بوابة الوفد:
2024-11-27@14:10:15 GMT

هواجس كاتب

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

دخل الكاتب المعروف غرفة مكتبه فى السادسة مساءً كما يفعل كل ليلة. جاءته زوجته بكوب الشاى المعتاد مع قطعة كيك صغيرة مشفوعة بابتسامة رقيقة وأمنيات طيبة بمزيد من التوهج الإبداعى. لثم ظهر يدها وشكرها بقلب ينبض بالحب الصادق العميق رغم أنهما احتفلا بمرور ثلاثين عامًا على زواجهما السبت الماضى. قالت له بحنان قبل أن تغادر الغرفة: دعنا نواصل حديثنا حول فيلم (الزوجة الثانية) عندما تنتهى، فهز رأسه بالموافقة وشيعها بنظرات إعجاب لم تتوقف لحظة منذ تعارفا لأول مرة قبل 31 عامًا على باب سينما مترو.

 

بهدوئه المعروف أدار جهاز الكومبيوتر. تجول فى موقع «يوتيوب». شاهد بأسى دماء الأطفال الفلسطينيين مازالت تسيل فى نشرات الأخبار العربية والأجنبية. المذيع الصارم يذكر أعداد الضحايا الأبرياء بجمود لغوى بارد. تفاقم شعوره بالغضب والحزن والعجز. انتقل بعدها سريعًا إلى بعض المشاهد الحديثة التى يضج بها «يوتيوب» حول العدوان والتوسل والاستغاثة والتحليل والسباب والمسلسلات النادرة.

انتابته حيرة شديدة، فهذه أول مرة يجلس فيها أمام (الكيبورد) ليكتب مقاله اليومى وهو لا يعرف عما يكتب بالضبط. تساءل خاطره: هل يغامر بالكتابة عن تاريخ الإجرام البشرى وأشهر القتلة عبر العصور؟ هل يمكنه أن يفعل ذلك دون أن يذكر المذابح التى يتعرض لها أشقاؤنا فى فلسطين، ليس الآن وإنما على مدار 75 عامًا؟ وهل يضمن أن ما يكتبه سينشر كاملا أم أن مسؤول التحرير قد يضطر إلى التدخل بحذف ما يراه زائدًا عن الحد؟ أم سيتلقى اتصالا على هاتفه المحمول يطلبون منه أن يتناول موضوعًا آخر فى مقاله اليومي؟.

نهشه التردد، إذ خشى أن يتعرض مقاله للحذف أو المنع، فقرر أن يبتعد عن عالم السياسة الدموى هذا، وليكتب عن طه حسين بمناسبة مرور 134 عامًا على ميلاده، فارتاح للفكرة، وقال فى نفسه: هل أنجبت مصر رجلاً بعظمة الأستاذ العميد؟ إنه يستحق كل حفاوة وتقدير، لا اليوم فحسب، بل فى كل وقت وحين.

لكن سرعان ما تذكر أنه أصدر ثلاثة كتب عن صاحب (الأيام)، وأنه ملأ الصحف والمجلات المصرية والعربية بعشرات المقالات عن طه حسين، فما الجديد الذى سيضيفه هذه المرة؟ ولاحت منه نظرة مباشرة على مكتبته التى تحتل الجدار المقابل له، فقرر أن يقدم مراجعة لأحد الكتب التى جذبته مؤخرًا حتى يهرب من ورطة الكتابة عن الشأن الجارى الذى قد يعرضه للخطر!.

وبالفعل التقط كتاب (فن اللا مبالاة) للكاتب الأمريكى مارك مانسون، لكن سرعان ما قرر أن يهجر هذه الفكرة، وليتصفح فيسبوك عسى أن يلتقط فكرة أخرى أكثر جاذبية.

تعجب من حجم المعرفة السياسية الشحيحة التى تفوح روائحها من «بوستات» بذيئة ينشرها بعض (المثقفين)، فقرر عدم الاشتباك معهم فى جدال مجانى لن يربح منه أحد، فالكل خاسر إذا غامت الرؤى وضاعت البوصلة.

فجأة... لمعت فى رأسه فكرة وهى أن يكتب مقالاً تحت عنوان (ثنائية الجهل والبذاءة)!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق السادسة مساء الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

التشخيص المبكر يحمى من جلطة القلب 

تعد الجلطة القلبية من الإصابات الخطيرة التى تعرض حياة الإنسان للخطر ومن الممكن أن تتسبب فى الوفاة، يبدأ الشعور بالجلطة عن طريق ألم فى الصدر والذراعين، وضيق فى التنفس، والشعور بالتعب الشديد. 

وتحدث الجلطة القلبية عندما لا يحصل جزء من عضلة القلب على كمية كافية من الدم وغالباً ما ينتج عن انسداد فى الشريان القريب.

