل في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر خلال معارك مع مسلحين عند الحدود الشمالية.
وروى شقيقه "أجلى جنوده وعاد وحيدا، قُتل أربعة من الإرهابيين الخمسة وتوفي هو جراء إصابته. ضحى بنفسه حتى لا يفعلون بنا ما فعلوه في الجنوب".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد مناطق شمال إسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين إسرائيل وحزب الله، وفصائل فلسطينية تنشط في جنوب لبنان.
وفي مركز للجيش الإسرائيلي في الشمال أتيح لوكالة فرانس زيارته، تنشط تجهيزات عسكرية للتعامل مع التهديدات التي تشمل إطلاق الحزب صواريخ موجهة أو طائرات مسيّرة هجومية.
وقال كمال سعد "نشأنا هنا، إنها منطقتنا، نعرف كل حجر فيها" مضيفا "مهمتنا هي حماية قوات الأمن التي تنشط هنا وما تبقى من المدنيين".
وختم "من واجبنا أن نحمي مواطني إسرائيل. لو كان عليم بجانبي الآن، لقال لي +تعود وتنجز المهمة+".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: من تشرین الأول أکتوبر
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري
#سواليف
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن #خطط للجيش الإسرائيلي لإدارة الأمن في قطاع #غزة من دون #حكومة_عسكرية، وذلك من خلال السيطرة على الممرات والمحاور التي بناها.
وتضيف الصحيفة أن هذا الوجود الاستخباراتي العملياتي، الذي سيعطي الأمن والشعور بالأمان لسكان #إسرائيل في غياب تسوية سياسية أو #صفقة_تبادل أسرى ينوي #الجيش تنفيذه من خلال السيطرة على “ممرات آمنة”، تشمل محور فيلادلفيا بالإضافة إلى منطقة أمنية بعرض حوالي كيلومتر على طول كامل حدود قطاع غزة.
ونظرا لهذا الوضع، ينتشر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لتوفير الأمن لسكان جنوب إسرائيل ومواصلة الضغط العسكري لتهيئة الظروف لعودة الأسرى.
مقالات ذات صلة جيش الاحتلال ينشر بيانات محدثة مفصلة عن عدد قتلاه في غزة ولبنان 2024/11/15ويضيف مراسل الصحيفة بن يشاي، أن التحرك الذي يتم الآن خاصة في شمال قطاع غزة، يأتي لمنع استعادة قدرات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على شن حرب عصابات ضد مستوطني الغلاف، وتشير الصحيفة إلى ما أسمته “الأهداف التي يحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقها من خلال الممرات التي يقيمها في غزة” وهي كالتالي:
أولا: نشاط استخباراتي لمراقبة ومتابعة ما يحدث في القطاع عن كثب، بهدف تحديد أي محاولة من جانب حماس لإعادة تأسيس قوتها العسكرية في القطاع.
ثانيا: التحرك السريع للجيش لمهاجمة اي منطقة في قطاع غزة.
ثالثا: منع المساعدات من الوصول إلى “حماس” من الخارج، وخاصة عبر سيناء ومصر، من خلال السيطرة على محور فيلادلفيا. وذلك لحين الاتفاق مع القاهرة على الإجراءات والتحضيرات التي ستتم على طول محور فيلادلفيا، لمنع تهريب الأسلحة.
رابعا: السيطرة على خطوط مساعدات السكان كوسيلة للضغط على “حماس” لإطلاق سراح الأسرى، ومنع تحركات عناصرها إلى شمال القطاع.
خامسا: السماح للجهات الفاعلة الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية وتوزيعها بأمان.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، محور نتساريم على سبيل المثال سيتحول إلى محور لوجستي يسمح بالعمليات منه شمالا إلى مدينة غزة وجنوبا إلى منطقة المعسكر المركزي في خان يونس، ويكون الوجود الإسرائيلي عسكريا فقط ويقتصر على ممر عرضه 7 كيلومترات وطوله 9 كيلومترات.
هذه الأهداف تقول الصحيفة هي في مراحل متقدمة من البناء، وستبقى وفقا لخطة الجيش الإسرائيلي، لعدة سنوات حتى يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح تغيير الخطط فيما يتعلق بمستقبل القطاع.
لكن في غياب صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفي غياب إدارة بديلة في غزة سيستمر الجيش الإسرائيلي في إنشاء الممرات، والسبب الثاني هو عدم وجود أي مؤشر على إحراز تقدم في تشكيل حكومة بديلة للحكم المدني في غزة.
وبينما هناك دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ترغب في المشاركة في قوة حفظ سلام دولية وحكومة مدنية في غزة، إلا أنها تطالب بمشاركة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في مؤسسات الحكم المدني والحكومة المدنية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يوافق على ذلك لأسباب سياسية وخوفا من تفكك ائتلافه.