يقول الدكتور هانى أمين، استشارى القلب وقلب الأطفال جامعة عين شمس، جلطة القلب لم تعد مشكلة ولكن للمريض الذى تحرك فوراً عند شعوره بآلام وسط الصدر لأن وصول المريض مبكراً فى الدقائق أو الساعة الأولى من الجلطة يمكن الأطباء المعالجين من إذابة الجلطة وعمل قسطرة لتوسيع الشريان فى هذه الحالة لن تترك الجلطة أثراً على عضلة القلب أو تكون أثارها بسيطة لا تذكر.

أما المريض الذى يبدأ فى التحرك بعد 6 ساعات من حدوث الألم أو فى اليوم التالى فهذا سوف يواجه مشاكل كثيرة أهمها ضعف عضلة القلب.

ما هى جلطة القلب؟

يقول الدكتور هانى أمين إن الجلطة القلبية تعنى موتاً لجزء من أنسجة القلب وتحدث جلطة القلب نتيجة لانسداد كلى لأحد الشرايين التاجية بجلطة، فينقطع الدم عن جزء عن أنسجة القلب وبالتالى يؤدى الانسداد إلى موت الجزء الذى كان يتغذى عن طريق هذا الشريان الذى أصيب بالسدد.

وبعد فترة يتحول هذا الجزء من نسيج القلب إلى أنسجة متليفة, فإذا كان هذا الجزء صغيراً «انسداد شريان صغير الحجم» فإن المريض يعود بعد فترة من الراحة والعلاج تدريجياً لممارسة حياتة بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعى مع بعض الاحتياطات, أما إذا كانت مساحة الجزء المتأثر كبيرة «انسداد شريان أو فرع رئيسى»، أو كان مكان الإصابة مهماً وحساساً فمن الممكن أن تحدث مضاعفات خطيرة. 

كيف تشخص جلطة القلب؟

يشكو المصاب بجلطة القلب من ألم شديد جداً عبر الصدر، وينتشر الألم عادة إلى الذراع اليسرى، وقد يكون مصحوباً بغثيان أو ضيق فى التنفس وعرق غزير أو إغماء وقد يبدو المريض شاحباً. ويحتاج تشخيص هذه الحالة إلى تأكد بواسطة رسم القلب الكهربائى وإجراء تحليل لأنزيمات القلب فى الدم وعمل موجات صوتية للقلب.

كيف تعالج جلطة القلب؟

ينبغى التأكيد على سرعة نقل المريض المشتبه بإصابته بجلطة القلب إلى المستشفى، فوصول المريض إلى المستشفى بسرعة يزيد من فرص استعمال الدواء الذى يمكنه إذابة الجلطة أو عمل قسطرة لتوسيع الشريان حيث أن الفائدة المرجوة من استعمال هذا الدواء تكون فى الساعات الأولى من بداية ألم الجلطة القلبية. ويعطى المريض فوراً مسكنات الألم القوية كالمورفين. 

ويدخل المريض إلى غرفة العناية القلبية المركزة حيث يوضع تحت الرقابة المكثفة لمدة 24 ساعة على الأقل. وقد يعطى المريض عدداً من الأدوية مثل النيتروجليسرين بالوريد، ومثبطات المستقبلات بيتا والمستحضرات التى تزيد من نسبة السيولة بالدم كالهيبارين، وأمثاله.

هل يحتاج مريض الجلطة إلى علاج بعد خروجه من المستشفى؟

معظم المرضى يحتاجون إلى دواءين أو أكثر. واستعمال الأسبرين ومثبطات المستقبلات بيتا مثلا أمر روتينى فى معظم الحالات للوقاية من حدوث جلطة أخرى.

متى يعود مريض الجلطة إلى حياته العادية؟

إذا كانت الأمور كلها على ما يرام فإن المريض يزيد من نشاطه تدريجياً يوماً بعد يوم. ولكن ينبغى تجنب الأعمال المجهدة فى الأسابيع الستة الأولى بعد الجلطة. 

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: أين يتجه الذكاء الاصطناعي بقيادة ترامب وماسك؟
  • الحب والدعم كانا من العوامل المهمة التى ساعدتنى على التعافى
  • سحر الجعارة: ملف شباب الصحفيين أولوية.. ونسعى لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات
  • يا وزير اسرع كرم عمر الجزلى وهو حى يرزق قبل ان يلتحق بالرفيق الاعلى
  •  سلاف فواخرجى: فيلم «سلمى» يعبر عن معاناة نساء سوريا.. والظروف الحقيقية أصعب من التخيل
  • كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
  • حنان أبوالضياء تكتب عن: الهوية الأنثوية المشوشة فى Wild Diamond
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • سيف على رقاب الجميع
  • التشخيص المبكر يحمى من جلطة القلب